رسالة إلى الذين اتخذوا دينهم هزوا ولعبا - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1039 - عددالزوار : 124605 )           »          كيف اخترقت إيران جماعة الحوثي في اليمن؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          غزة في ذاكرة التاريخ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 6 - عددالزوار : 4734 )           »          تجديد الإيمان بآيات الرحمن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 5 - عددالزوار : 1543 )           »          لا يستوون عند الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 463 )           »          الألباني.. إمام الحديث في العصر الحديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 5 - عددالزوار : 1226 )           »          نصائح وضوابط إصلاحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 51 - عددالزوار : 22633 )           »          إكرام الله شرف عظيم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          المدخل الميسر لعلم المواريث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          {كل يوم هو في شأن} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 04-09-2020, 02:08 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,618
الدولة : Egypt
افتراضي رسالة إلى الذين اتخذوا دينهم هزوا ولعبا

رسالة إلى الذين اتخذوا دينهم هزوا ولعبا
أحمد الجوهري عبد الجواد







إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.







اللهم صل على حبيبك ومصطفاك وخيرتك من خلقك ومجتباك الذي:







عرضت لهُ الدنيا فأعرض زاهدًا

يبغي من الأخرى المكان الأرفعا



ما جر أثواب الحرير ولا مشى

بالتاج من فوق الجبين مرصعا



وهو الذي لو شاء نالت كفُّه

كلَّ الذي فوق البسيطة أجمعا



مَن ألبسَ الدنيا السعادةَ حلَّةً

فضفاضة؛ لبس القميص مرقعا










أما بعد، فيا أيها الإخوة!



من هزل بشيء فيه ذكر الله - عز وجل - أو القرآن أو الرسول فقد كفر، لأن الاستهزاء بالله تعالى وبرسوله وبالقرآن لا يجتمع مع الإيمان في قلب مسلم موحد فإذا سكن القلب أحدهما خرج الآخر، وذلك لأن المستهزئ بذلك مستخف بعظمة الله ومستهتر بربوبيته ومستهين بجناب الرسالة وذلك كله مناف للتوحيد، والاستهزاء إنما يكون استهزاء حين يكون بما تعارف عليه الناس أنه كذلك من السب والتنقص والعيب والطعن والتحقير والاستخفاف والازدراء إلى آخر هذه التعبيرات، فما عده العرف استهزاء كان هذا حكمه سواء كان بالفعل أو بالقول أو بالإيماء أو الإشارة.







فهذا كله كفر في دين الله - عز وجل - ورضاً بالجاهلية بعد الإسلام وهذا الحكم - أيها الإخوة - هو حكم الله تعالى فيمن فعل ذلك اقرأ إن شئت قوله تعالى: ﴿ يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ * وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآَيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ ﴾ [التوبة: 64 - 67].







ذكر ابن كثير - رحمه الله - عن محمد بن كعب القُرَظي وغيره قالوا: قال رجل من المنافقين عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – وصحبه الكرام: ما أرى قُرّاءنا هؤلاء إلا أرغبنا بطونا، وأكذبنا ألسنة، وأجبننا عند اللقاء. فرُفع ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاء ذلك القائل إلى رسول الله وقد ارتحل وركب ناقته، فقال المنافق يريد أن يستقبل بالاعتذار: يا رسول الله، إنما كنا نخوض ونلعب. فقال: ﴿ أَبِاللَّهِ وَآَيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ ﴾.... الآيات السابقة، وإن رجليه لتنسفان الحجارة وما يلتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو متعلق بنسعة رسول الله صلى الله عليه وسلم.[1]







وعن عبد الله بن عمر قال: قال رجل في غزوة تبوك في مجلس: ما رأيت مثل قُرائنا هؤلاء، أرغبَ بطونًا، ولا أكذبَ ألسنًا، ولا أجبن عند اللقاء. فقال رجل في المسجد: كذبتَ، ولكنك منافق. لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزل القرآن. قال عبد الله بن عمر: وأنا رأيته متعلقًا بحَقَب ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم تَنكُبُه الحجارة وهو يقول: يا رسول الله، إنما كنا نخوض ونلعب. ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ﴿ أَبِاللَّهِ وَآَيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ﴾ [التوبة: 65، 66].







