واجبات الحاكم والمحكوم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 994 - عددالزوار : 122400 )           »          إلى المرتابين في السنة النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          رذيلة الصواب الدائم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          استثمار الذنوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          حارب الليلة من محرابك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          حديث: ليس صلاة أثقل على المنافقين من الفجر والعشاء... (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          ذكر الله تعالى قوة وسعادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          السهر وإضعاف العبودية لله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          مميزات منصات التعلم الإلكترونية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 05-09-2020, 02:56 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,513
الدولة : Egypt
افتراضي واجبات الحاكم والمحكوم

واجبات الحاكم والمحكوم


الشيخ أحمد الزومان





الخطبة الأولى

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله.

﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [الحشر: 18].

أَمَّا بَعْدُ:
فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ وَخَيْرَ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ.

ولاية الناس أمر لابد منها ولا يصح دين الناس ولا دنياهم إلا بالولاية فاجتماع الناس أمر فطروا عليه ولابد لهم من مرجع يرجعون إليه في أمرهم وقد اهتم الشرع بهذا الجانب فأمر الثلاثة إذا خرجوا في سفر أن يؤمروا أحدهم وهم نفر قليل ولأمر عارض فالأمر الدائم للعدد الكثير من باب أولى وقد بين ربنا العلاقة بين الحاكم والمحكوم في قوله تعالى ﴿ إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} ﴾ [النساء: 58-59] ففي هذين الآيتين بيان العلاقة بين الحاكم والمحكوم وواجبات كل منهما للآخر.

فأوجبت الآية الأولى على الحاكم أداء الأمانة والحكم بالعدل وهما جماع السياسة العادلة والحكومة الراشدة فالحاكم مؤتمن على من تحته من المسلمين فيجب عليه أن يبذل وسعه في النصح لهم.

ومن ذلك تولية أفضل الموجود ممن عرف بالكفاءة والاستقامة فهم نوابه الذين يحملون عنه بعض الأمانة فيحرم عليه أن يولي على المسلمين غير الكفوء محابة له حتى لو كان من أقرب الناس إليه فهذا من خيانة الأمانة ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [سورة الأنفال: 27] والعدالة في الناس من كل وجه متعسرة أو متعذرة فيولي أفضل الموجود.

ومن الأمانة الملقاة على الحكام تفقد نوابهم من الأمراء والوزراء والمسؤولين وهل يقومون بما افترضه الله عليهم أم لا هل يلبون حوائج الناس أم لا وهل يرفعون عنهم الظلم الواقع عليهم.

ومن الأمانة الملقاة عليه المحافظة على بيت مال المسلمين فلا يصرفه إلا بحقه ولا يحابي أحدا فيعطيه أكثر مما يستحق لقرابة أو غيرها أو يمنع أحد من حقه ومن يتقى الله يجعل له مخرجا ومن حفظ الله حفظه في نفسه وذريته ومن خالفه عاقبه بنقيض قصده.

سأل بعض خلفاء بني العباس بعض العلماء أن يحدثه عما أدرك فقال أدركت عمر بن عبد العزيز قيل له يا أمير المؤمنين أقفرت أفواه بنيك من هذا المال وتركتهم فقراء لا شيء لهم وكان في مرض موته فقال أدخلوهم على فأدخلوهم وهم بضعة عشر ذكرا ليس فيهم بالغ فلما رآهم ذرفت عيناه ثم قال لهم يا بني والله ما منعتكم حقا هو لكم ولم أكن بالذي آخذ أموال الناس فأدفعها إليكم وإنما انتم أحد رجلين إما صالح فالله يتولى الصالحين وإما غير صالح فلا اخلف له ما يستعين به على معصية الله قوموا عنى قال فلقد رأيت بعض بنيه حمل على مائه فرس في سبيل الله يعنى أعطاها لمن يغزو عليها وحضرت بعض الخلفاء وقد اقتسم تركته بنوه فأخذ كل واحد منهم ستمائه ألف دينار ولقد رأيت بعضهم يتكفف الناس. وفي هذه القصة عبرة لنا جميعا فلا نأخذ المال إلا من حله ولا نصرفه إلا في مصرفه فليس حفظ الأولاد بكثرة المال المتروك ﴿ وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا ﴾ [سورة الكهف: 82] فحفظ الله حق أولاده بعد وفاته بصلاحه.

ومن الأمانة الملقاة على الحاكم العدل فلأجل العدل أرسلت الرسل وأنزلت الكتب وشرعت الشرائع ليقوم الناس بالعدل في حقوق الخالق وحقوق المخلوق ﴿ لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ﴾ [سورة الحديد: 25] وقد توعد الله من عرف الحق وجار عنه.

فعن بريدة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال القضاة ثلاثة واحد في الجنة واثنان في النار فأما الذي في الجنة فرجل عرف الحق فقضى به ورجل عرف الحق فجار في الحكم فهو في النار ورجل قضى للناس على جهل فهو في النار "رواه الترمذي (1322) وغيره بإسناد حسن.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (28/254): القاضي اسم لكل من قضى بين اثنين وحكم بينهما سواء كان خليفة أو سلطاناً أو نائباً أو والياً أو كان منصوباً ليقضي بالشرع أو نائباً له حتى من يحكم بين الصبيان في الخطوط إذا تخايروا هكذا ذكر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم و رضي الله عنهم وهو ظاهر. فانتبهوا معاشر الإخوة فكلنا ندخل تحت وعد هذا الحديث ووعيده.

ومن علامات عدل الحاكم محبة الناس له ودعاؤهم له فعن عوف بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم ويصلون عليكم وتصلون عليهم وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم " رواه مسلم (1855).

ومن الأمانة الملقاة على الحكام إقامة شرع الله في أرضه وعلى عبادة فيجب تحكيم الشريعة في الحياة على الجميع ﴿ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ﴾ [سورة المائدة: 44] ﴿ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ [سورة المائدة: 45] ﴿ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ [سورة المائدة: 47].

ومن الأمانة الملقاة على الحاكم حفظ الدين فمن أعظم ما يحتاج إلى الحفظ الدين فيساس الناس بالدين ومن تعدى حدوده رد إليه بالتي هي أحسن فإن أصر فالحدود والتعزيرات ويمنع من التطاول عليه وعلى حملته فالدعوة إلى شرع الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هي من أعظم واجبات الحاكم.

الخطبة الثانية

ومن حقوق الحكام على رعاياهم طاعتهم بالمعروف فإذا أمروا بأمر أو سنوا نظاما فيه مصلحة من غير معصية الله وجبت طاعتهم وامتثال أمرهم فالنصوص الواردة بطاعة ولاة الأمور مقيدة بالنصوص الأخرى كقول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث علي رضي الله عنه " لا طاعة في معصية الله إنما الطاعة في المعروف" رواه البخاري (7257) ومسلم (1840).

ومن بعد الخلافة الراشدة حصل من الولاة أخطاء وظلم وأثره وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بوقوع ذلك وأمر بالطاعة والصبر فالخروج على الحكام الشرعيين مفاسده أعظم من مصالحه عن عبادة بن الصامت قال دعانا النبي صلى الله عليه وسلم فبايعناه فقال فيما أخذ علينا أن بايعنا على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا وأثرة علينا وأن لا ننازع الأمر أهله إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم من الله فيه برهان" رواه البخاري (7056) ومسلم (1709) والحكم بالكفر على الحكام وعلى غيرهم ممن ينتسب للإسلام يرجع فيه إلى العلماء العاملين وليس للعامة أو لأهل الأهواء.


ومن حقوق الحكام على رعاياهم محض النصح لهم والتنبيه على المخالفات التي تقع منهم أو من نوابهم فعن تميم الداري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال الدين النصيحة قلنا لمن قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم " رواه مسلم (55).



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 71.74 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 70.01 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.40%)]