من معاني الهجرة النبوية - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4957 - عددالزوار : 2061846 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4533 - عددالزوار : 1330540 )           »          ابتسامة تدوم مدى الحياة: دليلك للعناية بالأسنان في كل مرحلة عمرية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          كم يحتاج الجسم من البروتين يوميًا؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          أطعمة ممنوعة للمرضع: قللي منها لصحة طفلك! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          مكملات البروبيوتيك: كل ما تحتاج معرفته! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 56 )           »          التخلص من التوتر: دليلك لحياة متوازنة! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 68 )           »          أطعمة مفيدة لمرضى الربو: قائمة بأهمها! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 46 )           »          كيفية التعامل مع الطفل العنيد: 9 نصائح ذكية! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 46 )           »          كيف يؤثر التدخين على لياقتك البدنية وأدائك الرياضي؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-10-2020, 03:37 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,695
الدولة : Egypt
افتراضي من معاني الهجرة النبوية

من معاني الهجرة النبوية
الرهواني محمد





الخطبة الأولى
لقد أرسل الله خير خلقه محمدا صلى الله عليه وسلم، والناس أحوج وأشدَّ ما يكونون إلى رسالته، قال ربنا: ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾ [الأعراف: 158].

لقد جاء النبي صلى الله عليه وسلم فوجد الناس يعبدون آلهة شتى، منهم من يعبد الأشجار، ومنهم من يعبد الأحجار والشمس والقمر وآخرون يعبدون الملائكة والجن، ويلجؤون ويتقربون إليهم في كشف الشدائد والكربات، ويرغبون إليهم في جلب النفع والخيرات، ويتحاكمون إلى الكهان والسحرة والعرافين، ويغش بعضهم البعض، ويرتكبون الفواحش والمحرمات، ويسيؤون الجوار، ويقطعون الأرحام، ويكسبون الأموال ولا يبالون بالحلال أو من الحرام، ويتعاملون بالربا، ويغتصبون الميراث.

فجاء نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم يدعو الناس إلى العفاف والطهر والخلق الكريم والاستقامة وصلة الأرحام وحسن الجوار والكف عن المظالم والمحارم، ويدعوهم إلى التحاكم إلى كتاب الله العزيز، لا إلى الكهان وأمر الجاهلية، ويدعوهم لكسب المال من وجوه الحلال، وإنفاقه في الطرق المشروعة والمباحة، وجَعْلِ الناسَ كلَّهم أمام شريعة الله سواء، لا تفاضل بينهم إلا بالتقوى.

نعم.. لقد دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى دين قويم يرقى بالإنسان إلى أعلى المنازل في الحياة الدنيا، ويَسعد به في الآخرة سعادةً أبدية في النعيم المقيم.

لكنَّ المستكبرين والملأَ من قريش، لم توافق دعوة محمد صلى الله عليه وسلم أهواءهم، فأجلبوا على المستضعفين ممن آمن واتبع محمدا فأذاقوهم أنواع العذاب، وضيّقوا عليهم الخناق، وتآمروا على قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأذن الله لرسوله بالهجرة من مكة إلى المدينة.

لقد كانت الهجرة النبوية حدثا عظيما من أحداث التاريخ، ومحطة مهمة من محطات مسيرة الدعوة الإسلامية، حيث تجلى فيها صدقُ الإرادة مع قوة الإيمان، وشرف الفداء مع حب التضحية، فكانت بحق فرقانا بين الحق والباطل، وفيصلا بين الهدى والضلال.

لقد كانت الهجرة النبوية الشريفة انطلاقةً جديدة لبناء دولة الإسلام، وإعزازاً لدين الله، وفاتحةَ خير ونَصر وبركةٍ على الإسلام والمسلمين.
والأمةُ الإسلاميةُ اليوم، هي في أشد الحاجة إلى الاستفادة من هذه الذكرى واستيعاب مفهوم ومعاني الهجرة النبوية بكل تفصيلاتها ودقيق معانيها، ومن تم تحقيقها وإنزالها على أرض الواقع.

وإن من المعاني السامية للهجرة حب الوطن: فحب الوطن من الأمور الفطرية التي جُبل الإنسان عليها، وليس غريبا أبدا أن يُحب الإنسان وطنه الذي نشأ على أرضه، وشب على ثراه، وترعرع بين جنباته، كما أنه ليس غريبا أن يشعر الإنسان بالحنين الصادق لوطنه عندما يُغادره إلى مكان آخر، فما ذلك إلا دليلٌ على قوة الارتباط وصدق الانتماء.

ولعل خير دليلٍ على حب الوطن، ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه وقف يُخاطب مكة المكرمة مودعا لها وهي وطنه الذي أُخرج منه، فقد روى الترمذي عن عبد الله بن عباس أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمكة: (ما أطيبكِ من بلد وأحبَّكِ إلي، ولولا أن قومي أخرجوني منكِ ما سكنتُ غيركِ). يقول ذلك تعبيرا عن حنينه العميق وحبه العظيم لوطنه وبلده، ليكون نموذجا لكل مسلم في انتمائه لوطنه، أينما كان وأينما وجد.

وإن من المعاني السامية للهجرة، ومن أعظم دروسها، صناعة الأمل:
الأمل، هذه الكلمة التي تتوقّف عليها كلُّ حركة الإنسان في الحياة، لأن الأمل يمثِّل تطلع الإنسان للمستقبل في قضاياهُ كلِّها، في حركاته في أهدافه في عمره كله.

