|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
بعد العقد.. أشعر بالندم لموافقتي عليه
بعد العقد.. أشعر بالندم لموافقتي عليه أ. أريج الطباع السؤال أنا شابَّة عمري 19 عامًا، عُقِدَ قِرَاني على شابٍّ يغلب عليه الصَّلاح، ويبدو على أسرته المحافَظَةُ التي قد تميل إلى التشدُّد في بعض الأمور، أشعرُ الآن بنوعِ ندمٍ لموافَقَتِي عليه؛ لأني أجدُ اختلافًا كبيرًا بين البيئة التي عشتُ فيها وبين بيئته. فنحنُ ملتزمون - ولله الحمد - إلاَّ أنَّنا نتمتَّع بكثير من الأمور الحياتيَّة؛ كالخروج للسُّوق لشراء مستلزماتنا، مشاهدة القنوات الفضائية الصَّالحة؛ كقناة (المجد)، الزيارات العائليَّة، وكثيرٍ من الأمور التي ربَّما سأفتقدُها معه؛ فما توجيهكُم لي؟ هل أطلبُ الطَّلاق وأفسخُ العَقْدَ؟ وإن كنتم ترون الاستمرار؛ فما الطريقة المُثْلَى في التَّعامل معه كي يخرج قليلاً عن هذا (التَّقَوْقُع) و(التَّشدُّد)؟ علمًا بأنه شابٌّ محافظٌ على صلاته، وطيِّب القلب، وحنون، كما أنه يُحبُّنِي بشدَّة. الجواب السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته،، بدايةً؛ أُهنِّئُكِ على حِرْصِكِ على تحديد موقفكِ، دون أن تتجاهلي المشكلة وتتركي الأمور تسير وَفْقَ ما يُسيِّرها تيَّار الظُّروف! لكنَّني أتساءل: لماذا بَعْدَ العَقْد؟ ألم تَكُن تلك الأمور واضحةً قَبْلَهُ؟ أم أنَّكِ بعد تعامُلِكِ معه اكتشفتِ ذلك؟ وهل هم يختلفون حقًّا عنكم، أم أنَّكِ فقط تخافين من هذا؟ الزَّواج من أهمِّ العلاقات؛ لأنَّه ليس مجرَّد علاقة بين شخصَيْن؛ بل هو شَرَاكةٌ في تكوين الأسرة، وهو المستقبَلُ لحياتِكِ، وليست شَرَاكةً عاديَّةً؛ بل هي شَرَاكةٌ قائمةٌ على الحُبِّ والتَّفاهم والثِّقة، ويقودها الحوار النَّاجح والتَّواصُل الجيِّد بين الطَّرفَيْن؛ ليصِلا لأهدافٍ مشتركةٍ يطمحان إلى تحقيقها في أسرتهما. ومن عظمة الإسلام أنَّه وضع لنا ضوابطَ وتصوراتٍ عن كلِّ شيءٍ في الزَّواج، حتى عن علاقة الزوجَيْن وكيف تكون، ووضع لعلاقة الزَّواج حقوقًا وواجباتٍ تضبط مسيرةَ الحياة. من الصَّعب أن نجدَ رجلاً يتوافق معنا تمامًا؛ بل إن الاختلاف يُثْري الحياة الزوجيَّة حينما يتمّ فَهْمه والتَّعامل معه بحكمة، المهمُّ ألاَّ يكون الاختلاف في أمورٍ جوهريَّة بين الزوجَيْن، وأن يُكَمِّلَ أحدهما الآخَر، وأن يكون بينهما حوارٌ ناجحٌ، وألاَّ يسعى طرفٌ لما يريد متجاهِلاً رغبةَ الآخَر. ولابدَّ من مرجعيَّةٍ يعودان لها حالَ الاختلاف، واتِّفاقهما على هذه المرجعيَّة يوفِّر عليهما الكثيرَ من الجهد والخلاف، ويجب أن تكون هذه المرجعيَّة بالتَّأكيد موافقةً لما نصَّ عليه الشَّرع بصورة أوليَّة، ثمَّ عامِلَةً على مصلحة الأسرة. والأسرة كالسفينة؛ لابدَّ لها من رُبَّان كيلا تغرق، والقوامة للرَّجل؛ حيث إنه بطَبْعِه أقدرُ على ذلك، والمرأة بطبيعتها تحتاج السَّند والقوَّة التي تطمئنُّ إليها وتثق بها. كي يتحقَّق أقصى قدرٍ من النَّجاح في حياتكِ الزوجيَّة ننصحكِ بالتَّالي: - افهمي الطَّرف الآخَر وطريقتَهُ في النَّظَر للأمور، وطبيعة شخصيَّته؛ وهذا يتَّضح أكثر مع الاحتكاك، ولا يُغنِي الاحتكاكُ عنِ السُّؤال وجَمْع المعلومات من الأشخاص المحيطين به؛ عن بيئته وثقافته - ويكون جمع المعلومات عادةً قبل العَقْد، لكن لا بأس به بعده إذا ما أقلَقَكِ أمرٌ وشَكَكْتِ فيه. - اغتنمي فترةَ العَقْد لتوثيق الحوار بينكما، وفي فهم اللُّغة المشتركة التي تستطيعان التَّواصل بها .. اسْمَعِيه، وافهمي وجهة نَظَره للأمور، وفي نفس الوقت وَضِّحي له مشاعِرَكِ ووِجْهَةَ نَظَرِكِ أيضًا؛ لتَصِلا معًا للتَّفاهم على ما يريحكما. - لا تَدخُلي حياتكِ الزوجيَّة على أملِ تَغْيِيرِهِ؛ بل عليكِ تَقَبُّلُهُ بدايةً، فما يُدرِيكِ؟ ربَّما يتغيَّر، وربما هو أيضًا يضع بذهنه أنه سيصل معكِ لما يرضيه وستتغيَّرينَ أنتِ؟! التقبُّل والثِّقة من أهم الدَّعائم التي يقوم عليها الزَّواج، ومع التَّفاهم والحب يستطيع الزوجان الوصول لما يريحهما معًا، في حال كان التقبُّل والتقدير بدايةً. - ضعي الهدف النِّهائي الذي تطمحين لأسرتكِ في الوصول إليه، ثم حدِّدي السَّلبيَّات والايجابيَّات في شخصية خطيبكِ، وفي الظروف، وفي العلاقة التي تربطكما معًا. الصورة ستتَّضح أمامكِ، وما عليكِ سوى أن تَشعُرِي بمسؤولية قراركِ؛ فليس منَ الحكمة أن تتجاهلي أمورًا تقلقكِ، ثم تكبر بداخلكِ وتتفجر بعدما يأتي الأولاد وتزيد الارتباطات. عالجي قلقكِ قبل دخولكِ بيتَ الزَّوجيَّة، وتأكَّدي من قدرتكِ على الاستمرار. - "شابٌّ محافظٌ على صلاته، وطيِّب القلب، وحنون، كما أن يحبُّني بشدَّة"! ما ذكرتِهِ عنه من صفات كلُّه يستحقُّ منكِ أن تَبْذُلِي منَ الجُهد ما يُوَصِّلُكِ إلى التَّفاهُم معه لبناء أسرة مستقِرَّة سعيدة، واستحْضِري أجرَ رضا الزَّوج دومًا؛ ذلك الأجر الذي قد يكون مِفتاحَكِ للجنَّة، لكن تذكَّري أنَّكِ بحاجةٍ أيضًا لأن تُقَدِّري شخصيَّته، وأن يكون بينكما لغةٌ مشتركةٌ للحوار. - حتى في حال كونِكِ قد استخرتِ قبل العَقْد؛ كرِّري الاستخارة، وثقي أنَّ هناك أمورًا تخفى علينا، الله أدرى بها. ولا تُقْدِمي على خُطوةٍ دون دراستها جيِّدًا، وتَدْعِيمِها بالاستخارة والدُّعاء. أن ييسِّر الله لكِ الخيرَ.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |