خطبة عن تلبيس الشيطان على الإنسان - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         وما أدراك ما ناشئة الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          كف الأذى عن المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          انشراح الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          فضل آية الكرسي وتفسيرها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          المسارعة في الخيرات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          أمة الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          الصحبة وآدابها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          البلاغة والفصاحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          مختارات من كتاب " الكامل في التاريخ " لابن الأثير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          ماذا لو حضرت الأخلاق؟ وماذا لو غابت ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-09-2020, 02:03 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,095
الدولة : Egypt
افتراضي خطبة عن تلبيس الشيطان على الإنسان

خطبة عن تلبيس الشيطان على الإنسان


الشيخ أحمد الزومان






إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل الله فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: (102)] ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: (1)] ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: (70-71)].

أما بعد:
إن الآدمي لما خُلق ركِّب فيه الهوى والشهوة ليجتلب بذلك ما ينفعه، ووضع فيه الغضب ليدفع به ما يؤذيه، وأعطى العقل كالمؤدب يأمره بالعدل فيما يجتلب ويجتنب وخلق الشيطان محرضا له على الإسراف في اجتلابه واجتنابه فالواجب على العاقل أن يأخذ حذره من هذا العدو الذي قد أبان عداوته من زمن آدم عليه الصلاة والسلام وقد بذل عمره ونفسه في فساد أحوال بني آدم وقد أمر الله تعالى بالحذر منه بقوله سبحانه وتعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ﴾ [سورة البقرة: (208)].

وكل إنسان معه قرين خاص به يدعوه إلى التقصير ويأمره بالشر فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن قالوا وإياك يا رسول الله قال وإياي إلا أن الله أعانني عليه فأسلمَ فلا يأمرني إلا بخير " رواه مسلم (2814) فليحذر المسلم من إغوائه ووسوسته ومن الغبن الفاحش أن يركن العاقل إلى عدو ظاهر العداوة ويعمل بما يأمره به من وقوع في المعصية وترك للطاعة أو تقصير بها ومن ذلك أنه يوقع العبد المسلم في معصية الله ثم يجعل هذه المعصية قيدا يقيده بها يمنعه به من الخير بحجة أنه مقصر فلا يؤم الناس بالصلاة ولا يأمر بمعروف ولا ينهى عن منكر ويحجم عن كثير من الخير بحجة أن عنده كيت وكيت من المعاصي ونسي هذا أن اجتناب المعصية فرض عين عليه والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من فروض الكفايات وإذا وقع في المحظور فليس هذا مسوغا لأن يترك الواجب. أما ما ذكره ربنا عن أهل الكتاب ذاما لهم ومنفرا من طريقتهم في قوله تعالى ﴿ أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ ﴾ [سورة البقرة: (44)] فالذم على ترك الفعل لا على الأمر بالبر قال ابن كثير في تفسيره (1 /86) الله تعالى ذمهم على هذا الصنيع ونبههم على خطئهم في حق أنفسهم حيث كانوا يأمرون بالخير ولا يفعلونه وليس المراد ذمهم على أمرهم بالبر مع تركهم له بل على تركهم له فإن الأمر بالمعروف معروف وهو واجب على العالم ولكن الواجب والأولى بالعالم أن يفعله مع من أمرهم به ولا يتخلف عنهم كما قال شعيب عليه السلام ﴿ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ﴾ [هود: 88] فكل من الأمر بالمعروف وفعله واجب لا يسقط أحدُهما بترك الآخر على أصح قولي العلماء من السلف والخلف.

ومثل الآية ما جاء في حديث أسامة بن زيد رضي الله عنه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يجاء بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق أقتابه في النار فيدور كما يدور الحمار برحاه فيجتمع أهل النار عليه فيقولون أي فلان ما شأنك أليس كنت تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر قال كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه وأنهاكم عن المنكر وآتيه " رواه البخاري (3267) ومسلم (2989) فلم يستحق العذاب بالنار لأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر وكيف يعذب على أمر محبوب لله وقد افترضه الله على الأمة بل سبب العذاب هو ترك المعروف وفعل المنكر وهما معصية موجبة للعذاب.

ومن تلبيس الشيطان على البعض أنه يمنعه من فعل ما اعتاده من الخير من صلاة وصيام وقيام وغير ذلك من أنواع الطاعات التي أعتادها إذا كان بحضرة الناس بحجة الخوف من الوقوع في الريا. ولو كان فعله ريا حقيقة لأزه الشيطان إلي الفعل أزاً وإذا ترك العمل الذي اعتاده لأجل الناس وقع فيما فر منه قال الفضيل بن عياض ترك العمل لأجل الناس رياء والعمل لأجل الناس شرك. فليعمل المسلم العمل الذي اعتاده في عمله وبين الناس كصلاة الضحى والذكر وغيره إذا كان العمل لا يمنعه من القيام بعمله ولا يتسبب في تأخير العمل لأن الفرض مقدم على النفل.

