في ركن الحج - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         وما أدراك ما ناشئة الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          كف الأذى عن المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          انشراح الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          فضل آية الكرسي وتفسيرها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          المسارعة في الخيرات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          أمة الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          الصحبة وآدابها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          البلاغة والفصاحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          مختارات من كتاب " الكامل في التاريخ " لابن الأثير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          ماذا لو حضرت الأخلاق؟ وماذا لو غابت ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-09-2020, 05:19 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,095
الدولة : Egypt
افتراضي في ركن الحج

في ركن الحج


د. محمد بن سعد الدبل







الحمد لله الذي ختم بالصالحات أعمال عباد حجوا فطافوا وسعوا ووقفوا وازدلفوا، وباتوا ورموا وحلقوا ونحروا، وأدوا مناسك حجهم على الوجه المشروع. نحمده على فضله وإحسانه، شرع لعباده من الأعمال ما يكفر به سيئاتهم، ويرفع به درجاتهم، ويؤلف به بين قلوبهم، ويوحد به صفوفهم، ويجمع به كلمتهم. فتتم لهم السيادة والريادة ويندحر عدوهم إلى يوم يلقون ربهم.

نحمده ونصلي ونسلم على رسوله الكريم أفضل الناس أخلاقا وأزكاهم عبادة واتباعا، وأولهم ممتثلا عالما عاملا. صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحابته أجمعين، ومن اقتفى أثره بد يوم الدين..

أما بعد:
فيا عباد الله، اتقوا الله تعالى واعلموا أنكم ملاقوه. عباد الله، لم تزل مواسم الخير تتوالى على أمة الإسلام، فمنذ أشهر غادرهم رمضان شهر المغفرة والرحمة والرضوان، وأعقبه موسم الحج إلى بيت الله الحرام. فهنيئا من وفقه الله للقيام بهذه الفريضة فرضا أو تطوعا فما أجمل مكاسبها! وما أعظم أجرها! وما أجزل ثوابها!

وبعد الحج يأتلف عقد العالم الإسلامي في شهر جديد هو أولى العام الهجري الجديد. فكأنما هذا المجتمع المسلم دائرة متسعة متصلة الحلق يحكمها إطار واحد هو أركان الإسلام الخمسة، ولذا نرى المسلمين يعيشون دائما وأبدا أجواء روحانية عملية فيها الخير كل الخير، ألم تر أنها لا تنقطع ولا تزول أبد الدهر.

ويكفي السلم ويكفي الإسلام شهادة على هذا العطاء الخيري المتواصل، ما يعيشه العالم الإسلامي فردا فردا وجماعة جماعة في بيوت الله لأداء فروض الصلاة الخمسة، ولأداء الجمعة باستمرار على رأس كل أسبوع.

ولحكمة - يا عباد الله - جعل للمسلمين هذه المواسم والأوقات التعبدية المستمرة التي لا تنقطع ولا تزول، وجعلها متفاوتة في المقدار الزمني مراعاة لظروف المسلم وأسلوب حياته، وأعلى هذه العبادات وأزكاها وأفضلها الشهادتان، هاتان الجملتان اللتان هما مفتاح الدين الإسلامي، شهادة أن لا إله إلا الله، وشهادة أن محمد رسول الله، هاتان الجملتان تعيشان مع كل مسلم كلاهما تخالج صدره وروحه وتقوي عزمه وإيمانه في الحياة، وفي الممات وبعد الممات.

وتأتي الصلاة، تلك العبادة القولية الفعلية العملية الروحية التي يكررها الإنسان المسلم طوال حياته خمس مرات، ويزيدها بالنوافل ما شاء الله.

وديمومتاها دليل سعتها وفضلها وأثرها في حياة المسلم دنيا وأخرى.

