الحسد: حقيقته ومخاطره وسبل الوقاية منه - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الوقاية من القمل في المدارس: دليل شامل للأهل والمعلم! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          الوقاية من التهاب الكبد: 9 خطوات بسيطة لصحة أفضل! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          الوقاية من الجلطات: دليلك الشامل لصحة أفضل! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          التأمل: دليل للمبتدئين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1146 - عددالزوار : 130280 )           »          الصلاة مع المنفرد جماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          الاكتفاء بقراءة سورة الإخلاص (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          أصول العقيدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          الإسلام يبيح مؤاكلة أهل الكتاب ومصاهرتهم وحمايتهم من أي اعتداء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          تحريم الاعتماد على الأسباب وحدها مع أمر الشرع بفعلها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 22-09-2020, 03:30 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,823
الدولة : Egypt
افتراضي الحسد: حقيقته ومخاطره وسبل الوقاية منه

الحسد: حقيقته ومخاطره وسبل الوقاية منه


أحمد عماري









الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه. وبعد:

نتابع حديثنا في التحذير من مساوئ الأخلاق وقبيح الخصال؛ وحديثنا اليوم عن خلق ذميم ووصف قبيح، عن داء من الأدواء الخبيثة، ومرض من الأمراض الفتاكة المقيتة، داء يقود إلى كل القبائح والمهالك، فمِنه تكون العداوة والقطيعة، والوحشة والفرقة، والخِصام والنزاع، والكراهية والبغضاء، إنه داء الحسد؛ وما أدراكما الحسد؛ داء ينهك الجسد، ويفسد الودَّ، ويُضعِف اليقين، ويُسهِر العين، ويُورث الهم والغم.



حقيقة الحسد:

الحسد: كراهة النعمة، وحبّ زوالها عن المُنعَم عليه.

قال الجرجانيّ في تعريفه: "الحسد: تمنّي زوال نعمة المحسود إلى الحاسد".

وقال الراغب: "الحسد: تمنّي زوال نعمة من مستحقّ لها، وربّما كان مع ذلك سعيٌ في إزالتها".



الحسد: ثوَران النفس لغير الحق، وحقد دفين في الصدور، وغلٌّ كامن في دواخل النفس، ولؤم مستور في القلب، كلها سهام مصوَّبة نحو الكرم، والنبل، والشهامة، والفضيلة، التي تستحيل على الحاسد أن ينالها، أو يرقى إلى محاسنها، أو يتحلَّى ببعض صفاتها.



فالحَسودُ هو الذي امتلأ قلبه حِقدا وكراهية وحَسدا؛ لا يَسُرّه أن يرى نعمة على أحد، ولا يريحه أن يرى مِن الناس مَن هو أكثرُ منه مالا وولدا، أو أفضل منه علما، أو أجل منه قدرا...



الحسود هو الذي يَضيق صدره عندما يتفوّق عليه أحد في أمر من الأمور، فلا يهدأ له بال حتى تزول النعمة عن صاحبها ويكون أسوأ منه حالا.

الحسود يتمنى أن يكون عنده ما ليس عند غيره، يحب أن يمتلك كل شيء، وأن يفقد الناس كل شيء...



وليست المنافسة في الخير والطاعات من الحسد في شيء، بل هي مستحبة محمودة إذا كانت القلوب سليمة من كل سوء وضغينة، وقد حث الله تعالى على المنافسة في الخيرات بقوله سبحانه: ﴿ إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ * تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ * يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ * خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ﴾ [المطففين: 22 - 26].



وليس من الحسد المذموم أيضا أن يتمنى المرء أن يكون عنده من الخير مثل ما عند غيره من غير أن تزول عن صاحبها وإنما ليكون مثله في فعل الخير والتمكن من الطاعات والقربات، كمن يحب أن يكون له مثل علم فلان ليعمل به ويعلمه الناس، أو يحب أن يكون له مثل مال فلان لينفق منه في طاعة الله، من غير تمني زوال مال الغير أو علمه أو أي نعمة أخرى، فهذه هي الغِبطة، ولا حرج فيها ولا لوم ولا ذم. فعن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا حسد إلا في اثنتين: رجل علمه الله القرآن، فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار، فسمعه جار له فقال: ليتني أوتيت مثل ما أوتي فلان، فعملت مثل ما يعمل. ورجل آتاه الله مالا فهو يُهلِكه في الحق، فقال رجل: ليتني أوتيتُ مثل ما أوتي فلان، فعملتُ مثل ما يعمل». أخرجه البخاري.



قال محمود بن سليمان الكفويّ رحمه الله: الغبطة: تمنّي الإنسان أن يكون له مثل الّذي لغيره من غير إرادة إذهاب ما لغيره، أمّا الحسد فهو إرادة زوال نعمة الغير، ثمّ إنّ الغبطة صفة المؤمن، والحسد صفة المنافق.



الحسد داء قديم ابتليت به البشرية منذ القدم، وانتشر بين الناس في كل زمان ومكان، فعن الزبير بن العوّام رضي الله عنه أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «دب إليكم داء الأمم قبلكم: الحسد والبغضاء، هي الحالقة، لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين، والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أفلا أنبئكم بما يثبت ذلك لكم؟ أفشوا السلام بينكم». أخرجه الإمام أحمد والترمذي، وحسنه الألباني في صحيح الجامع.



عواقب الحسد ومخاطره:

للحسد عواقب وخيمة، ومخاطر عديدة على الفرد والأسرة والمجتمع، وهذه بعضها:

الحسد معصية وخطيئة؛ ذمّه الله تعالى وأنكرَ على أهله، فقال سبحانه: ﴿ أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا * فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا ﴾ [النساء: 54، 55].



إنه خلق ذميم لا يليق بمؤمن آمن بربه، وأيقن بحِكمته، ورضيَ بقِسمته، وأحَبّ الخير لمجتمَعِه وأمّتِه...



وقد حذر منه نبينا صلى الله عليه وسلّم، وبيّن أنه يتنافى مع الإيمان، وقِيم الإسلام وأخلاقه، فقال عليه الصلاة والسلام: «... لا يجتمعان في قلب عبد: الإيمانُ والحسد» أخرجه النسائي وابن حبان عن أبي هريرة رضي الله عنه، وحسنه الألباني في صحيح النسائي وغيره.



وفي الصحيحين عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تباغضوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، وكونوا عبادَ الله إخوانا، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال».



الحسد أوّل ذنب عُصِيَ الله به في السماء؛ حين خلق الله تعالى آدم عليه السلام، وأمر الملائكة بالسجود له إكراما له وتشريفا، فاستجاب الملائكة لأمر الله، وامتنع إبليس عن السجود لآدم حسدا وتكبرا. قال الله تعالى: ﴿ إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ * فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ * فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ * إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ * قَالَ يَاإِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ * قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ ﴾ [ص: 71 - 76]



الحسد أوّل ذنب عُصِيَ الله به في الأرض؛ عندما حسد ابن آدم قابيل أخاه هابيل، حين قدَّم كلٌّ منهُما قُربانًا إلى الله، فقبِلَ قربانُ هابيل، ولم يُقْبل قربان قابيل، فحسد قابيلُ أخاه هابيل على ذلك وقتله، قال تعالى: ﴿ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ * إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ * فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [المائدة: 27 - 30]



الحسد داء يضرّ صاحبه في دينه وفي دنياه:

أما ضرره في الدين؛ فإن الحاسد قد سخط قضاءَ الله - تعالى - فكَرِه نعمته على عباده، ويكفيه سوءا وبُعدا أنه شارَك إبليس في الحسد وفارَق الأنبياء في حبِّهم الخير لكلِّ أحد.



﴿ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا * يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا * أُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَلَا يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصًا ﴾ [النساء: 119 - 121]



فالحاسد مُعترض على قضاء الله وحُكمه، يعادي نعمة الله التي أنعم بها على عباده، فلا تهدأ نفسه ويزول حسده إلا إذا رأى النعمة قد زالت.



قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: لا تعادوا نِعَم الله، فقيل له: ومَن يعادي نِعَم الله؟! قال: الذين يحسُدون الناس على ما آتاهم الله من فضله، ثم إن الحسد يحمل على إطلاق اللسان في المحسود بالشتم والتحايل على أذاه.



أيا حاسداً لي على نعمتي

أتدري على من أسأت الأدبْ؟



أسأت على الله في حُكمِه

لأنّك لم ترض لي ما وهبْ



فأخزاك ربّي بأن زادني

وسدّ عليك وجوه الطلبْ






وأما ضرره في الدنيا؛ فإن الحاسد يتألم ولا يزال في كَمَدٍ وغم وهم لا ينقطع عنه ما دام قلبه ممتلئا حقدا وحسدا.

قال الأصمعي رحمه الله: سمعت أعرابيًّا يقول: ما رأيت ظالمًا أشبه بمظلوم من الحاسد؛ حزن لازم، ونفس دائم، وعقل هائم، وحسرة لا تنقضي.

وقال معاوية رضي الله عنه: ليس في خصال الشرِّ أعدل من الحسد، يقتل الحاسد قبل أن يصل إلى المحسود.