الهجرة تعلِّم المؤمنين فن صناعةِ الأمل، الأملَ في موعود الله، الأمل في نصر الله، الأمل في مستقبل مشرق لهذا الدين، الأمل في الفرج بعد الشدة، والعزةِ بعد الذلة، والنصر بعد الهزيمة، والقوة بعد الضعف، والوحدة بعد الشتات والتفرقة.

فمن ذكرى الهجرة.....، بل من السيرة كلها، نتعلم كيف نصنعُ الأمل، ونترقب ولادةَ النورِ وانبثاقَ الفرج من رحم الظلمة، وخروج الخير من قلب الشر.. فما بعد اشتدادِ ألمِ المخاضِ إلا الولادة، وما بعد ظلمةِ الليل إلا انبثاق الفجر، ﴿ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ﴾ [الشرح: 5، 6].

وكما قال ابن النحوي في قصيدته المنفرجة:
إشتَدِّي أزمَةُ تَنفَرِجي *** قَد آذَنَ لَيلُكِ بِالبَلَجِ.

وإن من معاني الهجرة: أن الله قال: ﴿ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [المنافقون: 8]. فالأمة التي تريد العزة، تريد الرفعة، الأمة التي تريد هداية الناس إلى الحق والخير، لا بد لها أن تستخلص من حادث الهجرة النبوية الدروس والعبر الكافية الكفيلة التي تخرجها من الكبوة التي سقطت فيها وتعيدها إلى صدارة الأحداث، تعيدها إلى صناعة التاريخ، تعيدها إلى موقع الفعل، فتكون فاعلة منفعلة بدل أن تكون مفعولا بها.

وإن من معاني الهجرة: أن يُفهم أمر الدين وأن يُفصلَ ويُفرَّقَ بين الدين الحق وأهله، وبين المتاجرين المنفرين عن الدين بأساليب وفَتاوَى ليس لها في الدين ولا من الدين أصل بل تخالف الدين وتصطدم معه.
ففي ذكرى الهجرة المباركة علينا أن نعلم ونتعلم أن دين الإسلام، هو دين علم وعمل ومعرفة ودعوة للحق، وليس دين رهبنة ومسكنة وخنوع.



الخطبة الثانية
أخرجه ابن حبان في صحيحه أن رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال في حجَّةِ الوداعِ: (ألَا أُخبِرُكم بالمؤمنِ: مَن أمِنه النَّاسُ على أموالِهم وأنفسِهم، والمسلمُ مَن سلِم النَّاسُ مِن لسانِه ويدِه، والمجاهدُ مَن جاهَد نفسَه في طاعةِ اللهِ، والمهاجرُ مَن هجَر الخطايا والذُّنوبَ).

فإذا أَمِنَك الناس على أموالهم وأنفسهم فأنت المؤمن، وإذا سلم المسلمون من لسانك ويدك فأنت المسلم، وإذا جاهدت نفسك في طاعة اللّه عز وجل فأنت المجاهد.. وإذا هجرت الخطايا وابتعدت عن الذنوب فأنت المهاجر.

فالنبي صلى الله عليه وسلم قال: (المهاجِر من هجر ما نهى الله عنه).
وكأن النبي الحبيب صلى الله عليه وسلم أراد أن تكون حياة المسلم مرتبطة بحركة إيجابية دائمة مستمرة، حركة هادفة مُنطلقها الإخلاص، وغايتها الخير والنفع والرحمة والعطاء.

أراد صلى الله عليه وسلم أن يُذكّر بضرورة السلوك وبضرورة الحركة وبضرورة التحسن وبضرورة التعامل مع الهجرة على أساس دائم، بمعنى أن نذكر ونتذكر الهجرة وأن نُسقطها على أنفسنا في كل يومٍ في كل حركاتنا وفي كل سلوكياتنا، وأن نجعلها هجرة دائمة مستمرة ملازمة لحياتنا كلها.

أن تكون هجرة من الإيمان الصوري التقليدي، إلى الإيمان الحق الصادق الذي ينبُع من القلوب والوجدان والعقول وينعكس على الجوارح والأفعال والتصرفات.
أن تكون هجرة من الذنوب والسيئات القولية والفعلية المادية والمعنوية..


هجرة من الشهوات والشبهات.. هجرة من مجالس المنكرات.. هجرةً من الكذب إلى الصدق.. هجرةً من الجهل إلى العلم.. هجرةً من العناية بالجسد إلى العناية بالروح.. هجرةً من الكسل والتواكل إلى الجد والاجتهاد في طاعة الله، وخاصة في هذه الأيام التي كثرت فيها الفتن والمحن، قال صلى الله عليه وسلم: (العبادةُ في الهرْج - أي زمن الفتن - كهجرةٍ إلي).

أن تكون هجرة من الخيانةوالتقصير في المسؤولية إلى الأمانة وتحمل المسؤولية.. هجرة من الظلم إلى العدل..
هجرة من التفرقة والتنازع إلى التعاون والاعتصام.
قال ربنا: ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ﴾ [المائدة: 2].
وقال سبحانه: ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ﴾ [آل عمران: 103].


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 54.71 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.04 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.06%)]