وتأتي الزكاة، هذا الركن الاجتماعي الذي يجمع بين العبادة والعمل. فيشعر معطيه بالغبطة والراحة، ويشعر المستفيد فيه بالطمأنينة والسعادة تتآلف به القلوب ويجتمع الغنى للآخذ والمعطي.

ووقته طوال العمر بشروطه وحدوده المشروعة.

ويأتي الصوم محدود الوقت معدود الأيام، شهر واحد فقط على رأس كل عام، وفي ذلك مراعاة سماحة ويسر للمسلمين لا في الصوم من المشاق التي تتطلب الصبر في الأداء. والصبر على الصوم قوامه وعماده.

ويأتي الحج، ذلك الموسم العظيم الذي غادرنا موسمه من هذا اليوم إلى عام قابل، ويستمر طوال حياة المسلم، مرة واحدة في العمر، ومرات ما شاء الله تطوعا.

وأذان في القادرين بحج
يلزم المستطيع في العمر عاما


عباد الله:
هذا هو الهيكل الحضاري للإسلام والمسلمين يبتدئ من القمة لا بشهادة أن إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وينتهي إلى إماطة الأذى عن الطريق صدقة. فتأملوا- رحمكم الله- ووازنوا وقارنوا بين واقع مجتمعكم وبين المجتمعات الكافرة التي لا يوحدها هدف مشترك ولا يربط بين أفرادها وجماعتها رابط من وازع ديني، بل وازنوا وقارنوا بين أحكام الإسلام وعطائه وتشريعه، وبين القوانين الوضعية، ما أضيع أهلها وأضيعها! وصدق الله وقوله الحق: ﴿ إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴾ [آل عمران: 19].

وصدق الله وقوله الحق: ﴿ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [آل عمران: 85].

انظروا إلى واقع من حولكم من الأمم والمجتمعات التي لا تدين بدين الله دين الحق، ما أتعس حياتها! وما أمر واقعها! مجتمع طبقي وأفراد تردى بهم واقعهم في الانحطاط الخلقي إلى الحضيض فأشبهوا البهائم التي لا نفع فيها ولا خير.

وفتح لهم واقعهم سبلا إلى الهلاك والدمار. فحروب نفسية طاحنة لا تفتر يلفها، ويوقد سعيرها أنواع من المهلكات من مخدرات وظواهر انتحار، أو يسعر نارها خلافاتهم على الأرض والمنافع المادية، أو يسعر نارها انتشار التعامل المادي من ربا وقمار وضرائب على فعل المحرمات. فهل يحق لعاقل أن يصف هؤلاء بالإنسانية ويصف حياتهم بالسعادة؟ أين واقعكم من واقعهم إنكم أنتم الأعلون، إنكم حزب الله. أما هؤلاء فهم الأدنون الأذلون حزب الشيطان وأعوانه.

فاتقوا الله في أنفسكم، وفي النعم التي تفضل بها عليكم من أمن واستقرار وتحكيم.

بتحكيم واستقامة على دين الله الصراط المستقيم.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [يوسف: 108].

بارك الله لي ولكم ولجميع المسلمين بما في كتاب الله وسنة رسوله من العظات والتوجيهات والأحكام والذكر الحكيم. أقول هذا القول وأستغفر الله العلي العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه جواد كريم بر رؤوف رحيم.

الخطبة الثانية

إن الحمد لله نحمده ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي الله. نحمده ونستعينه على كل حال. ونصلي ونسلم على رسوله المصطفى الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعيئ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد:
فيا أيها الإخوة المسلمون، ها نحن قد غادرنا منذ شهرين موسم الحج الذي انتهى إلى عام قابل، فما العدة التي أعددناها للتمسك بدين الله والسير على منهاجه، إن الحج - أيها الإخوة - عبادة ودرس وتعليم للمسلمين جميعا فيجب على الحاج وغير الحاج أن يفكر في معاشه ومعاده.

وما الأثر الذي أفاده من حجه وسواء على مستوى الفرد والجماعة أو على المستوى الدولي لأمة الإسلام.

