|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() التشبه بالكفار ومشاركتهم أعيادهم أ. عبدالعزيز بن أحمد الغامدي الخطبة الأولى أمَّا بعد، فإن الله سبحانه وتعالى قد أغنى المسلمينَ وأنعم عليهم بشريعة كاملة؛ شاملة لكل مصالح الدين والدنيا، وعلّق ربنا جل وعلا السعادةَ في الدنيا والآخرة على العملِ بها والتمسكِ بهداها، قال الله تعالى: ﴿ فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى ﴾ [طه: 123]، وهذه الشريعةُ هي الصراط المستقيم؛ وهي طريق من أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وما خالفها فهو طريق المغضوب عليهم والضالين من اليهود والنصارى والمشركين. وإننا في كل ركعة من صلواتنا ندعو الله أن يهدينا الصراط المستقيم، وأن يجنبنا طريق المغضوب عليهم والضالين، فلنتأمل هذا الدعاء ومقاصده وثماره. يقول الله تعالى: ﴿ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [الأنعام: ١٥٣]، وقال الفاروقُ عمرُ رضي الله عنه: (إنا قوم أعزنا الله بالإسلام، فإن طلبنا العزة بغيره أذلنا الله). إخوةَ الإسلام، إنّ المتأمِّلَ في النصوص من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم يجِدُ النَّهيَ الصريح عن التشبُّه بالكفّار واضحا جليا؛ قال الله سبحانه: ﴿ ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ ﴾ [الجاثية: 18] وقال تعالى: ﴿ وَلا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ ﴾ [المائدة: 77]. وعَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (منْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ) رواه أبو داود وصححه الألباني. ويقولُ النبي صلى الله عليه وسلم: (خالِفوا اليهودَ؛ فإنهم لا يصلّون في نعالهم ولا في خفافهم) رواه أبو داود وصححه الألباني، ويقولُ عليه الصلاة والسلام: (خالِفوا المشركين؛ وفِّروا اللِّحى وأَحفُوا الشوارب) متفق عليه. ومن هنا فهِم السلفُ الصالح من الصّحابة والتابعين من هذه النصوصِ وغيرِها تحريمَ التشبُّه بالكفارِ فيما هو من خصائصهم؛ سَواءً كانَ ذلك في العقائد أو العادات أو الصفات، وسَواءً كانَ ذلك الفعلُ مما قَصَد فاعلُهُ التشبّهَ بهم أو لم يقصِده. وإن الناظر في عالم اليوم يرى بوضوح جهودَ أعداء الإسلام في محاولاتهم لطمسِ حقائقِ الدين ومعالمِه؛ وإطفاء نوره بشتى الوسائل، كل ذلك ليقطعوا صلة المسلمين بدينهم ويبعدونهم عن دين الله تعالى الذي ارتضاه، ليصبح الواحدُ مسلمًا بالاسم فقط، قال تعالى: ﴿ يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ﴾ [التوبة: 32]. ولذلك كان التحذير الرباني من موالاة هؤلاء الأعداء، قال الله: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ... ﴾ [الممتحنة: 1]. عباد الله، في كل نهايةَ عام ميلادي ودخول آخر يحتفل النصارى بعدد من الأعياد؛ كما هو مقرر في ديانتهم المحرفة الباطلة، أبرز هذه الاحتفالات الاحتفال بميلاد نبي الله المسيحِ عيسى بن مريم عليه السلام، فيقومون بأداء شعائرَ وعباداتٍ؛ وبذل هدايا وإيقادِ شموعٍ وغير ذلك؛ احتفالا بهذه المناسبات، سواء كان في دولهم أو في المجتمعات والأوساط التي يعيشون ويتجمعون فيها خارج بلادهم. وإن حرص النصارى على إقامة هذه الأعياد في نهاية السنة الميلادية يعتبر جزءٌ من دينهم وعقيدتهم، لذا فإنه لا يستغربُ حرصُهم على إقامتها. لكنّ مصيبَتنا في بعض المسلمين الذين يشاركون هؤلاء النصارى في أعيادهم الكفرية. وهذه المشاركة من بعض المسلمين أخذت صورًا عديدة، فمن المسلمين من يشاركهم في حضورها ويحتفل معهم وكأنه - والعياذ بالله - واحدًا منهم، كيف يرضى مسلمٌ لنفسه أن يلوث عقيدتَه الصافية النقية عقيدة لا إله إلا الله محمد رسول الله بعقيدة النصارى الذين يدّعون بأن الله ثالث ثلاثة تعالى الله عن قولهم علوًا كبيرا؟! وصورة أخرى من صور هذه المشاركة: ألا وهي التهنئة لهؤلاء الكفار بأعيادهم؛ وذلك بدون أن يحتفل معهم؛ وربما أنّ هذا يقعُ مِن بعضِ مَن يختلطُ معهم بحكم العمل الوظيفي وغيرِه؛ فيبادلونهم التهاني بهذه الأعياد، وربما يرسلون لهم بطاقات التهنئة بهذه المناسبات. وهذه المشاركات يجب التنبيه عليها للتحذير منها، وذلك لعظم تحريمها؛ وذلك من عدة أوجه: أولاً: لأنه من التشبه بالكفار، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: (من تشبه بقوم فهو منهم.) رواه أبو داود وصححه الألباني. ثانياً: أن المشاركة فيها نوع من مودة الكفار ومحبتهم والله يقول: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ ﴾ [المائدة: 51] الآية، ويقول تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ ﴾ [الممتحنة: 1] الآية. ثالثاً: إن العيد قضية دينية عقدية وليست عادات دنيوية كما دل عليه الحديث في الصحيحين: (إن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا) وعيدهم يدل على عقيدة فاسدة شركية كفرية. رابعاً: ﴿ وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ ﴾ [الفرقان: 72] الآية فسرها العلماء بأعياد المشركين. ملأ الله قلوبنا بحب الإيمان والمؤمنين، وبغض الكفر والكافرين، أقول ما سمعتم وأستغفر الله.... الخطبة الثانية فالواجب - يا عباد الله - الحذر والتحذير من مشاركة الكفار في أعيادهم، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (إن الأعياد من جملة الشرائع والمناهج والمناسك التي قال الله تعالى فيها: ﴿ لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ ﴾ [الحج: 67]، كالقِبلةِ والصلاة والصيام، فلا فرق بين مشاركتهم في العيد وبين مشاركتهم في سائر المناهج.... إلى أن قال: فالموافقة فيها موافقة في أخص شرائع الكفر وأظهر شعائره). ويقول العلامة ابن قيم الجوزية رحمه الله في كتابه الفذ (أحكام أهل الذمة): (أما تهنئتهم بشعائر الكفر المختصة بهم فحرام بالاتفاق، وذلك مِثلُ أن يهنئَهم بأعيادهم، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات، وهو بـمنـزلة أن يهنئه بسجوده للصليب، بل ذلك أعظم إثمًا عند الله وأشد مقتًا من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس وارتكاب الفرج الحرام ونحوه، فمن هنأ عبدًا بمعصيةٍ أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه) انتهى كلامه رحمه الله. فاتقوا الله عباد الله، كيف نرفعهم وقد أذلهم الله؟! كيف نكرمهم وقد أهانهم الله؟! كيف نهنئهم وقد توعّدهم الله؟! إخوة الإسلام، ومما ينبه عليه هنا أن بعض المسلمين شابهوا النصارى في احتفالهم بميلاد المسيح عيسى عليه السلام بطريقة أخرى يرون أن فيها تقربًا إلى الله؛ فقاموا بابتداع الاحتفال بمولد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وقد حذر سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم من الغلو فيه؛ ومن التشبه باليهود والنصارى والمشركين، ومن الأمور التي تشبه أيضا فيها بعض المسلمين بما يفعله النصارى الاحتفال برأس السنة الهجرية وهذه لم يفعله سلف هذ الأمة؛ فيكفينا ما كفاهم. اللهم ارزقنا محبة المؤمنين وبغض الكافرين. اللهم ارزقنا وشبابنا الاعتزاز بديننا والتمسك به. اللهم أعز الإسلام والمسلمين؛ وأذل الكفر والكافرين.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |