خطبت فتاة لكني متعلق بأخرى

[ابوالوليد المسلم]

خطبت فتاة لكني متعلق بأخرى



د. سليمان الحوسني


السؤال

♦ ملخص السؤال:
شاب أحبَّ فتاةً مخطوبةً، لكنهما افتَرَقَا، ثم خطب أخرى، ولكنَّ الأولى ظهرت بعد ذلك، وما زال مُتعلقًا بها، ويسأل: ماذا يفعل وهو ما زال متعلقًا بالأولى وخاطبًا للثانية؟
♦ تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.أنا مُطَلّق ولديَّ طفلةٌ، تعرفتُ إلى فتاة مِن عائلة غنيةٍ، ذات خُلُق وأدب، تعلَّقْتُ بها جدًّا، بالرغم مِن أنها كانتْ مخطوبة!استمرتْ علاقتنا هاتفيًّا لفترة طويلة قرابة عام، وصارحتُها بحبي، ثم أخبرتْني بأنها مُصابة بمرض خطير، وستُسافر للعلاج، وانقطعتْ علاقتنا بعد سفرها.انتظرتُها كثيرًا على أمل العودة، لكن انقطعتْ أخبارها، وبعد عامٍ عادتْ وصارحتْني بأنها لم تكن مريضةً، ولم تغادر البلاد أصلًا، وإنما الفترة التي انقطعتْ عني فيها كان قد عُقِدَ عَقْدُ زواجها على شابٍّ آخرَ، لكن فشل زواجُهما؛ بسبب حبِّها لي، فقامتْ بعمل خُلع!كذلك اتضح لي أنها مِن أسرةٍ فقيرةٍ وليستْ غنية كما أخبرتْني، فغضبتُ من كلامها كثيرًا، وتركتُها!تعرفتُ بعد ذلك على فتاةٍ أخرى، وكانت الفتاة يتيمةً، ذات خُلُق وجمال، ومِن عائلة معروفة.ساعدتْني لكي أتجاوَز محنتي العاطفية، لكنني لم أستطعْ أن أنسى حبيبتي الأولى، خصوصًا وأنني كنتُ أراها مِن وقت لآخر، وكلما رأيتُها يتجدَّد حبي وشوقي لها.عادتْ لي الفتاة الأولى، وتواصلتْ معي، وأبدتْ ندَمها وحسرتها على تقصيرها في حقي، فصدقتُها لأني لم أكنْ نسيتُها وما زلتُ متعلقًا بها.حاولتُ أن أبعدَ عنها وأنساها؛ فخطبتُ الفتاة الثانيةَ، لكني لم أنسَ الأولى؛ فما زال قلبي متعلقًا بالأولى، وما زالتْ مسيطرةً على كل تفكيري.

لا أعرف ماذا أفعل؟ فالثانيةُ فتاة طيبة، ولا أريد أن أظلمَها، ولا أستطيع أن أتركَها، وفي المقابل ما زلتُ متعلِّقًا بالأولى، ولا أستطيع أن أنساها

الجواب

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلام على رسول الله.في البداية نشكرك - أخي الكريم - على تواصلك واستشارتك، ونقول لك: اتقِ الله في كل أمورك وحيثما كنتَ؛ فالتقوى هي السبيلُ للوقاية مِن الكثير مِن المتاعب الدنيوية والأخروية، وهي مُراقبة الله، والعمل بطاعته والابتعاد عن معصيته، وهي العلاجُ للحيرة والهُموم.فعلاقة الحبِّ التي تتكلم عنها غيرُ مشروعة أخي الحبيب، وقد أخطأتَ عند تعلُّقك بامرأةٍ مخطوبةٍ، والأصلُ في الحب بين الزوجين لا يكون إلا بعد الزواج، وليس هناك حبٌّ وتعلٌّق وعِشْقٌ قبل الزواج؛ لما يترتب على ذلك مِن مُخالَفات شرعيةٍ وأخلاقيةٍ، والحمدُ لله أنه لم يترتَّبْ على ذلك الحبِّ تجاوزاتٌ أخرى، وعليك بالتوبة وكثرة الاستغفار، والأعمال الصالحة التي تُنسيك ما سبق - بإذن الله.وتلك الفتاةُ أخطأتْ أيضًا في عقد علاقة حبٍّ مع رجل وهي مخطوبة مِن آخر، وعصت الله بكذبها عليك وإعطائك معلومات غير صحيحة؛ فعليها التوبةُ والرجوع إلى الله والندم.وفي العموم إذا أعجبتَ بفتاةٍ وأردتَ زواجها، تقدَّم لأهلِها، فإن وافقوا توكَّل على الله وتزوَّجها، وأحب كما تشاء بعد ذلك، وفي حالة وجود اثنتين أو أكثر، فانظرْ أيهما أكثر تديُّنًا وصلاحًا وطاعةً لله، فاظفرْ بها، كما أخبر الرسولُ - صلى الله عليه وسلم - ولك أن تخطبَ الاثنتين معًا، إن كنتَ قادرًا على النفقة والعدل.وعليك باستخارة الله - عز وجل - واستشارة الصالحين؛ كأئمة المساجد والدعاة القريبين من أهلها وأسرتها.

وأخيرًا نُوصيك بلُزوم التقوى، والحرص على العبادات، وخاصة الصلاة في وقتها، واحرصْ عليها في جماعة المسجد، وحضور مجالس العلم، وصُحبة الصالحين والدُّعاة إلى الله، وسوف تجد الخيرَ والسرورَ والراحةَ والسعادةَ - بإذن الله.