الإمام العادل - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4952 - عددالزوار : 2055855 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4527 - عددالزوار : 1323689 )           »          احمى أسرتك وميزانيتك.. دليلك الشامل لشراء أفضل اللحوم الطازجة والمجمدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 54 )           »          4 خطوات تقلل من شيب الشعر وتجعله صحيا وحيويا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          4 وصفات سموزي مناسبة للرجيم.. نكهات لذيذة لحر الصيف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          طريقة عمل الفراخ في المقلاة الهوائية بطعم حكاية.. السر في العسل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          وصفات طبيعية لتفتيح الأندر أرم.. تقشير آمن وترطيب للبشرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          4 أفكار مختلفة لتصميمات مطبخ عصري.. موضة 2025 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          خلصي بيتك من السموم في 5 خطوات.. أهمها تغيير أدوات الطهي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          7 خضراوات تحتوي على فيتامين سي أكثر من البرتقال.. هتنور وشك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 01-10-2020, 03:32 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,481
الدولة : Egypt
افتراضي الإمام العادل

الإمام العادل


د. محمد ويلالي








المستظلون بظل الله يوم لا ظل إلا ظله (1)










الإمام العادل







الخطبة الأولى



ذكرنا في الجمعة الماضية، أن ارتفاع موجة الحرارة له حِكم كثيرة، ومن ورائه أسرار وفيرة، مدارها على التذكير بحرارة الآخرة، لأن شدة حرارة الدنيا من فيح جهنم - كما أخبرنا النبي - صلى الله عليه وسلم -. وعرفنا أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يضرب لصحابته مثل المقارنة بين الحالين، وأن نار الدنيا ما هي إلا جزء من سبعين جزءا من نار الآخرة، حين "تَدْنُو الشَّمْسُ مِنْ الْأَرْضِ، فَيَعْرَقُ النَّاسُ، فَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَبْلُغُ عَرَقُهُ عَقِبَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغُ إِلَى نِصْفِ السَّاقِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغُ إِلَى رُكْبَتَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغُ الْعَجُزَ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغُ الْخَاصِرَةَ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغُ مَنْكِبَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغُ عُنُقَهُ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغُ وَسَطَ فِيهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُغَطِّيهِ عَرَقُه" أحمد.







وفي الصحيحين: "فَيَبْلُغُ النَّاسَ مِنَ الْغَمِّ وَالْكَرْبِ مَا لاَ يُطِيقُونَ وَلاَ يَحْتَمِلُونَ"، حين يحشرون إلى الله حفاة عراة غرلا (غير مختونين) كما ولدتهم أمهاتهم، في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة.







هنا يختار الله - عز وجل - فئاما من الناس، ينجيهم من هذا الكرب، فيظلهم في ظله يوم لا ظل إلا ظله، فلا يصيبهم ظمأ ولا نصب، ولا ينتابهم غم ولا حزن، ﴿ لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ﴾ [الأنبياء: 103]. وعلى رأس هؤلاء، سبعة قال فيهم النبي - صلى الله عليه وسلم - من حديث أبي هريرة رضي الله عنه -: "سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ الله فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ: إِمَامٌ عَدْلٌ، وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ ربه، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ بالْمَسَاجِدِ، وَرَجُلاَنِ تَحَابَّا فِي الله، اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ، وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ: إِنِّي أَخَافُ الله، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّى لاَ تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ الله خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ" متفق عليه.







قال ابن عبد البر - رحمه الله -: "هذا أحسن حديث يروى في فضائل الأعمال، وأعمها وأصحها إن شاء الله، وحسبك به فضلا؛ لأن العلم محيط بأن كل من كان في ظل الله يوم القيامة لم ينله هول الموقف".







والجامع بين هؤلاء السبعة - كما قال ابن القيم - رحمه الله - هو مخالفة الهوى. قال: "فالإمام لا يكون عادلا إلا بمخالفة هواه، والشاب المؤثر لعبادة ربه حقق ذلك بمخالفة هواه. والرجل المعلق قلبه بالمساجد حمله على ذلك مخالفة الهوى الداعي إلى الكسل أو إلى أماكن اللذات. وكذا الحال في المتحابِّين في الله، خالفوا هواهم ولو شاء أحدهم لجعل علاقته بمن تُدر عليه نفعا أو تدفع عنه ضرا، فخالف كل منهما هواه، والمتصدق في خفاء خالف هواه في حب الظهور والمدح من الناس. والمتعفف عن المرأة ثبت عند أشد فتنة على الرجال، وخالف هواه وقال: (معاذ الله). والباكي من خشية الله، لم يخلُ بمعصية ولا بإثم، إنما أنِس بالله وبذكره حتى فاضت عيناه".







ولمخالفتهم هواهم، وهواتف نفوسهم، أمَّنهم الله - تعالى - يوم الفزع والخوف، ﴿ يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ * تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ * قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ * أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ ﴾ [النازعات: 6 - 9]، فيومئذ هؤلاء ﴿ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [يونس: 62]. قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: قال الله تعالى: "وعزتي، لا أجمع على عبدي خوفين وأمنين، إذا خافني في الدنيا أمَّنته يوم القيامة، وإذا أَمِنني في الدنيا أخفته في الآخرة" صحيح الترغيب.







وكما تعلق الحديث بالذكور، فإنه يشمل - أيضا - النساء سواء بسواء؛ فالمرأة حاكمة في بيتها، مطالبة بالعدل بين أبنائها، وهي - أيضا - شابة تنشأ في عبادة ربها، ويتعلق قلبها بالصلاة، ولها أن تحضر المسجد متى أرادت ذلك، وتبني علاقتها مع صديقاتها على المحبة والصدق، وإذا دعاها رجل ذو منصب وجمال قالت: إني أخاف الله، وتخلص لله في صدقتها فتخفيها، وتذكر ربها خالية، فتبكي من خوفه وتفريطها في جنبه.







وليس المقصود بظل الله أن الرب سبحانه له ظل، بل هو شيء يخلقه في ذلك اليوم، يظلل به من يشاء من عباده. أما إِضَافَة الظِّلّ إِلَيه - سبحانه -، فهي إِضَافَة تَشْرِيف، كقوله تعالى: ﴿ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا ﴾ [الشمس: 13]. وقيل المراد: ظل العرش - كما جاء مصرحا به في أحاديث أخرى، كقوله - صلى الله عليه وسلم -: "الْمُتَحَابُّونَ بِجَلاَلِي فِي ظِلِّ عَرْشِي يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلِّي" صحيح الترغيب. وكلفظ آخر لحديثنا: "سبعة يظلهم الله في ظل عرشه".







أما عرش الرحمن، فلا يمكن الإحاطة بوصفه، ولا الوقوف على رسمه. قال ابن مسعود - رضي الله عنه -: "بين السماء الدنيا والتي تليها خمسمائة عام، وبين كل سماء خمسمائة عام، وبين السماء السابعة والكرسي خمسمائة عام، وبين الكرسي والماء خمسمائة عام، والعرش فوق الماء، والله فوق العرش لا يخفى عليه شيء من أعمالكم". قال القرطبي - رحمه الله -: "خصَّ العرش لأنه أعظم المخلوقات، فيدخل فيه ما دونه". وهو فوق الكرسي الذي قال فيه - تعالى -: ﴿ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ﴾ [البقرة: 255]. قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ما الكرسيُّ في العرشِ إلَّا كَحلْقةٍ من حديدٍ أُلْقيَت بينَ ظَهْري فلاةٍ منَ الأرضِ" صححه في شرح الطحاوية.







بين هذه المشاهد العظيمة، يستظل هؤلاء السبعة بظل عرش الرحمن، ويأمنون من كل هول أو فزع، أولهم الإمام العادل.







ويقصد به صاحب الولاية العظمى، ويلتحق به كل من ولي شيئا من أمور المسلمين، الأب في بيته، والمعلم في قسمه، والمدير في شركته، والرئيس مع مرؤوسيه..







قال ابن حجر: "وأحسن ما فسر به العادل، أنه الذي يتبع أمر الله بوضع كل شيء في موضعه، من غير إفراط ولا تفريط". قال: "وقدمه في الذكر لعموم النفع به". قال ابن رجب - رحمه الله -: "وَهُوَ أقرب النَّاس من الله يوم القيامة، وَهُوَ عَلَى منبر من نور عَلَى يمين الرحمن - عز وجل -.. فإن الإمام العادل دعته الدنيا كلها إلى نفسها، فقالَ: إني أخاف الله رب العالمين، وهذا أنفع الخلق لعباد الله، فإنه إذا صلح، صلحت الرعية كلها".







وهو مسؤول أمام الله - تعالى - عن سياسة الدنيا وحراسة الدين، وله في ذلك جزاء عظيم. قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أَهْلُ الْجَنَّةِ ثَلاَثَةٌ: ذُو سُلْطَانٍ مُقْسِطٌ مُتَصَدِّقٌ مُوَفَّقٌ، وَرَجُلٌ رَحِيمٌ رَقِيقُ الْقَلْبِ لِكُلِّ ذِي قُرْبَى وَمُسْلِمٍ، وَعَفِيفٌ مُتَعَفِّفٌ ذُو عِيَالٍ" مسلم.







الخطبة الثانية



إن ولي الأمر المسلم، إذا ارتضته أمته بعقد بيعة شرعية، أو باختيار بأغلبية، وكان يقيم الشريعة فيهم، ويجتهد في التمكين لدين الله، فيقيم فيهم الصلاة، ويفتح في وجوههم المساجد، وينشر بينهم دين الله، ولا يأمر بمعصية ظاهرة، فضلا عن أن يظهر منه الكفر البواح، وجبت طاعته، وحرم الخروج عليه بأي أنواع الخروج، سواء بتمرد وعصيان، أو بانقلاب وثورة، أو بكيد ومكر وخيانة، أو بإعانة الفتانين والمارقين، لورود النهي عن ذلك.







قال - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ الله، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ عَصَى الله، وَمَنْ يُطِعِ الأَمِيرَ فَقَدْ أَطَاعَنِي، وَمَنْ يَعْصِ الأَمِيرَ فَقَدْ عَصَانِي، وَإِنَّمَا الإِمَامُ جُنَّةٌ، يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ، وَيُتَّقَى بِهِ" متفق عليه.







حتى إذا رأت الرعية منه ما لا يوافقونه عليه، كانت حماية بيضة المسلمين، وجمع شملهم، ونبذ الفرقة والاختلاف بينهم مقدمة على التمرد والعصيان، لما فيهما من المفاسد العظيمة، والمصائب الجسيمة. قال - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ رَأَى مِنْ أَمِيرِهِ شَيْئًا يَكْرَهُهُ، فَلْيَصْبِرْ، فَإِنَّهُ مَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ شِبْرًا فَمَاتَ، فَمِيتَةٌ جَاهِلِيَّةٌ" متفق عليه.







وثبت من حديث عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - قال: "بَايَعَنَا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، فِي مَنْشَطِنَا، وَمَكْرَهِنَا، وَعُسْرِنَا، وَيُسْرِنَا، وَأَثَرَةٍ عَلَيْنَا، وَأَنْ لاَ نُنَازِعَ الأَمْرَ أَهْلَهُ. قَالَ: إِلاَّ أَنْ تَرَوْا كُفْرًا بَوَاحًا عِنْدَكُمْ مِنَ اللَّهِ فِيهِ بُرْهَانٌ" متفق عليه.







قال القرطبي - رحمه الله -: "إن طاعة الأمير واجبة على كل حال، سواء كان المأمور به موافقا لنشاط الإنسان وهواه، أو مخالفا. والمعنى: أن الطاعة للأمراء واجبة وإن استأثروا بالأموال دون الناس..". وذلك تقديما لمصلحة الأمن والجمع، على مفسدة الفتنة والتفرقة.








فكيف إذا كان هذا الأمير من الموحدين، الذين يناصرون دين الله، وينافحون عن شرعه، ويبذلون ما في وسعهم لنشره؟







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 85.18 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 83.46 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.02%)]