|
الحدث واخبار المسلمين في العالم قسم يعرض آخر الاخبار المحلية والعالمية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() عمون –الدوحة- أنور الخطيب- وصل إلى الدوحة صباح السبت جثمان رئيس وزراء العراق الأسبق ورئيس المجلس الوطني العراقي قبل الغزو الأمريكي سعدون حمادي بعد أن وافته المنية جراء مرض عضال في أحد مستشفيات ألمانيا أول أمس الخميس
ومن المقرر أن يصلى على جثمان حمادي اليوم حيث سيوارى الثرى في مقبرة أبو هامور في العاصمة القطرية الدوحة ثم يجري تقبل العزاء به في إحدى القاعات الخاصة في المدينة يذكر أن حمادي جرى اعتقاله بعد الغزو الأمريكي لمدة تسعة شهور حيث تدهورت صحته وقد غادر العراق فور الإفراج عنه حيث توجه إلى الأردن ومن ثم ألمانيا لتلقي العلاج قبل أن يستقر في قطر أسوة بعدد من المسؤولين السابقين مطلع عام 2005 ويبلغ سعدون حمادي السبعين من العمر وشغل عدة مناصب وزارية منها وزيرا للنفط ووزير للخارجية في عهد الرئيس السابق صدام حسين ثم نائبا لرئيس مجلس الوزراء قبل تعينه رئيسا للوزراء عام 1991 ثم جرى تعينه رئيسا للمجلس الوطني العراق عام 1996 وظل في منصبه حتى عام 2003 تاريخ الغزو الأمريكي للعراق وقد ألف حمادي الذي هو عضو مؤسس في مجلس أمناء مركز دراسات الوحدة العربية كتابا عن الوحدة العربية خلال إقامته في قطر وكان اعلن موقع "البصرة.نت" الالكتروني الجمعة وفاة سعدون حمادي، رئيس الوزراء الاسبق ورئيس المجلس الوطني العراقي حتى الغزو عام 2003، جراء مرض عضال في احد مستشفيات المانيا امس الخميس. ويعتبر موقع "البصرة.نت" مقربا من حزب البعث الحاكم سابقا في العراق والذي صدر قرار بحله بعد سقوط نظام صدام حسين. وبعد الغزو، اعتقله الاميركيون مدة تسعة اشهر تدهورت صحته خلالها وغادر العراق فور خروجه من المعتقل حيث توجه الى الاردن ولبنان والمانيا لتلقي العلاج قبل ان يستقر في قطر التي استضافته واستقر فيها منذ مطلع العام 2005. وحمادي في السبعينات من العمر من مواليد كربلاء. وقد انتظم في صفوف الحزب اواخر الاربعينيات قبل ان يتوجه ضمن بعثة حكومية الى لبنان عام 1952 ليحصل على الماجستير في الاقتصاد من الجامعة الاميركية في بيروت. وكان حمادي الحاصل على الدكتوراه في الاقتصاد الزراعي من جامعة وسكونسن الاميركية عام 1956 عضو القيادة القطرية ايضا. وقد تولى بعد الانقلاب على الملكية عام 1958 رئاسة تحرير "الجمهورية" الناطقة بلسان البعث وبعد انقلاب 17 تموز/يوليو 1968 عين رئيسا لشركة النفط الوطنية ثم وزيرا للنفط قبل تعيينه وزيرا الخارجية منتصف السبعينيات. وفي عام 1982، اصبح نائبا لرئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية كما تم تعيينه في اذار/مارس 1991 رئيسا لمجلس الوزراء. وانتخب عام 1996 رئيسا للمجلس الوطني (البرلمان) حتى الغزو. وحمادي عضو مؤسس في مجلس امناء مركز دراسات الوحدة العربية في بيروت. وقد الف كتابا خلال اقامته في قطر حول الوحدة العربية. |
#2
|
||||
|
||||
![]() شهادة صادقة على عروبة العراق ووحدته
