الأسرة السعيدة بين الواقع والمأمول - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4941 - عددالزوار : 2031721 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4515 - عددالزوار : 1307928 )           »          تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1059 - عددالزوار : 126692 )           »          طريقة عمل ساندوتش دجاج سبايسى.. ينفع للأطفال وللشغل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          وصفات طبيعية للتخلص من حب الشباب بخطوات بسيطة.. من العسل لخل التفاح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 49 )           »          طريقة عمل لفائف الكوسة بالجبنة فى الفرن.. وجبة خفيفة وصحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          وصفات طبيعية لتقشير البشرة.. تخلصى من الجلد الميت بسهولة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          هل تظل بشرتك جافة حتى بعد الترطيب؟.. اعرفى السبب وطرق العلاج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          استعد لدخول الحضانة.. 6 نصائح يجب تنفيذها قبل إلحاق طفلك بروضة الأطفال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          سنة أولى جواز.. 5 نصائح للتفاهم وتجنب المشاكل والخلافات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 21-09-2020, 03:02 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,668
الدولة : Egypt
افتراضي الأسرة السعيدة بين الواقع والمأمول

الأسرة السعيدة بين الواقع والمأمول
السيد مراد سلامة



عناصر الخطبة:

العنصر الأول: تعريف الأسرة.

العنصر الثاني: أهداف الأسرة في الإسلام.

العنصر الثالث: مسؤولية الأسرة.



الخطبة الأولى

أمة الإسلام: حديثنا في هذا اليوم الطيب الميمون عن الأسرة وعن أهدافها وعن مسؤوليتها في الإسلام وأمام المجتمع.

فما معنى كلمة الأسرة؟

وما هي أهداف الأسرة في الإسلام؟

وما هي المسؤولية الملقاة على الآباء تجاه الأبناء؟



الجواب بحول الملك الوهاب:

العنصر الأول: تعريف الأسرة:

الأُسْرة عباد الله هي: أهل الرجل وعشيرته. والأسرة: الجماعة يربطها أمر مشترك.) انتهي.

وهي: رابطة اجتماعية تتكون من زوج وزوجة وأطفالهما وتشمل الجدود والأحفاد وبعض الأقارب علي أن يكونوا في معيشة واحدة.



العنصر الثاني: أهداف الأسرة في الإسلام:

اعلم علمني الله وإياك: أن للأسرة أهداف علية في دين الإسلام وذلك لان الآسرة هي اللبنة الأولى في أساس وإصلاح المجتمع لذا فان للأسرة أهداف وثمار بينها لنا العزيز الغفار والنبي المختار - صلى الله عليه وسلم - نذكر منها:

1 - الهدف الديني:

وهوعبادة الله وحده وإنشاء جيل رباني يعبد الرب العلي قال الله تعالى ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56].



لذا قال العلماء أن تكوين الأسرة امر تعبدي يتعبد المسلم ربه بإنشاء أسرة قائمة على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((النكاح من سنتي، فمن لم يعمل بسنتي فليس مني، وتزوَّجوا فإني مكاثرٌ بكم الأممَ، ومن كان ذا طَوْلٍ فليَنكِح، ومن لم يجد فعليه بالصيام؛ فإن الصوم له وِجَاء))ابن ماجه،[1]



والله - سبحانه وتعالى - وصف الرسل الذين أرسلهم ومدحهم بأن لهم أزواجًا وذرية في قوله - تعالى -:﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ ﴾ [الرعد: 38].

كما مدح عبادَه الصالحين وأولياءه بالسؤالِ في الدعاء بأن يَهَب لهم أزواجًا وذرية، تقرُّ بها الأعين بقوله - تعالى -:﴿ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ﴾ [الفرقان: 74].



2 - الهدف الأخلاقي:

ومن أهدف الأسرة تزكية السلوك والأخلاق والبعد عن الرزيلة والانحلال الخلقي وقد امتدح الله تعالى العفة وحرض عليها وبشر أصحابها بالفلاح ﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ ﴾ [المؤمنون: 5]، وأرشد إلى ما يعين على ذلك ويسد الذرائع إلى فاحشة الزنى ﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ﴾ [النور: 30]، عن علقمة قال كنت أمشي مع عبد الله بمنى فلقيه عثمان فقام معه يحدثه فقال له عثمان يا أبا عبد الرحمن ألا أزوجك جارية شابة لعلها تذكرك بعض ما مضى من زمانك قال فقال عبد الله لئن قلت ذاك لقد قال لنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء البخاري[2]



كما حذر عز وجل حفظا للمجتمع وصيانة للأعراض من إشاعة الفاحشة بالقول أوالفعل أوسوء الظن ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ﴾ [النور: 19].

