إن الله هو السلام - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حلية المؤمن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          دعاء العبادة ودعاء المسألة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          الشك في الطهارة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          حكم التشاؤم بشهر صفر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          المرأة والأسرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 116 - عددالزوار : 60096 )           »          تحت العشرين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 117 - عددالزوار : 57500 )           »          وأنا أبكي من الفرح ! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          من جهود علماء الكويت في ترسيخ عقيدة السلف الصالح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 263 )           »          أمسك عليك لسانك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          باختصار – حاجاتنا إلى النضج الدعوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 05-09-2020, 03:06 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,685
الدولة : Egypt
افتراضي إن الله هو السلام

إن الله هو السلام


أحمد الجوهري عبد الجواد




إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

أما بعد، فيا أيها الإخوة، فقد تحدثنا في لقاء سابق عن تعظيم أسماء الله الحسنى وتبجيل صفاته العلى وأن نقدرها حق قدرها متعلمين لمعانيها متفقهين في مسائلها متعبدين الله - تبارك وتعالى - بها بدعوته سبحانه بها والتوسل إليه بها وتقديمها بين يدي سؤالاتنا منه وطلباتنا إليه ولنضرب المثل - أيها الإخوة - في هذا اللقاء باسم من أسمائه تعالى ما أحوجنا إلى التعرف إلى معناه والتدبر لآثاره ألا وهو اسم الله " السلام " فما معنى السلام؟ وما معنى السلام من الله لعباده؟ وما علاقة ذلك بقولنا سلام الله عليكم أو السلام عليكم؟ وهل يسلم على كل أحد، فهل يجوز أن نقول في حق الله السلام على الله؟ كل هذه الأسئلة سوف نجيب عنها في هذه الدقائق الآتية نسأل الله أن يبارك لنا فيها وأن يستخرج منا خلالها ما يرضيه.

أيها الإخوة.. ما معنى السلام؟
السلام في اللغة مصدر استعمل اسماً للموصوف، فعله سلم يسلم سلاماً وسلامة، والسلامة الأمن والأمان والحصانة والاطمئنان، والبراءة من كل آفة ظاهرة وباطنة، ومادة السلام تدل على الخلاص والنجاة من كل مكروه وعيب. [1]


هذا هو تعريف السلام كما عند أهل اللغة.
وأما اسم الله السلام فمعناه: أنه هو الذي سلم مما لا يليق به من الأنداد والنقائص والآفات والعيوب، في ذاته، وصفاته، وأفعاله، وأقواله، وقضائه، وقدره، وشرعه، بل شرعه كله حكمة، ورحمة، ومصلحة وعدل، فله سبحانه الكمال المطلق من جميع الوجوه في ذاته وأسمائه وصفاته.

فهو الذي سَلِمَ في ذاته بنوره وجلاله فمن جماله وسبحات وجهه احتجب عن خلقه رحمة بهم وابتلاء لهم روى مسلم من حديث أبي موسى رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله لا ينام، ولا ينبغي له أن ينام يخفض القسط ويرفعه، يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار، وعمل النهار قبل عمل الليل، حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه " [2]، وهو الذي سلم في صفاته بكمالها وعلو شأنها، وسلم أيضاً في أفعاله بإطلاق قدرته وإنقاذ مشيئته، وكمال عدله وبالغ حكمته، وهو سبحانه الذي يدعو عباده إلى السلامة وإفشاء السلام فأثنى على عباده في قوله: ﴿ وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا ﴾ [الفرقان: 63]، وهو الذي يدعو إلى سبل السلام باتباع منهج الإسلام كما قال: ﴿ يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ ﴾ [المائدة: 16]، وهو سبحانه الذي يدعو عباده إلى دار السلام ويبلغ من استجاب منهم إليها فقال: ﴿ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [يونس: 25]، فكل سلامة منشأها منه وتمامها عليه ونسبتها إليه.

ومعنى اسم الله السلام أيضاً أنه هو المسلم على عباده في الجنة فهو جل شأنه السلام ومنه السلام، روى مسلم من حديث ثوبان رضي اله عنه مرفوعاً: " اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت ذا الجلال والإكرام " [3]، وهو الذي سلم أهل الجنة من كل ما ينغص عيشهم أو يكدر صفوهم، وجعل السلام أيضاً من قوله لهم، قال تعالى: ﴿ لَهُمْ دَارُ السَّلَامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الأنعام: 127]، وقال تعالى: ﴿ إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ * هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ * لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ * سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ ﴾ [يس: 55 - 58]

واسم الله السلام معناه أنه هو الذي سلم الخلق من ظلمه، فهو الذي تنزه عن الظلم، وهو الذي سلم من عذابه من لا يستحقه؛ أي سلم خلقه ممن لا يعصيه من ظلمه.

قال تعالى: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ﴾ [فصلت: 46]

وفي الحديث الذي أخرجه مسلم عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي ذر رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن جبريل صلى الله عليه وسلم، عن الله - تبارك وتعالى - أنه قال: " يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا يا عبادي إنكم [الذين] تخطئون بالليل والنهار، وأنا الذي أغفر الذنوب ولا أبالي، فاستغفروني أغفر لكم، يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم، يا عبادي كلكم عار إلى من كسوته فاستكسوني أكسكم، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل منكم لم ينقص ذلك من ملكي شيئا، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم لم يزد ذلك في ملكي شيئا، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان منهم ما سأل لم ينقص ذلك من ملكي [شيئا] إلا كما ينقص البحر أن يغمس المخيط فيه غمسة واحدة، يا عبادي إنما هي أعمالكم أحفظها عليكم، فمن وجد خيراً فليحمد الله عز وجل، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه ". [4]


واسم الله السلام معناه: أنه هو سبحانه السالم من مماثلة أحد من خلقه، ومن النقص، ومن كل ما ينافي كماله ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الشورى: 11]

فهذا ضابط ما ينزه عنه، ينزه عن كل نقص بوجه من الوجوه، وينزه ويعظم أن يكون له مثيل، أو شبيه أو كفؤ، أو سمي، أو ند، أو مضاد، وينزه عن نقص صفة من صفاته التي هي أكمل الصفات وأعظمها وأوسعها.

ومن تمام تنزيهه عن ذلك إثبات صفات الكبرياء والعظمة له، فإن التنزيه مراد لغيره ومقصود به حفظ كماله عن الظنون السيئة. كظن الجاهلية الذين يظنون به ظن السوء، ظن غير ما يليق بجلاله، وإذا قال العبد مثنياً على ربه: " سبحان الله " أو " تقدس الله " أو " تعالى الله " ونحوها كان مثنياً عليه بالسلامة من كل نقص وإثبات كل كمال.

وباسم السلام سمى ربنا نفسه في قوله تعالى: ﴿ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ ﴾ [الحشر: 23]

أيها الإخوة. إن الله هو السلام وتلك معاني اسمه هذا فكيف نتتعبد الله عز وجل بهذا الاسم المبارك؟ إذ كل أثر في هذا الكون للسلام هو من الله - تبارك وتعالى - وأن كل سلامة في الدين أو الدنيا فإنها لكون الله عز وجل هو السلام وهو الذي يفيض السلامة على عباده وهو الذي وقاهم كل أنواع الأذية فكيف نتعبد الله تعالى بهذا الاسم الجليل أيها الكرام والجواب في نقاط:
أولاً: بالدعاء بالاسم دعاء مسألة.
روى مسلم من حديث ثوبان رضي الله عنه أنه قال: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثاً وقال: اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت ذا الجلال والإكرام ".

وأخرج البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " فيأتيهم الله فيقول: أنا ربكم، فيقولون: أنت ربنا فيدعوهم فيضرب الصراط بين ظهراني جهنم، فأكون أول من يجوز من الرسل بأمته ولا يتكلم يومئذ أحد إلا الرسل، وكلام الرسل يومئذ اللهم سلم سلم " [5]، وعند مسلم من حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ونبيكم قائم على الصراط يقول: رب سلم سلم، حتى تعجز أعمال العباد، حتى يجيء الرجل فلا يستطيع السير إلا زحفاً ".[6]


وأخرج الترمذي بسند صحيح من حديث طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى الهلال قال: " اللهم أهلَّه علينا باليمن والإيمان والسلامة والإسلام، ربي وربك الله ". [7]

ثانياً: الدعاء بالاسم دعاء عبادة:
فإن أثر الإيمان بتوحيد الله في اسمه السلام أن يكف المسلم نفسه عن إخوانه فيسلموا من أذيته ويحرص على جيرانه وقرابته، روى البخاري ومسلم من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده " [8] وروى البخاري من حديث أبي شريح رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، قيل: ومن يا رسول الله؟ قال: الذي لا يأمن جاره بوايقه ".[9]


ثالثاً: بالثناء على الله تعالى لأنه عز وجل هو السلام بكثرة ذكر آثار هذا الاسم العظيم في الكون.


رابعاً: بالتسمي بالاسم وباحترامه، ومن عرف ما يخرج علينا بين الحين والحين من دعايات وإعلانات الإعلام أدرك قيمة هذا التنبيه.

