الأخوة الإسلامية - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4939 - عددالزوار : 2029898 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4514 - عددالزوار : 1306177 )           »          تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1009 - عددالزوار : 123619 )           »          سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 121 - عددالزوار : 77602 )           »          الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-(سؤال وجواب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 62 - عددالزوار : 49037 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 191 - عددالزوار : 61504 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 76 - عددالزوار : 42908 )           »          الدورات القرآنية... موسم صناعة النور في زمن الظلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          تجديد الحياة مع تجدد الأعوام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          الظلم مآله الهلاك.. فهل من معتبر؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 18-10-2020, 04:40 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,564
الدولة : Egypt
افتراضي الأخوة الإسلامية

الأخوة الإسلامية


أ. عبدالعزيز بن أحمد الغامدي





الخطبة الأولى
عباد الله، إن أعظم رابطة تجمع الناس هي رابطة الدين، ليس بين المسلمين فحسب، بل بين كل قوم يجمعهم دين واحد، ولكن المسلمين يمتازون عن غيرهم بأنهم على الحق وأنهم على صراط مستقيم من رب العالمين. وإن تفريق الناس حسب أديانهم لهو التفريق الحق، والفاصل المتين بين كلِّ ذوي نِحلة وأخرى، يقول الله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ... ﴾ [الأنفال:73]، ويقول تعالى: ﴿ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [التوبة:71].

إخوة الإسلام، لقد جعل الله بين المؤمنين أُخوةً هي أعظم من أخوة النسب ورابطةً هي أقوى من رابطة الدم، وشرع الموالاة والمحبة عليها، ورغّب في كلِّ ما يزيد منها ويقويها؛ لأن بها قيام الدين وتعاون المسلمين، ونهى - جل وعلا - عن كل ما يُخل بها؛ لأن في اختلالها فساد الدين وشتات أمر المسلمين؛ قال تعالى: ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا ﴾ [آل عمران: 103]. فانظروا كيف قرن الله سبحانه الامتنان على عباده بهاتين النعمتين العظيمتين؛ وهما نعمة التأليف بين قلوب المؤمنين؛ ونعمة إنقاذهم بهذا الدين من السقوط في النار. وفي آية أخرى امتن الله تعالى بذلك على رسوله الأمين؛ فقال: ﴿ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ * وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [الأنفال: 62، 63].

ولقد أكّد الله - جل وعلا - تلك الأخوة ليس في حال السلم والود فقط؛ بل حتى في حال الفتنة عند قيام فريقٍ من المؤمنين بقتال فريق آخر منهم، فقال سبحانه: ﴿ وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ﴾ [الحجرات: 9] حتى قال سبحانه: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ﴾ [الحجرات: 10]. نعم إنها أخوة باقية ثابتة راسخة حتى بين هذين الفريقين المتحاربين من المسلمين؛ فكيف بتلك الأخوة في حالة خلافات شخصية؟!.

إخوة الإيمان، هذه الأخوة بين المسلمين ثابتة حتى مع تباعد الأزمان والأماكن؟ وثابتة بين الأبيض والأسود والعربي والعجمي إذا كانوا من أهل الإسلام، لأن الله قال: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ﴾ [الحجرات:10]. وقد أثنى الله تعالى على أخوة الأنصار والمهاجرين؛ ثم أثنى على الذين جاؤوا من بعدهم القائلين: ﴿ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [الحشر: 10]، ويقول رسول الهدى صلى الله عليه وسلم : (المسلم أخو المسلم؛ لا يظلمه ولا يُسلمُه ولا يخذلُه، بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام؛ دمه وماله وعرضه)، وقال عليه الصلاة والسلام: (لا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا تناجشوا، وكونوا عباد الله إخوانا).
جمعنا الله على تقواه، ووفقنا لذكره وشكره وحسن عبادته. أقول ما سمعتم وأستغفر الله....

الخطبة الثانية
جاءت الشريعة الإسلامية بالحرص على بناء الأخوة الدينية بين المسلمين والحفاظ على قوتها وتماسكها، ودحر كل ما يضعفها أو يخالف نهجها، ودلائل ذلك كثير، ومنها:
الأمر النبوي بأن تخبر من أحببته لله بذلك: قال النبي صلى الله عليه وسلم : (إذا أحب أحدكم أخاه فليخبره أنه يحبه)، وقد جعل الله في المحبة فيه الأجر العظيم؛ كما في الحديث القدسي: (وجبت محبتي للمتحابين في وللمتجالسين في والمتباذلين فيّ، والمتزاورين فيّ).
وتعاهدت شريعة الإسلام بناء الأخوة الدينية، فجعل الله أعظم الأجر والثواب في إصلاح ما فسد منها وشدّ ما ضَعُف، وحذر من الإفساد فيها؛ فقد أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الساعي في إصلاح ذات البين له أجرُ الصائم القائم، وأخبر أن فساد ذات البين هي الحالقة؛ التي تحلق الدين.
ومن تقوية رابطة الأخوة الدينية، الأحاديث النبوية في عون المؤمنين والصفح عنهم ونفعهم وتنفيس كربهم، قال النبي صلى الله عليه وسلم : (من نفّس عن مُسلم كربة من كرب الدنيا نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلمًا ستره الله يوم القيامة)، وروى الدارقطني من قول النبي صلى الله عليه وسلم : (أحب العباد إلى الله تعالى أنفعهم للناس، وأعظم الأعمال عند الله تعالى سرورٌ تدخلُه على قلب مسلم؛ أو تُفرّجُ عنه كَربًا؛ أو تقضي عنه دينًا).

عباد الله:
إننا حين نشكو من تسلط الأعداء وانتشار المعاصي والسكوت عليها بين المسلمين وعدم اهتمام بعض المسلمين ببعض؛ بل لربما سعى بعضهم ضد بعض؛ لنتساءل كيف بالمسلمين لو قامت بينهم تلك الأخوة بصدق وحققوها؟ كيف بهم لو كان أحدهم يرى العالم الإسلامي من أقصاه إلى أقصاه مثل بيته؛ وينظر إلى المسلمين كما ينظر إلى أسرته؛ ويحمل في قلبه المودة والحب والدعاء في ظهر الغيب لجاره المسلم؛ كما يحمل ذلك كله لإخوانه المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها. كيف ستكون حاجة أحدهم وهم كالبينان يشد بعض بعضًا، وكيف تكون مأساة أحدهم وهم كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد، كما وصفهم نبيهم صلى الله عليه وسلم وكيف سيكون الأعداء أمام أمة بهذه الأخوة القوية الصادقة.

عباد الله، كثير من الناس يقومون بحقوق تدعو إليها الأخوة الإسلامية؛ لكنهم يقومون بذلك عادة أو حياءً أو لأمر آخر وربما غابت عنهم نية العبادة واحتساب الأجر، ولو نوى ذلك واحتسبه لكان له من الله أجزل الثواب ﴿ هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا ﴾ [الكهف: 44]، فتلك الأخوة أمر تعبدي شرعه الله، ووعد عليه أعظم الجزاء في الدنيا والآخرة، وإن آثاره لتظهر على أفراد المسلمين ومجتمعاتهم. بل إنك إذا أقمت ذلك الشعور في نفسك وعملت به فإن نفعه أكثر ما يكون لك، لا لغيرك فانظر - مثلا - حبك لسلف الأمة أتراه ينفعهم أو ينفعك؟ وماذا تستطيع أن تقدم لهم وقد ماتوا من أزمنة سحيقة غير دعائك - ونعما هو؟ لكن نفعه لك أعظم وأجدى ولعله أن يُلحقك بدرجاتهم في الجنة، كما في الصحيح من حديث أنس رضي الله عنه قال: ((جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: متى الساعة؟ قال: ما أعددت لها؟ قال: إني ما أعددت كثير صلاة ولا عمل غير أني أحب الله ورسوله، فقال صلى الله عليه وسلم : المرء مع من أحب)). قال أنس رضي الله عنه : (فوالله ما فرحنا بمثل هذه البشارة، فإنا نحب رسول الله وأبا بكر وعمر؛ ولم نعمل مثل أعمالهم).

وخذ مثلا آخر: تعاطفُك مع المسلمين هنا وهناك؛ وتألمك لآلامهم هل ترى شيئا من وَجْدك وحرقتك قد رحل لينصرهم غير ما تدعو لهم به؛ ولكنه ينفعك أنت، وهذا من أوثق عرى الإيمان، قال النبي صلى الله عليه وسلم : (أوثق عرى الإيمان الموالاة في الله والمعاداة في الله، والحب في الله والبغض في الله) صححه الألباني.
اللهم ألف بين قلوبنا، وأصلح ذات بيننا، واهدنا سبل السلام...اللهم ارزقنا محبة المؤمنين، ومجالسة الصالحين.
ومرافقة الأنبياء والصديقين في جناتك جنات النعيم.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 69.24 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 67.52 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.49%)]