|
|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
أقوال وأفعال ينبغي الحذر منها
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
رد: أقوال وأفعال ينبغي الحذر منها
فقال لي إنما كانت تطيب الحياة حيث كانت المعاملة بيني وبينه تعالى فأما إذا اطلعت عليها أنت فسيطلع عليها غيرك فلا حاجة لي في ذلك ثم خر لوجهه فجعل يقول إلهي اقبضني الساعة الساعة، فدنوت منه فإذا هو قد مات فوالله ما ذكرته قط إلا طال حزني وصغرت الدنيا في عيني - رحمه الله -. نسأل الله أن يرزقنا من فضله العميم ما يثبت به إيماننا وللحديث صلة بعد جلسة الاستراحة، هذا وأستغفر الله لي ولكم. الخطبة الثانية الحمد لله الذي خلق فسوى، وقدر فهدى، وأغنى وأقنى، وجعلنا من خير أمة تأمر وتنهى، والصلاة والسلام على خير الورى، وما ضل وما غوى، وما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى، وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه واقتفى. أما بعد، فيا أيها الإخوة! ثالثاً - أيها الإخوة - من أقوال وأفعال ينبغي أن تحذر: قول ما شاء الله وشئت، فهذه الكلمة أو الجملة مما يجب أن يحذرها المسلم ولا يتكلم بها ففيها جعل ند لله - عز وجل -، وقد قال تعالى: " فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمون و فسر ابن عباس معنى اتخاذ الأنداد المنهي عنه في هذه الآية فقال: " الأنداد هو الشرك، أخفى من دبيب النمل على صفاة سوداء في ظلمة الليل. وهو أن تقول: والله، وحياتك يا فلانة. وحياتي، وتقول: لولا كليبة هذا لأتانا اللصوص. ولولا البط في الدار لأتانا اللصوص. وقول الرجل لصاحبه: ما شاء الله وشئت، وقول الرجل لولا الله وفلان، لا تجعل فيها فلاناً. هذا كله به شرك " ، والأثر أخرجه ابن أبي حاتم وذكره عنه ابن كثير فى التفسير. [9] وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه الكلمة فقال كما روى أبو داود بسند صحيح من حديث حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان ولكن قولوا ما شاء الله ثم شاء فلان. [10] وهذا الحديث أو التوجيه النبوي الكريم له قصة طريفة أخرجها ابن ماجة في سننه وصحح إسنادها العلامة الألباني وهي "أن الطفيل أخي أم المؤمنين عائشة لأمها، قال: رأيت كأني أتيت على نفر من اليهود، قلت: إنكم لأنتم القوم لولا أنكم تقولون عزير ابن الله، قالوا: وإنكم لأنتم القوم لولا أنكم تقولون: ما شاء الله وشاء محمد، ثم مررت بنفر من النصارى، فقلت: إنكم لأنتم القوم لولا أنكم تقولون: المسيح ابن الله، قالوا: وإنكم لأنتم القوم، لولا أنكم تقولون: ما شاء الله وشاء محمد، فلما أصبحت أخبرت بها من أخبرت، ثم أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته، قال: " هل أخبرت بها أحدا؟ " . قلت: نعم، قال: فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: " أما بعد، فإن طفيلا رأى رؤيا أخبر بها من أخبر منكم، وإنكم قلتم كلمة كان يمنعني كذا وكذا أن أنهاكم عنها، فلا تقولوا: ما شاء الله وشاء محمد، ولكن قولوا: ما شاء الله وحده".