خطبة عن الترفيه والترويح - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         How can we prepare for the arrival of Ramadaan? (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          الأسباب المعينـــــــة على قيام الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          حكم بيع جوزة الطيب واستعمالها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          تريد لبس الحجاب وأهلها يرفضون فهل تطيعهم ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          ما هي سنن الصوم ؟ . (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          هل دعا الرسول صلى الله عليه وسلم للمسلمين الذين لم يروه ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          حكم قول بحق جاه النبي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          ليلة النصف من شعبان ..... الواجب والممنوع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          فضل صيام شهر رمضان.خصائص وفضائل شهر رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          المقصود بالتثليث النصراني الذي أبطله القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21-10-2020, 12:40 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,610
الدولة : Egypt
افتراضي خطبة عن الترفيه والترويح

خطبة عن الترفيه والترويح (1)


عبدالله بن علي بن عبدالله الغامدي





الحمد لله فالق الإصباح، وخالق الأرواح، ومصرف الرياح، وضع عن عباده إصرهم، والأغلال التي كانت عليهم وأزاح، وأذن لأمة السؤدد والكفاح ومن خلَّدوا مآثر العز والفلاح بشيء من اللهو المباح، والمداعبة والملاعبة والمزاح، في حدود ما شرع الله وأتاح.

نحمده على ما تجدد من نعمه، ونشكره بالغدوة والرواح، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، الذي قدم إليه أهل الحبشة وكانوا يلعبون بحراب لهم فقال عليه الصلاة والسلام: " العبوا يا بني أرفده! حتى تعلم اليهود والنصارى أنَّ في ديننا فسحة " (في السلسلة الصحيحة 1829).

وورد في حديث آخر قوله عليه الصلاة والسلام "كُلُّ شيء لَيْسَ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ فَهُوَ سَهْوٌ وَلَهْوٌ إِلاَّ أَرْبَعًا مَشْيَ الرَّجُلِ بَيْنَ الْغَرَضَيْنِ وَتَأْدِيبَهُ فَرَسَهُ وَتَعَلُّمَهُ السِّبَاحَةَ وَمُلاَعَبَتَهُ أَهْلَهُ». (في السلسلة الصحيحة 315). صلى الله عليه وعلى آله ما بدا فجر ولاح، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً.

عباد الله:

أوصيكم ونفسي بتقوى الله خيرِ زاد وأرجى مدّخر، ولنعمر أعمارنا بما فيه عمار آخرتنا من صالح الأعمال وأزكى القربات ومحاسن الأخلاق.

أيها الجمع الكريم:
إن مشكلة الفراغ في حياة الأمة أسراً وأبناء، كباراً وصغاراً لآفة مروعه، وداء مخيف.
إن معنى الفراغ بصورته الحقيقية البطالة والكسل والقعود والرضي بالدون.
إن معنى الفراغ أن تتفشى في أوساط المجتمعات الخمرة والمخدرات والسرقة والانحرافات السلوكية والأخلاقية..

إن معنى الفراغ إنْ دبّ في شريان الأسر وأركانها، ضياع الأبناء، والانشغال بملاحقة الموضة والأزياء، والسهر على قنوات الفضاء، والمكث ساعات طوال ملاحقة لجديد مواقع التواصل الاجتماعي والإنترنت عبر الجوال.
إن الفراغ في حقيقته ليس فراغ الوقت، ولكنه فراغ النفس والقلب فراغ القيم والمبادئ العليا، فراغ الأهداف الجادة والعمل البنّاء.

ولوجود الفراغ في حياة الأمة أسبابه:
1- والتي منها الترف ووفرة المال.
2- وتوفر الخدم.
3- وكثرة وسائل الراحة على صعيد أعمال البيت والوظيفة والتنقل ومرافق الحياة الأخرى.
4- ومن أسبابه الرئيسة أيضا تسارع صناعة الترويح والترفيه والملاهي ونحوها..

فأنشئت لذلك مؤسسات واستحدثت دراسات وصدرت صناعات ووضعت لذلك برامج وأنشطة، وأقيمت مسابقات وأجريت منافسات، بل أنشئت من أجل ذلك وزارات وهيئات، إذ أصبح الاستثمار السياحي على سبيل المثال يشكل حجر زاوية في وارادات كثير من الدول، ألا ترى أخي إذا اقبل الصيف أو أوقات العطل كم هو التنافس المحموم لإغراء السائح والمتنزّه بتنزيلات وتخفيضات، وخدمات وتنقلات، وإمكانات ووجبات وزيارات وتسهيلات، ناهيك عما يكتنف ذلك من خدمات أخرى لا تظهر في الإعلانات ويستحيا من ذكرها في الدعايات مما يعرفه السائحون والسائحات. واللبيب بالإشارة يفهم.
أخي المؤمن.. اغتنم خمسا قبل خمس.

والسؤال الذي يطرح نفسه:
ما موقف الإسلام من الترويح والترفيه؟ وما تعرفيهما الصحيح؟
إن الترويح في أحسن تعاريفه المختارة يتمثل في "نشاط هادف ممتع يُمارس اختياريا بوسائل عديدة ومباحة شرعا، تستجم به النفس باعث لها على النشاط بعد فتور وتعب، وعلى سرور وانشراح بعد اغتمام وهمّ"..

أما شريعة الكريم الرحمن أخي في الله فبكمالها وشمولها لم تترك مجالا من مجالات الحياة الإنسانية إلا وبيّنت أحكامه وفصّلت آدابه وضوابطه.. ﴿ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ﴾ [الأنعام: 38] ومع ذلك فقد تميزت بفضل الله - أي هذه الشريعة - بالسماحة واليسر والاستجابة لمتطلبات الفطرة والنفس البشرية بما لا غلو فيه ولا إهمال ولا تفريط ولا إفراط..

