بر الوالدين - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         ندبة الودّ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          اجمع بين أصالتك وجمالك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          وهم الأبراج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          بداية تدوين علم التفسير ومعرفة نسخ التفسير القديمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          وسائل الديمقراطيين في إقناع المسلمين بالنظام الديمقراطي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الخذلان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          إدانة التدين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          نحن ضعفاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          مزاجية المبادئ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          كيف تكون سعيدًا طوال حياتك؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-10-2020, 04:18 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,630
الدولة : Egypt
افتراضي بر الوالدين

بر الوالدين


يحيى بن إبراهيم الشيخي




إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، جل عن التشبيه والتمثيل والكفء والنظير، وأشهد أن محمد عبده ورسوله، وصفيه وخليله، وخيرته من خلقه، وأمينه على وحيه، أرسله ربه رحمة للعالمين، وحجة على العباد أجمعين، صلاة الله وسلامه عليه وعلى آله الطيبين وأصحابه، الغر الميامين، ما اتصلت عين بنظر، ووعت أذن بخبر، وسلم تسليما كثيرا، ثم أما بعد.

عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى وطاعته قال تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

عباد الله، لما خلق الله الخلق، جعل عليهم حقا عظيما، وهو حق عبادته وحده لا شريك له قال تعالى: ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ﴾ ثم بين الله عز وجل في كتابه، ونص عليه نبينا صلى الله عليه وسلم في سنته أن بعد ذلك حقوقا لعباده، لبعضهم على بعض فللأب حق على ولده وللولد حق على والده، وللأم حق على أولادها، ولهم حق عليها، وللجار على جاره حقوقا وللزجين على بعضهما حقوقا، وهذه الحقوق متفاوتة، مراتبها، ولكنّ أعظم هذه الحقوق حق الوالدين على ولدهم قال تعالى: ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ﴾ [الإسراء: 23].

أيها الأحبة في الله، لقد نص النبي صلى الله عليه وسلم في سنته على ضرورة بر الوالدين والإحسان إليهما، وإجلال شأنهما ورعاية حياتهما.

"جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله: من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال أمك، قال ثم من؟ قال أمك، قال ثم من؟ قال أمك، قال ثم من قال أبوك، ثم أدناك فأدناك"، فأحق الناس بالبر والمجالسة، احقهم بالاتصال به والهدية وتحمل أذاه، أحقهم بقضاء الوقت معه، أحقهم بإدخال السعادة عليه وحسن معاملته هما الوالدان.

"جاء رجل من اليمن إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال يا رسول الله جئتك أريد الجهاد معك في سبيل الله، فما هو أول سؤال سأله النبي صلى الله عليه وسلم؟ هل قال له هل تدربت على القتال؟ أو هل سبق لك أن جاهدت أو معك سلاح؟ لا، وإنما قال له، أفي اليمن أبواك ؟ قال نعم قال: وتريد الجنة قال نعم قال ارجع اليهما فأحسن إليهما فإن الجنة ثم ّ"أي عند رجليهما" هذا الرجل ضحى بوقته وماله ونفسه؛ من أجل أن يجاهد بجانب رسول الله صلى الله عليه وسلم وينال الشرف بمشاركة رسول الله صلى الله عليه وسلم ليكسب أعلى الجنان ولكنّ الرسول صلى الله عليه وسلم يفاجئه بأن الذي جاء من أجله هناك وراءه في البيت عند أبويه في لزوم رجليهما والسهر عل راحتهما ومسح دمعاتهما، وأن يفرح قلبيهما برؤيته بجانبهما، وإدخال السرور عليهما، تذهب وتجاهد من أجل الجنة، ولمن تترك والديك العاجزين من الذي يرعاهما من الذي يضحكهما، من يحس بآلامهما ويعرف حوائجهما غيرك هل تتركهما للخادم والخادمة أما تتركهما للجيران والمحسنين، هل هذه مكافأتهما، كم تعبا من أجلك، كم سهرا لترتاح، وكم جاعا لتشبع كم غسلت أمك عنك الأذى وكم بكت لأجلك، وفي النهاية تتركهما لغيرك يخدمهما، أي قلب تحمل يا هذا أي معروف تكافئهما به يا ناكر المعروف ويا جاحد النعمة، ووالله لإشراقة بسمة تخرج من بين شفاههما ودعوة لك من أفواههما لهي من أفضل النعم التي ساقها الله إليك، إنه البر الذي أوصى به الله، أما سمعت بر الصحابة والتابعين؟ اسمع لنماذج قليلة وغيرها كثير: أبو هريرة رضي الله عنه تناديه أمه يوما قالت يا أبا هريرة قال لبيك بصوت مرتفع، فلما رأى ذلك وتفكر في رفع صوته قال أستغفر الله رفعت صوتي على أمي وهو إنما قال لبيك فذهب واشترى عبدين مملوكين فأعتقهما كفارة لذلك، وعبدالله بن مسعود رضي الله عنه، لما آوت أمه إلى فراشها ذات يوم فاستسقته فأقبل إليها بكوب فيه ماء فوجدها قد غلبها النوم فنامت، فبقي عند رأسها يقرأ القرآن ويسبِّح، وعينه مرة في عين أمه ومرة على الكوب، فإذا نعس قام ثم جلس ولم يزل هذا حاله حتى قامت فأعطاها الماء وشربت، وهذا محمد بن المنكدر من التابعين يقول: بت ليلة كاملة أغمز رجل أمي وبات أخي عمر يصلي، ووالله ما يسرني ليلته بليلتي، فأي من العملين مع صلاحهما جميعا يسر الأم هل الذي سهر يصلي أم الذي سهر يغمز رجل أمه ويعالجها ويراقب حالتها، إنه البر يا عباد الله الذي فهم معانيه أولئك السلف الصالح.

عباد الله إن هذا الباب من التعبد ربما غفل عنه عدد من الناس واكتفوا في تعاملهم مع والديهم بشي من الأعمال المادية من إنفاق أو شراء منزل أو تسديد فواتير وإيجارات أو ما شابه ذلك مما يرونه برا، وإن كان هذا نوعاً من البر إلا أنهم قد غفلوا عن شيءٍ مهم ألا وهو الاتصال العاطفي مع والديهم والاهتمام بنفسيهما وسعادتهما وإدخال السرور عليهما ومؤانستهما والاتصالِ بهما إن كان بعيدا عنهما وإرسال الهدايا إليهما، وأن تنظر ما الذي يحبه والداك فتحضره قبل أن يطلباه منك، قالت حصة بنت سيرين أخت محمد بن سيرين: كان محمد شديد البر بأمي وكانت أمي مكيّة تحب الثياب الصفر، وكان محمد يدخل غرفتها ويأخذ ثيابها البيض ويصبغها بالأصفر (وهي لا تدري) فيدسها بين ثيابها فإذا رأتها أمي فرحت واستبشرت.

عباد الله.. هناك تنبيه مهم وهو أن الآباء إذا كبروا قد تتغير سلوكياتهم وتحصل منهم تصرفات وكلمات قد لا يحب الإنسان سماعها، وهذه الأمور تحدث من الوالدين بغير إرادتهما فقد يفقد بعضهم الذاكرة فينبغي على الأبناء مراعاة هذه الظروف وعدم الانزعاج منها والصبر على تصرفاتهما وما يحدث منهما واعلم أن حساسية الوالدين تجاه الأبناء تزيد عند الكبر خاصة إن فقدا شيئا من أسماعهما وأبصارهما إذا رأى أن الأبناء لا يتحدثون معهما ويهمشانهما في الحديث، وللأسف الشديد أن بعض الأبناء قد يجتمعون عند الوالدين فيتحدثون ويضحكون والوالدان لا يدرون فيما يتحدثون وعلى ماذا يضحكون وإن تكلم الوالدان لم ينتبهوا لحديثهما عندها يشعر الوالد بأنه قد أصبح ثقيلا على أبنائه، فاتقوا الله أيها الأبناء في آبائكم فالبر من أعظم العبادات أقول ما تسمعون وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا أما بعد.

عباد الله: إن كثيرا من الأبناء اليوم نرى منهم هجرانا لوالديهم وعدم برّهما والقيام على مصالحهما، والانشغال بأصدقائهم ومخالطتهم ومؤانسة أصدقائهم أكثر من والديهم مع أن الوالد دائما في حاجة ولده فتجدهم سلكوا مسلك العقوق فعقوا آباءهم واستحقوا العقاب من الله إن لم يتوبوا قال صلى الله عليه وسلم: "ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة قيل من هم يا رسول الله؟ فذكر منهم العاق لوالديه" وقال صلى الله عليه وسلم: "ثلاثة لا يدخلون الجنة العاق لوالديه ومدمن الخمر والمنان" وفي رواية "ثلاثة لا يقبل الله منهم صرفا ولا عدلا (أي لا فرضا ولا نفلا) العاق لوالديه والمنان والمكذب بالقدر" فيا أيها الأبناء أخاطبكم من كل قلبي العقوق دين لا بد من قضائه في الدنيا قبل الآخرة فكما تدين تدان والجزاء من جنس العمل فإن بذلت البر لوالديك فسيسخّر الله لك أبناءك لبرك وإن عققت والديك سلط الله عليك أبناء ك بالعقوق وستجني ثمرة عملك فاتقوا الله عباد الله في آبائكم أدوا حقهم الذي لهم عليكم واتقوا الله في سائر أعمالكم تفلحوا وصلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.80 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.13 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.23%)]