[11] و كذلك - أيها الإخوة - روى النسائي عن قتيلة: " أن يهودياً أتى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال: إنكم تشركون. تقولون: ما شاء الله وشئت، وتقولون، وتقولون: والكعبة. فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم إذا أرادوا أن يحلفوا أن يقولوا: "ورب الكعبة. وأن يقولوا: ما شاء الله ثم شئت" [12] ولذلك رد النبي- صلى الله عليه وسلم - هذا القول على من قاله له- صلى الله عليه وسلم - بعدما علمهم النبي خطره وضرره روى النسائي أيضاً عن ابن عباس أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم : ما شاء الله وشئت فقال أجعلتني لله نداً بل ما شاء الله وحده " . [13] وقد أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بذلك للبعد عن الشرك دقه وجله وحضاً لهم على الناس عن ألفاظه وكلماته. فمثل هذه الكلمات ينبغي أن يحذر منها - أيها الإخوة - فلا تقل ما شاء الله وشئت، توكلت على الله وعليك، فوضتك في هذا الأمر وفوضت الله، فلا يعطفها بالواو التى تفيد الجمع والتشريك إنما يعطفها بـ " ثم " فيقول: ما شاء الله ثم شئت، توكلت على الله ثم عليك، فوضتك في هذا الأمر من بعد الله تعالى، وهكذا ولذا جاء عن إبراهيم النخعي أنه كان يكره: أعوذ بالله وبك، ويجوز أن يقول: بالله ثم بك، وأنه يقول: لولا الله ثم فلان، ولا يقول: لولا الله وفلان. قال الإمام المحقق ابن القيم: وفي معنى الشرك المنهي عنه: قول من لا يتوقى الشرك أنا بالله وبك، وأنا في حسب الله وحسبك، وما لي إلا الله وأنت، وأنا متوكل على الله وعليك، وهذا من الله ومنك، والله لي في السماء وأنت لي في الأرض، ووالله وحياتك، وأمثال هذا من الألفاظ التي يجعل فيها قائلها المخلوق ندًّا للخالق وهي أشد منعًا وقبحًا من قوله ما شاء الله وشئت. فأما إذا قال أنا بالله ثم بك، وما شاء الله ثم شئت، فلا بأس بذلك كما في حديث الثلاثة لا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك وكما في الحديث المتقدم الإذن أن يقال ما شاء الله ثم شاء فلان. [14] فالحذر الحذر - أيها الإخوة - الكرام. رابعاً: من أقوال وأفعال ينبغي أن تحذر: الغلو وعدم التحفظ في الأقوال. فيجب على المؤمن أن يبتعد عن كل قول أو لفظ يفضي إلى الغلو الذي يخشى منه الوقوع في الشرك، ويتعين عليه اجتنابه إذ لا يتم توحيد العبد إلا بهذا. روى أبو داود من حديث عبد الله بن الشخير قال: انطلقت في وفد بني عامر إلى رسول صلى الله عليه وسلم فقلنا: أنت سيدنا، فقال: " السيد الله -تبارك وتعالى- " ، قلنا: وأفضلنا فضلا، وأعظمنا طولًا، فقال - صلى الله عليه وسلم -: " قولوا بقولكم أو بعض قولكم ولا يستجرينكم الشيطان". [15] وروى أحمد عن أنس أن ناساً قالوا: يا رسول الله يا خيرنا وابن خيرنا وسيدنا وابن سيدنا، فقال: " يا أيها الناس قولوا بقولكم، ولا يستهوينكم الشيطان، أنا محمد عبد الله ورسوله، وما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله - عز وجل - " . [16] فعلى العبد المسلم الموحد أن يلتزم القصد في الأقوال واجتناب الغلو وعليه التأدب بالآداب الشرعية في أقواله وأعماله مع الرسل أو مع العلماء والصالحين. كما أنه يلزم العبد المملوك أن يذل ويخضع لملك الملوك، وأن يدعوه رغبا ورهبا كما قال تعالى مثنيا على صفوة عباده: ﴿ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ ﴾ [الأنبياء: 90]. وانظر كيف سد النبي صلى الله عليه وسلم طرق الشرك الموصلة إليه ومنافذه كلها فعلية وقولية حتى لا يتسرب إلى المسلم ما يضعف إيمانه أو يزعزع توحيده، فأين هذا – أيها الإخوة - من ألفاظ وأقوال تقال في النبي صلى الله عليه وسلم لا يرضى عنها الله ورسوله، من مثل قول من قال: وهو البكري في لاميته! ما أرسل الرحمن أو يرسل من رحمة تصعد أو تنزل في ملكوت الله أو ملكه من كل ما يختص أو يشمل إلا وطه المصطفى عبده نبيه مختاره المرسل واسطة فيها وأصل لها يعلم هذا كل من يعقل فلذ به من كل ما تشتكي فهو شفيع دائماً يقبل ولذ به من كل ما ترتجي فإنه المأمل والمعقل يا أكرم الخلق على ربه وخير من فيهم يسأل كم مسني الكرب و كم مرة فرجت كرباً بعضه يُذهل فبالذي خصك بين الورى برتبة عنه العلى تنزل وقول من يقول وهو البوصيري في بردته: يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به سواك عند حلول الحادث العمم وقوله: فإن من جودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم فإذا كانت الدنيا والآخرة من جود الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن بعض علومه علم اللوح والقلم لأن " من " للتبعيض، فماذا بقى للخالق - جل وعلا -؟ ويدخل في هذا دخولاً أولياً - أيها الإخوة - المبالغة التي كان يأخذ بها الملوك والحكام في ألقابهم وأسمائهم وكذلك بعض القضاة فقد كانوا يسمون أنفسهم ملك الملوك أو شاه شاه أو سلطان السلاطين أو أحكم الحاكمين وكل هذا حرام قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن أخنع اسم عند الله، رجل تسمى ملك الأملاك، لا مالك إلا الله".[17] يعني أوضع الأسماء. بل وفي رواية: "أغيظ رجل على الله يوم القيامة وأخبثه". [18] سبحان ربي! " يا أيها الناس قولوا بقولكم، ولا يستهوينكم الشيطان، أنا محمد عبد الله ورسوله، وما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله - عز وجل -". يقول هذا مع أنه سيد الأولين والآخرين وكذلك مما ينهى عن التسمية به في الشرع: التسمية بما يشتمل على مبالغة وغلو وإفراط في الوصف والمدح كالتسمي بناصر الدين وكمال الدين وبهي الدين وسيد السادات وسيد الناس وهذا احتراماً لأسماء الله تعالى ومثله يجب تغييره إن حدث ووقع - ما أمكن - كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم مع أبي شريح أحد الصحابة فقد روى أبو داود بسند صحيح من حديث أبي شريح أنه كان يكنى أبا الحكم، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله هو الحكم، وإليه الحكم " ، فقال: إن قومي إذا اختلفوا في شيء أتوني فحكمت بينهم، فرضي كلا الفريقين، فقال: " ما أحسن هذا! فمالك من الولد؟ " قلت: شريح، ومسلم، وعبد الله، قال: " فمن أكبرهم؟ " قلت: شريح، قال: " فأنت أبو شريح". [19] فاللهم إنا نعوذ بك أن نشرك بك شيئاً نعلمه ونستغفرك لما لا نعلمه. فالحذر الحذر عباد الله من الغلو والإفراط في الأسماء والأوصاف والمدح والثناء. خامساً: من أقوال وأفعال ينبغي أن تحذر قول العبد في دعائه: اللهم اغفر لي إن شئت، نعم فبعض الناس يدعون الله -تبارك وتعالى- فيقولون في دعائهم: اللهم أعطني إن شئت واغفر لي إن أردت واصفح عني إذا رأيت ذلك، وهكذا، وهذا بخلاف الهدي النبوي على صاحبه أفضل الصلاة وأتم التسليم فهذه الكلمات وأمثالها فيها منافاة لحقيقة العبودية فهو سبحانه الغني القادر الحي القيوم الذي لا معجز له ولا مكره له، وفي الحديث الذي أخرجه البخاري عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يقل أحدكم: اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت، ليعزم المسألة فإن الله لا مكره له".[20] ولمسلم: " وليعظم الرغبة فإن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه " . [21] إن مثل هذه الكلمات لتظهر عدم وثوق العبد في ربه سبحانه وتنبئ عن تردد كبير في نفسه تجاه توحيد العبودية ومن ذلك أيضاً - أيها الإخوة - ألفاظ تجري على ألسنة بعض الناس " مثل قول أحدهم للآخر: غفر الله لك فيرد صاحبه: إن شاء الله، وكقول بعضهم: جعل الله هذه المحاضرة أو الخطبة في موازين حسناتك إن شاء الله، أو قول الأم لولدها: حفظك الله ووفقك إن شاء الله ونحو ذلك. [22] أيها الإخوة ينبغي أن يكون المسلم شديد الوثوق في الله عظيم الرغبة فيه قويّاً في إظهار فاقته وحاجته وأنه لا غنى له عن ربه طرفة عين وأن يوقن بسعة عطاء وجود ربه وكرمه سبحانه، وأن يلح في دعائه وليسأل ما أراد عازماً المسألة، فإن الله لا يعظم عليه شيء فكل شيء لديه يسير، وكل عبد إلى عفوه وكرمه فقير. أيها الإخوة! ضاق بنا المقام عن استيعاب أهم الألفاظ والأقوال والأفعال التي اشتهرت في الناس ويجب عليهم اجتنابها والحذر منها فأستميح حضراتكم عذرًا أن أرجئ الحديث عما تبقى منها إلى الجمعة القادمة إن قدر الله لنا اللقاء وكتب لنا البقاء فأنا لا أريد أن أطيل عليكم هذا وأسأل الله أن يقينا الشر كله دقه وجله، وأن يجنبنا الزيغ والزلل والفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يحسن ظنوننا به، وأن يكون لنا حيث نظن به... يا رب حسنُ رجائي فيكَ حسَّنَ لي تضييعَ وقتيَ في لهوٍ وفي لعِب وأنتَ قلتَ لمن أضحى على ثِقَةِ بحسن عفوك: إني عند ظنك بي الدعاء [1] أخرجه البخاري 6477، ومسلم 7672. [2] أخرجه مسلم (2246). [3] أخرجه مسلم (2621). [4] أخرجه أبو داود 4901، وصححه الألباني في المشكاة (2347 / التحقيق الثاني)، الطحاوية (296) (364). [5] عون العلي الحميد (1/ 262). [6] أخرجه البخاري 2703. [7] سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد - (10 / 98)، الإصابة (1 / 95). [8] زاد المعاد - (3 / 180)، وصححه الألباني في تخريج فقه السيرة - (ص 260). [9] تفسير ابن أبي حاتم - (1 / 379)، وعنه تفسير ابن كثير - (1 / 196). [10] أخرجه أبو داود (4980)، وغيره، وهو في " السلسلة الصحيحة " 1 / 214. [11] أخرجه ابن ماجه (2118)، وصححه الألباني في صحيحه. [12] أخرجه النسائي 7 / 6، وفي عمل اليوم والليلة (986)، وصححه الحافظ في الإصابة 4 / 389.، وانظر الصحيحة 136. [13] أخرجه أحمد (1/214)، والبخاري في الأدب المفرد (783)، والنسائي في عمل اليوم والليلة، والطبراني في الكبير (13005)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (139). [14] زاد المعاد - (2 / 320( [15] أخرجه أبو داود 4806، وصححه الألباني في المشكاة (4901)، إصلاح المساجد (103)، صحيح الجامع (3700). [16] أخرجه الإمام أحمد (3 / 153 و 241 و 249) و البيهقي في " دلائل النبوة " (3 / 113 / 2)، وهو في " السلسلة الصحيحة " 3 / 88. [17] أخرجه البخاري (6206)، ومسلم (2143). [18] أخرجه مسلم (2143). [19] أخرجه أبو داود (4955)، والنسائي (5387)، وصححه الألباني المشكاة (4766)، الإرواء (2615). [20] أخرجه البخاري (6339) ومسلم (2679). [21] أخرجه مسلم (2679). [22] عون العلي الحميد 2/ 356، بتصرف.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|