خطبة عن التشبه بالكفار - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1174 - عددالزوار : 131450 )           »          3 مراحل لانفصام الشخصية وأهم أعراضها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          متلازمة الشاشات الإلكترونية: كل ما تود معرفته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          ما هي أسباب التعرق الزائد؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          أضرار الوجبات السريعة على الأطفال: عواقب يُمكنك تجنبها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          الوقاية من القمل بالقرنفل: أهم الخطوات والنصائح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          علاج جفاف المهبل: حلول طبيّة وطبيعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          الوقاية من القمل في المدارس: دليل شامل للأهل والمعلم! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          الوقاية من التهاب الكبد: 9 خطوات بسيطة لصحة أفضل! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          الوقاية من الجلطات: دليلك الشامل لصحة أفضل! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19-09-2020, 04:00 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,857
الدولة : Egypt
افتراضي خطبة عن التشبه بالكفار

خطبة عن التشبه بالكفار


أ. عبدالعزيز بن أحمد الغامدي









الخطبة الأولى

أيها الإخوة المؤمنون؛ لقد حرص الإسلام على تمييز المسلمين عن سائر الأمم، ولقد دلَّت النصوص الشرعية من الكتاب والسنة على حفظ هذا الدين ورعاية تميُّزه واستقلاله؛ وخلوصه من تحريف الغالين؛ وانتحال المبطلين؛ وتأويل الجاهلين.



وقد أوضح ذلك نبيُّنا محمدٌ صلى الله عليه وسلم وفصّله؛ وأَمَرَ أمَّته بمخالفة الكفار فيما هو من خصائصهم التي تميزوا بها؛ سواءً في أمور الدين أو أمور الدنيا، وحذَّر صلى الله عليه وسلم من التشبه بهم؛ فعن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من تشبه بقوم فهو منهم). يقول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: "هذا الحديث أقل أحواله أن يقتضي تحريم التشبه بهم، وإن كان ظاهره يقتضي كفر الـمُتَشبِّه بهم". وفي الحديث الآخر: (ليس منا من تشبه بغيرنا). وكثيرا ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: (خالفوا المشركين)، (خالفوا المجوس)، (خالفوا اليهود)، (خالفوا أهل الكتاب).



أيها الناس؛ إن التشبه يؤدي إلى المحبة، والمحبة تؤدي إلى التشبه، ولذلك فالتشبه بالكفار في الظاهر يورث محبتهم في الباطن، وهذا أمر خطير فقد قال صلى الله عليه وسلم: (المرء مع من أحب)؛ يعني يوم القيامة، فالتشبَّه بالكفار فيما هو من خصائصهم أو فيما يميزهم في مظاهرهم وعاداتهم يولد إحساساً بالتقارب وشعوراً بالتعاطف والميول والمحبة لهم، ويورث ذلك نوع موالاةٍ لأعداء الله وأعداء رسوله وأعداء المؤمنين.



ومن أجل هذا فقد تكاثرت النصوص وتواترت في وجوب مخالفة الكفار في كل ما له صلة بالعقائد والعبادات والعادات التي تميِّزهم، ففي باب العقائد جاء النهي عن اتخاذ القبور مساجد، والغلوِّ في الصالحين، واتخاذ القبور مشاهدَ ومزارات، والبناء عليها، والتفرق في الدين والعصبيات والتحزبات والشعارات، والنياحة على الميت، والفخر بالأحساب، والطعن في الأنساب، وحمية الجاهلية.



وفي العبادات ورد النهيُ عن مسائل كثيرة منها في أبواب الأذان والمساجد، والصلاة في أوقات صلاتهم أو هيئاتها، والصيام في أوقات صيامهم، والحج على طريقتهم، والنكاح والذبائح والأعياد.



وفي العادات والآداب من اللباس والزيِّ، والزينة والطعام، وتوفير اللحى وحف الشوارب، وتغيير الشيب، وطريقة إلقاء السلام، والجلوس والاضطجاع، والأكل بالشمال، والتختم بالذهب، وإسبال الثياب، وحمل الصور، واصطحاب الكلاب، والفن الساقط، والطرب ومزامير الشيطان.



وهذا النهي عن التشبُّهَ بهم في عقائدهم وعباداتهم وعاداتهم هو في الحقيقة إظهارٌ لأديانهم الباطلة وعباداتِهم الفاسدة ونشرٌ لها، والتشبُّهُ بالعادات والصفات فيه إهانةٌ وشعور بالضَعف والذِّلة والتبعية والدونية.



