لا إله إلا الله: منهج حياة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4518 - عددالزوار : 1311368 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4943 - عددالزوار : 2041946 )           »          تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1174 - عددالزوار : 132125 )           »          3 مراحل لانفصام الشخصية وأهم أعراضها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          متلازمة الشاشات الإلكترونية: كل ما تود معرفته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          ما هي أسباب التعرق الزائد؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          أضرار الوجبات السريعة على الأطفال: عواقب يُمكنك تجنبها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          الوقاية من القمل بالقرنفل: أهم الخطوات والنصائح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          علاج جفاف المهبل: حلول طبيّة وطبيعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          الوقاية من القمل في المدارس: دليل شامل للأهل والمعلم! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 02-09-2020, 05:03 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,857
الدولة : Egypt
افتراضي لا إله إلا الله: منهج حياة

لا إله إلا الله: منهج حياة


السيد مراد سلامة





عناصر الخطبة:

العنصر الأول: معنى لا إله إلا الله

العنصر الثاني: فضائل لا إله إلا الله

العنصر الثالث: لا إله إلا الله منهج حياة.



أولاً: لا إله إلا الله حياة للقلوب والأرواح

ثانياً: لا إله إلا الله منهج حياة من العبودية لغير الله إلى عبودية الله الواحد القهار

ثالثاً: لا إله إلا الله منهج عدل

رابعاً: لا إله إلا الله منهج عزة وإباء وتضحية

خامساً: لا إله إلا الله منهج تشريعي

سادساً: لا إله إلا الله منهج أخلاقي تربوي الأخلاقي

سابعاً: لا إله إلا الله منهج اقتصادي.



الخطبة الأولى



أمةَ الإسلام، نعيش في هذا اليوم الأغر الميمون خير يوم طلعت فيه الشمس مع أعظم دستور، ومع اسمى منهج وضعه الله تعالى للبشرية لينقذها من صحراء الجهل القاحلة إلى روضة غناء عالية، مع ذلك الدستور الذي به حياة القلوب والأرواح، مع أعظم شعار وأغلى دثار، مع العروة الوثقى، مع القول السديد، مع المنهج الفريد، مع "لا إله إلا الله"..



العنصر الأول معنى لا إله إلا الله.

معنى الشهادة: فقال العلماء إنه لا معبود يستحق العبادة إلا الله، فهي تتكون من ركنين أساسيين:

الأول: نفي الألوهية الحقيقية عن غير الله سبحانه.

والثاني: إثبات الألوهية الحقيقية له سبحانه دون من سواه.



وليس المراد بقولها باللسان مع الجهل بمعناها، فإنّ المنافقين يقولونها وهم تحت الكفار في الدّرك الأسفل من النار، مع كونهم يُصلون ويتصدقون، ولكن المراد بقولها مع معرفتها بالقلب ومحبتها ومحبة أهلها، وبغض ما خالفها ومعاداته.



العنصر الثاني فضائل لا إله إلا الله.

اعلم أن كلمة: «لا إله إلا الله» لها فضائل أشهر من أن تذكر، وأكثر من أن تحصر، قد نطقت بذلك الآيات الكثيرة، والأحاديث الشهيرة.



فهي القطب الذي يدور عليه رحى الإسلام والقاعدة التي يبنى عليها أركان الدين، وهي أعلى شعب الإيمان. وما من علم من علوم الغيب والشهادة إلا وهو منتظم في سلك: «لا إله إلا الله»، فجميع العلوم فروع لعلم: «لا اله إلا الله» واليكم زهرة من بستان لا اله إلا الله:

1-أن بها يعصم دم العبد وماله: فهي التي تعصم دم الإنسان وتعصم ماله وعرضه فهي أمان لمن قالها في الدنيا.



عن أبي مالك، عن أبيه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول " من قال: لا إله إلا الله، وكفر بما يعبد من دون الله، حرم ماله، ودمه، وحسابه على الله ")[1]



2-ومن فضائلها أن بها يدخل العبد الجنة دار السلام: فهي شهادة ضمان لدخول جنة الرحيم الرحمن عن أبي هريرة قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما إلا دخل الجنة "[2].