![]() بقلم معن بشور أوصيكم أن يكون مدفني في مدينة كربلاء في المدفن الخاص بنا بجانب المرحومة والدتكم وبحجم ضريحها وان يرسم على وجه الضريح خارطة الوطن العربي بحدودها الخارجية وان يكتب على الضريح بالعربية الواضحة: (أيها المواطنون: عليكم بوطنكم العربي وحدوده في دولة قوية تقدمية فليس غير الوحدة العربية ما يحقق لكم الأمن والنهضة والتقدم، وهي لا بد متحققة بإذن الله وجهادكم). بهذه الكلمات خاطب الدكتور سعدون حمادي أولاده (محمد أسامة، وائل، سهيل، مازن، غسان) في وصيته التي كتبها بخط يده وأودعها صديق العمر د. خير الدين حسيب، وهو يحضّر نفسه للرحيل النهائي بعد أن نهشه المرض العضال ولم تستطع مستشفيات ألمانيا أن تحاصره وتمنع انتشاره، وكأنه بهذه الكلمات يريد أن يبقى ضريحه شاهداً على دعوته المستمرة من اجل الوحدة العربية التي افني عمره نضالاً وبحثاً وفكراً في سبيلها، خصوصاً انه أوصى أيضا بان يحوّل كل جني عمره (26الف دولار أمريكي) ليكون وقفاً للوحدة العربية تخصص عائداتها (ألف دولار سنويا) لعمل من اجل الوحدة .. كم كانت ثروته صغيرة، وكم كان الرجل كبيراً. لقد استقبلت بيروت سعدون حمادي مرات ثلاث، أولها في أوائل الخمسينات حين أتاها في بعثة جامعية حكومية من مسقط رأسه في كربلاء ليدرس الاقتصاد في الجامعة الأمريكية، ولكي يؤسس مع الطبيب المتخرج حديثاً من دمشق الدكتور علي جابر، وأستاذ الأدب العربي في الليسه الإنجيلية الوطنية إنعام الجندي الخلايا الأولى لحزب البعث الذي تدرج في صفوفه بعض من عرفهم لبنان فيما بعد مناضلين ومفكرين وكتاباً، وزراء ونوابا ومديرين عاماً وبشكل خاص عرفهم شهداء أبطال في ميادين الكفاح الشعبي والمقاومة الوطنية. المرة الثانية التي استقبلت فيها العاصمة اللبنانية سعدون حمّادي كانت في أوائل الستينات حين أتاها بعد أن سجن في ليبيا السنوسية لعمله على تأسيس تنظيم للبعث هناك، وحين استحالت عليه العودة إلى بغداد آنذاك بسبب الملاحقات الدموية القاسية التي كانت تشمل أبناء التيار القومي العربي من بعثيين وقوميين عرب في عهد الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم. ويروي صديقه الصحافي اللبناني الكبير الراحل ميشيل أبو جوده في إحدى افتتاحياته التي كان لها صدى في الوطن العربي الكبير من المحيط إلى الخليج: أن سعدون حمادي قد غادر بيروت عشية سقوط نظام قاسم وقد جهز نفسه لدخول السجن، بارتدائه البيجاما تحت ملابسه مدركاً انه سيساق من المطار إلى السجن الذي لم يبق فيه طويلا بسبب الإطاحة بالنظام كله. أما المرة الثالثة التي استقبلته فيها بيروت فكان في خريف عام 2004 بعد أن خرج من سجون الاحتلال الأمريكي، اثر تدهور صحته وتحرك منظمات عربية ودولية بما فيها الأخضر الإبراهيمي نفسه (ممثل الأمم المتحدة في العراق آنذاك) للإفراج عنه. وإذا كان فارق السن لم يسمح لي أن أتعرف على سعدون حمادي في الزيارتين الأوليتين لبيروت، إلا أنني عرفت عنه الكثير من أصدقائه الكثر في بيروت كبشير الداعوق، منح الصلح، فاروق البربير، وجهاد كرم، والصديق الراحل أيلي بوري، وغيرهم وسمعت بشكل خاص ما يفيد أن الرجل كان صلباً في إيمانه، جاداً في سلوكه، جدياً في عمله، وفياً في علاقاته، وحدويا في ممارساته،علمياً في تفكيره، قليلاً في كلامه. ولقد تأكدت من هذه الصفات التي كان يتحلى بها سعدون حمادي حين أتيح لي التعرف إليه فيما بعد في دمشق في أواسط الستينات، ثم