البحث عن السعادة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4518 - عددالزوار : 1311352 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4943 - عددالزوار : 2041930 )           »          تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1174 - عددالزوار : 132007 )           »          3 مراحل لانفصام الشخصية وأهم أعراضها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          متلازمة الشاشات الإلكترونية: كل ما تود معرفته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          ما هي أسباب التعرق الزائد؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          أضرار الوجبات السريعة على الأطفال: عواقب يُمكنك تجنبها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          الوقاية من القمل بالقرنفل: أهم الخطوات والنصائح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          علاج جفاف المهبل: حلول طبيّة وطبيعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          الوقاية من القمل في المدارس: دليل شامل للأهل والمعلم! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20-10-2020, 04:24 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,857
الدولة : Egypt
افتراضي البحث عن السعادة

البحث عن السعادة


الشيخ حسين شعبان وهدان






الحمد لله الذي خلق الإنسان من سلالةٍ من طين، وأمده بالهدي والشرع القويم ليكون من المهتدين، جعل العز في طاعته والبؤس والصغار وضيق الصدر في معصيته، سبحانه من إلهٍ متصرفٍ في خلقه مدبرٍ لأمورهم على مقتضى علمه الأزلي وإرادته العظمى.

يا إله العالمين ويا رجاء السائلين ويا أمل المستغفرين:
فليتَ الذي بيني وبينَك عامرٌ
وبيني وبينَ العالمينَ خَرَابُ

وليتكَ تحْلُو والحياةُ مرِيرةٌ
وليتكَ تَرْضَى والأنَامُ غِضَابُ

إذا صحَّ منكَ الوُدُّ فالكلُّ هيِّنٌ
وكُلُّ الذي فوقَ التُّرابِ تُرَابُ


وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك الحق المبين، هادي النفوس إلى رشدها والمانح لها سر سعادتها وألقها، له الحمد أهل الخير والمغفرة.

وأشهد أن سيدنا محمداً عبد الله ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه، ألين الناس خلقاً وأكملهم عشرةً وذماماً اللهم صلِّ وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:
فالناس قد علقت أمانيهم في هذه الدنيا بالسعادة التي تفئ عليهم طيب العيش والشعور بالحبور وتوارد المباهج بتحقيق الرغائب والمآرب، ويلهثون في رحلة البحث عنها لأنهم يودون التمتع بسكينة النفس وطمأنينة القلب والأمن الروحي، ويهربون من ضجر الأحزان والمضايق والأنكاد التي تعرض عليهم في حياتهم على الدوام، فما من لحظةٍ إلا ويعصف بالناس طوارق الهمِّ بالليل والنهار من مرضٍ وفقرٍ وبلاءٍ وعناءٍ وحزنٍ وحرمانٍ ومقاساة أحوال عتيةٍ، وسبحان الله.. أقام العباد فيما أراد وله المراد فيما يريد.

وإنسان هذا الزمان يسيرُ ويسيرُ ويُضْنيهِ المسيرُ في رحلة البحث الدؤوب عن السعادة وإذا به يعود إلى شقائه وهو حسيرٌ لأنه لم يطلبها في بابها، ولم يهتد - بعد - إلى قافية الطريق كطالبِ اللؤلؤِ في الصَّحْراءِ أو كمن يرومُ سُلَّماً إلى السماء أو كطالب الدفء تحت زَخَّاتِ المطر!، ورجع من حيث بدأ بيدٍ فارغةٍ ويدٍ لا شئ فيها.

وحال أهل الحضارة يشرح هذا المعنى بجلاء فأكثر سكان العالم الغربي يرفُلون في النعيم ويتقلبون بين أصناف اللذائذ والمباهج الشكلية ولديهم من المال قناطير مقنطرة وهم مع ذلك يعانون التعاسةَ الكئيبةَ في قلوبهم وتدورُ عليهم تصاريف القدَرِ من أمراض نفسيةٍ طامَّةٍ وانتحارٍ يسري في المدائن والبلدان لينهي المشاعر الأليمة لأهل الحضارة، وهم كما يقال عنهم غطاءٌ جميلٌ لحالاتٍ من التعاسة الدائمة، قال الله تعالى: ﴿ فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ ﴾ [التوبة: 55].