3- ومن فضائلها أنه من كان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله دخل: وبرهان على حسن خاتمة الإنسان عن معاذ - رضي الله عنه - ": وهي دليل و برهان على حسن خاتمة الإنسان قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (( من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة ))[3]



4-ومن فضائل هذه الكلمة المباركة أنها أفضل ما نطق به العبد: و هي أفضل الكلام وأزكاه وأحلى الحديث وأغلاه عن علي، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أفضل ما قلت أنا والنبيون قبلي عشية عرفة لا إله إلا الله وحده، لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير»[4]



5-ومن فضائل هذه الكلمة الطيبة أن من قالها بإخلاصحصلت له الشفاعة: وهي سلم الوصول إلى شفاعة الحبيب الرسول - صلى الله عليه وسلم -.



عن أبي هريرة قال قلت يا رسول الله من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة قال لقد ظننت يا أبا هريرة ألا يسألني عن هذا الحديث أحدٌ أول منك لما رأيت من حرصك على الحديث أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله خالصاً من قبل نفسه" [5].



6- ومن فضائل لا إله إلا الله أنه لا يعدلها شيء في الميزان: فهي أثقل ما يوضع في الميزان ولا يوازيها عمل من الأعمال إذ الأعمال بدونها هباء. عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إن نبي الله نوحا - صلى الله عليه وسلم - لما حضرته الوفاة قال لابنه: إني قاص عليك الوصية، آمرك باثنتين، وأنهاك عن اثنتين، آمرك بلا إله إلا الله، فإن السماوات السبع والأرضين السبع لو وضعن في كفة، ووضعت لا إله إلا الله في كفة، لرجحت بهن، ولو أن السماوات السبع والأرضين السبع كن حلقة مبهمة لقصمتهن لا إله إلا الله، وسبحان الله وبحمده، فإنها صلاة كل شيء، وبها يرزق كل شيء، وأنهاك عن الشرك والكبر"[6]




7- من فضائل لا إله إلا الله الكبار أنها تثمر العمل الصالحفجميع الأعمال الصالحة الظاهرة والباطنة إنما هي ثمرة هذه الكلمة المباركة قال الله تعالى: ﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُون ﴾ [7] فشبه سبحانه الكلمة الطيبة بالشجرة الطيبة فمن رسخت هذه الكلمة الطيبة في قلبه إيماناً وتصديقاً انقادت جوارحه لأمر الله تعالى عملاً وتطبيقاً فلا إله إلا الله ما أعظم هذه الكلمة وأكثر فضائلها.



العنصر الثالث: لا إله إلا الله منهج حياة.

أولا - لا إله إلا الله حياة للقلوب والأرواح.

فالكفر والجهل موت لصاحبه ولا إله إلا الله تحيي صاحبها قال الله تعالى ﴿ أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الأنعام: 122]



قال الشيخ محمد رشيد رضا - رحمه الله - قوله: "ومن كان ميتا" والتقدير: أأنتم أيها المؤمنون كأولئك الشياطين أو كأوليائهم الذين يجادلونكم بما أوحوه إليهم من زخرف القول الذي غروهم به، ومن كان ميتا بالكفر والجهل فأحييناه بالإيمان وجعلنا له نورا يمشي به في الناس - وهو نور القرآن وما فيه من العلم الإلهي والهداية بالآيات - إلى العلم النظري. كمن مثله أي كمن صفته ونعته الذي يمثل حاله هو أنه خابط في ظلمات الجهل والتقليد الأعمى وفساد الفطرة ليس بخارج منها. لأنها قد أحاطت به وألفتها نفسه فلم يعد يشعر بالحاجة إلى الخروج منها إلى النور، بل ربما يشعر بالتألم منه فهو بإزاء النور المعنوي كالخفاش بإزاء النور الحسي هذا التقدير للجملة الاستفهامية المحذوفة هو الذي ارتضاه بعض المدققين في العربية، ويمكن أن يقدر ما هو أقرب منه إلى المعنى الذي يصل الآية بما قبلها مباشرة وهو قوله تعالى: ﴿ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ ﴾ [الأنعام: 121] بأن يقال: إن تقدير الكلام: أطاعة هؤلاء المتبعين لوحي الشياطين، كطاعة وحي الله تعالى وهو النور المبين، ومن كان ميتا بالكفر والشرك فأحييناه بالإيمان، وكان متسكعا في ظلمات الجهل والغباوة وتقليد أهل الضلال فجعلنا له نورا من آيات القرآن المؤيدة بالحجة والبرهان، يمشي به في الناس على بصيرة من أمره في دينه وآدابه ومعاملاته للناس، كمن مثله المبين لحقيقة حاله كمثل السائر في ظلمات بعضها فوق بعض - ظلمة الليل وظلمة السحاب وظلمة المطر؟ وفسر بعضهم النور بالدين والإسلام، والمصداق واحد، والعبرة في هذا المثل أن يطالب المسلم نفسه بأن يكون حيا عالما على بصيرة في دينه وأعماله وحسن سيرته في الناس، وقدوة لهم في الفضائل والخيرات، وحجة على فضل دينه على جميع الأديان وعلو آدابه على جميع الآداب[8].



ثانيا - لا إله إلا الله منهج حياة من العبودية لغير الله إلى عبودية الله الواحد القهار.

فهي كلمة الحرية من رق العبودية لغير الله تعالى جاءت فحررت البشرية من عبادة الأصنام والأوثان والطواغيت والظلمة حررتهم من عبودية العباد إلى عبادة الواحد الأحد الفرد الصمد.



خرج ربعي ليدخل على رستم عسكره، فاحتبسه الذين على القنطرة، وأرسل إلى رستم لمجيئه، فاستشار عظماء أهل فارس، فقال: ما ترون؟ أنباهي أم نتهاون! فأجمع ملؤهم على التهاون، فأظهروا الزبرج، وبسطوا البسط والنمارق، ولم يتركوا شيئا، ووضع لرستم سرير الذهب، وألبس زينته من الأنماط والوسائد المنسوجة بالذهب وأقبل ربعي يسير على فرس له زباء قصيرة، معه سيف له مشوف، وغمده لفافة ثوب خلق، ورمحه معلوب بقد، معه حجفة من جلود البقر، على وجهها أديم أحمر مثل الرغيف، ومعه قوسه ونبله فلما غشي الملك، وانتهى إليه وإلى أدنى البسط، قيل له: انزل، فحملها على البساط، فلما استوت عليه، نزل عنها وربطها بوسادتين فشقهما، ثم أدخل الحبل فيهما، فلم يستطيعوا أن ينهوه، وإنما أروه التهاون وعرف ما أرادوا، فأراد استحراجهم، وعليه درع له كأنها أضاة ويلمقه عباءة بعيره، قد جابها وتدرعها، وشدها على وسطه بسلب وقد شد رأسه بمعجرته، وكان أكثر العرب شعرة، ومعجرته نسعة بعيره، ولرأسه أربع ضفائر، قد قمن قياما، كأنهن قرون الوعلة فقالوا: ضع سلاحك، فقال: إني لم آتكم فأضع سلاحي بأمركم، أنتم دعوتموني، فإن أبيتم أن آتيكم كما أريد رجعت فأخبروا رستم، فقال: ائذنوا له، هل هو إلا رجل واحد! فأقبل يتوكأ على رمحه، وزجه نصل يقارب الخطو، ويزج النمارق والبسط، فما ترك لهم نمرقة ولا بساطا إلا أفسده وتركه منهتكا مخرقا، فلما دنا من رستم تعلق به الحرس، وجلس على الأرض، وركز رمحه بالبسط، فقالوا: ما حملك على هذا؟ قال:

إنا لا نستحب القعود على زينتكم هذه فكلمه، فقال: ما جاء بكم؟




قال: الله ابتعثنا، والله جاء بنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، فأرسلنا بدينه إلى خلقه لندعوهم إليه، فمن قبل منا ذلك قبلنا ذلك منه ورجعنا عنه، وتركناه وأرضه يليها دوننا، ومن أبى قاتلناه أبدا، حتى نفضي إلى موعود الله.



قال: وما موعود الله؟ قال: الجنة لمن مات على قتال من أبى، والظفر لمن بقي فقال رستم: قد سمعت مقالتكم، فهل لكم أن تؤخروا هذا الأمر حتى ننظر فيه وتنظروا! قال: نعم، كم أحب إليكم؟ أيوما أو يومين؟



