الحياة المثلى مع أسماء الله وصفاته الحسنى - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         معارج البيان القرآني ـــــــــــــ متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 7824 )           »          انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 51 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 859430 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 393793 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215948 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 81 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 62 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 61 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 63 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 61 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-09-2020, 02:57 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,062
الدولة : Egypt
افتراضي الحياة المثلى مع أسماء الله وصفاته الحسنى

الحياة المثلى مع أسماء الله وصفاته الحسنى
أحمد الجوهري عبد الجواد





إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
الله صل على محمد وعلى آل محمد
قدْ كانَ هذا الكونُ قبلَ وُصولِهِ
شُؤْمًا لظالِمِهِ وللمظلومِ

لمَّا أَطَلَّ محمدٌ زَكَتِ الرُّبا
واخضرَّ في البُسْتانِ كلُّ هشيمِ


أما بعد فيا - أيها الإخوة - من أراد أن يلقى الله غداً مسلماً تامّاً إسلامه موحداً كاملاً توحيده ضامناً على الله السلامة مستحقاً دار الكرامة فليحرص اليوم على صحة توحيده فإنه أساس النجاح والفلاح والنجاة.

وصحة التوحيد لها ثلاثة أركان في دين الإسلام فلا بد أن يكون المسلم على يقين من أن الله هو خالق الكون بمن فيه وما فيه من عرشه إلى فرشه ومن سمائه إلى أرضه وأنه المدبر المتصرف في كل شيء فيه وهذا هو توحيد الربوبية.

ولابد أن يوقن العبد بأن الله هو المعبود الحق وما سواه باطل فلا يستحق العبادة أحد غيره ومن ثم فهو يتوجه إليه بكل عبادة وهذا هو توحيد الألوهية.

ولابد أن يوقن العبد أن الله متصف بكل ما أثبته الله لنفسه في كتابه وما أثبته له رسوله في سنته من الأسماء والصفات من غير تمثيل لله بعباده ولا تعطيل لصفات الله التي وصف بها نفسه ووصفه بها رسوله ولا تشبيه ولا تكييف فلا يمكن لعقل أن يتصور الله - عز وجل - فكل ما دار ببالك فالله بخلاف ذلك.

فمن آمن بربوبية الله وآمن بألوهية الله ووصف الله بما وصف نفسه ووصفه بما وصفه رسوله فقد استكمل التوحيد الذي ينجو به من النار ويدخل الجنة دار القرار.

ولعل اللقاءات الماضية - أيها الإخوة - كانت كفيلة بإيضاح المقصود من توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية فلنخص في هذا اللقاء الحديث عن توحيد الأسماء والصفات.

فما هي الأسماء؟ وما هي الصفات؟ وكيف يوحد العبد ربه بها؟ وما هو أثر الإيمان بها؟ وما حكم من جحدها أو أنكرها؟
نعرض لكل هذه الأسئلة بجواب كما تعودنا شاف كاف من القرآن وسنة النبي وآثار الصحابة وكلام السلف الصالحين فأعيروني القلوب والأسماع - أيها الإخوة - أسأل الله أن يجعلنا من أهل التوحيد الكامل وأن يمسكنا به حتى نلقاه.

أيها الإخوة - إن لله - تبارك وتعالى - أسماء سمى بها نفسه في كتابه وسماه بها رسوله وهذه الأسماء كلها حسنة جميلة ولذلك اقترن بها كما نعلم وصفها فلا يقال إلا الأسماء الحسنى وهي هذه الأسماء المبثوثة في القرآن والسنة كما في قوله تعالى: ﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى ﴾ [طه: 8] وقد ضرب الله المثل ببعضها وبينه في قوله تعالى: ﴿ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ * هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ * هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السموات وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [الحشر: 22 - 24].

وفي الحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن لله تسعة وتسعين اسماً مائة إلا واحدًا، من أحصاها دخل الجنة وهو وتر يحب الوتر". [1]

وقد أرشدنا الله تعالى - أيها الإخوة - إلى أن نتعبده بهذه الأسماء وأن نتقرب إليه بها وندعوه بها فقال سبحانه: ﴿ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الأعراف: 180]

وقال - عز وجل -: ﴿ قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا * وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا ﴾.

