أريد أن أخطبها وأبوها يعوقني! - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         وما أدراك ما ناشئة الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          كف الأذى عن المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          انشراح الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          فضل آية الكرسي وتفسيرها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          المسارعة في الخيرات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          أمة الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          الصحبة وآدابها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          البلاغة والفصاحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          مختارات من كتاب " الكامل في التاريخ " لابن الأثير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          ماذا لو حضرت الأخلاق؟ وماذا لو غابت ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14-10-2020, 05:04 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,095
الدولة : Egypt
افتراضي أريد أن أخطبها وأبوها يعوقني!

أريد أن أخطبها وأبوها يعوقني!
أجاب عنها : سعد العثمان



السؤال:
تقدَّمت لخطبة فتاة عمرها 25 سنة، وأنا عمري 26 سنة، أعملُ، ولديَّ بيت مستقل، كلَّمتها وقلت لها: أريد التَّقدُّم لخطبتك على سنَّة الإسلام، فطلبت أن تفكِّر في الأمر، وتكلِّم أباها، وبعد يومين كلَّمني أبوها هاتفيَّاً، وقابلته، وبعد أن قابلته، بقي أن يسأل عنِّي، وأسال عنه، ولكنَّه تبيَّن أنَّ أباها غير مهتمٍّ، ولا يريد من داخله تزويجها، ولا يصرِّح بذلك. أوَّلُ أسبوع مرَّ، قال: إنَّه كان مشغولاً، وثاني أسبوع اعتذر وقال: لا يوجد لك عندنا نصيب. ابنته ذات خلق ودين، وأنا ظفرت بذات الدِّين والخلق، فقلت للبنت: إنِّي متمسِّك بك لحسن خلقك ودينك، وإنِّي سوف أتقدَّم مرَّة ثانية لك. هي تريدني، وأنا أريدها على سنَّة الإسلام، لكن! جبروت الأهل من طرفها يقف عثرة أمامي وأمامها.



هل يجوز لي مكالمتها؛ بأن نجد حلاً يرضي أباها وأهلها بما يرضي الله؟. بحيث لا تكون هناك حجر عثرة من أهلها في إتمام مراسيم الخطبة والزَّواج على سنَّة الإسلام، ولديَّ النِّيَّة بأن أرسل مرسالاً طيِّباً من أهلي، وهي أمِّي، للجلوس مع أمِّها ومكالمتها بموضوع خطبتي.
نحن نعاني في الأردن، إذا كانت الفتاة تعمل بعد تخرجها، يطمع أبوها بدخلها المادِّيِّ، ويقف حجر عثرة أمام زواجها، ويختلق مبرِّرات لذلك، من خوفه عليها، وغير ذلك، فيعتبر وجودها أو عنوستها لا يضرُّه، ما دامت تعمل وتساعد في أعمال البيت، (الله يهدي المؤمنين لخير السَّبيل).






الجواب:
الحمد لله وحده، والصَّلاة والسَّلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه...
ألخِّصُ لك أخي الفاضل جواب استشارتك في النِّقاط الآتية:
أولاً: أشكرك على ثقتك، بموقع المسلم، ومتابعتك له، ونسأل الله - عزَّ وجلَّ - أن يجعلنا أهلاًّ لهذه الثِّقة، وأن يجعلَ في كلامنا الأثر، وأن يتقبَّل منا أقوالنا وأعمالنا، وأن يجعلها كلَّها خالصة لوجهه الكريم، وألا يجعل فيها حظَّاً لمخلوق..آمين.




ثانياً: تذكُر أخي أنَّك ظفرت بفتاة ذات دين وخلق، وأنَّك راغبٌ بالزَّواج بها، وهي أيضاً تبادلك الشَّعور ذاته، وأنَّك تعمل وقادرٌ على تكاليف الزَّواج ومؤنه، ولكون الفتاة موظَّفة وعاملة، وتأخذ راتباً، فوالدها يعيق أمر زواجها منك طمعاً في بقائها عنده ليأخذ راتبها، وتذكر أنَّك قد فاتحتها برغبتك بالزَّواج بها، وأنَّها موافقة، وتقدَّمت رسمياً لخطبتها من والدها، ولكنَّه تماطل بالردِّ عليك بأعذار غير مقبولة بنظرك، وتسأل هل يجوز لك مكالمتها لتجد حلاً معها لمشكلتكما؟. وتقول أنَّك تفكر في إرسال أمِّك كي تحثَّ أمَّها في إقناع والدها، وتقول أنَّ تأخير زواج البنت الموظَّفة طمعاً في راتبها صارت عادة متَّبعة عندكم في الأردن، لا تقلق أخي الكريم "كلُّ مشكلة ولها حلٌّ".
ثالثاً: النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يقول: (الدُّنيا متاع، وخير متاعها المرأة الصَّالحة) رواه مسلم، وقال أيضاً: (فاظفر بذات الدِّين تربت يداك)رواه البخاري، ويقول أيضاً لعمر بن الخطاب رضي الله عنه: (ألا أخبرك بخير ما يكنزه المرء؟ المرأة الصَّالحة، إذا نظر إليها سرَّته، وإذا أمرها أطاعته، وإذا غاب عنها حفظته)رواه الحاكم في المستدرك، وقال: صحيح الإسناد.