ولأن الترويح بدأت تكثر وسائله وتتعدد مناحيه وتروّج بين الناس دعاياته فهو من الموضوعات الشائكة، فهو يحقق رغبات وشهوات نفسية تجعل النفوس إليه أميل والتساهل فيه أكبر والترخص فيه والتنازل أكثر وأخطر..

وإليك أخي جوانب في حياة القدوة والأسوة محمد بن عبد الله صلوات ربي وسلامه عليه، ومن عاشره من صحابته رضي الله عنهم، ومن خلفهم على النهج ذاته والسنة نفسهما تبين لنا بجلاء كيف كان الترويح والترفيه في حياتهم، وهل كان له وجود فعليا بينهم، ومن ثم توضح أنواعه وضوابطه بإذن الله تعالى: فمن ذلك:
1- الترويح بالمداعبة والممازحة.
لقد كان صلى الله عليه وسلم يداعب أصحابه رضي الله عنهم حتى قالوا: يارسول إنك تداعبنا؛ فقال: إني لا أقول إلا حقا وأخبر عن أفضل الأعمال بقوله " من أفضل الأعمال إدخال السرور على المؤمن ، تقضي عنه دينا ، تقضي له حاجة ، تنفّس له كربة ". (السلسلة الصحيحة 2291).

وأتته عليه الصلاة والسلام يوما امرأة عجوز فقالت يارسول الله ادع الله تعالى أن يدخلني الجنة فقال (يا أم فلان إن الجنة لا تدخلها عجوز) فولّت تبكي فقال (أخبروها أنها لا تدخلها وهي عجوز إن الله تعالى يقول ﴿ إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً * فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا * عُرُبًا أَتْرَابًا ﴾ [الواقعة: 35 - 37] في السلسلة الصحيحة 2987.

وكان ينادي عليه الصلاة والسلام أحد الصحابة "يا ذا الأذنين "صحيح الجامع 7909 ورسول الله صلي الله عليه وسلم صادق في وصفه.

وكان صهيب الرومي رضي الله عنه مزّاحاً، فقد قال:" قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم وبين يديه خبز وتمر فقال النبي صلى الله عليه وسلم ادن فكل فأخذت آكل من التمر فقال النبي صلى الله عليه وسلم تأكل تمرا وبك رمد قال فقلت إني أمضغ من ناحية أخرى فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم" صحيح ابن ماجة 3443.

وكان هذا خلقه عليه الصلاة والسلام حتى مع أهل بيته وقد سرت هذه الروح السمحة المرحة إلى نفوس أصحابه فكانوا على ما هم عليه من جدّ وجهاد وعبادة وعمل يتمازحون ويداعب بعضهم بعضا وكانوا يترامون بقشر البطيخ ولكن إذا جدّ الجدّ فهم الرجال رضي الله عنهم وأرضاهم.

2- الترويح بالفروسية والرمي.
عُرف العرب منذ الجاهلية بتعلمهم الفروسية بأنواعها من ركوب للخيل ورمي بالقوس ومطاعنة بالرماح ومداورة بالسيوف، وكانوا ينشئون عليها أولادهم، وجاء الإسلام فأقر هذه كلها بل وشجع على ممارستها.

قال عليه الصلاة والسلام (اللهو في ثلاث: تأديب فرسك و رميك بقوسك و ملاعبتك أهلك) (صحيح الجامع 5498). وكان ينتهز الفرص ليسابق بين الخيل سواء أكان في المدينة والمسلمون لم يتهيئوا للحرب أم كان والمسلمون عائدون من الغزو، ولربما أحيانا شارك في الرهان ويفرح حين تفوز خيله ومن ذلك أنه" راهن على فرس يقال له (سبحه) فسبق الناس فبش لذلك عليه الصلاة والسلام وأعجبه " (حديث حسن في غاية المرام 391).

وما كان ليفعل ذلك عليه الصلاة والسلام إلا تعويدا على الجهاد والشجاعة والرجولة.
والرمي من فنون القتال قال عليه الصلاة والسلام (ستفتح أرضون ويكفيكم الله فلا يعجز أحدكم أن يلهو بسهمه) رواه مسلم.

ومرّ النبي صلوات ربى وسلامه عليه على نفر من أسلم ينتصلون في السوق فقال (ارموا بني إسماعيل فان أباكم كان رامياً، ارموا وأنا مع بني فلان) قال فأمسك أحد الفريقين بأيديهم فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: مالكم لا ترمون؟ قالوا: كيف نرمي وأنت معهم؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم (ارموا وأنا معكم كلكم). (في صحيح الترغيب والترهيب 1280).

3- الترويح بالحُداء.
كان الصحابة رضي الله عنهم في عصر الرسول صلي الله عليه وسلم وما بعده يُنشدون وهم على الإبل حال سفرهم لتجارة أو جهاد أوغيرها، وكانت هذه الأناشيد تحفّز هممهم، وتجدد نشاطهم، وتحث الإبل على الإسراع في مسيرها، وما كان ينهاهم عن ذلك عليه الصلاة والسلام إلا إذا خشي أن تهيج الإبل فتُسقط ما عليها من هوادج النساء أو غيرها، فقد قال مرّة.
"ارفق يا أنجشة - ويحك - بالقوارير". (صحيح الأدب المفرد 682).

روى البخاري رحمه الله أن المصطفى في مسيره عليه الصلاة والسلام لخيبر وكان الوقت ليلا، فقال رجل منهم لعامر بن الأكوع وكان حاديا حسن الصوت: ياعامر ألا تسمعنا من هنيهاتك؟ فبدأ عامر يحدوا بالناس، ويقول:
اللهم لولا أنت ما اهتدينا
ولا تصدقنا ولاصلينا
وقد سمعه الرسول فسأل عنه فقيل له ، عامر بن الأكوع فقال (يرحمه الله).

4- الارتجاز.
وقد كان بعض الصحابة رضي الله عنهم يرتجزون سواء وهم في الجهاد أو كانوا في عمل شاق ليخفف عنهم العناء، ويروّح عن نفوسهم.

روى البخاري رحمه الله عن البراء - رضي الله عنه - قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الخندق وهو ينقل التراب حتى وارى الترابُ شعر صدره عليه الصلاة والسلام، وكان رجلا كثير الشعر وهو يرتجز برجز /عبد الله بن رواحه.
اللهم لولا انت ما اهتدينا
ولا تصدقنا ولاصلينا
فأنزلنْ سكينة علينا
وثبت الأقدام إن لاقينا
إن الأُلى قد بغوا علينا
وإن أرادوا فتنة أبينا.

وكان صلى الله عليه وسلم يرتجز بذلك رافعا صوته، وكذا كان ارتجازهم رضي الله عنهم يوم بنوا المسجد النبوي وهم يحملون الحجارة ويضعون اللبن، حينها جعل الحبيب يقول عليه الصلاة والسلام.
اللهم إن العيش عيش الأخرة
فاغفر للأنصار والمهاجرة.

5- الترويح بالمسابقات الرياضية:
لقد عُرفت في مجتمع الرسول صلى الله عليه وسلم العديد من المسابقات والمنافسات الرياضية، بل كان أحيانا يشاركهم في بعضها عليه الصلاة والسلام وأحيانا يكتفي بمشاهدته وإقراره لهم وتشجيعهم، ما بين مسابقات على الأقدام وبين الخيل وبين الإبل والرمي.

أ‌) المصارعة.
شُغف العرب في الجاهلية بالمصارعة وكانوا - من ولعهم بها - يخصصون لها مكانا هاما في أسواقهم كسوق عكاظ ومَجِنّةَ وذي المجاز وغيرِها، ولذا صارع مرّة رسول صلى الله عليه وسلم ركانة رضي الله عنه وكان وقتها مشركا فعَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- "كَانَ بِالْبَطْحَاءِ فَأَتَى عَلَيْهِ يَزِيدُ بْنُ رُكَانَةَ أَوْ رُكَانَةُ بْنُ يَزِيدَ وَمَعَهُ أَعْنُزٌ لَهُ فَقَالَ لَهُ يَا مُحَمَّدُ هَلْ لَكَ أَنْ تُصَارِعَنِى فَقَالَ: «مَا تُسْبِقْنِى». قَالَ شَاةً مِنْ غَنَمِى فَصَارَعَهُ فَصَرَعَهُ فَأَخَذَ شَاةً قَالَ رُكَانَةُ هَلْ لَكَ فِى الْعُودِ قَالَ: «مَا تُسْبِقْنِى؟». قَالَ أُخْرَى ذَكَرَ ذَلِكَ مِرَارًا فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ وَاللَّهِ مَا وَضَعَ أَحَدٌ جَنْبِى إِلَى الأَرْضِ وَمَا أَنْتَ الَّذِى تَصْرَعُنِى يَعْنِى فَأَسْلَمَ وَرَدَّ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم - غَنَمَهُ".(حديث حسن في إرواء الغليل).

وكان غلمان الأنصار يُعرضون عليه عليه الصلاة والسلام من كل عام فمن بلغ منهم بعثه (فعرضهم ذات مرّة فمرّ به غلام فأجازه في البعث، وعُرض عليه سمرة بن جندب رضي الله عنه فرده قال سمرة رضي الله عنه يا رسول الله أجزت غلاما ورددتني ولو صارعني لصرعته قال (فدونك فصارعه) قال فصارعته فصرعته فأجازني في البعث). هذه أهداف المصارعة، ليست كما هي عليه اليوم من لباس لا يكاد يستر السوأتين، ناهيك إن كانت مصارعة غربية عن سلاسل تلبس، وصلبان تُعلّق، وأوشام على الأجساد ترسم..

ب) سباق الأقدام.
وقد سابق الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام عائشة رضي الله عنها مرتين وتسابق الصحابة رضي الله عنهم في حضرته وممن عُرفوا بذلك سلمة بن الأكوع رضي الله عنه فقد كان يسابق الخيل فيسبقها.
أقول ما تسمعون واستغفر الله لي ولكم. فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
♦ ♦ ♦

الحمد لله وكفى، وصلاة وسلاما على الرسول المصطفى والأسوة المجتبى، صلى الله عليه وعلى آله ومن سار على هداه واقتفى..

عباد الله: ومن المنافسات الرياضية التي حث على تعلمها ديننا:

ج ) السباحة.
قال عليه الصلاة والسلام "كُلُّ شيء لَيْسَ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ فَهُوَ سَهْوٌ وَلَهْوٌ إِلاَّ أَرْبَعًا مَشْيَ الرَّجُلِ بَيْنَ الْغَرَضَيْنِ وَتَأْدِيبَهُ فَرَسَهُ وَتَعَلُّمَهُ السِّبَاحَةَ وَمُلاَعَبَتَهُ أَهْلَهُ».

وقد أجاد السباحة نفر من الصحابة رضي الله عنهم إجادة فائقة، ففي الإصابة ذكر ابن حجر رحمه الله ان عبد الله بن الزبير طاف بالبيت سباحه بعدما غمرته مياه أحد السيول.

