خطبة عن الإنابة إلى الله تعالى - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 994 - عددالزوار : 122318 )           »          إلى المرتابين في السنة النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          رذيلة الصواب الدائم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          استثمار الذنوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          حارب الليلة من محرابك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          حديث: ليس صلاة أثقل على المنافقين من الفجر والعشاء... (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          ذكر الله تعالى قوة وسعادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          السهر وإضعاف العبودية لله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          مميزات منصات التعلم الإلكترونية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13-09-2020, 03:51 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,513
الدولة : Egypt
افتراضي خطبة عن الإنابة إلى الله تعالى

خطبة عن الإنابة إلى الله تعالى


أ. عبدالعزيز بن أحمد الغامدي




الخطبة الأولى

أمّا بعد: فاتَّقوا الله - عبادَ الله - حقَّ التقوى؛ فمن اتَّقى ربَّه أسعده في الآخرة والأولى.



إخوة الإسلام، أفضل الخلقِ وأهداهم أتمُّهم عبوديّةً لله، وسرورُ القلبِ وانشراح الصدر في إنابةِ العَبد إلى الله والإقبالِ عليه والاستعانةِ به. والرجوعُ إلى الله والإنابةُ إليه عبادةٌ عظيمة من سُنَنِ الأنبياء والمرسَلين، قال جلّ وعلا عن داودَ عليه السلام: ﴿ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ ﴾ [ص:24]، وقال عَن سليمانَ عَليه السلام: ﴿ وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ ﴾ [ص:34]، وقال شُعيب عليه السلام: ﴿ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ﴾ [هود:88]، وقال نبيُّنا محمّد صلى الله عليه وسلم: ﴿ ذَلِكُمْ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ﴾ [الشورى:10]، وأثنى الله على خليلِه إبراهيم لاتِّصافِه بالإنابةِ إليه والرّجوعِ إليه في كلِّ أمر، قال جلّ وعلا: ﴿ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ ﴾ [هود:75]، ومِن دعاء الخليلِ عليه السلام: ﴿ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ﴾ [الممتحنة:4].



والمنيبون إلى اللهِ هم خيرُ مَن يَصحبُهم المرءُ في حياته، يقول سبحانه: ﴿ وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ﴾ [لقمان:15].



والإنابةُ إلى اللهِ هي مفتاحُ السّعادة والهدايةِ، قال سبحانه: ﴿ قُلْ إِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ ﴾ [الرعد:27]. والبِشارة هي لأهل الإنابة: ﴿ وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمْ الْبُشْرَى ﴾ [الزمر:17]. ولا يَعتبِر بالآيات ولا يتَّعظ بالعِبَر إلاّ المنيبُ إلى ربِّه، قال عز وجل: ﴿ تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ ﴾ [ق:8]، والمنيب هو المتذكِّر حال نـزولِ النّعم؛ ﴿ وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنْ السَّمَاءِ رِزْقًا وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلاَّ مَنْ يُنِيبُ ﴾ [غافر:13].



والإنابةُ إلى الله مانعةٌ من عذابِ الله، ﴿ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ ﴾ [الزمر:54]. والجنّةُ أُعِدَّت نُزُلا للقلبِ الخاشع المنيب، يقول جل جلالـه: ﴿ وَأُزْلِفَتْ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ * هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ * مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ ﴾ [ق:31-33].



وأمَر الله جميعَ الخَلق بالإنابة إليه والرجوع إليه، قال سبحانه: ﴿ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَلا تَكُونُوا مِنْ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [الروم:31].



وحقيقة الإنابة هي الرجوعُ إلى الله؛ بعمل الطاعات وترك الغفلة والمعاصي، وهي منـزلةٌ أعلى من التوبة، فالإنابةُ مع ترك الغفلة والمعاصي تدلّ على ذلك؛ وتدلّ على الإقبالِ على الله بالعِبادات، والله يقول: ﴿ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ ﴾ [هود:114].



ومَن أكثرَ الرجوع إلى الله كان الله مفزَعَه عند النوازِلِ والبلايا والفواجِع، فحقيقٌ بالمرءِ أن ينيبَ إلى ربِّه وأن يحاسِبَ نفسَه على ما سَلَف وعلى ما اقتَرَف من عِصيان، يقول الحسن البصري رحمه الله: (إنَّ العبدَ لا يزال بخيرٍ ما كان له واعظٌ من نفسِه؛ وكانَتِ المحاسبَةُ هِمَّتَه، والمؤمِن في الدنيا كالغريبِ؛ لا يجزَع من ذلِّها، ولا ينافِس في عِزِّها، له شأنٌ وللنّاسِ شَأن)، واعمَل بوصيَّةِ المصطفى صلى الله عليه وسلم: ((كُن في الدنيا كأنّك غريبٌ أو عابرُ سبيل)) رواه البخاري، ومن كانتِ الآخرةُ همَّه كانت هِمَّته في تحصيلِ الزاد الصالح، وإذا استيقَظَت القلوب استعدَّت للآخرة، ومَن اجتَهَد في محاسبةِ نفسِه ولَجَمها عن العصيان نجا في الآخرةِ منَ النّدامة والخُسران، قال بعض السلف: (ما نِمتُ نومًا قطّ فحدّثتُ نفسِي أني أستيقِظُ منه ).



إخوة الإيمان، حقٌّ على الحازِمِ أن لا يغفلَ عَن زلاّت نفسِه وخَطَراتها وخَطَواتها، بل يقودُها إلى ما يقرِّبها إلى ربِّها، فالمحافظَةُ على الصلواتِ جماعةً في بيوتِ الله من شعائرِ الإيمان، والدعوةُ إلى الله تنير البصيرةَ، وبِذِكر الله تلينُ القلوب وتطمئن، قال سبحانه: ﴿ أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ [الرعد:28]، ومجالسةُ العلماء والصالحين وملازَمَةُ دروسهم والاستنارة بعلمهم من أسبابِ خشيةِ الله ومراقبَتِه، ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾ [فاطر:28]، وبِرُّ الوالدين مفتاحُ السّعادة، وصِلَة الرّحِم بركةٌ في الوقتِ والرّزق، والمالُ الحلال سبَبٌ في صلاح الأبناءِ وإجابةِ الدعاء، وقِصَرُ الأمَل دافع للعَمَل، وتَذَكُّرُ الموتِ خيرُ واعِظ، وزِيارةُ المقابر والتأمُّلُ في أحوال الموتى تذكيرٌ بالآخرة، والتطلّعُ إلى سِيَر السّلَف يهذِّب النّفسَ ويحدو للعمل، قال ابن القيِّم رحمه الله: (ومن تأمَّل أحوالَ الصحابةِ وجَدَهم في غايةِ العمل مع غايةِ الخوف، - قال: - ونحن جمَعنا بين التّقصِيرِ بل بين التفريطِ والأمن)، وكان الصِّدِّيق رضي الله عنه يقول: (وَدِدتُ أني شعرةٌ في جنبِ عبدٍ مؤمن)، وهو رضي الله عنه الذي إذا قامَ إلى الصلاة كأنّه عودٌ مِن خشية الله، وكان إذا صلى بالناس لا يُسمع الناس من البكاء.



وفقنا الله لصالح العمل، ووقانا الغفلةَ وطولَ الأمل.

أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين...

• • •



الخطبة الثانية

عباد الله، إن العاقلَ الرّشيدُ مَن خاف على نفسِه الوقوعَ في الزّلَل أو الاستمرار على الخَلَل، والصحبةُ السيّئة تورِد المهالك، وإطلاقُ عَنانِ البَصَر في المحرَّمات مما يشاهَد في الفضائيّات والطُّرُقات يضعِف زَكاءَ النّفس، وإهمالُ الأبِ إصلاحَ أهلِ بيتِه تفريطٌ في الأمانة، واتّباعُ الهوى والشهواتِ يورد الندامة، وإطلاقُ اللّسان بالكذب وفي أعراضِ المسلمين يُظلِم القلب، وإشغالُ النفس بما لا يَعنِيها حِرمانٌ لها ممّا يرفَع درجاتِها، يقول إبراهيم بن أدهَم رحمه الله: (من علامةِ إعراضِ الله عن العبد أن يُشغِلَه بما لا يَعنِيه)، والتّقصيرُ في إنكارِ المنكَر بالحسنى ضَعفٌ في النّصح، ودَواء السيِّئات كثرة الاستغفار والطاعات، وتَرك الخطيئةِ أيسَر من طلبِ التّوبة، واغتَنِم الأعمالَ الصالحة قبل أن يحولَ بينك وبينها حائل، يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: (( اغتَنِم خمسًا قبل خمس: شبابَك قبل هرَمِك، وصِحَّتَك قبل سَقمِك، وغناك قبل فقرِك، وفراغك قبل شغلِك، وحياتك قبل موتِك)) رواه الحاكم.




فالمنيبُ إلى الله بالرجوع إليه من العصيان، المكثِرُ من أنواعِ الطاعاتِ والقُرُبات هو الموفق لأنه يكون بذلك متأهبا للرحيل من هذه الدنيا والحساب بين يدي الله، ﴿ يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمْ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ ﴾ [آل عمران:30].



اللهم ارزقنا صدق الإنابة إليك، وحسن التوكل عليك.

اللهم وفقنا لتدارك ما بقي من أعمارنا.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 54.49 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 52.82 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.07%)]