اتباع الهوى - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1204 - عددالزوار : 133859 )           »          سبل تقوية الإيمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          إقراض الذهب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          حكم المصلي إذا عطس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          فقه الاحتراز (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          سُنّة: عدم التجسس وتتبع عثرات الناس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          القراءة في فجر الجمعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          الصلاة قرة عيون المؤمنين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          إلى القابضين على جمر الأخلاق في زمن الشح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          الأخوة في الدين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 16-09-2020, 03:43 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,907
الدولة : Egypt
افتراضي اتباع الهوى

اتباع الهوى


أحمــــــــــــد عماري







الحمد لله رب العلمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.



وبعد:

إخوتي الكرام، ما زال حديثنا في التحذير من مساوئ الأخلاق وقبيح الخصال، وحديثنا اليوم عن أخطر أوثان العصر وأمراضه، عن داء عضال ومرض فتاك، يفتك بالدين والقيم والأخلاق، داء انتشر بين الناس منذ القِدَم، إلا أنه قد ظهر في عصرنا بشكل لم يسبق له مثيل، فأعلامه مرفوعة، وشاراته منشورة، وعلاماته بارزة، وعُبّاده كثيرون، وأنصاره عديدون، إنه اتباع الهوى، وما أدراك ما الهوى، كم فيه من هائمين، وكم عليه من عاكفين...





تعريف الهوى:

الهوى: ميل النفس إلى الشيء ، أو ميل الطبع إلى ما يلائمه.

الهَوَى محبةُ الإِنسان الشيء وغَلَبَتُه على قلبه.



واتباع الهوى هو: السير وراء ما تهوى النفس وتشتهي، أو النزول على حكم العاطفة من غير تحكيم العقل أو الرجوع إلى شرع أو تقدير لعاقبة.

قال الشعبي رحمه الله: إنما سمي الهوى هوى؛ لأنه يهوي بصاحبه في النار.





خطورة اتباع الهوى:

الهوى مرض خطير؛ ما خالط شيئا إلا أفسده، فإن وقع في العلم أخرجه إلى الكبر والغرور والضلالة، وإن وقع في الزهد أدى به إلى الرياء والسمعة، وإن وقع في الحكم قاد إلى البغي والظلم، وإن وقع في العبادة أسقط في البدعة ومخالفة السنة... وفي القرآن الكريم آيات كثيرة يحذرنا فيها ربنا سبحانه وتعالى من اتباع الهوى وطاعة أصحاب الأهواء. وقد قال ابن عباس رضي الله عنه: ما ذكرَ الله هوىً في القرآن إلا ذمّه.



قال تعالى: ﴿ فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا ﴾[النساء: 135].



وقال عز وجل: ﴿ وَأن احْكُمْ بَيْنَهُمْ بمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أنْ يَفتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أنْزَلَ اللَّهُ إلَيْكَ ﴾ [المائدة: 49].



وقال سبحانه: ﴿ أَرَأيْتَ مَنِ ٱتَّخَذَ إِلَـٰهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً ﴾ [الفرقان:43]، وقال عز وجل: ﴿ أَفَرَأَيْتَ مَنِ ٱتَّخَذَ إِلَـٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ ٱللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَـٰوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ ٱللَّهِ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ ﴾ [الجاثية:23].



﴿ أَفَرَأَيْتَ مَنِ ٱتَّخَذَ إِلَـٰهَهُ هَوَاهُ ﴾؟! عجيب أمر هذا الإنسان الذي يعبد هواه من دون الله، فلا يهوى شيئًا إلا رَكِبه، ولا يتمنّى شيئا إلا فعله، فلا يُحرّم ما حرّم الله سبحانه، ولا يحلّ ما أحلّ، بل واقف مع شهواته ولذاته ولو كان فيها سخط ربه سبحانه وغضبه، فهو لا يبالي إذا فاز بشهوته رضي ربه سبحانه أم سخط، لا يفعل إلا ما يمليه عليه هواه، إن أحبّ أحب لهواه، وإن أبغض أبغض لهواه، وإن أعطى أعطى لهواه، وإن منع منع لهواه، فهواه آثر عنده وأحبُّ إليه من رضا مولاه.



قال قتادة رحمه الله تعالى: إن الرجل إذا كان كلما هوي شيئا ركبه، وكلما اشتهى شيئا أتاه، لا يحجزه عن ذلك ورع ولا تقوى، فقد اتخذ إلهه هواه.



في محراب الهوى أضاع كثير من المسلمين الصلوات، وارتكبوا المنكرات، واتبعوا الشهوات، واقترفوا الموبقات؛ خمور ومخدرات، حوادث ومغامرات، سهر في الليل على المنكرات، ودوران في النهار بين المحرمات...



اتباع الهوى سبب في حلول الفتن ونزول المحن:

روى مسلم في صحيحه عن حذيفة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «تُعرَض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا، فأيّ قلب أشربها نكت فيه نكتة سوداء، وأي قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء، حتى تصير على قلبين: على أبيض مثل الصفا فلا تضره فتنة ما دامت السموات والأرض، والآخَرُ أسود مربادا كالكوز مجخيا، لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب من هواه ».



اتباع الهوى سبب الهلاك والدمار والخراب:

كم أوقع الهوَى في رذائل، وكم فوّت من فضائل، كم من أناس أوقعهم الهوى في غفلة يتيهون، فأملهم بعيد، وتسويفهم طويل، لا يعرفون للتوبة بابًا، ولا للعودة طريقًا، ساهون غافلون، مشغولون بالدنيا وزخارفها، يبيع أحدهم دينه بعَرَض حقير من الدنيا، غافلون عن الله وذِكره وعبادته، وعن الموت وسكرته، وعن القبر وظلمته، وعن الحساب وشدته.



عَن أَنَس رضي الله عنه أَن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ثلاث مهلكات: شح مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء برأيه». أخرجه الطبراني في الأوسط، والبيهقي في الشعب، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة.



اتباع الهوى يَمنع مِن حُسن الفهم والإدراك لما ينفع: قال تعالى: ﴿ وَمِنْهُمْ مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّىٰ إِذَا خَرَجُواْ مِنْ عِندِكَ قَالُواْ لِلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ مَاذَا قَالَ ءانِفًا أُوْلَـئِكَ ٱلَّذِينَ طَبَعَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَٱتَّبَعُواْ أَهْوَاءهُمْ ﴾ [محمد:16]. وقال سبحانه: ﴿ أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ[محمد:14].




وقال تعالى: ﴿ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الأعراف:176].



اتباع الهوى سبب في الزيغ والانحراف والضلال: فقد أخبر سبحانه وتعالى أن اتباع الهوى يضل عن سبيله، فقال الله تعالى: ﴿ يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ﴾) ثم ذكر مآل الضالين عن سبيله ومصيرهم فقال: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ ﴾ [ص: 26].



فاتباع الهوى يَطمِسُ نورَ العقل، ويُعمي بصيرة القلب، ويصد عن اتباع الحق، ويُضلّ عن الطريق المستقيم، والعبد إذا اتبع هواه فسد رأيه ونظره، فيرى الحَسَن في صورة القبيح، والقبيحَ في صورة الحسَن، فأنى له الانتفاع بالتذكر والتفكر والعِظة، فكلما ضعف نور الإيمان في القلب كلما كانت الغلبة للهوى.



قال تعالى: ﴿ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ (المائدة:77).




وقال سبحانه: ﴿ قلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قُلْ لا أَتَّبِعُ أَهْوَاءَكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذًا وَمَا أَنَا مِنْ الْمُهْتَدِينَ ﴾ (الأنعام:56).




وقال عز وجل: ﴿ وَإِنَّ كَثِيرًا لَيضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ ﴾ (الأنعام:119).




اتباع الهوى مانع من اتباع الحق والاستجابة لأهل الحق: فما منع كثيرا من الأمم من اتباع الرسل والأنبياء إلا غلبة الهوى،قال تعالى: ﴿ فإن لمْ يَسْتجيبُوا لكَ فاعْلمْ أَنَّمَا يَتَّبعُونَ أهْوَاءهُمْ وَمَنْ أضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾ (القصص:50).




وقال سبحانه: ﴿ وَلَقَدْ ءاتَيْنَا مُوسَى ٱلْكِتَـٰبَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِٱلرُّسُلِ وَءاتَيْنَا عِيسَى ٱبْنَ مَرْيَمَ ٱلْبَيِّنَـٰتِ وَأَيَّدْنَـٰهُ بِرُوحِ ٱلْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُم ٱسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ ﴾ [البقرة:87].



اتباع الهوى سبب في حُبّ التسيب وعدم الانضباط: فالمتبع لهواه يريد أن يعيش كما يريد، ويعمل ما يريد، لا يحب أن يسمع من أحد ما يقيده أو يُلزمه بشيء، ويريد حمل الناس على ما يشتهيه ويهواه، زعما منه أن التقدم والتحضر لا يكون إلا بهذا التسيب وهذه الحرية المطلقة التي لا تحُدّها قيم ولا أخلاق ولا أحكام ولا أعراف. والله تعالى يقول: ﴿ ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السموات والأرض ومن فيهن بل أتيناهم بذكرهم فهم عن ذكرهم معرضون ﴾ [المؤمنون:71].