توهم السعادة في كنز المال:
وقد ظن كثيرٌ من الناس أن السعادة تكمُنُ في اكتناز المال وحيازته مع أنه مجرد وسيلةٍ لقضاء المصالح الحياتية وله في دين الله خطةٌ مُحكمةٌ تدور بين الجمع والإنفاق، وإذا بظنِّ الناس لا يبلغ درجة التوهم، وطلاب المال لتحقيق السعادة أصحاب نفوسٍ معذبة، قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: (من كانت الدُّنيا همَّهُ فرَّقَ اللَّهُ عليْهِ أمرَهُ، وجعلَ فقرَهُ بينَ عينيْهِ ولم يأتِهِ من الدُّنيا إلَّا ما كتُبَ لَهُ ومن كانت الآخرةُ همَّهُ جمعَ اللَّهُ لَهُ أمرَهُ وجعلَ غناهُ في قلبِهِ، وأتتْهُ الدُّنيا وَهيَ راغمة) ابن مفلح في الآداب الشرعية 3 /263 وقال: إسناده جيد عن زيد بن ثابت رضي الله تعالى عنه.

وطالب المال لا تنتهي به الآمال، وفي ذلك فقد السعادة وعنه قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: (لَوْ أنَّ لابنِ آدمَ وادِيًا من ذَهَبٍ لابْتَغَى إليهِ ثانيًا، ولَوْ أُعْطَى ثانيًا لابْتَغَى إليهِ ثَالِثًا، ولا يَمْلأُ جَوْفَ ابنِ آدمَ إلَّا التُّرَابُ، ويَتُوبُ اللهُ على مَنْ تابَ) (الألباني في صحيح الترغيب والترهيب 1716 وقال: حسنٌ صحيحٌ عن بريدة بن الحصيب الأسلمي رضي الله تعالى عنه).

وعن شدة انشغال العبد بالمال ظناً منه أنه سبب السعادة يقول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: (يقول ابن آدم مالي مالي، وهل لك يا ابن آدم من مالك إلا ما أكلت فأفنيت أو لبست فأبليت أو تصدقت فأمضيت) (صحيح مسلم 2958 وسنن الترمذي 2445).

فالسعادة الحقيقية ليست في مجرد اكتناز الأموال وتنميتها بل ربما يكون المال حسرة على جامعه مثل قارون الذي ضُرِبَ به المثل في كنز المال وقد خسف الله به وبداره الأرض.

والحقيقة الكامنة في عقول أهل الحجا أن المال كله ظلٌ زائلٌ وعرضٌ ماحلٌ على رأي من قال:
ولستُ أرَى السَّعَادَةَ جمْعَ مَالٍ
ولكنَّ التَّقِيَّ هُوَ السَّعِيدُ

وتَقْوَى اللهِ خَيْرُ الزَّادِ ذُخْراً
وعندَ اللهِ لِلْأَتْقَى مَزِيدُ

وإدْرَاكُ الذي يَأتِي قَرِيبٌ
ولكنَّ الذي يَمْضِي بَعِيدُ


فالمال على هذا وسيلةٌ تجلب السعادة الدنيوية والأخروية متى ما حافظ الإنسان على كسبه وإنفاقه، وأهل المال يدورون في حلقاتٍ مفرغة من الكثرة والاستزادة منه لأنهم جعلوا تحصيل المال والثراء أهم أهداف عمرهم وبين أكثرهم وبين سعادة القلوب بُعْدَ المشرقين، ويرحم الله البُسْتِيَّ حين قال:
ويا حريصاً على الأموالِ تَجْمَعُهَا
أنسيتَ أنَّ سُرورَ المالِ أحزانُ؟