في بغداد في زيارات التضامن مع الشعب العراقي في أوائل هذا القرن، كما تأكدت منها خصوصاً خلال الأسابيع القليلة التي أمضاها في بيروت بعد خروجه من سجون الاحتلال، وقبل انتقاله إلى الدوحة في مطلع 2005 حيث أمضى سنواته الأخيرة متنقلاً بين كتابة لم ينصرف عنها، ومستشفيات لم تنجح في محاصرة المرض الذي فتك به، ولقاءات مع أصدقاء يزورون قطر كان سعدون حمادي يضخ فيها الأمل بتحرير العراق ووحدة الأمة. في زيارته البيروتية الثالثة، لفتني إلى أن طموح هذا الرجل الكبير، الذي كان وزيراً ورئيساً للوزراء ورئيساً للبرلمان وقيادياً بارزاً، بات يتلخص في سنواته الأخيرة أن يكون باحثاً في مركز دراسات الوحدة العربية الذي ساهم مع خير الدين حسيب وجاسم القطامي، وبشير الداعوق ، وأديب الجادر، والراحلين د. عبد الله الطريقي ويوسف صايغ ، ونخبة من الشخصيات في تأسيسه عام 1976 وتولى رئاسة مجلس أمنائه حتى عام 1991. وفي لقائي الأخير به في بيروت قبل ساعات من المغادرة إلى قطر، كان سعدون حمادي مسكوناً بفكرة تشكيل خلية عمل من اجل الوحدة العربية، تسعى إلى متابعة كل القضايا المتصلة بالوحدة، فلا تنغمس في الشأن الداخلي لأي قطر من الأقطار، ولا تغوص في الخلافات الدائرة بين القيادات والأحزاب والفصائل، بل تركز على مشاريع محددة تؤدي إلى تحقيق هدف الوحدة على غرار تلك الخلية التي قامت في أوروبا بعد الحرب العالمية للعمل من اجل الوحدة العربية، وبدأت مع جان مونيه بمشروع اتحاد الصلب والحديد الأوروبي الذي كان أللبنه الأولى في مسار الوحدة الأوروبية. خرجت من ذلك اللقاء، وقد ازداد إعجابي بالرجل الذي لم تغيره السنون، ولم تحبطه السجون، ولم تضعف عزيمته رغم الأهوال والخيبات التي مرت بها الأمة، وتعرفت أكثر من خلاله على نوع من المؤمنين الصادقين الصابرين الذين كلما ازدادت المصاعب أمامهم كلما ازداد إيمانهم بانتصار أمتهم. وبقدر ما كان سعدون حمادي صادقاً في إيمانه، كان مخلصاً في صداقاته، حتى أن الثلاثي سعدون حمادي، وخير الدين حسيب، وبشير الداعوق بقي علامة فارقة في ثبات العلاقات الإنسانية رغم تنوع الاجتهادات والمواقف والمشارب بل والمسارب السياسية اليومية. ومما اذكره دائماً قول لبشير الداعوق (الأستاذ اللبناني في علم الاقتصاد في الجامعة الأمريكية في بيروت و"صاحب دار الطليعة") حول هذه العلاقة: لي صديقان في العراق هما خير الدين حسيب وسعدون حمادي، ولكنني لا اذكر إنني استطعت أن اجتمع بهما سوياً في بغداد، لأن حين يكون احدهما خارج السجن يكون الآخر داخل السجن، وحين يكون احدهما داخل العراق يكون الآخر خارجه. سعدون حمادي ابن كربلاء العراقية العربية الآبية، وجه لن تنسينا إياه الأيام، انه شهادة حية في حياته ومماته، على عروبة العراق وعلى وحدة العراق، لا سيما في زمن حرب الاحتلال المستمرة على عروبة هذا البلد العظيم وعلي وحدة ابنائه. وقد لا تسمح الظروف الأليمة اليوم بأن يدفن ابن كربلاء في مدينته العابقة بالمراقد والمقامات والرموز المقدسة، ولكن حتماً سيأتي يوم يستقبل فيه كل العراقيين رفات سعدون حمّادي بما يستحق من حب وتقدير وإعجاب ويلفونها بدموع الفراق وفرح التحرير معاً. |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |