|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
كيف أتعامل مع زوجتي المتعالية؟
كيف أتعامل مع زوجتي المتعالية؟ أ. فيصل العشاري السؤال ♦ ملخص السؤال: رجل زوجته متعالية، وتريد أن يأخذ الإذن منها في كلِّ شيء يفعله، وإذا فعل شيئًا بدون إذنها يحدُث خِصام وتذمُّر ومشكلات كثيرة بينهما. ♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. زوجتي متعاليةٌ، وتريد أن آخذَ منها الإذن في كلِّ شيء أفعله، وإذا فعلتُ شيئًا بدون إذنها وأخْذِ رأيها - والذي ينتهي بالرفض - يحدُث خِصام وتذمُّر ومشكلات كثيرة بيننا. المشكلة أنها في وقت الغضب والخلاف تقول كلامًا سيئًا، وتتحسَّر على زواجها مني، وبسببها كرهتُ كل النساء، ووصَل بي الحال إلى أني أسير في الشارع وأنظر للنساء فيزداد كرهي لهنَّ. تُريد أن أحسنَ لأهلي بما يَرُوق لها، وأن أعاملَ الناس بما ترْضاه هي، مع أنها صاحبة علمٍ، ونالتْ شهادات عليا، وإجازات في القرآن الكريم، لكنها مُفتَقِدة للتطبيق، أحس بأنها أنانية، وإذا أتاها مال تعالتْ عليَّ وتكبرتْ، حتى بناتي تُعاملهنَّ بشدة وعنفٍ. تشعرني دومًا بالحزن، وأنها تعيش حياةً كئيبةً، وذلك لأني لا أمتثل لعُبُوديتِها، بل أختلف معها في كثيرٍ من الأمور. الجواب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. نشكركم على تواصُلكم معنا، وثقتكم في شبكة الألوكة. ليس بين الزوجين عبوديةٌ؛ فالعبوديةُ لا تكون إلا لله تعالى، والاستعبادُ مِن طغاة البشر وحكامها الجائرين ولا يحسُن إنزاله وتصويره على العلاقة بين الزوجين؛ لأنَّ العلاقةَ بينهما علاقة مودة ورحمة، فإنْ حصل ضغطٌ مِن أحد الأطراف على الطرف الآخر، فهو نوعٌ مِن (التنازل) وليس (العبودية) لتستمر الحياة الزوجية، ولولا الصبرُ والتنازلُ من الزوجين لبعضهما، ما سارتْ قافلةُ الحياة الزوجية، وقد ورد في الحديث: ((ولو كنتُ آمرًا أحدًا أن يسجدَ لأحدٍ لأمرتُ المرأةَ أن تسجدَ لزوجها))؛ رواه الترمذي وابن ماجه، وصححه الألباني. والمعنى: أنَّ حق الزوج عظيمٌ على المرأة، ولو كانتْ هناك عبوديةٌ لاستحقت المرأة أن تكونَ أَمَةً لزَوْجِها، لكن ذلك غير موجود في الإسلام، إنما الموجود هو محضُ المحبة والمودة والطاعة، وخَفْض الجَناح عن طَواعِيَةٍ وتقديرٍ، لا عن إجبار وإكراهٍ. كما أنَّ حق المرأة على الزوج عظيمٌ كذلك، وهذا الحقُّ يشملُ أمرينِ أساسيينِ: الحق الواجب، وما هو دون الواجب؛ فالحقُّ الواجبُ هو العدلُ معها في المعاشَرة والمأكل والمشرب والملبس، وما هو دون الواجب هو: الصبر على أذاها، وسُوء خُلُقِها، واحتمالُ المكروه منها؛ رجاءَ بقاء حبْلِ الحياة الزوجية ممدودًا؛ كما جاء في الحديث الصحيح: ((لا يَفْرك مؤمنٌ مؤمنةً، إن كَرِهَ منها خلُقًا رَضِيَ منها آخر))؛ رواه مسلم. والمعنى: لا يبْغَض مؤمنٌ مؤمنةً بسبب خُلُقٍ سيئٍ فيها؛ فهناك أخلاق أخرى حسنةٌ فيها، وهذا ما ينطبق على زوجتك الكريمة، فرغم ما وصفتَه فيها مِن حب التسلط، إلا أنها تحمل كتابَ الله تعالى، وعلى مستوى جيدٍ مِن الثقافة والتعليم. فالمطلوبُ هو أن تتعايشَ مع هذا الخُلُق، وتُحاوِل أن تعدِّلَ فيه بالتدريج، وبصفة غير مباشرة، ولا تُصَوِّر الأمور على أنها حرب بينك وبينها، فهي قد تكون شخصيةً عناديةً، وهذه الشخصيةُ لا ينفع معها الانتقاد المباشر، أو التوجيه المباشر، وإنما يتم معالجة الأمور بطريقة التوجيه غير المباشر، وعدم الاصطدام اللحظي في نفس المكان والزمان، حاولْ أن تنسحبَ بهدوءٍ مِن موقع المشكلة، وبعد فترةٍ وجيزةٍ يمكن أن تجلسَ معها بصورة انفراديةٍ، وحل المشكلة بهدوءٍ، بعيدًا عن أعْيُن الأهل والوسطاء، إلا في الأمور الشديدة. بخصوص خوفك على بناتك، فهو خوفٌ مُبرر مِن التعامل العنيف للأم، وهنا يمكن أن تُزَوِّدها ببعض النصائح المتعلِّقة بتربية الأبناء والبنات، ولكن - كما قلنا - بطريقةٍ غير مباشرة، إما بحضور دورة تربوية، أو بإهدائها كتبًا أو مقْطعًا صوتيًّا أو مرئيًّا لهذه المواد. بخصوص الحقوق الشرعية بين الزوجين، كونها على إلمام بجوانب الدراسات الإسلامية، فالموضوعُ ليس موضوع نقصٍ معرفيٍّ في هذا الجانب عندها، وإنما هو نقص في تطبيق هذه المعرفة، وهذا التطبيقُ هي بحاجة إلى مَن يُعاونها ويساعدها فيه، ولن تجدَ أفضل منك - زوجها - لتطبيق هذه الأخلاق الراقية، وذلك بتعليمها الصبر عمليًّا في مَواطن الغضب، والعفو والتسامح عند الخطأ، وستبادلك الشعور نفسه. نسأل الله أن يُصْلِحَ ذات بينكم، وأن يهديكم إلى سواء السبيل والله الموفق
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |