خطبة عن الجنة والنار - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الوقاية من القمل في المدارس: دليل شامل للأهل والمعلم! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          الوقاية من التهاب الكبد: 9 خطوات بسيطة لصحة أفضل! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          الوقاية من الجلطات: دليلك الشامل لصحة أفضل! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          التأمل: دليل للمبتدئين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1146 - عددالزوار : 130282 )           »          الصلاة مع المنفرد جماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          الاكتفاء بقراءة سورة الإخلاص (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          أصول العقيدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          الإسلام يبيح مؤاكلة أهل الكتاب ومصاهرتهم وحمايتهم من أي اعتداء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          تحريم الاعتماد على الأسباب وحدها مع أمر الشرع بفعلها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 21-09-2020, 02:37 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,823
الدولة : Egypt
افتراضي خطبة عن الجنة والنار

خطبة عن الجنة والنار


أ. عبدالعزيز بن أحمد الغامدي





الخطبة الأولى
إخوة الإسلام، لقَد خلقَ الله الخَلقَ لتنفُذَ فيهم قدرتُه وتجرِيَ عليهم أحكامُه الشَّرعيّةُ وأحكامه القدَريّة، ﴿ وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ ﴾ [الأنعام: 18]، ونحن في هذه الدنيا قد أعطانا الله مشيئةً واختيارًا ليبتليَنا وليخترَنا، قال تعالى: ﴿ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ﴾ [الملك: 1، 2]، والله سبحانه يُحصي أعمالَ العِباد ليُجازيَهم عليها؛ كما قَال تعالى: ﴿ وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى ﴾ [النجم: 31]. والجزاءُ الحَقِيقيّ هو الجزاء الدّائمُ في الآخِرة، وأمّا إن كان في الدّنيا جَزاءٌ على الخير أو على الشرّ فإنّه جزاءٌ قليل منقطِع، تتصرّم أيّامُه وتُسرِعُ ساعاتُه؛ حتّى إنّ عُمرَ الدنيا كلِّها يراه العُصاةُ مِقدارَ ساعةٍ من نهارٍ كما قال تبارك وتعالى: ﴿ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ ﴾ [الروم: 55]، فالجزاءَ العظيم الأبديَّ السّرمديّ الذي لا ينقطِع هو الجزاء في الآخرةِ؛ إِمّا دارُ النعيم في جنة الفردوس؛ وإمّا دار الجحيم في نار جهنم. وإن دخول الجنّة بسبب الأعمالِ الصالحة، وإن دخول النار بسبب الأعمالِ السيئة، فإنّ الجزاءَ من جِنس العمَل.

عبادَ الله، إنَّ أصفَى ساعاتِ المسلم وأفضلَها وأرقى درجاتِه أن يستوليَ على قلبه الطمَعُ في الجنةِ والخوفُ من النار، وقد كان السّلفُ الصالح من الصحابة والتابعين رضي الله عنهم يغلِب على قلوبهم الخوفُ من النّار والطمعُ في الجنّة في كلِّ أوقاتهم وأحوالهم، فصَلَحت أعمَالُهم واستقامَت لهم أمورهم. هذا عبدُ الله بنُ رواحة رضي الله عنه من القادة الشهداء يودِّع أصحابَه في غزوةِ مؤتَة فيبكِي؛ ويقال له: ما يبكِيك؟ فقال: والله، ما أبكي صَبابةً بِكم ولاَ جزَعًا على الدّنيا، ولكنْ ذكَرتُ قولَ الله تعالى: ﴿ وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا ﴾ [مريم: 71]، فكيف لي بالصَّدرِ بعد الورود؟!. وهذا عُمير بن الحمام رضي الله عنه لما قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم في غزوةِ بَدر: ((قوموا إلى جنّةٍ عرضُها السموات والأرض)) كان في يدِه تمراتٌ، فرمى بهنّ وقال: لئِن بقيتُ حتى آكلَ تمراتي هذه إنها لحياةٌ طَويلة، فقاتل حتى قُتِل رضي الله عنه. وهذا أنسُ بن النّضر رضي الله عنه قال: إني لأجِدُ ريحَ الجنّةِ مِن دونِ أُحُد، فقاتل في غزوة أحد حتى قُتل.

نحن بحاجةٍ - يا عباد الله - إلى ذِكرِ الجنة والنّار بقلوبِنا وألسنتنا؛ في دورنا ومجالسنا ونوادينا ومقار أعمالنا؛ في ليلنا ونهارنا، لتستقيمَ أحوالُنا؛ وتصلحَ أعمالُنا، ولا سيّما في هذا العصرِ الذي طغت فيه المادّة؛ وتظاهرت الفتَن وانتشرت؛ وقلَّ الناصحُ؛ وضَعُف الإيمان، وتزيّنت الدنيا بزُخرفِها وزهرَتها؛ وأثقلتِ الكواهلَ بكثرةِ مطالبها؛ وأرهقتِ الأعصابَ بتشعُّب حاجاتها.

إخوة الإيمان، إنَّ الطّمَعَ في الجنّة قائِد، وإنَّ الخَوفَ من النّار زاجِرٌ وسائق. والجنّةُ حُقَّ أن يطلبَها المسلمُ باذلا جُهدَه، لأن فيها الخلود في النعيم؛ ففيها ما لا عينٌ رأَت ولا أذُنٌ سمعَت ولا خطَر على قَلبِ بَشَر، عن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال: قالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ألا هَل مشمِّرٌ للجنة، فإنّ الجنةَ لا خَطَر لها، هي - ورَبُّ الكعبةِ - نورٌ يتلألأ؛ وريحانَةٌ تهتزّ؛ وقَصرٌ مَشيد؛ ونهرٌ مُطَّرِد؛ وثمرةٌ نضيجَة؛ وزوجةٌ حسناءُ جميلة؛ وحُلَلٌ كثيرة؛ ومَقامٌ في أبَد؛ في دارٍ سليمَة؛ وفَاكهةٍ وخُضرةً وحَبرةٍ ونِعمَة؛ في محَلَّةٍ عالية بهيَّة))، قالوا: نعَم يا رسولَ الله، نحن المشمِّرون لها، قال: ((قولوا: إن شاءَ الله))، فقال القوم: إن شاء الله. رواه ابن ماجه وابن حبان في صحيحه والبيهقي.

وعن أبي هريرةَ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بِناءُ الجنة لبنةُ ذهَب ولبنَةُ فِضّة، وملاطُها المِسك - والملاط هو: ما يكون بين اللَّبِن -، وحصباؤُها اللّؤلؤ والياقوت، وترابُها الزّعفران، ومَن يدخُلْها ينعَمْ ولا يبأس، ويخلُدْ ولا يموت، لا تبلَى ثيابُه، ولا يفنى شبابُه)).

وأمّا شرابُ أهل الجنة فكما قال الربُّ جل وعلا: ﴿ مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى ﴾ [محمد: 15].

وقد وصَف الله تعالى ما في الجنّةِ من النعيمِ المقيم في كتابِه، ووصف ذلك رسولُ الله صلى الله عليه وسلم؛ كلُّ ذلك لنعمَلَ بأعمالِ أهلِ الجنّة؛ ونسارعَ إلى الخيرات؛ ونطلبَ جنةَ ربِّنا جُهدَنا؛ ونَسألَ الله رحمته؛ ونتعرَّض لها؛ فإنّه لن يدخلَ الجنّة أحدٌ إلا برحمة الله، وإنَّ الطريق إلى هذه الرحمة تقوى الله، كما قال تعالى: ﴿ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ ﴾ [الأعراف: 156].

أمّا النّار - يا عباد الله - وما أدرَاكم ما النّار؛ فهي مثوَى الأشرارِ ومكانُ الخُبث والذِلّة والخزيِ والصّغار، بعيدةُ القَعر، لو أنّ الحَجرَ يُلقى من شَفيرها ما أدرَك لها قَعرًا سبعين خريفًا. كما في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم. رواه مسلم.

وهي نارٌ شديدةُ الحرّ، قال صلى الله عليه وسلم: ((نارُ الدّنيا جزءٌ واحِد مِن سبعين جزءًا مِن نارِ جَهنّم)) رواه البخاري.

طعامُ أهلِ النار الزّقّومُ والضّريعُ، ومِن شَرابهم المُهلُ والغسّاق الصّديد من القيحِ والدّم، ولباسُهم القطِران والحديد، وثيابهم من نارٍ، قال الله تعالى: ﴿ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ * يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ * وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ * كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ ﴾ [الحج: 19 - 22] اللهم إنا نسألك الجنة ونعوذ بك من النار.

أقول ما سمعتم...

الخطبة الثانية
أما بعد: فلقد دعاكم مولاكم إلى جنّاتِ النعيم؛ بتقديم الأعمالِ الصالحات ومجانبة السيّئات؛ فقال تعالى: ﴿ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [آل عمران: 133، 134]، وفي الحديث عن النبيّ صلى الله عليه وسلم: ((كُلُّكُم يدخُل الجنة إلا مَن أبى))، قالوا: ومن يأبى يا رسولَ الله؟! قال: ((من أطاعني دخلَ الجنة، ومن عصاني فقد أبى)).

عباد الله، لا يركننَّ أحدُنا إلى الدّنيا ونعيمِها؛ وينسى الآخرة وما فيها من نعيم وما فيها من عذاب، وما هذه الدنيا إلاّ أضغاثُ أحلامٍ ومتاعُ غرور، ما أسرعَ أيامَها في الانقضاء، قال النبيّ صلى الله عليه وسلم: ((يؤتَى بأشدِّ الناس في الدنيا بؤسًا ويُغمَسُ في الجنّة؛ فيقال له: يا ابنَ آدم؛ هل رأيتَ بؤسًا قطّ؟ فيقول: لا والله، ما رأيتُ بؤسًا قطّ، ويؤتى بأشدّ الناس تنعُّمًا في الدنيا؛ ثم يُغمَس في النار، ويقال له: يا ابنَ آدم، هل رأيتَ نعيمًا في الدنيا قطّ؟ فيقول: لا والله، ما رأيتُ نعيمًا قط))، وذلك - يا عباد الله - لأنّ الجنّةَ تُنسِي كلَّ بُؤس، ولأنّ النار تُنسِي كلَّ نعيم.

فاتقوا النار - عباد الله - واطلبوا الجنة، بإخلاص العبادة لله وحده؛ واتباع رسوله صلى الله عليه وسلم، وإحسان الظن بالله مع الأدب معه، ورجائه مع الخوف منه، وطاعته وترك معصيتِه.


اللهم إنا نسألك رضاك والجنة، ونعوذ بك من سخطك والنار. اللهم إنا نسألك الجنة وما قرّب إليها من قول وعمل، ونعوذ بك من النار وما قرّب إليها من قول وعمل.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 70.99 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 69.27 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.43%)]