وأنت أخي ظفرت بذات دين وخلق، فاستمسك بها، وابذل كلَّ الوسائل الشَّرعيَّة الممكنة في الحصول عليها، مهما تعبت في الظَّفر بها فالرِّبح معك، ولن تندم أبداً، وقد سلكت طريقاً موفَّقاً بإذن الله، ألا وهو إرسال والدتك إلى والدة الفتاة، كي تحفِّزها لإقناع والد الفتاة، فباب الرَّجل ومفتاحه زوجته، ولكلِّ زوجة تأثير على زوجها، وبعون الله وتوفيقه ستنجح هذه الخطوة بشرط أن تحسن والدتك طريقة التَّحفيز لوالدة الفتاة، وأرى قبل أن ترسل والدتك أن تتقرب إلى الله بالعمل الصالح والصدقة ثم ارفع يديك داعياً الله أن يوفِّق والدتك، ويكلِّل مهمَّتها بالنَّجاح، وأن ييسِّر أمر زواجك، وأن يجعل أمر إقناع والد الفتاة سهلاً ميسوراً، فقلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرَّحمن يقلبهم كيف يشاء، فالجأ إلى الله، ولن يخزيك الله أبداً.




رابعاً: يقول الله تعالى: {وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [البقرة: 189]. الآية ترشد إلى أنَّ المؤمن عليه أن يسلك الطَّريقة المناسبة في الحديث، فيعرف الموضوع المناسب الذي يحسن طرقُه، والوقت الملائم، ويعرف طبيعة الشَّخص أو النَّاس الذين يتحدَّث إليهم، فإنَّ لكلِّ مقام مقالاً، ولكلِّ مجال جدالاً، ولكلِّ موقف طريق معالجة، ولذلك أنت أخطأت في فتح حديث الزَّواج مع الفتاة مباشرة، وكان عليك أن تلج البيت من بابه، وتعمل حسب العرف العام والسَّائد، وذلك بأن ترسل أحداً من طرفك يفتح الموضوع مع أهل الفتاة، وبعد يوم أو يومين تنظر ردَّهم على طلبك، يُروى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنَّه رأى شابَّا يحادث فتاة في الشَّارع العام، فعلاه بالدِّرَّة، وقال له: ألا تستحي تتكلَّم مع فتاة في الطَّريق، قال الشَّابُّ: يا أمير المؤمنين! إنَّها أختي، قال له: وما يدري النَّاس أنَّها أختك، انصرف ولا تعد لها ثانية. قال قيس بن الخطيم:
إذا ما أتيت العزَّ من غير بابه ضللتَ، وإن تقصد من الباب تهتد




الفتوى المشتهرة عند العلماء أنَّ: "مكالمة الخطيب لخطيبته عبر الهاتف لا بأس بها؛ إذا كانت بعد الاستجابة له، وكان الكلام من أجل المفاهمة، وبقدر الحاجة، وليس فيه فتنة بشرط موافقة الولي، وكون ذلك عن طريق وليِّها أتمُّ وأبعد عن الرِّيبة". وأنت أخي الحبيب لم تحدث بعد استجابة من ولي أمر الفتاة، بل قد تؤدِّي مكالمتك ومحادثتك للفتاة بعيداً عن إذن والدها، إلى تعقيد الأمر وتعويقه، وقد تكون المكالمة سبباً لرفض والدها لك تماماً، بحجَّة أنَّك أسأت إليه ولابنته، ويكون عذره مقبولاً عند العامَّة والخاصَّة.
خامساً: عنون الإمام البخاري في جامعه الصَّحيح باباً بعنوان: عرض الإنسان ابنته أو أخته على أهل الخير، ثمَّ ساق حادثة عرض عمر بن الخطاب رضي الله عنه ابنته حفصة على أهل الصَّلاح والدِّين والتُّقى، وهذه الحادثة هي: عندما استشهد خنيس بن حذافة السُّهمي رضي الله عنه في غزوة أحد، وهو زوج حفصة بنت عمر رضي الله عنهما، تركها وراءه، وهي شابَّة في ريعان العمر، فترمَّلت ولها عشرون سنة. تألَّم عمر رضي الله عنه لابنته الشَّابة، وأوجعه أن يرى ملامح التَّرمُّل تغتال شبابها، وأصبح يشعر بانقباض في نفسه كلَّما رأى ابنته الشَّابَّة تعاني من عزلة التَّرمُّل، فعرضها على أبي بكر رضي الله عنه، فلم يجبه بشيء، ثمَّ عرضها على عثمان رضي الله عنه، فقال: بدا لي اليوم ألا أتزوَّج، فوجد عليهما وانكسر. ثمَّ خطبها منه رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وتزوَّجها، وصارت أمَّاً للمؤمنين.
وها هو نبيُّ الله شعيب عليه السَّلام، يعرض ابنته على موسى عليه السَّلام، وقد سطَّر الله قصَّته في القرآن الكريم، قال الله تعالى: {قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِندِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ} [القصص: 27].
أتوجَّه إلى وليِّ أمر الفتاة فأقول له: اتق الله في ابنتك، ولا تكن سبباً في شقائها وتعاستها، فلا سعادة لابنتك إلا مع زوج وأطفال، وهذه سنَّة الحياة، سنَّها العليم الخبير، أتسعد أنت وتشقى ابنتك؟!. أتترفَّه وتتوسَّع بمال وراتب ابنتك وتتألَّم هي؟!.




هذا هو الظُّلم والقهر بعينه، وهو أشدُّ مضاضة على نفس ابنتك، لأنَّه آت من أقرب النَّاس إليها، ومن أحرص النَّاس على مصلحتها، احمد الله تعالى أنَّ هناك شابَّاً صالحاً يطرق بابك طالباً السِّتر والعفاف لابنتك، فالحرص على عفاف البنت بالبحث عن الكفء لها من أوجب الواجبات على الأب تجاه ابنته، وهاهو شابٌّ ذو خلق ودين أتاك يطلب ابنتك على سنَّة الله ورسوله، فلا تقف عائقاً دون مراده، أكرمه وتلقَّه بوجه باسم طلق، يذكر لي رجل كانت لديه سبعة بنات يقول: كلَّما طرق باب بيتي قلت في نفسي: لعلَّ رجلاً في الباب يطلب واحدة من هذه البنات. ولا تنس أنَّ ما تفعله في ابنتك ظلم، وستحاسب على ظلمك لابنتك يوم القيامة، والظُّلم ظلمات في الدُّنيا والآخرة.
ختاماً: أنصح أن يُبذل الوسْع في إقناع والد الفتاة، واستخدام كافَّة السُّبل الدُّبلوماسيَّة في استلال موافقته، ومنها ما ستقوم به والدتك من الجلوس إلى والدة الفتاة وحثِّها على أن تقنع زوجها، ومنها إرسال بعض أصدقائه وأقربائه وطلبة العلم ليقنعوه، فإن بقي على إصراره، أرى أن ترفع البنت أمرها إلى القاضي، وهذا رأي العلامة الشَّيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله، حيث يقول: (ليت أنَّا نصل إلى درجة تجرؤ فيها المرأة على أنَّه إذا منعها أبوها من الكفء خلقاً وديناً تذهب إلى القاضي، ويقول القاضي لأبيها: زَوِّجْها أو أُزوجها أنا أو يُزوجها وليٌّ غيرك؛ لأنَّ هذا حقٌ للبنت إذا منعها أبوها "أن تشكوه للقاضي" وهذا حقٌ شرعي. فليتنا نصل إلى هذه الدَّرجة، لكن أكثر الفتيات يمنعها الحياء من ذلك. نعم لو أنَّ المرأة اختارت من لا يُرضى دينه وخلقه فله أن يمنعها. لكن تختار رجلاً صالحاً في دينه قيماً في أخلاقه ثمَّ يمنعها لهوىً في نفسه: هذا والله حرام، وإثم وخيانة، وأي شيء يترتب على منعه من الفساد، فإنَّ إثمه عليه).



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.44 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.73 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.20%)]