وأسماء الله كلها حسنى أي في غاية الحسن وأحب أن أنبه بعض الأحباب الذين يظنون أن أسماء الله الحسنى تسعة وتسعين اسماً فحسب لا بل أسماؤه تعالى كثيرة كثيرة حتى إن هناك من الأسماء - أيها الإخوة - ما لا يعلمه ملك مقرب ولا نبي مرسل فلا يعلمها إلا الله تعالى ولذلك كان المصطفى صلى الله عليه وسلم يدعو الله - عز وجل - ويعلمنا هذا الدعاء الجميل بل أوجب النبي صلى الله عليه وسلم على كل مسلم أن يتعلمه روى أحمد وغيره بسند صحيح من حديث عبد الله بن مسعود أنه صلى الله عليه وسلم قال: "مَا أَصَابَ أَحَداً قَطُّ هَمٌّ وَلاَ حَزَنٌ فَقَالَ اللَّهُمَّ إني عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ أَمَتِكَ نَاصِيَتِي بِيَدِكَ مَاضٍ في حُكْمُكَ عَدْلٌ في قَضَاؤُكَ أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ أَوْ أَنْزَلْتَهُ في كِتَابِكَ أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ في عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قلبي وَنُورَ صدري وَجَلاَءَ حزني وَذَهَابَ هَمِّى. إِلاَّ أَذْهَبَ اللَّهُ هَمَّهُ وَحُزْنَهُ وَأَبْدَلَهُ مَكَانَهُ فَرَجاً". قَالَ فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلاَ نَتَعَلَّمُهَا فَقَالَ "بَلَى ينبغي لِمَنْ سَمِعَهَا أَنْ يَتَعَلَّمَهَا".[2]

ومعنى ذلك أن أسماء الله الحسنى ليست محصورة في تسعة وتسعين اسماً ولكن ما معنى التقييد الموجود في حديث النبي صلى الله عليه وسلم إن لله تسعة وتسعين اسماً مائة إلا واحدًا؟ ما معنى هذا العدد؟

والجواب: إن الكلام جملة واحدة وقوله صلى الله عليه وسلم : "من أحصاها دخل الجنة" صفة، لا خبر مستقبل، والمعنى له أسماء متعددة من شأنها أن من أحصاها دخل الجنة وهذا لا ينفي أن يكون له أسماء غيرها كما أوضحنا وهذا كما تقول لفلان مائة مملوك قد أعدهم للجهاد في سبيل الله فهذا لا ينفي أن يكون له مماليك سواهم معدون لغير الجهاد وهذا لا خلاف عليه بين العلماء كما قال ابن القيم في (بدائع الفوائد).[3]

أيها الإخوة! وقد حذر الله تعالى من الركون إلى من ألحد في أسمائه وتوعدهم أشد الوعيد فقال سبحانه: ﴿ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الأعراف: 180] ومعنى الإلحاد في أسماء الله - عز وجل - هو الميل عن الحق الواجب اعتقاده فيها سواء كان ذلك بتحريفها والإشراك فيها كما سمت المشركون آلهتهم اللات تحريفًا لاسم الله والعزى من اسم العزيز وهذا كفر أكبر، أو يكون الميل عنها بتحريف معناه الذي تدل عليه كما فعل الأشاعرة والمعتزلة وهذا بدعة محرمة في دين الله - عز وجل -.

وأرى أن الكثير إن لم يكن الجميع يتطلعون الآن لجواب سؤال دائما يتردد في الصدور حينما نتناول هذا الموضوع بالكلام ألا وهو ما هو اسم الله الأعظم؟
والجواب - أيها الإخوة -: اختلف أهل العلم في الاسم الأعظم على أقوال:
فمنهم من قال إن الاسم الأعظم هو "الله" قالوا: وإذا كان الناس جميعًا يدعون الله بهذا الاسم ومع ذلك لا يستجاب لهم فذلك لأنه إنما يستجاب لمن أكل الحلال وطهر قلبه من الغش والأدناس.

وقيل: إنه "الحي القيوم"، لأنه قد كرر في آية الكرسي وفي سورة آل عمران وفي طه في قوله تعالى: ﴿ وَعَنَتِ الوُجوهُ لِلحيِ القَيوم ﴾.