6- الترويح بالصيد.
كان للصيد شأنه الكبير في حياة العرب، فلما جاء الإسلام نظم هذه الرياضة:
1- محدّدا ما يصاد ومالا يصاد.
2- كما بيّن جواز استخدام بعض الحيوانات والطيور في الصيد ومالا يجوز.
3- وبين حكم المصيدات في أماكن معيّنة كالحرم، وفي أزمنة محددة، كوقت تلبس العبد بالإحرام.
4- وبين أحكام آلات الصيد وأدواته.

عن عدي بن حاتم رضي الله عنه أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم (انا قوم نتصيد.) فأقره عليه الصلاة والسلام (رواه الإمام أحمد بإسناد صحيح 18270).

إلا أنه في المقابل نهى عن إضاعة الأوقات في تتبع الصيد فقال (من بدا جفا ومن اتّبع الصيد غفل) رواه البخاري.
وروى أيضا أن الصحابة رضي الله عنهم صادوا في أحد أسفارهم أرنبا وبعثوا لرسول الله صلي الله عليه وسلم (بوركها وفخذيها فقبله).

أخي المؤمن، لقد كان الصحابة رضي الله عنهم ومن بعدهم من سلف الأمة يدركون أن للنفس إقبالا وإدبارا وأنها تضجر وتملّ، فها هو ابن مسعود رضي الله عنه يقول (أريحوا القلوب فإن القلب إذا أكره عمي) وكان ابن عباس رضي الله عنهما إذا أُكثر عليه في مسائل القرآن والحديث يقول (إحمضوا، يريد: خذوا في الشعر وأخبار العرب وقال على رضي الله عنه (لابأس بالمفاكهة يخرج بها الرجل عن حد العبوس ) وفي تذكرة السامع لابن جماعة رحمه الله يقول (ولابأس أن يريح نفسه - أي المتعلم - وقلبه وذهنه وبصره إذا كلّ شيئا من ذلك أو ضعف بتنزه وتفرّج في المستنزهات بحيث يعود إلى حاله ولا يضيع عليه زمانه، ولا بأس بمعاناة المشي ورياضة البدن به فقد قيل إنه ينعش الحرارة ويذيب فضول الأخلاط وينشّط البدن.

يقول ابن الخطاب عمر رضي الله عنه (إني ليعجبني أن يكون الرجل في أهله مثل الصبي، فإذا بغي حاجة وُجد رجلاً).

أما النساء فقد أذن لهن الشارع الحكيم باللعب:
1- ضربا بالدفوف الخالية من الخلاخل.
2- شريطة بعدهن عن سمع الرجال وبصرهم.
3- وأن يكون لعبهن بكلمات طيبة عفيفة.

فقد روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها (أنها زفت امرأة إلى رجل من الأنصار فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " ياعائشة ما كان معكم لهو؟ فإن الأنصار يعجبهم اللهو".

وفي رواية (فهل بعثتم معها جاريه تضرب بالدف وتغني قلت تقول ماذا؟ قال تقول: (أتيناكم أتيناكم فحيانا وحياكم) (ولولا الذهب الأحمر ماحلت بواديكم) (ولولا الحنطة السوداء ما سمنت عذاريكم).

أخي في الله:
نعم لقد جاء الإسلام مراعيا في الإنسان عقلا له تفكيره، وجسما له مطالبه، وروحا لها أشواقها لذا قال صلى الله عليه وسلم ما بال أقوام قالوا كذا وكذا؟ لكني أصلي وانام، وأصوم وأفطر، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني، والأصل في وجود الإنسان على هذه المعمورة والهدف والغاية / مشار إليه في قوله سبحانه ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56] ﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [الأنعام: 162، 163].

هذه بعض صور الترفيه في حياة السلف الصالح رحمهم الله وفي عهد النبوة الأولى، وللحديث بإذن الله بقية في خطبة قادمة حول موضوع الترويح الترفيه بيانا لضوابطه وأحكامه ومراتبه وآدابه.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 21-10-2020, 12:55 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,610
الدولة : Egypt
افتراضي رد: خطبة عن الترفيه والترويح

خطبة عن الترفيه والترويح (2)











عبدالله بن علي بن عبدالله الغامدي












إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.







﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].



﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].



﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71] أما بعد:



عباد الله:



أوصيكم ونفسي بتقوى الله، فمن اتقاه وقاه، وبلّغه رضوانه وهداه، ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ﴾ [الطلاق: 2، 3].







سبق في خطبة ماضية الحديث عن مجالات الترفيه والترويح في عهد النبوة والسلف الصالح وذكر من ذلك (الفروسية والرماية والحداء والارتجاز، والترويح بالمسابقات الرياضية، كالمصارعة وسباق الأقدام والصيد ونحو ذلك.







اخي القائم على حدود الله.



إن الترويح المباح شرعا واسع المساحة، متنوع الأنماط، متعدد الوسائل، مختلف الاتجاهات، متجدد مع الأزمنة، متواكب مع التقنية، ومع كونه كذلك، إلا أنه في جميع أحواله ومساراته، محكوم بضوابط الشرع، محاط بسياج العبودية لله، إذْ الأصل والمتركز في رسالة هذه الأمة المحمدية، القوة في الأخذ والتمسك بتعاليم هذا الدين، القوة في الحق، القوة في البناء والتعمير، القوة في حمل الأمانة، القوة في الجهاد، القوة في التربية والاعداد.







﴿ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 63].



﴿ وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ ﴾ [الأعراف: 145].



﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ ﴾ [الأنفال: 60].







ومن بين صنوف القوة هذه، قوة الضبط والامتناع، وكبح الجماح والانخلاع، عن كل متعة عابرة، أو لذة غالبة، أو شهوة مستعرة، أو هوى متبع، أو تقليد أعمى.







والتمسك بهذه الضوابط الشرعية، حال ممارسة الجوانب الترويحية، لا يُعد تضييقا على النفس، ولا حدّا من مجالات الترفيه الواسعة، ولكن لما في ذلك من مصلحة العباد والبلاد، وتحقيقا لمفهوم العبودية المحيط بجوانب الحياة كلها، ولو لم تكن حياة المسلم كذلك، فما الفرق بينها إذا وبين حياة من ضل عن الهدى ﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ ﴾ [محمد: 12].







إن الترويح واللهو، والترفيه واللعب والسياحة، معناها جميعاً عند الغرب:



الانعتاق من كل قيد، والخروج على كل سائد والانفلات من كل زمام، والتحرر من كل معوق والانغماس في حمأة الرذيلة، افعل ما شئت كما شئت، مع من شئت متي ما شئت، دون حياء ولا خجل، دون قيم ولا آداب، دون تريث ولا تردد.







واستمع أخي الفطن ماذا يقول أعداء الشرائع ممن لعنهم الله وغضب عليهم ومسخهم فجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت.







قالوا في بروتوكولاتهم ولكي نبعدها - أي الجماهير - عن أن تكتشف بنفسها أي خط عمل جديد، سنلهيها بأنواع شتى من الملاهي والألعاب، ومزجيات للفراغ والمجامع العامة، وهلمّ جرًّا وسرعان ما سنبدأ الإعلان في الصحف، داعين الناس إلى الدخول في مباريات شتى، في كل أنواع المشروعات، كالفن والرياضة وما إليهما، هذه المتع الجديدة ستلهي ذهن الشعب حتما عن المسائل التي سنختلف فيها معه.. إلخ.







أيها المؤمنون:



فإلى هاتيكم الضوابط الشرعية والأحكام المرعية للترويح والترفيه في ديننا الحنيف:



1- الضوابط المتعلقة بجماعة ورفقة الترويح.



لا بد من صحبة صالحة يكون فيها أحدهم كحامل المسك، وإذا أراد الله بعبد خيراً وفّقه لمعاشرة أهل السنة والصلاح والدين والأخلاق السامية، ونزّهه عن صحبة أهل الشهوات والأهواء والبدع.







يقول عليه الصلاة والسلام (الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل). (في السلسلة الصحيحة 927).



عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه ♦♦♦ فكل قرين بالمقارن يقتدي







الصحبة الصالحة هي المحضن التربوي الناجح، والبيئة الخصبة المثمرة، ففيها وبها تُقوّمُ الأخلاق، وتهذب الطباع، وتنمّى الطاقات، وتفعّل الجهود، معينة على الخير، صائنة عن الشر، إخوان الصدق دعاة الهدى وأهل التقى.







أما قرأت يوماً خطاب المولى سبحانه لنبيه صلوات ربنا وسلامه عليه الذي جاء فيه ﴿ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ﴾ [الكهف: 28].







فهل حرصنا عند ترويحنا لأبنائنا على هذا المعنى العظيم، بترغيبهم مشاركة في مراكز صيفية ومكتبات خيرية، وحلقات قرآنية تربوية؟







هل تخيرنا لهم أخيارا من أجناسهم، وقريبا من أعمارهم رفقةً وأصحابا عليهم سيما الخير وأخلاق البر؟.



وللعلم فلا بد من مراعاة ما يصلح لكل مرحلة عمرية من الأصدقاء ليكون التفاعل إيجابيا ومثمرا.



فها هو الحبيب عليه الصلاة والسلام كان يسرب لعائشة أم المؤمنين رضي الله عنها من هن على شاكلتها وفى سنها من صويحباتها لتلعب معهن.







أما اليوم فان التفت إلى الواقع المرير، ضجّ فؤادك، وضاقت جوانحك كيف لا وانت ترى زمرا من الشباب الكبار وفى رفقتهم ومعهم في سياراتهم وجلوسا في منتزهاتهم غلمان صغار ناهيك عن كون ذلك في ساعات من الليل متأخرة وفي أماكن أحيانا مشبوهة..







أين من هؤلاء آباء وأمهات؟ أين الراعي وأين الرقيب؟



عندها لأتسأل عن منكرات تقع وفواحش ترتكب وحسبنا الله ونعم الوكيل..



يقول عليه الصلاة والسلام (إن الله تعالى سائل كل راع عما استرعاه أحفظ ذلك أم ضيعه حتى يسأل الرجل عن أهل بيته) (السلسلة الصحيحة 1636).







ومن أهم ما تلزم الإشارة إليه والتأكيد عليه والمناداة به في الرفقة الترويحية الترفيهية عدم الاختلاط بين الجنسين فكل بمعزل عن الآخر ومنأى عنه درءًا للفتنة، وسدا لذرائع الفاحشة وقطعا للطريق على دعاة التغريب والسفور، قال عليه الصلاة والسلام (ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء). (السلسلة الصحيحة 2701).







ولئن كان الحكم بذلك ساريا في كل ميدان وعلى كل صعيد إلا أنه في مجالات الترويح يزداد حرمة ومنعا، لما يغلب على هذه الممارسات من الممازحة وعدم التكلف والمباسطة وفوران روح النشاط والمرح وتزجية الوقت هنا وهناك، وزوال الكلفة خصوصا في الاحتفالات العامة وفعاليات المناسبات السنوية ونحوها..







وحتى لا نذهب بعيدًا عن واقعنا وأحوال مجتمعنا، جل بطرفك أخي مستور العرض مصون الجناب في أسواق وفرج، وشواطئ وحدائق وساحات وصالات عرض والعاب وملاهٍ ومنتجعات ومعارض ماذا عساك هناك أن ترى من اختلاط مشين وتبرج وسفور، وجلسات عوائل متقاربة جدا، وليس ببعيد عن متابع لمثل هذه الفعاليات ما حصل في ليلة من ليالي هذه الاحتفالات حيث أطفئت الأنوار، وارتفعت أصوات الموسيقى وتوقفت حركة السير في الطرق لكثرة الناس المشاهدين للألعاب النارية وغازية ولضوئية ونحوها، مما اختلط فيه الحابل بالنابل ووجد فيه الشباب الآثم متنفسا تحت ستار الظلام الدامس لتصرفات رعناء واعتداء على حرمات وأعراض (وعلى نفسها جنت براقش)، مما اضطر الشرط ومكافحة الشغب من التدخل لحل الإشكلات وفض النزاعات واستنقاذ العوائل من غوائل الشباب.







2- الضوابط المتعلقه بمكان الترويح.



إن المكان الذي يمارس فيه الترفيه له دور هام وأهمية بالغة:



1- من جهة الاختيار: أخي المباركة أنفاسه: كن على حيطة وحذر من أماكن الترويح والترفيه في المجامع والمناسبات والحدائق المختلطة والشواطئ السافرة وأماكن إقامة الطرب والغناء وصالات السباحة شبه العارية وغير ذلك، مما لا يخفى على مثلك النهي عنه .. فحري بالمؤمن أن ينأي بنفسه وأسرته عن كل موطن سوء أو موقع فساد..







قال عليه الصلاة والسلام (قال إياكم والجلوس بالطرقات، قالوا يا رسول الله ما لنا بُدّ من مجالسنا نتحدث فيها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أبيتم فأعطوا الطريق حقه، قالوا وما حق الطريق يا رسول الله؟ قال: غض البصر وكف الأذى ورد السلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ) رواه الشيخان.







2- ومن جهة المحافظة والمراعاة.



فمن ذلك عدم إفساد موجداته كالأشجار والأنهار أو الحيوانات والظل أو نحو ذلك فملكية ذلك للجميع وليكن شعارنا "اترك المكان نظيفا كما تحب أن تراه نظيفا".







قال عليه الصلاة والسلام (اتقوا الملاعن الثلاث - أي التي تجلب على فاعلها اللعنة من الله والناس - البراز في الموارد - جمع مورد وهو مجرى الماء- وقارعة الطريق والظل ). (حديث حسن في صحيح ابن ماجة 328).







وفي رواية أخرى (من آذى المسلمين في طرقهم وجبت عليه لعنتهم) (السلسلة الصحيحة 2298). (وجبت عليه لعنتهم، فكيف بمن يكون سببا في أذية المسلمين من الشباب والفتيات حيث الإغراءات والمعاكسات والترقيم والخلوات ولربما أشياء أخرى وراء ذلك.. مما لا نسأل الله معه إلا أن يهدي من ضل وزاغ، وانحرف عن جادة العفاف والطهر فخسر وخاب.







3- ومن الضوابط ماله صلة بوقت الترويح.

يتبع


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 21-10-2020, 12:55 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,610
الدولة : Egypt
افتراضي رد: خطبة عن الترفيه والترويح





1- وقت الترويح والترفيه المحرم.



كأن يُمارس ذلك:



1- في وقت العبادات المفروضة كالصلاة والصيام والحج ونحوها قال عليه الصلاة والسلام (أنهى عن كل مسكر أسكر عن الصلاة) (السلسلة الصحيحة 421).







2- كذلك الشأن في العبادات المطلوبة من الإنسان في غير وقت محدد كَبِرّ الوالدين وصلة الرحم والتعلم والدعوة إلى الله تعالى وغيرها.







3- كإهدار الأوقات وتضييع الأعمار في سمر دائم وسفر آثم وسهر مضر.







4- ومن ذلك الترويح الممارس في أوقات العمل الرسمي الذي يأخذ في مقابله الإنسان أجرة إذ لا يجوز اختلاس شيء منها في مزاولة لهو وترفيه وذلك لما فيه من اعتداء على حقوق الآخرين بتعطيل مصالحهم وتأخير منافعهم.







قال سبحانه ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ ﴾ [المائدة: 1] ولفظ العقد هنا شامل لكل عقد صحيح..



الحمدلله شرع لنا دينا قويما وصراطا مستقيما والصلاة والسلام على من تركنا على محجه بيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك .. صلى الله عليه على آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين..







عباد الله:



ب- ومن ضوابط وقت الترويح:



عدم الإفراط في استهلاك الوقت المباح فالمرء عن عمره مسؤول وعن شبابه محاسب كما صح في ذلك الحديث وأثمن وأعز مايملك المؤمن وقته الذي ينبغي أن يشح فيه أشد من شحه في نفقة درهمه وماله..







وتأمل حديث أنس رضي الله عنه قال كان لأهل الجاهلية يومان في كل سنة يلعبون فيهما فلما قدم النبي صلى الله عليه وسلم قال (كان لكم يومان تلعبون فيهما وقد أبدلكم الله بهما خيرا منهما يوم الفطر ويوم الأضحى).







وارع سمعك أخي لكلمات رائعة المعنى عميقة المغزى للإمام ابن القيم رحمه الله ساقه في حديثه عن منزلة الغيرة وشمولها لكثير من الأمور، وذكر منها الغيرة على الوقت فقال (الغيرة على ما فات وهى غيرة قاتلة فإن الوقت وَحِيّ التقصي - أي سريع الانقضاء والتصرم- أَبِيّ الجانب بطئ الرجوع، فمن غفل عن نفسه، تصرمت أوقاته وعظم فواته، واشتدت حسراته.. إلخ.