وإذا لم يغير الحج من واقع المسلم فيفتح له أبوابا من الخير، فإنه لم يستفد من حجه ولم يرجع بشيء إلا وعثاء السفر والنصب والإجهاد.

وتعس والله من أضاع فرصته فاتخذ من الحج قضاء المآرب الدنيوية، وتعس الله أولئك الجهلة الذين اتخذوا سفر الحج للتسلية والمتعة ومجرد الرحلة.

وتعس وخاب مسعاه من انتهز فرصة الحج لإحداث الشغب والفوضى والإرهاب، والعمل على نشر الذعر والخوف وجعل منه سبيلا إلى الانتقام والتشفي وحسد المسلمين على ما هم فيه من ألفة ومحبة.

عباد الله:
اعلموا أنه قبل - الحج فرضا كان أو تطوعا- لا بد من تحقيق أركان الإسلام الأربعة الأخرى، فمن حافظ على أركان الإسلام السابقة وحققها فهو المسلم الذي لا يصح حجه وعمرته، ومن ضيعها أو ضيع بعضها فلا حج له ولا عمرة، وبعض الناس يحج وهو فاسد العقيدة، يحج إلى المشاهد الشركية، ويتقرب إلى قبور الأولياء والصالحين بأنواع من العبادة القولية والفعلية، ومن فعل هذا فهو مشرك لا يجوز أن يقرب المسجد الحرام لقول الله تبارك وتعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا ﴾ [التوبة: 28]. وهناك فريق من الناس لا يصلي الصوات الخمس. وهذا لا حج له، لأنه تارك للصلاة تلك العبادة التي هي عمود دين الإسلام. ومن تركها جحدا لوجوبها أو تهاونا فهو كافر، والكافر لا يقبل منه عمل. فكيف يقبل حجه؟ والأصل في ذلك قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة".

وبعض الناس يحج وهو لا يؤدي زكاة أمواله، والزكاة - أيها الإخوة - قرينة الصلاة في كتاب الله عز وجل، وفي البناء التكافلي للإسلام والمسلمين.

والبعض الآخر يحج وهو لا يصوم رمضان والصوم أكثر من الحج، وفريضة سابقة على فريضة الحج.

إن مثل هؤلاء الذين يهتمون بالحج، ويضيعون بقية الأركان، أركان الإسلام الخمسة مثلهم كمثل من يعالج عضوا من جسد مقطوع الرأس. فاتقوا الله عباد الله، وأقيموا الدين كله لله مخلصين له الدين حنفاء لله جميعا.

وثمت أمر لا بد من التنبيه عليه، وهو ظلم الإنسان نفسه، وظلم غيره، فلا بد أن ينكر المسلم ظلم نفسه وظلم غيره. ومن الظلم الشنيع اقتراف السيئات في الشهر الحرام عند البيت الحرام، فلا بد من إنكار وإحباط ما يتخذه الظلمة تعديا وعدوانا عل المسلمين. يقول سعيد بن المسيب رحمه الله: "لا تملأوا عيونكم من الظلمة وأعوانهم إلا بالإنكار عليهم من قلوبكم لئلا تحبط أعمالكم الصالحة".

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿ تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ [القصص: 83]، ﴿ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ[فاطر: 43].

عباد الله:
ادعوا الله من قلوبكم مرددين: اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداءك أعداء الدين من يهود ونصارى وشيوعيين وأعوانهم. اللهم انصر المجاهدين عن دينك الذائدين عن حماك في كل زمان ومكان. اللهم احفظ لنا أئمتنا وقادتنا وولاة أمورنا، وأعنهم على السير بما يرضيك، واجمع كلمتهم على الحق يا رب العالمين.


صلوا وسلموا على أكرم نبي وأشرف هاد، واذكروا الله العلي العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.

من كتاب: من المنبر خطب وتوجيهات



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 58.84 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 57.12 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.92%)]