فالحاسدُ لا ينالُ مِنَ المجالسِ إلّا مَذَمّةً وذلاً، ولا ينالُ مِنَ الملائكة إلّا لَعنةً وبُغْضاً، ولا ينالُ من الخَلْقِ إلّا جَزعاً وغَمّاً، ولا ينالُ عندَ النَّزْعِ إلّا شِدّةً وهَولاً، ولا ينالُ عندَ الموقفِ - أي يوم القيامة - إلّا فَضِيحةً وهَواناً ونَكَالاً.



قال الفقيه أبو الليث السمرقندي رحمه الله تعالى: (يصلُ إلى الحاسد خمسُ عقوباتٍ قبلَ أنْ يَصِلَ حَسَدُهُ إلى المحسودِ، أولاها: غَمّ لا يَنْقَطِعُ، وثانيها: مُصِيبةٌ لا يُؤجر عليها، وثالثها: مَذَمّةٌ لا يُحْمَدُ عليها، ورابعها: سُخْطُ الرَّب جلَّ وعلا، وخامسها: يُغْلَقُ عنهُ بابُ التّوفيقِ).



دَعِ الحَسُودَ وَمَا يَلْقَاهُ مِنْ كَمَدِهْ

كَفَاكَ مِنْهُ لَهِيبُ النَّارِ فِي جَسَدِهْ



إِنْ لمْتَ ذَا حَسَدٍ نَفَّسْتَ كُرْبَتَهُ

وَإِنْ سَكَتَّ فَقَدْ عَذَّبْتَهُ بِيَدِهْ






الحسد يمنع صاحبه من قبول الحق والإذعان له:

وما حمل اليهود والنصارى على كراهية الإسلام وصرف أهله عنه إلا الحسد، قال سبحانه وتعالى عنهم: ﴿ وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ﴾ [البقرة: 109]



وعن عائشة رضي الله عنها عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: «ما حَسَدتكم اليهود على شيء، ما حسَدتكم على الإسلام والتأمين». أخرجه ابن ماجة في سننه، وصححه الألباني في صحيح الجامع.



الحسد سبب في العداوة والخصام:

فالحسد إذا دبّ في أمة من الأمم تمزقت وتفرقت وانهارت، لأن من أعظم مخاطر الحسد أنه يورث العداوة والبغضاء بين الناس، ويولد الأحقاد والضغائن، و يحمل صاحبه على محاولة إزالة النعمة من أخيه بأي طريق. وكيف تفلح أمة أفرادها متنافرون، متعادون، متحاسدون، يتمنى بعضهم لبعض زوال النعم، وحصول النقم؟!.



عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «إذا فتِحَتْ عليكم فارسُ والروم أيّ قوم أنتم؟» قال عبد الرحمن بن عوف: نقول كما أمرنا الله. قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «أوْ غير ذلك؛ تتنافسون، ثمّ تتحاسدون، ثمّ تتدابرون، ثمّ تتباغضون، أو نحو ذلك، ثمّ تنطلقون في مساكين المهاجرين فتجعلون بعضهم على رقاب بعض». رواه مسلم.



وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «سيصيب أمّتي داء الأمم» قالوا: يا رسول الله وما داء الأمم؟ قال: «الأشَرُ والبَطرُ، والتكاثر والتناجُش في الدنيا، والتباغض والتحاسد، حتى يكونَ البغي». أخرجه الحاكم وصححه، ووافقه الذهبي.



قال معاوية رضي الله عنه: كلّ الناس أقدِرُ على رضاه إلّا حاسدَ نعمةٍ فإنّه لا يُرضيه إلّا زوالها، ولذلك قيل:

كلّ العداوات قد ترجى إماتتها ♦♦♦ إلّا عداوة من عاداك عن حسد



الحسد طريق إلى كل شر وبلاء:

وكَفَى الحَاسِدَ مَذمَّة أنَّ اللهَ تعالى أَمَرَنَا أن نَسْتَعِيْذ مِنهُ كَما أَمَرَنَا أن نَسْتعِيْذ مِنَ الشَّيْطَانِ سَوَاءً بِسَوَاء. قال تعالى: ﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ﴾ [الفلق: 1 - 5]



قال الماورديّ رحمه الله: "اعلم أنّ الحسد خلق ذميم، مع إضراره بالبدن، وإفساده للدّين، حتّى لقد أمر الله بالاستعاذة من شرّه، فقال تعالى: ﴿ وَمِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ ﴾ [الفلق، 5]. وحسبُك بذلك شرّا، ولو لم يكن من ذمّ الحسد إلّا أنّه خلق دنيء، يتوجّه نحو الأكفاء والأقارب، ويختصّ بالمخالط والصاحب، لكانت النزاهة عنه كرما، والسلامة منه مغنما، فكيف وهو بالنّفس مضرّ، وعلى الهمّ مصرّ، حتّى ربّما أفضى بصاحبه إلى التلف، من غير نكاية في عدوّ، ولا إضرار بمحسود".

يتبع

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 126.20 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 124.48 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.36%)]