أخي الأبي الشهم.



لإن أصبح اللهو واللعب والترفيه والعبث وإهدار الأوقات والأموال في تجزيات مسلية وملاه دائمة طابع الحياة بالغدو والآصال وبالليل والنهار، فذلك خروج بالترويح والترفيه عن طبيعته المقصودة واتجاه بالحياة إلى الضياع والانحراف.







إن الأمم الجادة والنفوس السامية التي تصدق نياتها في بلوغ غايات القوة والتقدم والتفوق لئن جعلت للترويح وقتا، لتجعلن للعمل والجد والنهوض وطلب المعالي أوقاتا وأعماراً.. فكيف وحال الأمة الإسلامية بين دمٍ مسفوح وعرضٍ مستباح وحمى مغتصب مساجدَ هدمت ودورِ علم دمرت وقرى بل ومدنا عن بكرة أبيها دُمّرت وأحرقت ناهيك عن تأخر علمي وتقني وحضاري مريع..







أيطيب بعد ذلك أن تسكر الأمة بلهو مُسْتعِر، وترويح مستمر، وترفيه يعج بمناظر الآثام والمعاصي فهل من مدّكر؟!.







أمة العقيدة.. وحملة الرسالة:



لا زال الحديث متصلا بموضوع الترويح والترفية وموقف الإسلام منه وقد ذكر فيما مضي طرف من ضوابط الترويح الشرعية والتي منها: ماله صله برفقة الترويح ومكانه الترويح ووقته. أخي المؤمن:



ومن الضوابط الشرعية للترويح اللباس الساتر:



﴿ يَابَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ﴾ [الأعراف: 26] إن ستر الجسد ليس مجرد عرف بيئي أو عادة أو تقليد وإنما هو فطرة خلقها الله في الإنسان وشريعةٌ أنزلها للبشر وإلا فما الفرق بين الانسان والحيوان.







وقد حذر عليه الصلاة والسلام بقوله (لا ينظر الرجل الى عورة الرجل ولا المرأة إلي عورة المرأة).



وعن عبدالرحمن بن جُرهد قال كان جرهد هذا من أصحاب الصفة قال جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وفخذي منكشفة فقال"أما علمت أن الفخذ عورة ".(صحيح سنن أبي داود 4014).







ومن الصنفين الذين هما من أهل النار لم يرهما النبي حال حياته عليه الصلاة والسلام "ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤؤسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا".







وقال عليه الصلاة والسلام "ما من امرأة تضع ثيابها في غير بيت زوجها إلا هتكت الستر بينها وبين ربها" (صحيح الترغيب والترهيب 170).







فهل تعي نساء المسلمين ممن يذهبن لأماكن التخسيس والتسمين والتدليك والمساج وحمامات البخار وصالات الألعاب الرياضية النسائية في بعض الأماكن والمقّار، شدة الوعيد في هذا الحديث..







إنها سياسة الشيطان وخطته مع البشرية جمعاء، بدءا من أبينا آدم إلى أن تقوم الساعة "فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ماوري عنهما من سوءاتهما".







لقد كان لباس آدم وحواء عليهما السلام من ثياب الجنة وزينتها فلما أن أكلا من الشجرة التي نهيا عنها حتى انزاحت عنهما ثيابهما وبدت عوراتهما فطفقا يغطيانها بورق الأشجار ليستر ما انكشف من موضع العفاف والحشمة.



إنها الفطرة السليمة التي تستحيي من هتك الستر وظهور المعيب.







تأمل أخي أزياء النساء وملبوساتهن ماذا ترى من صرخات الموضة يوما بعد يوم لا تزداد إلا انحسارا وسفورا.. وتبع ذلك ما انجرت عليه ألبسة الشبيبة هداهم الله من سراويل تنحسر عن شئ من الفخذ، ناهيك عن قصات شعر، وسلاسل وخلاخل في الأيدي والأقدام وذلك كله متشبه فيه إما بالنساء وإما بالكفار وقد قال صلى الله عليه وسلم"من تشبه بقوم فهو منهم" (صحيح الجامع 11094).. وفي الحديث (لعن رسول الله صلى الله عليه و سلم المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال ) رواه البخاري.وفي رواية (لعن الله المتشبهات من النساء بالرجال و المتشبهين من الرجال بالنساء).







أيها المؤمنون:



والآن مع الحديث عن سلوكيات الترفيه والترويح والتي منها:



1- التفحيط.



فكم آذى الشباب المتهورون بسياراتهم كثيرا من المسلمين ودهس من جراء ذلك النزق المحموم من دهس وأصيب بالإعاقة المستدامة من أصيب..







ثم نسمع بعد ذلك من منظمات حقوق الإنسان العالمية أن هذا الجنوح من الحريات (التفحيط والدرباوية) مضيق عليه الخناق في السعودية.. فما الذي تريده حقوق الإنسان منا أمزيدا من إزهاق الأرواح وترويع الآمنين واختلال موازين الأمن؟!







أخي المؤمن:



ومن ضوابط الشرع الحنيف لمناشط الترويح والترفيه ما يتعلق بتمويله من جهة وما يتكسب من أرباح مالية بعده..