قال: لا بل حتى نكاتب أهل رأينا ورؤساء قومنا وأراد مقاربته ومدافعته، فقال: إن مما سن لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمل به أئمتنا، ألا نمكن الأعداء من آذاننا، ولا نؤجلهم عند اللقاء أكثر من ثلاث، فنحن مترددون عنكم ثلاثا، فانظر في أمرك وأمرهم، واختر واحدة من ثلاث بعد الأجل، اختر الإسلام وندعك وأرضك، أو الجزاء، فنقبل ونكف عنك، وإن كنت عن نصرنا غنيا تركناك منه، وإن كنت إليه محتاجا منعناك أو المنابذة في اليوم الرابع، ولسنا نبدؤك فيما بيننا وبين اليوم الرابع إلا أن تبدأنا، أنا كفيل لك بذلك على أصحابي وعلى جميع من ترى قال: أسيدهم أنت؟ قال: لا، ولكن المسلمين كالجسد بعضهم من بعض، يجير أدناهم على أعلاهم فخلص رستم برؤساء أهل فارس، فقال: ما ترون؟ هل رأيتم كلاما قط أوضح ولا أعز من كلام هذا الرجل؟ قالوا: معاذ الله لك أن تميل إلى شيء من هذا وتدع دينك لهذا الكلب! أما ترى إلى ثيابه! فقال: ويحكم لا تنظروا إلى الثياب، ولكن انظروا إلى الرأي والكلام والسيرة، إن العرب تستخف باللباس والمأكل ويصونون الأحساب، ليسوا مثلكم في اللباس، ولا يرون فيه ما ترون وأقبلوا إليه يتناولون سلاحه، ويزهدونه فيه، فقال لهم: هل لكم إلى أن تروني فأريكم؟ فأخرج سيفه من خرقه كأنه شعلة نار فقال القوم:اغمده، فغمده، ثم رمى ترسا ورموا حجفته، فخرق ترسهم، وسلمت حجفته، فقال: يا أهل فارس، إنكم عظمتم الطعام واللباس والشراب، وإنا صغرناهن ثم رجع إلى أن ينظروا إلى الأجل[9]



ثالثا - لا إله إلا الله منهج عدل.

كلمة التوحيد كلمة عدل وإنصاف بها تذوب الفوارق وبها تتلاشى الحدود و بها يصبح الناس سواسية أسنان المشط.



يقول الله تعالى ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾ [10]



يقول العلامة السعدي - رحمه الله - يخبر تعالى أنه خلق بني آدم، من أصل واحد، وجنس واحد، وكلهم من ذكر وأنثى، ويرجعون جميعهم إلى آدم وحواء، ولكن الله تعالى بث منهما رجالا كثيرا ونساء، وفرقهم، وجعلهم شعوبًا وقبائل أي: قبائل صغارًا وكبارًا، وذلك لأجل أن يتعارفوا، فإنهم لو استقل كل واحد منهم بنفسه، لم يحصل بذلك، التعارف الذي يترتب عليه التناصر والتعاون، والتوارث، والقيام بحقوق الأقارب، ولكن الله جعلهم شعوبًا وقبائل، لأجل أن تحصل هذه الأمور وغيرها، مما يتوقف على التعارف، ولحوق الأنساب، ولكن الكرم بالتقوى، فأكرمهم عند الله، أتقاهم، وهو أكثرهم طاعة وانكفافًا عن المعاصي، لا أكثرهم قرابة وقومًا، ولا أشرفهم نسبًا، ولكن الله تعالى عليم خبير، يعلم من يقوم منهم بتقوى الله، ظاهرًا وباطنًا، ممن يقوم بذلك، ظاهرًا لا باطنًا، فيجازي كلا بما يستحق.[11]



و لقد رسخ النبي - صلى الله عليه وسلم - مفهوم هذه الكلمة عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إن الله قد أذهب عنكم عبية الجاهلية وفخرها بالآباء، مؤمن تقي أو فاجر شقي، أنتم بنوا آدم وآدم من تراب، ليدعن رجال فخرهم بأقوام إنما هم فحم من فحم جهنم أو ليكونن أهون عند الله من الجعلان التي تدع بأنفها النتن)) [12].



والشريعة الإسلامية لا تحابي احد فالكل أمام دستور لا إله إلا الله سواء عن عروة، عن عائشة أن قريشا أهمهم شأن المخزومية التي سرقت، فقالوا: من يكلم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالوا: ومن يجترئ عليه إلا أسامة بن زيد حب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكلمه أسامة.



فقال: أتشفع في حد من حدود الله؟ ثم قام فخطب ثم قال: " إنما هلك الذين من قبلكم، أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد.



وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها "[13].



رابعا - لا إله إلا الله منهج عزة وإباء وتضحية.

فالمسلم يستمد عزته من عزة العزيز الواحد الأحد القوي المتين جل جلاله فقد كتب العزة لأوليائه فقال - سبحانه - فالعزة لله قال تعالى ﴿ الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا ﴾ [14]

يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 133.17 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 131.45 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.29%)]