ومن تلبيس الشيطان على البعض: أن تجده صابرا على أذى الناس يبش في وجوههم يقابلهم بالابتسامة يقابل السيئة بالحسنة وتجده على خلاف ذلك مع أهله فلا يغفر لهم زلة ولا يصفح عن خطأ يقابلهم بالعبوس إن رأى خيرا سكت وإن رأى خطأ عاتب والمروءة أن يثني على الحسن ويتغافل عن الخطأ والعدل الثناء على الحسن والمحاسبة عن الخطأ. أما علم هذا أن أهله أحق بحسن المعاملة من غيرهم وأن خير الناس خيرهم لأهله.

ومن تلبيس الشيطان على البعض: العمل بالعادات فالدين هو ما ورثه عن أبائه وأجداده وما خالفه فهو ليس من الدين ولو بلغه حكم الله وحكم رسوله وأن ما هو عليه مما لم يأذن به الله فيصر على ما هو عليه بحجة تقليد من سبق والحجة في الحق لا في عمل من سبق ومن سبق إن كانوا من أهل الفضل والعلم فليسوا معصومين كمن أتى بعدهم لكن يلتمس لهم العذر ويؤجرون على ما يسوغ فيه الاجتهاد فتعظيم عمل من سبق والاقتداء بهم حجة أدلى بها الكفار فلم تغن عنهم من الله شيئا ﴿ وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ ﴾ [سورة الزخرف: (23)].

الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد:
ومن تلبيس الشيطان على البعض أنه يوقعه في اغتياب المسلمين والوقوع في أعراضهم تارة بحجة بيان حال الشخص وتارة أن ما يقوله حق وأنه لا يمتنع من قول هذا الكلام بحضرة هذا الشخص وما علم أن هذه هي الغيبة المحرمة ولو كان ما قاله حق ولم يكذب في كلامه فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أتدرون ما الغيبة قالوا الله ورسوله أعلم قال ذكرك أخاك بما يكره قيل أفرأيت إن كان في أخي ما أقول قال إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه فقد بهتَّه " رواه مسلم (2589).

ومن تلبيس الشيطان على البعض: تثبيطُهم عن الصلاة فلا يزال أحدهم في نوم أو كلام أو غيره مما يمكن تأجيله فيتأخر عن الصلاة ولا يستعد لها فإذا أقيمت الصلاة نهض إليها ثم توضأ وأتى المسجد وقد فاته بعضها وربما أدرك الإمام راكعا فجرى في المسجد وأظهر صوتا رجاء أن يسمعه الإمام فينتظره فلما لم يستطع الشيطان ثنيه عن الحضور للمسجد فوته بعض الصلاة ثم أوقعه في مخالفة نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن الإسراع لإدراك الركعة فعن أبي قتادة رضي الله عنه قال بينما نحن نصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم إذ سمع جلبة رجال فلما صلى قال ما شأنكم قالوا استعجلنا إلى الصلاة قال فلا تفعلوا إذا أتيتم الصلاة فعليكم بالسكينة فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا" رواه البخاري (635) ومسلم (603) ولو كان حريصا حقا على إدراك الصلاة لما تشاغل عنها.

ومن تلبيس الشيطان على البعض: أنه يوقعه في المعاصي ويمنيه بسعة رحمة الله وعفوه وأنه يغفر الذنوب جميعا ويذكره بآيات وأحاديث الرجاء وينسى الآيات والأحاديث التي فيه الوعيد للعصاة فالواجب العمل بالجميع وتغليب الوعيد في حال الصحة والقوة لأنه كالسوط للدابة فيحمل على فعل المأمور وترك المنهي عنه. وتارة يمنيه بالتوبة بعد حين وأنه سوف يستقيم ويكون من أتقى خلق الله ونسي أنه لا يعلم متى حضور الأجل وربما حيل بينه وبين ما يشتهي وتمنى الرجوع بعد الموت للمحافظة على الصلاة وفعل الواجبات وترك المنهيات لكن يحال بينه وبين ما يريد.

فينبغي للحازم أن يعمل على الحزم. والحزم تدارك الوقت وترك التسوف والإعراض عن الأمل فإن المخوف لا يؤمن والفوات لا يبعث وسبب كل تقصير في كل خير أو ميل إلى كل شر طول الأمل فان الإنسان لا يزال يحدث نفسه بالنزوع عن الشر والإقبال على الخير إلا أنه يعد نفسه بذلك. قال بعض السلف أنذركم سوف فإنها أكبر جنود إبليس.


فالناس في الدنيا منهم المستعد المستيقظ فإذا جاء ملك الموت لم يندم ومنهم المغرور المسوف يتجرع مرارة الندم وقت الرحلة فإذا كان في الطبع حب التواني وطول الأمل ثم جاء الشيطان يحث على العمل بمقتضى ما في الطبع صعبت المجاهدة لكن من أنتبه لنفسه علم أنه في صف حرب وأن عدوه لا يفتر عنه فإن فتر في الظاهر أبطن له مكيدة في الباطن وأقام له كمينا. نسأل الله عز وجل السلامة من كيد العدو وفتن الشيطان وشر النفوس إنه قريب مجيب.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 54.93 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.21 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (3.13%)]