وقال ابن إسحاق: وقد كان جماعة من المنافقين منهم وَديعة بن ثابت، أخو بني أمية بن زيد، من بني عمرو بن عوف، ورجل من أشجع حليف لبني سلمة يقال له: مُخَشّن بن حُميّر يشيرون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو منطلق إلى تبوك، فقال بعضهم لبعض: أتحسبون جِلادَ بني الأصفر كقتال العرب بعضهم بعضًا؟ والله لكأنا بكم غدًا مُقَرّنين في الحبال، إرجافا وترهيبا للمؤمنين، فقال مُخَشّن بن حُمَيّر: والله لوددتُ أني أقاضى على أن يضرب كل رجل منا مائة جلدة، وإما نَنْفَلتُ أن ينزل فينا قرآن لمقالتكم هذه. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم -فيما بلغني - لعمار بن ياسر: "أدرك القوم، فإنهم قد احترقوا، فسلهم عما قالوا، فإن أنكروا فقل: بلى، قلتم كذا وكذا". فانطلق إليهم عمار، فقال ذلك لهم، فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتذرون إليه، فقال وديعة بن ثابت، ورسول الله صلى الله عليه وسلم واقف على راحلته، فجعل يقول وهو آخذ بحَقَبها: يا رسول الله، إنما كنا نخوض ونلعب، [فأنزل الله، - عز وجل -: ﴿ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ ﴾] فقال مُخَشّن بن حُمّير: يا رسول الله، قعد بي اسمي واسم أبي. فكان الذي عفى عنه في هذه الآية مُخَشّن بن حُمّير، فتسمى عبد الرحمن، وسأل الله أن يقتل شهيدًا لا يعلم بمكانه، قال: فقتل يوم اليمامة، فلم يوجد له أثر.







وقال قتادة: ﴿ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ ﴾ قال: فبينما النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك، وركب من المنافقين يسيرون بين يديه، فقالوا: يظن هذا أن يفتح قصور الروم وحصونها. هيهات هيهات. فأطلع الله نبيه صلى الله عليه وسلم على ما قالوا، فقال: "عَليَّ بهؤلاء النفر". فدعاهم، فقال: "قلتم كذا وكذا". فحلفوا ما كنا إلا نخوض ونلعب. [2]







فلما استهزأوا كفروا وانسلخوا من الإيمان أو قل انسلخ منهم الإيمان، قال الحافظ ابن كثير: وقوله: ﴿ لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ﴾ أي: بهذا المقال الذي استهزأتم به ثم قال: وقوله: ﴿ بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ ﴾ أي: مجرمين بهذه المقالة الفاجرة الخاطئة.[3]







أرأيتم - أيها الإخوة - من استهزأ بالله أو بدينه أو بالرسول كفر قال شيخ الإسلام ابن تيمية عن هذه الآية: فقد أخبر أنهم كفروا بعد إيمانهم مع قولهم: إنا تكلمنا بالكفر من غير اعتقاد له، بل كنا نخوض معًا ونلعب وبين سبحانه أن الاستهزاء بآيات الله كفر".







ويحكي صاحب المغرب في أخبار المغرب أنه في أيام قاضي المغرب أبو العباس. عبد الله بن طالب، تفقه بسحنون، وكان من كبار أصحابه. ولقي المصريين محمد بن عبد الحكم، ويونس بن عبد الأعلى، وهو الشهير ابن طالب، قتل ابراهيم الفزاري، قال: وكان ابراهيم، شاعراً. متفنناً في كثير من العلوم، مع استهزاء وطيش. وكان يحضر مجلس ابن طالب لمناظرة الفقه. فقيل إنه كان يزري به، ويتضحك بأمره، ونمت عنه أمور منكرة. فانتهى ذلك الى ابن طالب. فطلبه ابن طالب وحبسه. وشهد عليه أكثر من مائتين بالاستهزاء بالله. وبكتاب الله. وبأنبيائه. وبنبيّنا صلى الله عليه وسلم. قيل منهم ثلاثون عدلاً. فجلس له ابن طالب، وأحضر له العلماء، يحيى بن عمرو وغيره. وأمر بقتله فطعن بسكين في حنجرته. وصلب منكساً. ثم أنزل بعد ذلك، وأحرق بالنار. فحكى بعضهم: أنه لما رفعت خشبته، وزالت عنها الأيدي، استدارت، وتحولت عن القبة.







فكانت آية للجميع. فكبّر الناس. وجاء كلب فولغ في دمه. فقال يحيى بن عمر: صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأسند حديثاً عنه صلى الله عليه وسلم: أنه قال: لا يلغ الكلب في دم المسلم.







أيها الإخوة!



مجرد الاستهزاء بآيات الله وأحاديث وسنة رسول الله كفر، انتبه أيها الحبيب اللبيب من قصد السخرية أو لم يقصدها جاداً كان أو مازحاً، بعض الناس يقول: أنا أمزح، أضحك هذا كفر سماه الله كذلك مع أنهم قالوا إنما كنا نخوض ونلعب فقال الله تعالى: ﴿ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآَيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ﴾ [التوبة: 65، 66].







قال الإمام أبو بكر ابن العربي - رحمه الله تعالى -: "لَا يَخْلُو أَنْ يَكُونَ مَا قَالُوهُ مِنْ ذَلِكَ جِدًّا أَوْ هَزْلًا، وَهُوَ كَيْفَمَا كَانَ كُفْرٌ؛ فَإِنَّ الْهَزْلَ بِالْكُفْرِ كُفْرٌ، لَا خُلْفَ فِيهِ بَيْنَ الْأُمَّةِ، فَإِنَّ التَّحْقِيقَ أَخُو الْحَقِّ وَالْعِلْمِ، وَالْهَزْلَ أَخُو الْبَاطِلِ وَالْجَهْلِ".[4]







انتبهوا أحبتي! فبعض الناس يسخر من اللحية أو من رفع الثوب إلى ما فوق الكعبين وهذه سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم الثابته عنه أو يسخر بآيات من القرآن أو أحاديث عن النبي عليه الصلاة والسلام أو يعمل شيئاً من الدين مازحاً وساخراً بهذا العمل إلى غير ذلك مما هو من الشريعة وهذا الشخص يعلم أنها من الشريعة لها أدلة عن الله وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذا كفر بعد الإيمان نعوذ بالله من الخذلان.







ومن الاستهزاء بالدين - أيها الإخوة -: "سب الدين أو الخالق أو النبي بصيغ اللعن أو الشتم أو التنقص.







ومن الاستهزاء بالدين: إلقاء النكات التي يُذْكَرُ فيها الله أو آياته أو رسوله أو أحاديثه ولو كانت ضعيفة لكن من يذكرها يعتقد أنها صحيحة أو الغيبيات من جنة ونار وقبر وملائكة، ولا نحتاج أن نمثل لهذه النكات فكلنا يعرفها بل وبعضنا يرددها.







ومن الاستهزاء بالدين: السخرية والاستهزاء من المتمسكين بشرع الله بسبب تمسكهم، فمثلا "التهكم بالملتحي بسبب لحيته ومن المحجبة لحجابها ومن المقصر لثوبه لذلك".







ومن الاستهزاء بالدين: وصف آيات الله أو شرعه بالنقص أو أن هناك غيره أكمل منه، مثل: "وصف حد من حدود الله بالقسوة، أو التخلف أو الرجعية أو أن شرع الله لا ينفع اليوم".







ومن الاستهزاء بالدين: ذكر آية من القرآن أو حديث النبي صلى الله عليه وسلم أو أي شيء من الدين في معرض السخرية أو لإضحاك الآخرين.







ومن الاستهزاء بالدين: الأغاني والأفلام والمسرحيات والقصص والكاريكاتير التي يُذْكَرُ فيها الاستهزاء بآيات القرآن أو أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم أو المتمسكين بالدين مثل" قدر أحمق الخطا وغيرها مما جرى مجراها – ومن ذلك أيضا الروايات التي فيها سب لله وللقرآن وللنبي تصريحا أو تعريضا وإيماء"[5].







قالوا العروبة، قلت دين محمدٍ

إنّا به لا بالعروبة نهتدي



هي قالب الإسلام إمّا أفرغت

منه فقد صارت مطيّة ملحد



يا من يريد الجاهلية منهجًا

يدعو إليه ويا لسوء المورد



أيقال إنّك نابه متقدّم

كذبوا عليك... لقد نصحتك فاقعد



بل أنت في رجعية مذمومة

وتقهقر نحو المتاه الأبعد














ومن الاستهزاء بالدين: الاستهزاء بالعلماء والدعاة والخطباء سواء كان قاصداً علمهم أو شخصهم فهو محرم بل لو قصد علمهم لكان كافراً والله نهى عن السخرية من الشخص العادي وجعلها محرمة وعدها من كبائر الذنوب فقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ [الحجرات: 11].







وقال المصطفى صلى الله عليه وسلم : "بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ"[6] فإذا كانت هذه هي حرمة السخرية من المسلم عامة فما بالنا بالسخرية بحملة الشرع والمبلغين لدين الله من العلماء والخطباء والدعاة ومن التزم بالشرع في مخبره ومظهره؟ فمن سخر بالعالم وبالصفات التي اكتسبها من شريعة رب العالمين - عز وجل - دخل في حكم المستهزئ بدين الله ولله در من قال: إياك ولحوم العلماء واعراضهم فإن لحوم العلماء مسمومة وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة فمن أعمل لسانه في العلماء بالثلبِ ابتلاه الله قبل موته بموت القلب فالله الله في لحوم العلماء وأعراضهم.







ومن الاستهزاء بالدين - أيها الإخوة -: ما نراه ونسمعه من استخفاف بالشرع وعدم تعظيمه الذي وصل ببعض الناس إلى أن يجترئوا على أن يتلفظوا بهذه الكلمة الصعبة الثقيلة ثقل الجبال ألا وهي سب الدين بسباب فظيعة، سباب للدين واستهزاء بالشرع المبين واستهزاء وسخرية من حملة الدين كل هذا نراه ونسمعه ونعيشه وكأن هؤلاء المستهزئين ليسوا مسلمين حتى يفعلوا هذا كله وفي فتوى من فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث والإفتاء أجاب العلماء بأن مثل سب الدين والاستهزاء بشيء من القرآن والسنة والاستهزاء بالمتمسك بهما نظرا لما تمسك به كإعفاء اللحية وتحجب المسلمة؛ هذا كفر إذا صدر من مكلف، وينبغي أن يبين له أن هذا كفر فإن أصر بعد العلم فهو كافر، قال الله تعالى سورة التوبة ﴿ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ﴾ [التوبة: 65، 66].







فإذا تبين لنا ذلك "فالواجب على المسلمين- جميعًا -أن يحذروا من مزالق الكلام لأن كثيرين يتكلمون بكلام لا يلقون له بالا، ربما استهزءوا، أو ربما تكلموا بكلام فيه شيء من الهزل، وفيه شيء من الضحك، وكان في أثناء هذا الكلام ذكر الله، أو فيه قراءة القرآن، أو فيه ذكر بعض العلم، وهذا مما لا يجوز وقد يدخل أحدهم في قول النبي صلى الله عليه وسلم : "إنَّ الرجل ليتكلم بالكلمة لا يُلقي لها بالاً يهوي بها في النار سبعين خريفًا"[7] نسأل الله السلامة والعافية.[8]







"فالله الله - أيها الإخوة - في اللسان فإنه أعظم الجوارح خطرًا وقد يتساهل به أكثر الناس فإن هذا مردوده خطر وقد عظمت الفتنة، والمعصوم من عصمه الله، والناجي من سلمه الله.







فعلى كل طالبٍ للنجاة الحذر من النفاق الأكبر، فإن الله أثبت لهؤلاء إيمانًا قبل أن يقولوا ما قالوه. فليخش كل امرئ على نفسه من النفاق فمن خشى سلم ومن خاف نجا إن شاء الله وهذه عادة أهل العلم بالله قال ابن أبي مليكه: أدركت ثلاثين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يخاف النفاق على نفسه. نسأل الله السلامة والعفو والعافية في الدنيا والآخرة.







فليحفظ كل كيِّس لسانه عن الوقيعة بالمسلمين عموما ولو كانوا من العوام، لأن هذا لا يجوز؛ لأن المسلم له حُرمة فكيف بحرمة أهل العلم والإسلام؟! فالطعن في هؤلاء – وهم حراس الشرع والعقيدة – يُحْدِث الخَلْخَلَة في المجتمع الإسلامي، ويقلل من قيمة العلماء، ويُحْدِث التشكيك فيهم ومن ثم يزهد الناس فيهم".[9]







فما هي يا ترى الأسباب التي تؤدي بالمسلم إلى هذه الهوة العميقة من ضياع الإيمان واضمحلاله حتى يسب الله ورسوله ويستهزئ بالمؤمنين والعلماء وحملة الدين:



إن العبد لا يُقْدِمُ على هذا الفعل إلا وقد سبق منه ما يقتضى عقوبته من الله، فكما أن العبد يأتي بالأسباب التي يوفقه الله - عز وجل - إلى الهداية بها، فإنه يأتي بالأسباب التي تُوجِبُ إضلال الله له، قال الله - عز وجل -: ﴿ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ ﴾ [التوبة: 67]، وقال: ﴿ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ ﴾ [الصف: 5]، وقال ﴿ فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ ﴾ [المائدة: 13].







ومما انتشر من الأسباب المؤدية الى هذه الظاهرة الخطيرة ظاهرة سب الدين والاستهزاء بأحكامه، من الدوافع المُوجِبَة للوقوع في مثل هذه الأقوال المُخْرِجَة من الدين:

يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 144.98 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 143.25 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.19%)]