فقد أصبح لجانب الترفيه والترويح أثره الاقتصادي على الدول، فقد أصبح الاستثمار من ورائه بالمليارات، وأصبحت الشعوب تصرف عليه ببذخ واسع بل لقد تنازلت الدول عن بعض خصوصياتها ومقومات حضارتها من أجل ذلك حتى وصل الحال الى إباحة الخمور وتقنين البغاء وإتاحة الحرية التامة للشواذ والعياذ بالله كل ذلك من للمحافظة على نسبه السياح ألا تنحسر، فمن الضوابط:



فقد تعمد بعض الدول بفعل الضائقة المالية التي تمر بها الى اجتلاب المال بأي طريق حتى ولو كان على حساب دينها وقيمها وتربية نشئها، لذا تعطي تسهيلات واسعة لاجتلاب أموال الآخرين، وقد تكون هذه التسهيلات على شكل إعفاءات جمركية أو سياسية أو اقتصادية تتنازل بموجبها الدولة عن جزء من صلاحيتها من أجل الهدف السابق.







والأخطر من ذلك كله حين تكون هذه التنازلات في الميدان الاجتماعي والتربوي والشرعي، فتتيح بعض هذه الدول لهذا الغزو الاقتصادي أن ينبعث بتربية أجيالها، وهدم كينونتها الاجتماعية، ومسلماتها الشرعية..







إن أمة تريد مجدا تبنيه وعزا تؤثله، ومقاما ساميا تبلغ ذراه.. لاينبغي بل لا يجوز في حقها أن تنفق بل ولا تهدر الأموال الطائلة لمنح جوائز باهضة ومكافاءات عالية لممارسي الرياضة والفن وتهمل من هم قوام حياتها وشريان نهضتها في ميدان الطب والهندسة والطيران والصناعة والإبداع العلمي والتقني وغيرهم لهم العدة والعتاد في الملمات وعند النوازل يصدق ذلك ويؤكده انه حال مرور الامه بأزمات خانقه وكرب قاتله حاسمه لاعتداء غاشم او تسلط ظالم فبمن تعلق الأمة بعد الله آمالها.. وبمن ترجوا نوالها وخروجها من مآزقها وأزماتها .. إنهم هؤلاء الذين لا يحظون ولا بعشر معشار أولئك .. فهل يستويان مثلا؟!



♦ ♦ ♦







الحمد لله وكفى.. وصلاة وسلاما على الرسول المصطفى والأسوة المجتبى.. صلى الله عليه وعلى آله ومن سار على هداه واقتفى..







أمة القرآن.. حماة الملة.. وحراس العقيدة.



أما التوجه فمحموم.. واما الحشد فمتكاثر.. واما الزحف فمهول.. واما الإمكانات فمستنزفه،واما الضجيج والزخم الدعائي والإعلامي فمتنوع جذاب .. للترويح والترفيه .. وماذاك إلا لنشعر العالم قاطبة أننا على استعداد للانفتاح عليه واستقبال ما في يديه حتي لا نوصم بعقده التخلف،أو نرمى بتهمة الرجعية، كل ذلك بحمد الله:



1- ونحن مستمسكون بعقيدتنا وإن تنازلنا عن ثوابتها.



2- محافظون على أخلاقنا وقيمنا وإن قوضنا أركانها.



3- فأهلا بكل وافد.. ومرحبا بكل قادم.. فنحن في عصر القرية الواحدة والسلام والتطبيع الشامل..







أخي مقتفي الأثر..



إن السياحة بمعنى الترويح البريء والتنزه المحافظ والاستجمام المباح.. والفسحة الهادفة، والمشاركة المفيدة كل هذا مسرح للاستئناس الممتع والنزهة البريئة، الخاليان من الصخب واللغب والمأثم والمنكر.. على حد قول النبي صلى الله عليه وسلم لحنظلة رضي الله عنه "ولكن ساعة و ساعة ".







لا كما يقول دهاقنة التحرر والتغريب (ساعة لربك وساعة لقلبك) او (مع المصلين صلي ومع المغنين غني) او (دع ما لله لله وما لقيصر لقيصر) لا وربي فما لله لله وما لقيصر فلله، "بل لله الأمر جميعا".







"قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وانا اول المسلمين".



إنهم فئام ممن لا خلاق لهم درجوا عبر أقلامهم ومقابلاتهم على ان يصفوا حال الناس على إنهم في سراديب مغلقة وبيوتات موصدة، فَدَعَوْهُمْ إلى سياحة عابثة وترفيه آثم ومفرق غربية مستضافة ووافدة وألعاب وفعاليات غريبة على بيئتنا.. مناقضة لديننا وقيمنا.. حتى إذا ما أرخى الليل عبر تلك الفعاليات سدولة سحب اللهو ذيوله وقع الرقص وارتفع الغناء واختلط الحابل بالنابل..



فهل بالله لمن هذا شأنه من نَجَحْ، أم لليله من صُبُحْ.







أخي عبد الله:



ثم أين العظة والمعتبر في حال من سبقنا في فتح باب الترفيه والسياحة على مصراعيه دول لا أقول كافرة فليس بعد الكفر ذنب ولكن إسلامية فما النتيجة والثمرة وما المحصلة والفائدة.







هل خرجت من أزماتها الاقتصادية؟!



هل تفوقت وتقدمت حضاريا؟!



ختاما:



أيها المؤمنون المتحابون بجلال الله، مما لا يعذر الجهل به شرعا أنه لا يجوز المشاركة في فعاليات واحتفالات ومناشط قد تبيّن وظهر ما يكتنفها من آثام ومنكرات، سواء بكثير سواد جماهيرها، ولا بشراء تذاكرها، ولا حتى بالعمل في قطاعاتها، وذلك من باب قوله تعالى ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [المائدة: 2].






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 130.67 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 128.03 كيلو بايت... تم توفير 2.63 كيلو بايت...بمعدل (2.02%)]