زَعِ الفؤاد عن الدنيا وزينتها
فصفوها كدرٌ والوصْلُ هجرانُ


توهم السعادة في كثرة البنين:
ومن الناس من اختصر السعادة في كثرة الذرية وخصوصاً البنين حيث يَسْتَعِزُّ بهم في حياته ويفاخر بهم بين الناس لأنهم من زينة الدنيا قال الله تعالى: ﴿ الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾ [الكهف: 46]، وهذه فطرةٌ إنسانيةٌ لا تُنكَر فقد قال سيدنا زكريا عليه السلام: ﴿ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا ﴾ [مريم: 5]، لكنَّ الولدَ الصالحَ التَّقِيَّ هو الذي يسطِّرُ صحائفَ المجد الصادق لنفسه ولوالديه، فالولد الصالح من أسباب السعادة المباشرة في الدنيا والآخرة، قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: (إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية. أو علم ينتفع به. أو ولد صالح يدعو له) (صحيح مسلم 1631 عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه)، فمن رامَ تحقيق السعادة بالأولاد فليربهم تربية أهل الولاية والصلاح ونفع الناس، ولله در من قال:
إذا أردت أن تُصيبَ رَمِيَّةً ♦♦♦ فاسقفْ سِهامَك قبلَ أن ترميها


لكن؛ كمْ من الأولاد والبنات قد جرُّوا أعلام الخزي والعار على آبائهم وأمهاتهم بأفعالهم المنكورة وسلوكياتهم التي تعفِّرُ الجبين وتعْرُوهُ بالانكسار.

وكم من الأولاد والبنات قد أذاقوا آباءهم وأمهاتِهِم نيرَ العقوقِ وكؤوسَ الضنى وتركوهم بلا مأوى ولا طعام ولا رعاية في مرضٍ ولا منام، فكيف يكون أمثال هؤلاء سبباً للسعادة أو البهجةِ للوالدين؟!.

لقد وجدنا من تراثنا من الآباء من يقول لولده:
فلمَّا بلغْتَ السنَّ والغايةَ التي
إليها مَدى ما كُنْتُ فيكَ أؤملُ

جعلْتَ جزائيَ غلظةً وفظاظةً
كأنَّكَ أنتَ المنعمُ المتفضلُ!!


والله تعالى قد أوجبَ الحذرَ من حال بعض الأزواج والأولاد فقال تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ ﴾ [التغابن: 14]، فالسعادة المنشودة من الأولاد دوماً ناقصةٌ وفي بعض الأحيانِ وهمٌ تختصره الأمانيُّ.

الحظوة بالنساء:
وعند قطاعاتٍ عريضةٍ من البشر مكمنُ الداء في طلب السعادة بالنساء، فيُفني المرء من هؤلاء عمره المكدودَ بقتارِ المعاصي وجراحات الذنوب في إجاباتٍ شقيَّةٍ لرغائب الشهوات التي حرَّمَهَا رب العباد، ومن ثم يتنقل المُغرم بهنَّ من واحدةٍ إلى أخرى في جولاتٍ شيطانيةٍ قد تستغرقُ العمر كُلَّهُ ولا يبالي بالسؤال والحساب بعد الموت... لماذا؟ لأنه يرومُ تحصيل السعادةِ العبثيةِ في إجابة شهوته، قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: (.. والخمرَ جمَّاعةُ الإثمِ والنِّساءَ حبائلُ الشَّيطانِ) (ابن عساكر في معجم الشيوخ 1 /567 عن زيد بن خالد الجهني في حديثٍ طويلٍ وقال: حسن غريب).

سعادة المنصب والجاه:
وكثيرٌ من أفراد المجتمع يعشق المناصب لمظنةِ تحقيق السعادة فيها فيغرز سيوف التسلقِ على رقاب الناس حتى ينال غرضه من منصبه فيحظى كما يتوهم بالكثرة الخيالية من المجد الكذوب الذي يحققه بعض زيوف البشر في تولى الأمانات العظمى من قيادة المجتمع، ويغريه حب المناصب باقتحام عقباتٍ لا يجوز له اجتيازها وربما يَمْتَطِي صهوةَ منصبه على أشواك الكيد والمكر والتخطيط ويتدرعُ بالنميمة والغيبة والفجور وما والاه من قبائح المعاني وصولاً إلى منصبهِ مع أنه لا يملك الموهبة التي تؤهله له، وقد ردَّ النبي الكريم صلى الله عليه وسلم سيدنا أبا ذرٍ رضي الله تعالى عنه لما طلب الإمارة حين قَالَ: قُلْتُ: (يَا رَسُولَ اللهِ، أَلاَ تَسْتَعْمِلُنِي؟ قَالَ: فَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى مَنْكِبِي، ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا ذَرٍّ، إِنَّكَ ضَعِيفٌ، وَإِنَّهَا أَمَانَةٌ، وَإِنَّهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ خِزْيٌ وَنَدَامَةٌ، إِلاَّ مَنْ أَخَذَهَا بِحَقِّهَا، وَأَدَّى الَّذِي عَلَيْهِ فِيهَا) (صحيح مسلم 4746)، هذا؛ مع أن أبا ذرٍ رضي الله تعالى عنه كان علماً على قول الحق وطِلْبَتِهِ بيْدَ أنه لم يكن من أهل الخبرة في مجال المناصب فقط، فماذا يُفعل بالدابَّةِ التي تسعي على قدمين في مساليخ البشر وقد تولتْ مصالح الخلق لتسومهم بلاء الجهل والعطالة الحقيقية الخالية من أي موهبة ليسعد نفسه ويشقيَ أمته!، ومع هذا فإن المناصب لا تدوم لأهلها وعشاقها:
إن المناصب لا تدوم لواحدٍ
إن كنت في شكٍّ فأين الأولُ

فاصنعْ من الفعل الجميل فضائلاً
فإذا عُزِلْتَ فإنها لا تعزلُ



فليحرص العقلاء على بقاء الألفة واصطناع الود:
وأعزُّ ما يبقى ودادٌ دائمٌ ♦♦♦ إن المناصب لا تدوم طويلا


وكثير من الناس توهموا السعادة في مجرد الشهرة أو الوظيفة المرموقة أو أن يكون من عائلة لها صيتٌ وسمعةٌ بين أطياف المجتمع أو في وفرة أصناف النعيم الدنيوي وقوة الصحة ووجود ما يحلم به الإنسان في حياته من كمالياتٍ تزيد في الرفاهية وغيرها من الأمنيات التي لا يرى منها إلا الجانب المظهري البراق في بعض الأحايين فقط، وهذا كله من أوهام العقول وضروب التخيلات، تماماً كما أرساها قالها:
وما السَّعادةُ في الدنيا سِوى شبحٍ ♦♦♦ فإن صار جسماً ملَّهُ البَشَرُ

السعادة هي الإيمان:
والسعادة الحقيقة تكمن في الإيمان بالواحد الديان، فالإيمان هو الأمان وبدونه تتحول النفوس إلى خراباتٍ موحشةٍ، وبمقدار ما يبعد الإنسان عن ربه بمقدار ما يفقد من السعادة التي يرجوها ويؤملها، قال الله تعالى: ﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آَيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى * وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآَيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى ﴾ [سورة طه 124: 127].

وبعد أداء الفرائض الإيمانية تتقاسم النفوس مذاقات الإيمان الصافية إثر الصلاة والزكاة والصيام والحج وتلاوة القرآن ومجالس الذكر والفكر والصدقة وغيرها من كنوز السعادة الإيمانية التي تمس الروح بالبهجة والرضا وتغمرها باليقين في فضل الله رب العالمين، وصدق من قال في تجليات الإيمان على قلبه: " إن جنتي في قلبي وبستاني في صدري، إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة" وحاله تماماً كما قال القائل:
الله أسعدني بعزِّ عقيدتي ♦♦♦ أفيستطيع الخلقُ أن يشقوني؟!

وأخيراً:

فالسعادة الدنيوية على الحقيقة تكونُ مع رضا الله عن العبد ويكون ذلك في التوفيق للطاعات والبعد عن المعاصي والآثام، وما دون ذلك أمانيُّ وأوهام، والسعادة العظمى في الآخرة هي الفوز بالجنة والعتق من النار.
نسأل الله تعالى أن يملأ قلوبنا نوراً وحبوراً ومغانمَ إيمانية وأن يقينا الهم والحزن والعجز والكسل.
والحمد لله في بدءٍ وفي ختم.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 64.36 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 62.69 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.60%)]