يقول ابن كثير رحمه الله: (قال مجاهد وأبو صالح والسدي: الحق هو الله عز وجل، والمراد لو أجابهم الله إلى ما في أنفسهم من الهوى وشرع الأمور على وفق ذلك لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن، أي لفساد أهوائهم واختلافها).



كيف تكون النجاة من اتباع الهوى:

1- الإقبال على كتاب الله عز وجل؛ ففيه الحصانة للعقول، وفيه الشفاء للصدور،قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظة مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفاء لمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَة للمُؤْمِنِينَ ﴾ [يونس:57].



2- الخوف من الله، والحياء من الله؛ فيا من تتبع هواك فتعصي خالقك ومولاك؛ ألا تخاف الله، وهو شديد العقاب؟. ألا تستحي من الله، والله يراك؟..

يقول إبراهيم بن أدهم رحمه الله: "الهوى يُردي، وخوف الله يَشفي، واعلم أنَّ ما يزيل عن قلبك هواك أن تخاف من تعلَم أنه يراك" رواه البيهقي في شعب الإيمان (876).



إذا ما خلوتَ بريبةٍ في ظلمةٍ

والنفسُ داعيةُ إلى الطغيانِ



فاستحي من نظر الإله وقل لها

إن الذي خلق الظلامَ يراني






3- مجاهدة النفس؛ فإن النفس البشرية كالطفل الصغير في حاجة إلى تربية وتأديب، فإن أدبت نفسك وهذبتها صلحت واستقامت، وإن أهملتها وتركتها خابت وضاعت وخسرت.

والنفس كالطفل إن تهملْه شبّ على **** حبّ الرضاع وإن تَفْطِمْه ينفطم



قال تعالى: ﴿ فَأَمَّا مَنْ طَغَى * وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى * وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ﴾ [النازعات: 37 - 41].



قال سهل بن عبد الله: "هواك داؤك، فإن خالفته فدواؤك"، وقال وهب: "إذا شككت في أمرين ولم تدر خَيْرَهما، فانظرْ أبعَدَهما من هواك فأتِهِ".

وقال رجل للحسن البصري رحمه الله تعالى: يا أبا سعيد، أي الجهاد أفضل؟ قال: "جهادك هواك".



4- التفكّر في العواقب والنتائج؛ وهل لاتباع الهوى إلا عواقبُ وخيمة ونتائج سيئة؟.. حين يتبع المرء هواه فيقوده إلى المهالك والمصائب والمناكر، فيسرح في هذه الدنيا كما تسرح البهائم، لا همّ له ولا هدف له إلا أن يشبع غريزته ويلبي داعي هواه، حتى ولو كان في ذلك حتفه وهلاكه وخسرانه. قال الله تعالى: ﴿ ذرْهُمْ يَأكُلواْ وَيَتَمَتَّعُواْ وَيُلههمُ ٱلأمَلُ فسَوْفَ يَعْلَمُونَ ﴾ [الحجر:3]، وقال علي رضي الله عنه: (إن أخوف ما أخاف عليكم اتباع الهوى وطول الأمل، فأما اتباع الهوى فيصدّ عن الحق، وأما طول الأمل فيُنسي الآخرة).



ولو تفكرت النفوس فيما بين يديها، وتذكرت حسابها فيما لها وما عليها، لهان عليها مخالفة هواها.

فاتق الله يا عبد الله، وتذكر - وفقك الله - أن الذنوب سرعان ما تنقضي لذتها ومتعتها وتبقى حسَراتها وتبعاتها.



تفنى اللذاذة ممن نال صفوتها

من الحرام ويبقى الإثم والعار



تبقى عواقب سوء في مغبتها

لا خير في لذة من بعدها النار






قال الله تعالى: ﴿ أفرَأيْتَ إِن مَّتعْنَـٰهُمْ سِنِينَ ثُمَّ جَاءهُم مَّا كَانُواْ يُوعَدُونَ مَا أَغْنَىٰ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يُمَتَّعُونَ ﴾ [الشعراء:205-207].



نسأل الله تعالى أن يوفقنا لكل خير، وأن يجنبنا كل ضير، وأن يجعلنا من عباده الصالحين، ومن أوليائه المتقين الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.




وصل الله وسلم وبارك على حبيبنا وقدوتها وقرة أعيننا محمد رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 98.42 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 96.70 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.75%)]