| 
 
03-10-2020, 02:38 AM
 | 
| 
|  | قلم ذهبي مميز |  | 
تاريخ التسجيل: Feb 2019 مكان الإقامة: مصر الجنس :   
المشاركات: 164,770
 
الدولة :        |  | 
| 
 موقف أهل السنة من الفتن الفكرية 
 
  			 				 					 موقف أهل السنة من الفتن الفكرية د.عابد السفياني
 
 
 
 إن من المعلوم أن مجرد بقاء الوحي – كتاباً وسنة- بلا تحريف ولا تبديل   لرسمه ، لم هو الذي بنى الجيل الأول والقرن الذي يليه والقرن الذي يليه ،   ولم يكن أيضاً مجرد الانتساب ، بل كان وراء ذلك فهم متوازن متكامل للعقيدة   على منهج أهل السنة ، وتطبيق حي واقعي لأحكام الإسلام ، وكنهج تربوي يحفظ   هذا المجتمع على الصورة الصحيحة للإسلام فكراً وعملاً ، ومن ثم كان ذلك   الجيل هو الحجة علينا وعلى البشرية جمعاء وسبيله هو السبيل الوحيد لإقامة   الحق والخير في هذه الأمة وفي البشرية بإذن الله ، ومما تميز به ذلك الجيل   الأمور التالية :
 -	التسليم للنص الشرعي ، والمحافظة على الأسماء الشرعية والدفاع عنها   ونشرها وتعليمها للناس كافة ، ودعوتهم إلى الإذعان لحاكمية الشريعة   الإسلامية ، وبناء المنهج الإصلاحي على هذا الأساس .
 -	التحذير من المصطلحات الحادثة التي ابتدعها الناس ، وكشف زيفها وبيان حكم الشرع فيها .
 -	التأكيد على تجديد الأصول والأسماء الشرعية دائماً ، وإبراز خصائص هذه الأمة واستقلالها ، والدفاع عنها .
 ولهذا لم يكن أهل السنة يقبلون أنصاف الحلول من أهل البدع والمصطلحات   الفاسدة ، بل كان منهجهم في جميع العصور وفي حالات الضعف والقوة هو حماية   الثوابت والمُحكمات الشرعية ، وإحياء منهج العلم الشرعي وضبط الفتوى ،   والالتزام بخصوصية هذه الأمة وتجديد الاعتصام بالكتاب والسنة ، والتحذير من   نفاة الثوابت والمُحكمات المحرفين لمدلولاتها .
 إن نفاة المُحكمات والثوابت هم الذين يريدون أن يعطلوا الأحكام الشرعية ،   ويحولوا الإسلام إلى وجهة نظر بحجة الرأي والرأي الآخر يعملون لكي تحل   المصطلحات الحادثة والمفاهيم الغريبة محل الأسماء الشرعية ، والأهواء محل   العلم الشرعي ، والجهال محل العلماء .
 وما زالوا يستغلون الفتن المعاصرة ، والتغيرات العالمية ، والتقنية والتطور لإقناع المسلمين بالخروج عن شريعتهم ومحكماتهم وثوابتهم .
 ومن الفتن الفكرية التي زينوها للناس ما يلي :
 -	تحكيم المتغيرات في الثوابت.
 -	تقديم المصطلحات والمفاهيم الغربية الحادثة على الأسماء الشرعية .
 -	توسيع دائرة الحرية وإطلاق الرأي والرأي الآخر المخالف للاجتهاد الشرعي ، وتسويغ الفتوى بفير علم .
 -	إنكار خصوصية وثوابت هذه الأمة .
 -	دعوى أن الخصوصية والثوابت الشرعية تنافي التطور والأخذ بالتقنية وأسباب النهضة .
 *وهذه الأساليب والمفاهيم التي تبناها نفاة الثوابت اليوم استنكرها أهل السنة بالإجماع .
 فنلاحظ من خلال الاستعرض التاريخي لبعض الفتن الفكرية أنها تقوم على أساس   المصطلحات الحادثة المخالفة للأسماء الشرعية ، ومن ثم كانت سبباً لتغيير   المفاهيم والعقائد ، وسبباً لتفكيك العالم الإسلامي ، والدولة الإسلامية .
 ومن أبرز النتائج الخطيرة لهذه المصطلحات الحادثة ما يلي :
 1/ تغيير الاسم الشرعي = ( التشريع البشري )
 2/ محاولة تفكيك تجمع المسلمين وتغيير محكماتهم وثوابتهم وعزلهم عن شريعتهم وعقيدتهم .
 3/ محاولة إعادة تجميع المسلمين على فتن بدعية أو شركية تقوم على مصطلحات حادثة مخالفة للأسماء الشرعية.
 4/ تفكيك الدولة الإسلامية والعالم الإسلامي .
 والنتيجة الثانية والثالثة مشتركة مع تخطيط الأعداء من الكفار من الخارج العالم الإسلامي والمنافقين من داخله وإن اختلفت الأساليب .
 إن أخطر ما يواجه الإصلاح الحقيقي اليوم هو تلك الفتنة الفكرية التي يروج   لها الغرب وينخدع بها كثير من المسلمين باسم الإصلاح والتجديد والتطوير ،   والواجب على العلماء والدعاة والمصلحين الحقيقيين التحذير من هذه الفتن   الفكرية ، وجمع الأمة على : الاعتصام بالكتاب والسنة ، وتجديد وإحياء أصول   أهل السنة، ولزوم الأسماء الشرعية والمصطلحات العلمية التي التزم بها أهل   العلم في مجال العقيدة والعبادة والمعاملة والسياسة والأخلاق والدعوة ،   وهؤلاء هم أئمة أهل السنة والجماعة الذين حفظ الله بهم العلم ومنهج التلقي ،   حتى أصبحت الأسماء الشرعية والمصطلحات العلمية لأهل السنة ثابتة في جميع   العصور ، لا يضرها كيد الكائدين ولا حقد الحاقدين ولا تأويلات المتأولين   ولا تبديل المبدلين
  وتمت كلمت ربك صدقاً وعدلاً لا مبدل لكلماته وهو   السميع العليم ) وإذا أردنا أن نستفيد من منهج أهل السنة في العلم والدعوة والتربية فلا بد   من إدراك واقع هذه الفتنة وخطورتها ،ومعرفة العلاج الذي يقدمه أهل العلم  في  كل عصر ، وهو التعريف بالأسماء الشرعية وإحياء حاكمية الشريعة والعلم   الشرعي ، وفي الوقت نفسه التحذير من المصطلحات الفاسدة والعقائد الباطلة ،   وتحديد الموقف الشرعي على هذا الأساس .
 [align=left] د. عابد بن محمد السفياني / من كتاب : موقف أهل السنة والجماعة من المصطلحات الحادثة ودلالاتها .[/align]
 
 
 
__________________  سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك  فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى. 
 |