ومع الأسف فقد نبتت نابتةٌ في العصور المتأخِّرة ذليلةٌ مستعبَدة، ديدنُها التشبُّه بالكفار؛ وكثيراً منهم يعيشون تشبُّهاً يقود إلى الذوبان والانحلال والتهتُّك، بل يقود إلى الفُسوقِ والفجور والحرية المتفلِّتة والاختلاط المحرم، وقبول التبرج والسفور، وإبداء الزينة المحرمة. حتى نشأت في بعضهم نظرياتُ هدَّامة وأفكار منحرفة. حتى حصلت الانهزامية لبعض المسلمين، أفقدتهم الاعتزاز بدينهم وهويتهم، وصاروا أهل تبعية لأعدائهم باختيارهم وهذه المصيبة بعينها.



أيها الإخوة المؤمنون، من كان حريصًا على دينه؛ راغباً في رفقة الأنبياء والصالحين في جنات عدن؛ مريدًا خلاصه من مرافقة الكفار والفجار في نار جهنم فليتق الله، وليلزمْ هديَ الإسلام ويتَّبع سبيل المؤمنين، وليحذر طريقَ المشركين والمغضوب عليهم والضالين.



قال تعالى: ﴿ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ * مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ﴾ [الروم: 30 - 32]



نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم وبهدي سيد المرسلين...



الخطبة الثانية

لقد أكمل الله هذا الدين ورضيه، وأتمَّ به على المسلمين نعمته، ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ﴾ [المائدة: 3]، فكانت هذه الأمة بالإسلام خيرَ الأمم، ومن المعلوم قطعاً أن هذه الخيرية نابعةٌ من كمال دينها وصفاءِ عقيدتها ووفاء شريعتها، ولا تكون العزةُ إلا به، ولا يتحقَّق السموُّ إلا به، بل لا تكون النجاة في الدارين إلا بطريقه، فالبشر محتاجون إلى هذا الدين أشد من حاجتهم إلى الغذاء والهواء.



ومما ينبغي للتوضيح والتفريق أن يُعلمَ أن من كمال هذا الدين التفريقُ البيِّن بين منعِ المشابهة للكفار في عقائدهم عباداتهم وعاداتهم التي تميّزهم وبين مشروعيةِ الإفادة مما عند الآخرين من علوم ومعارفَ فالحكمة ضالة المؤمن.



كما أنه ليس مما يقترب من حكم التشبه بهم، وليس من الولاء للكفار باب البر والصلة والإحسان لغير المحاربين منهم، قال تعالى: ﴿ لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴾ [الممتحنة: 8]. وقال تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى ﴾ [المائدة: 8]



عباد الله؛ إن الله سبحانه قد أغنى المسلمين، وأنعم عليهم بشريعة كاملة شاملة لكل مصالح الدين والدنيا، وعلق السعادة في الدنيا والآخرة على العمل بها والتمسك بهديها، قال تعالى: ﴿ فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى ﴾ [طه: 123]، وقال تعالى: ﴿ فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [البقرة: 38]، وهذه الشريعة هي الصراط المستقيم الذي هو طريق المنعَم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين؛ وما خالفها فهو طريق المغضوب عليهم والضالين من اليهود والنصارى والمشركين.



أخي المسلم تفكر في قراءتك للفاتحة وأنت تصلي والتي هي ركن في كل ركعة، إنك في ختام هذه السورة تدعو ربك أن يهديك الصراط المستقيم؛ وأن يجنبك طريق المغضوب عليهم وعلى رأسهم اليهود؛ وأن يجنبك طريق الضالين وعلى رأسهم النصارى، فتأمل هذا الدعاء المبارك؛ وهذه المناجاة بينك وبين ربك؛ والتي يقول الله فيها - كما في ا لحديث القدسي _: (هذا لعبدي ولعبدي ما سأل)، فكن صادقا في هذه المناجاة مع الله؛ ولتعلم أن هذه المناجاة تعني أول ما تعني الاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم والتمسك بشريعته في العبادات وفي المعاملات وفي الآداب والأخلاق والسلوك، كما أنها تعني بغض الكفار ومخالفتهم فيما هو من خصائصهم.




اللهم أعزنا بالإسلام، اللهم أعز شيبنا وشبابنا بالإسلام، اللهم أعز رجالنا ونساءنا بالإسلام.



اللهم أعز الإسلام والمسلمين..


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 54.66 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 52.99 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.06%)]