نادمة على رفض خطيبي - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تأملات في سورة الفاتحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          المسجد الأقصى أم هيكل اليهود؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          معالم الشخصية اليهودية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          محاضرة في تربية الأولاد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          هل انتشر الإسلام بحد السيف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          كيف نجنب أولادنا الخوف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          الشباب والعمل التطوعي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          اللَّغْو في الأقوال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          الزلاقة يوسف بن تاشفين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          وما أدراك ما ناشئة الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-10-2020, 06:07 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,104
الدولة : Egypt
افتراضي نادمة على رفض خطيبي

نادمة على رفض خطيبي



أ. شريفة السديري






السؤال
ملخص السؤال:
فتاة تقدم لها شابٌّ، وظلتْ تفكر عامًا كاملًا، ثم رفضته، وندمتْ على الرفض لأنها تحبه، وتسأل عن كيفية إعادته لها بعد رفضه؟ وهل تقبله إذا تقدم أو لا؟
تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


أنا فتاة خطبتُ لشابٍّ مِن غير بلدي، لديه كثير مِن الصفات الإيجابية، جامعي، موظف، مهندس، محترم، ملتزم.


استمرت الخطبةُ عامًا كاملًا، وعندما قَرُب العقد رفضتُ، فكنتُ غير مرتاحةٍ؛ لأني رأيتُ كثيرًا عَواقبَ الزواج مِن الأجانب، وقد أخبرهم والدي بأن نفسيتي مُتعَبة بسبب ما أرى مِن زيجات فتيات بلدي بالأجانب، وأبديتُ لهم رفضي مِن بداية الخطبة!


دخلتُ في صراعٍ نفسيٍّ كبير، هل أتزوجه أو أرفضه؟ وكل أسبوع يتصلون بوالدي؛ ليعرفوا رأيي: هل أنا موافقة أو لا؟ ووالدي يرد: ما زالتْ تُفَكِّر؛ لأن نفسيتها متعبة!


أعطَوْنا مهلة، وحددوا يومًا للقرار الأخير، وتكلمتُ مع أمي بأني ما زلتُ غير مرتاحةٍ، وأحتاج لوقت للتفكير، فاستغلَّ والدي هذا الأمر وأَخْبَرَهم بعدم الموافَقة.


بعد هذا القرار تعبتُ نفسيًّا، وأصبحتُ انطوائية، لا أعلم لماذا؟


خلال الخطبة كانتْ أخواته تُسَبِّبْنَ لي أذيةً نفسية، فكنَّ يستفززنني، ويجعلنني أغار منهنَّ؛ فكنَّ يضعْنَ صورَ الهدايا التي يأتي بها خاطبي لهنَّ على مواقع التواصل؛ لإغاظتي!


وكنَّ يُقارِنَّ بيني وبين أختي أمامي؛ لأنهنَّ صاحبات أختي في الجامعة، مما يَسْتَفِزني، وكنتُ أكتُم في نفسي، ولا أُبَيِّن لهنَّ اهتمامي، وكانتْ أختي تُساعدهنَّ على ذلك بدون قصدٍ، فكانتْ تحكي لهنَّ تفاصيل حياتنا، وهنَّ يسمعْنَ لها، وكنتُ لا أحب ذلك، خصوصًا وأنهنَّ لا يحكين شيئًا عن حياتهنَّ.


مِن الأسباب التي جعلتْني مُتَرَدِّدةً أنَّ أخواته كنَّ يستغللنه، وأمه كانت مُسيطرةً عليه.


بعد الانقطاع علمتُ بوفاة قريبٍ لخطيبي، فأرسلتُ له رسالة تعزية عبر موقع تواصل اجتماعي، وأضافني بعدها، وبدأ الكلام بيننا، وأخبرتُه بحبي له، وأني ما زلتُ أريده، وأتمنى أن أكون بجانبه.


بدأ بعدها يكتُب كلماتٍ عاطفيةً على صفحتِه، شعرتُ مِن خلالها بأنه سيتقدَّم لي مرة أخرى، وما زال يريدني ويحبني.


حاولتُ أن أُكَلِّمه بعد ذلك فتجاهلني، وتجاهَلَ تعليقاتي وردودي، فشعرتُ بأنه يلعب بي، وينتصر لنفسه لأني رفضتُه!


لا أستطيع أن أنساه، فما زلتُ أحبُّه وأُريده زوجًا لي، وأُريده أن يتقدَّمَ لي مرةً أخرى، لكني أخاف مِن تهميش أهله لي، وأخاف من المشكلات التي قد تحدُث مِن أخواته.


الجواب
أهلاً بكِ عزيزتي في شبكة الألوكة.
الانفصالُ أمرٌ ليس بالهين أبدًا، فهو قطْعٌ لمشاعرَ وأحاسيسَ جميلةٍ ولطيفةٍ أسعدتنا، ولكنه قدر الله علينا، ليختبرنا أنصبر أم نَكْفُر، وربما يكون خيرًا لكِ لِيُقويكِ، ويجعلكِ أكثر شدة وجلَدًا في مُواجَهة الحياة، وهذا مِن فَضْلِ الله عليكِ أنِ ابتلاكِ لِيُقويك؛ لذا لا تنظري للأمر بحُزنٍ وألمٍ حتى تكوني قادرةً على تخطيه، هذه هي القاعدةُ الأولى لنكملَ رسالتنا لكِ: ضَعِي الحزن جانبًا، وافتحي عينيك على الحياة.


ما حصَل مِن انفصالٍ لم يكن بسبب أهله فقط، بل وأهلك أيضًا، فواضحٌ أن والدكِ لم يكن موافقًا ومُقتنعًا بالكامل، وبمجرد أن عَبَّرْتِ لوالدتك عن عدم راحتك اعتبرها والدُكِ إشارةً للخيرة والرفض، وأنهى الموضوع، وهو أمرٌ صعب جدًّا أن تتزوجي شخصًا لا يقبله والدُك؛ لأنه قد يُسَبِّب الكثير مِن المشاكل بين أهم رجلَيْنِ في حياتك، لذا تَعَجَّل والدُك ورَفَض قبل أن تُغَيِّري رأيك؛ لأنه غير موافق.


بعد ذلك نأتي لمشكلتك مع أخواته، وهذا أمرٌ عليكِ أن تكوني واعيةً له في زواجك في المستقبل، فأخواتُه هم أخواته مِن قبْلِ أن تُصبحي خطيبته، وعلاقتُه بهن لا يفترض أن تتغيرَ إن تزوَّجَ، فالحبُّ والمودةُ بينهم هي أمر جميلٌ يجب أن تفرحي به؛ لأنه يُطمئنك بأن مَن يُحب أخواته ويحترمهنَّ فبلا شك سيُحب زوجته ويحترمها، وهداياه لهنَّ لا تعني أنه يحبهنَّ أكثر منك، ووضْعُهن للصور في مواقع التواصل الاجتماعي لا تعني بالضرورة رغبتهن في استفزازك؛ فقد تكون تعبيرًا عن الفرَح، وقد تكون مجرد استعراض، ولكن في كلتا الحالتين لا يجب أن تضعي أمر استفزازك في الحسبان؛ لأنه إن كان حقيقيًّا فأنتِ بتجاهُلك له وفَّرْتِ على نفسك الشعور السيئ بالاستفزاز، وسيتراجعْنَ عن الأمر؛ لأنهن لم يرينَ ردة فعل منكِ، وإن لم يكن حقيقيًّا فأنتِ هكذا تكونين قد اتهمتِهنَّ بما لم يفعلن، وظلمتهن، وخلقتِ مشكلة لا أساس لها!


والأمرُ نفسه بالنسبة للمقارنة بينكِ وبين أختك، ربما هي مجرد تسلية أو كلام لا هدف له، لأنهن لو كنَّ معجبات بأختك أكثر منكِ لخطبوها له بدلًا منكِ، وأختك أخطأتْ فعلًا حين حكتْ لهنَّ تفاصيل حياتك.


لكنكِ قلتِ جملة مهمة: (خصوصًا وأنهنَّ لا يحكين شيئًا عن حياتهنَّ)..


فهل أفهم أن تفاصيل حياتك قد تقولينها لهنَّ إن بادلْنَكِ تفاصيل حياتهن؟


لا، انتبهي، فالأمرُ أعمق مِن ذلك، وإياكِ أن تُعطي تفاصيل حياتك الخاصة لأي شخصٍ مهما كان حبُّكِ له وثقتكِ فيه، فالأمرُ ليس كتبادُل الكُتُب والملابس، فحين تعطين تفاصيل حياتك وأمورك الشخصية لمن حولك ستكونين كمن سلَّم روحه ليدٍ لا يعرفها، صحيحٌ أنه مِن الطبيعي أن نشعرَ بالضيق، ونحتاج للكلام وإفراغ ما في صدورنا، ولكن ذلك يكون لشخصٍ واحدٍ تثقين فيه تمامًا؛ كأختك، والدتك، صديقة مقرَّبة تثقين بها، وليس أي شخص، خصوصًا مَن تربطنا بهم علاقات عائلية؛ لأن الكلام قد ينتقل ويتحور عن مقْصدِه الأساسيِّ، وتقعين في مشكلةٍ أنتِ في غنًى عنها.


عزيزتي، النسيانُ لا يكون مِن الخارج، بل مِن الداخل، فأنتِ ما زلتِ مُتعلِّقة به، وأنتِ التي أردتِ أن تُعيدي الروابط مع أخواته بعد انفصالكما، على أمل أن تعودا لبعضكما، ثم أعدتِ التواصل معه شخصيًّا؛ لأنَّ الرفض وإن كان بناءً على كلمة قلتِها، لكنه لم يصدُرْ منكِ، بل صدر مِن والدك، وهو ما جعلكِ تشعرين بأنكِ أُجبِرْتِ على الانفصال عنه، ومِن ثَم شعرتِ تجاهه بالحبِّ، أو زاد الحب الذي في قلبكِ له.


لكن عزيزتي أولًا أنتِ استغرقتِ سنةً كاملة لتُفكِّري في الأمر، وتُحدِّدي ما إذا كنتِ تريدينه أم لا، فلماذا الآن تأكدتِ مِن رغبتك؟ هل هو إحساس: كل ممنوع مرغوب؟ أي: إنه حين رفضه والدُك شعرتِ بأنكِ تريدينه؟


ثانيًا: علاقتُكِ بأخواته ليستْ على ما يرام، ووالدتُه مُسيطرة عليه على حدِّ قولك، ومشاكلك معهنَّ بدأتْ مِن الخطوبة، وأنتِ لن ترتبطي به وحده، بل بالعائلة أيضًا؛ لأن مجتمعاتنا تحثُّ على التجمُّع والتواصُل العائلي الدائم، بعكس المجتَمعات الغربية، أي ستقابلينهن وتجتمعين معهن، فهل أنتِ مُستعدة للتغاضي والتجاهل عن كلِّ ما سيصدُر منهن بعد الزواج، في سبيل الوصول لحياةٍ هنيئة مع زوجك؟


ثالثًا: الرجل حين ترفضه امرأةٌ أو عائلة مِن الصعب جدًّا أن يكررَ الطلَب مُجددًا، ورفضكم جاء بعد سنةٍ من التفكير؛ أي: بالنسبة لهم رفضتموه عن قناعةٍ تامة؛ لذا لا أعتقد أنه سيعود، وإن أراد هو العودة لا أعتقد أن والدته قد تُوافقه الرأي، فمَن هذا الذي يعرف أنه سيُرفض ويطلُب مجددًا؟


قد تقولين: مكالمتكم وأحاديثُكم تُظهر العكس، وأقول لكِ: هي لم تُظهرْ شيئًا، لكنكِ فسرتِها كما تتمنين وترغبين في أن ينتهي الأمر.


كلنا - عزيزتي - نرغَب في أن نعيشَ تلك الحكاية الساحرة التي يحملنا فيه الحبُّ بعيدًا، ويجعلنا نُعاند الظروف والصعوبات لنفوزَ بحبنا، ونعيش سعداء إلى الأبد، لكن الحياة للأسف ليستْ كذلك.


عزيزتي، نسيانك له لا يبدأ مِن قلبك، بل مِن عقلك؛ لأنَّ قلبكِ في حالة ضعف وتخبُّط، لكن عقلك قويّ؛ لذا اجعلي له السيطرةَ على قلبك، حدِّثي نفسك بشكل منطقيٍّ عن أسباب رفضِكم له، اكتبي المشكلات التي قد تواجهينها إذا تزوجتِه، مع أهله في كل الجوانب، اكتبي ما تعلمته واستفدته مِن هذه التجربة، ولا تغفلي أي نقطة مهما كانتْ صغيرةً.


هناك ما يُسمَّى بالارتباط الشرطي، وهو أن يرتبطَ شيءٌ أو شخص بحالةٍ شعوريةٍ مُعينة، وفي حالتك ارتبط هذا الشخصُ وكل ما يخصه بالشعور والحب والعاطفة الجياشة.


لذا فإن ما عليكِ فعلُه هو أن تكسري هذا الارتباط وتحوِّليه.


كيف ذلك؟
كلما تذكرتِه أو قابلتِ أخواته أو والدته أو أي أمر أو شخص آخر له علاقة به، تقولين لنفسك بصوتٍ قويٍّ وواضح وصارم - حتى لو كان هذا الصوتُ بداخلك فيما لو كنتِ بين الناس - تقولين بكل قوة وحزم: "انتهى الأمر، لن أُعيدَ التفكير في أمرٍ انتهى، ومن الجيد أنه انتهى، وإلا كان حصل كذا أو كذا"، وتضعين المشكلات التي كتبتها مِن قبلُ التي كانتْ ستحصل لو تم الزواج، هذه الطريقة فعالةٌ؛ لأنها تكسر الارتباط الشرطي وتُحوِّله لطريق آخر مختلف، ومع الوقت ستُلاحظين تبدُّل مشاعرك وتغيُّرها.


أخيرًا عزيزتي، تذكَّري أنَّ كل ذلك لن يحصلَ ولن يتغيرَ إن لم تجدي في نفسك القوةَ والإصرارَ والرغبة في التغيير والخروج مِن الحالة التي أنتِ فيها الآن، فلو تكلمتُ معكِ من الآن وحتى الشهر القادم ولم توجدْ لديكِ الرغبةُ في نسيانه وتخطِّي الأمر، فلن تتخطيه، ولن يتغيرَ شيء.


وإن كانت الرغبةُ والدافع موجودَين عندك، فحينها لن تحتاجي لشيء إلا توكُّلكِ وثقتك بالله، وسينتهي الأمر وتخرجين منه أقوى مما كنتِ.


وتذكَّري دائمًا قوله - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الذي رواه ابنُ عباس - رضي الله عنه -: ((كنتُ خلفَ رسولِ اللهِ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ - يومًا فقال: يا غلامُ، إني أعلِّمُك كلماتٍ: احفَظِ اللهَ يحفَظْك، احفَظِ اللهَ تجِدْه تُجاهَك، إذا سألتَ فاسألِ اللهَ، وإذا استعنْتَ فاستعِنْ باللهِ، واعلمْ أنَّ الأمةَ لو اجتمعتْ على أن ينفعوك بشيءٍ، لم ينفعوك إلا بشيءٍ قد كَتَبَهُ اللهُ لك، وإنِ اجتمعوا على أن يضُرُّوك بشيءٍ لم يضُروك إلا بشيءٍ قد كتبه اللهُ عليك، رُفِعَتِ الأقلامُ وجَفَّتِ الصُّحُف))؛ حديث صحيح.


كان الله معكِ عزيزتي، ورزقكِ القوة، والسعادة والطمأنينة

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 57.66 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 55.95 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (2.97%)]