خامسًا: بأن يفشي المسلم السلام بين العباد، ويلتزم بتحية الإسلام، فيا أيها الإخوة! أفشوا السلام بينكم روى الطبراني بسند صحيح من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " السلام اسم من أسماء الله فأفشوه بينكم "، وفي رواية فيها بشرى جميلة لكل مسلم ومسلمة يحافظ على شعيرة السلام المباركة في رواية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن السلام اسم من أسماء الله تعالى وضعه في الأرض فأفشوا السلام بينكم، فإن الرجل المسلم إذا مر بقوم فسلم عليهم فردوا عليه؛ كان له عليهم فضل درجة بتذكيره إياهم السلام، فإن لم يردوا عليه؛ رد عليه من هو خير منهم [وأطيب] [10]. [11]


وعند البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " خلق الله آدم على صورته، طوله ستون ذراعاً، فلما خلقه قال: اذهب فسلم على أولئك النفر من الملائكة جلوس، فاستمع ما يحيونك، فإنها تحيتك وتحية ذريتك فقال: السلام عليكم، فقالوا السلام عليك ورحمة الله، فزادوه ورحمة الله، فكل من يدخل الجنة على صورة آدم، فلم يزل الخلق ينقص بعد حتى الآن ".[12]


أيها الإخوة! أفشوا السلام بينكم فإن ديننا الإسلامي قد حثنا على إفشاء السلام بيننا، وأخبرنا أنه سبب في زيادة المحبة فيما بيننا، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم، أفشوا السلام بينكم "، وفي رواية أخرى: " والذي نفسي بيده لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا. " [13]


قال الإمام النووي - رحمه الله -: " قوله: " أفشوا السلام بينكم "، وفيه الحث العظيم على إفشاء السلام وبذله للمسلمين كلهم، من عرفت ومن لم تعرف. [14]


أيها الإخوة! أفشوا السلام بينكم فالسلام سبب التآلف ومفتاح استجلاب المودة، وفي إفشائه تمكن ألفة المسلمين بعضهم لبعض، وإظهار شعارهم المميز لهم من غيرهم من أهل الملل، مع ما فيه من رياضة النفس ولزوم التواضع وإعظام حرمات المسلمين، وقد ذكر البخاري - رحمه الله - في صحيحه عن عمار بن ياسر رضي الله عنه أنه قال: " ثلاث من جمعن فقد جمع الإيمان: الإنصاف من نفسك، وبذل السلام للعالم، والإنفاق من الإقتار " [15]


وروى غير البخاري هذا الكلام مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وبذل السلام للعالم والسلام على من عرفت ومن لم تعرف وإفشاء السلام كلها بمعنى واحد، وفيها لطيفة أخرى وهي أنها تتضمن رفع التقاطع والتهاجر والشحناء وفساد ذات البين التي هي الحالقة، وأن سلام الله لا يتبع فيه هواه، ولا يخص أصحابه وأحبابه به، فعلى المسلم إذا مر بأخيه المسلم أو قدم إلى مجلس هو فيه عليه أن يسلم عليه.

ومن المؤسف أن يحرم المسلم نفسه من الخير بعدم بذله للسلام على إخوانه المسلمين، سواء كانوا في المسجد أو خارج المسجد، فتجده يمر بك ولا يسلم عليك، أو يدخل المسجد ولا يسلم على من فيه، فيحرم نفسه من أجر عظيم في إلقاء السلام.

نسأل الله أن يوفقنا للخير وأن يلهمنا رشدنا، وأن يجعلنا إخوة متحابين متآلفين، وأن يجنبنا المحن والفتن ما ظهر منها وما بطن.

وأستأذنكم - أيها الإخوة - أن نشير إلى جمل من الحديث عن السلام نتناول فيها شيئاً من آداب هذه الشعيرة الغالية.

فما معنى " السلام عليكم " أيها الكرام؟ السلام هو تحية المؤمنين عباد الله بين بعضهم البعض في الدنيا والآخرة، فهل نحن ندرك معناها؟ مع الأسف تجد كثيرًا من المسلمين يقولونها وهم لا يعون معناها، أليس من العيب أن ينطق المرء بكلام وهو لا يتبين معناه؟! ولا نبالغ إذا قلنا: إن ذلك من العار، بل ليس من أخلاق المسلمين أن يتكلموا بكلام لا يعرفون معناه أو بكلام لأنه لا يفهمه قد ينقضه بقول أو فعل. والآن خذ الجواب: " فقول القائل: السلام عليكم يتضمن أمرين:
أحدهما: أنه تبرك باسم الله السلام، ودعاء لأخيك بالسلامة في الدين وفي الدنيا.

والثاني: السلام عليكم أي: كل سلامة عليكم مني ولن تجد مني إلا السلامة، فلن أُخفرك في غرضك ولن أُخفرك في مالك ولن أخفرك في نفسك ونحو ذلك ". [16]
يتبع

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 115.86 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 114.13 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.49%)]