والناظر إلى العالم الغربي يرى كيف انحدر الشباب في هوة الرزيلة والشهوة حتى عاشروا الكلاب والحيوانات انحطت أخلاقهم وضاعت أنسابهم وقلت أمانتهم.



3 - الهدف اجتماعي:

والهدف الاجتماعي من تكوين الأسرة عباد الله هوتوثيق عرى المحبة والألفة بين أبناء المجتمع وهذا من نعم الله تعالى على المسلمين قال الله تعالى مبينا ذلك: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾ [الحجرات: 13].



فتقوى روابط المحبة بالمصاهرة وتزداد بالإنجاب والتكاثر قال الله - تعالى -: ﴿ وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا ﴾ [الفرقان: 54]؛.



والأسرة تقوم بتربية أولادها على الفضائل الاجتماعية، ويتطبع بها الأفراد كبارًا وصغارًا على أساس المبدأ القرآني؛ قال الله - تعالى -: ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [المائدة: 2]، وخير قدوةٍ في تحقيق هذا الهدف الاجتماعي من تكوين الأسرة هوالرسول - صلى الله عليه وسلم - فقد تزوَّج بعائشةَ بنتِ أبي بكر الصديق - رضي الله عنهما - وتزوَّج بحفصة بنت عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما - وبهذا ارتبط بصاحبَيه الكبيرينِ برابط المصاهرة، فعزَّز الأُخوَّة الإسلامية لهما في الله بالمصاهرة.



وزوَّج النبي - صلى الله عليه وسلم - ابنته رُقيَّة لعثمان - رضي الله عنه - فلما توفِّيت عَقَد له على شقيقتِها أمِّ كلثوم، وزوَّج ابنته فاطمة - رضي الله عنها - لابن عمِّه علي بن أبي طالب - رضي الله عنه.

كما أنه يمكن من خلال تحقيقِ الهدف الاجتماعي تكثيرُ الأمة حتى تواجهَ الخطوب بسواعد قوية، وقوى عاملة تستثمرُ خيرات الأرض بكثرة قاهرة، وعقول جبَّارة، والوقوف بجانب بعضهم البعض في مساعدة إخواننا المسلمين.



4 - الهدف الصحي:

وهوحماية المجتمع من الأمراض الناتجة عن الاتصال المحرم فالأسرة تعمل على تقنين العلاقة بين الرجل وبين المرأة.

فالزواج هوالوسيلة المشروعة التي شرعها العليم الحكيم للاتصال بين الرجل والمرأة فاذا حاد الإنسان عن فطرة الله التي فطر الناس عليها انتشرت الأمراض وظهرت الأوجاع التي لا يجد الطب لها دواء.



عن عبدالله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: أقبل علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((يا معشر المهاجرين، خمس إذا ابتُليتُم بهنَّ - وأعوذ بالله أن تُدرِكُوهن -: لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يُعلِنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا، ولم يُنقِصُوا المكيال والميزان إلا أُخِذوا بالسنين وشدَّة المؤونة وجَوْر السلطان عليهم، ولم يمنعوا زكاةَ أموالهم إلا مُنِعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يُمطَروا، ولم ينقضوا عهدَ الله وعهد رسولِه إلا سلَّط الله عليهم عدوًّا من غيرهم، فأخذوا بعض ما في أيديهم، وما لم تحكم أئمتُهم بكتابِ الله ويتخيَّروا مما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم)) ابن ماجه[3].



وتأملوا عباد الله تلك الإحصائيات لمرض الإيدز:

يصاب بمرض الإيدز أحد عشر شخصا في الدقيقة الواحدة، أي 16000 مصاب في اليوم تقريباً.

حسب تقدير منظمة العمل الدولية فإن كل موظف مصاب بالإيدز سيخسر 15 سنة من حياته العملية.

عدد الذين أصيبوا بالفيروس عام 2005م ستة ملايين شخص.

مات بسبب الإيدز عام 2005م ثلاثة ملايين إنسان.

عدد الذين قضوا نحبهم بسبب هذا المرض في العالم للآن 28 مليون إنسان.

50% من المصابين تتراوح أعمارهم ما بين (15 - 24) عام.

15 مليون طفل يتيم بسبب الإيدز حتى الآن في العالم.

يقتل الإيدز يومياً 8000 شخص، منهم 5500 إنسان جنوب الصحراء الأفريقية.

تبلغ تكلفة المريض الواحد في الولايات الأمريكية المتحدة 100 ألف.

حسب منظمة الصحة العالمية ففي الشرق الأوسط يوجد 510000 إصابة بالإيدز[4].



هذه هي نتيجة الابتعاد عن سنة الله تعالى في الاتصال بين الرجل والمرأة وصدق رسل الله صلى الله عليه وسلم -: لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يُعلِنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا.



العنصر الثالث: مسؤولية الأسرة:

اعلم علمني الله وإياك: أن الأبناء أمانة من أخطر وأعظم الأمانات التي حملها الله تعالى للآباء والأمهات والله تعالى أمرنا في غير آية من كتابه بحفظ الأمانة وحذرنا من تضييعها فقال الله تعالى ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا.. ﴾ [النساء: 58].



وأنت أيها الوالد مطالب أن تقي نفسك وزوجتك وأبنائك نار حر ها شديد وقعرها بعيد ومقامعها من حديد يقول الله تعالى ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ﴾ [التحريم: 6].



عن علي - رضي الله عنه - أنه قال في الآية: علموا أنفسكم وأهليكم الخير وأدبوهم[5].

والمراد بالأهل على ما قيل: ما يشمل الزوجة والولد والعبد والأمة.

واستدل بها على أنه يجب على الرجل تعلم ما يجب من الفرائض وتعليمه لهؤلاء، وأدخل بعضهم الأولاد في الأنفس لأن الولد بعض من أبيه.



وفي الحديث " رحم الله رجلاً قال: يا أهلاه صلاتكم صيامكم زكاتكم مسكينكم يتيمكم جيرانكم لعل الله يجمعكم معه في الجنة " وقيل: إن أشد الناس عذاباً يوم القيامة من جهل أهله.[6].

وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله: ﴿ قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا ﴾ [التحريم: 6] قال: اعملوا بطاعة الله، واتقوا معاصي الله، وأمروا أهليكم بالذكر ينجيكم الله من النار.



وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد في قوله: ﴿ قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا ﴾ [التحريم: 6] قال: أوصوا أهليكم بتقوى الله.

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة في قوله: ﴿ قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا ﴾ [التحريم: 6] قال: مروهم بطاعة الله، وانهوهم عن معصية الله.[7].



وقال عتبة بن أبي سفيان لمؤدب ولده: ليكن أول إصلاحك لولدي إصلاحك لنفسك؛ فإن عيونهم معقودة بك؛ فالحسن عندهم ما صنعتَ، والقبيح عندهم ما تركتَ، وعلِّمهم كتاب الله ولا تكرههم عليه فيملوه، ولا تتركهم منه فيهجروه، ثم روِّهم من الشعر أعفَّه، ومن الحديث أشرفه، ولا تُخرجهم من علم إلى غيره حتى يُحكِموه؛ فإن ازدحام الكلام في السمع مضلة للفهم...»[8].



1 - المسؤولية العقدية:

أولاً: مسؤولية الأسرة الإيمانية والدينية: الأبناء أمانة عند والديهم، وهم الذين يتسببون في إيمانهم أوكفرهم كما سبق في الحديث عن أبي هريرة عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال "من يولد يولد على هذه الفطرة فأبواه يهودانه أوينصرانه كما تنتجون الإبل فهل تجدون فيها جدعاء حتى تكونوا أنتم تجدعونها قالوا يا رسول الله أفرأيت من يموت صغيراً قال الله أعلم بما كانوا عاملين "وأخرجه البخاري[9].



﴿ وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾ [لقمان: 13].

﴿ وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ * أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ﴾ [البقرة: 132، 133]



ولقد اهتمت الأسرة في الإسلام بتلقين مبادئ العقيدة للصغار، فعند الولادة يؤذن للصغير في أذنه اليمنى، ويقام في الأذن اليسرى، ويبدأ بالفتح عليه بكلمة التوحيد (لا إله إلا الله).



ومن الأمثلة على تربية الأولاد على مبدأ التوحيد حديث معاذ - رضي الله عنه - قال: كنت رديف النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "يا معاذ" قلت: لبيك وسعديك، ثم قال مثله ثلاثا: "هل تدري ما حق الله على العباد"؟ قلت" لا. قال: "حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا". ثم سار ساعة فقال: "يا معاذ" قلت: لبيك وسعديك، قال: "هل تدري ما حق العباد على الله إذا فعلوا ذلك؟: أن لا يعذبهم "[10].



ومثل آخر يتبين من خلاله كيف كان صلوات الله عليه يغرس التوحيد ولوازمه في عقول وقلوب الناشئة، ويربيهم عليه، ويتعاهدهم به.



عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: أُهْدِيَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَغْلَةً أَهْدَاهَا لَهُ كِسْرَى، فَرَكِبَهَا بِحَبْلٍ مِنْ شَعْرٍ، ثُمَّ أَرْدَفَنِي خَلْفَهُ، ثُمَّ سَارَ بِي مَلِيًّا، ثُمَّ الْتَفَتَ فَقَالَ: «يَا غُلَامُ» قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ أَمَامَكَ، تَعَرَّفْ إِلَى اللَّهِ فِي الرَّخَاءِ يَعْرِفْكَ فِي الشِّدَّةِ، وَإِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ، قَدْ مَضَى الْقَلَمُ بِمَا هُوَ كَائِنٌ، فَلَوْ جَهَدَ النَّاسُ أَنْ يَنْفَعُوكَ بِمَا لَمْ يَقْضِهِ اللَّهُ لَكَ لَمْ يَقْدِرُوا عَلَيْهِ، وَلَوْ جَهَدَ النَّاسَ أَنْ يَضُرُّوكَ بِمَا لَمْ يَكْتُبْهُ اللَّهُ عَلَيْكَ لَمْ يَقْدِرُوا عَلَيْهِ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَعْمَلَ بِالصَّبِرِ مَعَ الْيَقِينِ فَافْعَلْ، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَاصْبِرْ، فَإِنَّ فِي الصَّبْرِ عَلَى مَا تَكْرَهُهُ خَيْرًا كَثِيرًا، وَاعْلَمْ أَنَّ مَعَ الصَّبْرِ النَّصْرَ، وَاعْلَمْ أَنَّ مَعَ الْكَرْبِ الْفَرَجِ، وَاعْلَمْ أَنَّ مَعَ الْعُسْرِ الْيَسَرَ» "[11] أخرجه أحمد.



2 - المسؤولية التعبدية:

وهي تنشئة الأبناء على عبادة الله وحده وترك معاصيه فكم راينا من شباب هائع حبله على غاربه لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا لا يعرف للمسجد طريقا يفطر مضان ويعصي الرحمن ويطيع الشيطان.



فالواجب عليكم أيها الآباء أن تربوا أبنائكم على الطاعة فهي حصن الأمان عن عمروبن شعيب عن أبيه عن جَدِّه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((مُروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر، وفرِّقوا بينهم في المضاجع))[12] رواه أبوداود.



كذلك أن يعود الآباء أبنائهم على الصيام منذ الصغر حتى يتعودا على تلك الفريضة التي يضيعها كثير من الشباب وتأملوا عباد الله في هدي الصحابة مع أبنائهم.



عن الربيع بنت معوذ قالت: أرسل النبي صلى الله عليه وسلم غدة عاشوراء إلى قرى الأنصار: من أصبح مفطراً فليتم بقية يومه، ومن أصبح صائماً فليهم، قالت: فكنا نصومه بعد ونصوّم صبياننا. ونجعل اللعبة من العهن (الصوف المصبوغ)، فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذلك حتى يكون عند الإفطار.[13] صحيح البخاري.



3 - المسؤولية الخلقية:

ومن الوجبات على الآباء والأمهات غرس الأخلاق الفاضلة في نفوس أبنائهم عَنْ عَمْرِوبْنِ دِينَارٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا نَحَلَ وَالِدٌ وَلَدًا أَفْضَلَ مِنْ أَدَبٍ حَسَنٍ»[14].

كَانَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ يَقُولُ: «حَقُّ الْوَلَدِ عَلَى الْوَالِدِ أَنْ يُحْسِنَ اسْمَهُ، وَأَنْ يُزَوِّجَهُ إِذَا بَلَغَ، وَأَنْ يُحْسِنَ أَدَبَهُ»[15].

تربية الابن على المراقبة لله تعالى: أن يربي الوالد ابنه على والخوف من الله تعالى.

يتبع


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 136.99 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 135.27 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.26%)]