وللحديث الذي رواه أصحاب السنن عن أسماء بنت يزيد بن السكن، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين: ﴿ وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ﴾ و﴿ الم * اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ﴾ [آل عمران: 1، 2] "[4]


وقيل: أخفاه الله تعالى في أسمائه كما أخفى ليلة القدر في رمضان حتى يجتهد الناس في العبادة، وكما أخفى ساعة الإجابة في يوم الجمعة حتى يكثر الطالب، وكما أخفى رضاه في الطاعة حتى لا يشغل بطاعة وإن قلت، وكما أخفى سخطه في المعصية حتى لا يستهان بمعصية.


وقيل غير ذلك والذي ينبغي للإنسان هو أن يقول في دعائه (اللهم إني أسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العليا) فإنها تشمل الاسم الأعظم وغيره وروى الإمام أحمد أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يدعو في دعائه اللهم إني أسألك إنك أنت الله الذي لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد فقال صلى الله عليه وسلم: (هذا سأل الله باسمه الأعظم الذي إذا سئل به أعطي وإذا دعي به أجاب) [5].


هذا - أيها الإخوة - عن أسمائه تعالى، فما هي الصفات؟ وما هو توحيد الصفات؟ توحيد الصفات معناه: الاعتقاد الجازم بأن الله - عز وجل - له الصفات العلى، وهو متصف بجميع صفات الكمال، ومنزه عن جميع صفات النقص، متفرد بذلك عن جميع الكائنات.


وأهل السنة والجماعة يستمدون عقيدتهم من آيات القرآن الكريم ومن سنة النبي العظيم صلى الله عليه وسلم فأهل السنة والجماعة: يعرفون ربهم بصفاته الواردة في القرآن والسنة، ويصفون ربهم بما وصف به نفسه، وبما وصفه به رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يحرفون الكلم عن مواضعه، ولا يلحدون في أسمائه وآياته، ويثبتون لله ما أثبته لنفسه من غير تمثيل، ولا تكييف ولا تعطيل، ولا تحريف، وقاعدتهم في كل ذلك قول الله - تبارك وتعالى -: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾.


وأهل السنة والجماعة: يؤمنون أن الله - سبحانه وتعالى - هو الأول الذى ليس قبله شيء، والآخر الذي ليس بعده شيء، والظاهر الذي ليس فوقه شيء، والباطن الذي ليس دونه شيء، كما قال سبحانه: ﴿ هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ [الحديد: 3].


وأهل السنة والجماعة: يؤمنون بأن الكرسي والعرش حق: قال تعالى: ﴿ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ﴾ [البقرة: 255].

والعرش لا يقدر قدره إلا الله والكرسي في العرش كحلقة ملقاة في فلاة وسع السموات والأرض، والله مستغن عن العرش والكرسي، ولم يستو على العرش لاحتياجه إليه؛ بل لحكمة يعلمها، وهو منزه عن أن يحتاج إلى العرش أو ما دونه، فشأن الله - تبارك وتعالى - أعظم من ذلك؛ بل العرش والكرسي محمولان بقدرته وسلطانه.


وأهل السنة والجماعة: يؤمنون بأن الله تعالى خلق آدم عليه السلام بيديه، وأن كلتا يديه يمين ويداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء، قال تعالى: ﴿ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ﴾.


وأهل السنة والجماعة: يثبتون لله سمعاً، وبصراً وعلماً وقدرة، وقوة، وعزاً، وكلاماً، وحياة، وقدماً وساقاً، ويداً، ومعية.. وغيرها من صفاته - عز وجل - التي وصف بها نفسه في كتابه العزيز، وعلى لسان نبيه صلى الله عليه وسلم بكيفية يعلمها الله ولا نعلمها؛ لأنه تعالى لم يخبرنا عن الكيفية، قال تعالى: إنني معكما أسمع وأرى وقال: وهو العليم الحكيم.


وقال جل جلاله: ﴿ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا ﴾﴿ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ﴾ [الرحمن: 27]، وقال جل جلاله: ﴿ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ﴾﴿ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ، وقال: ﴿ فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ ﴾﴿ يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ ﴾ [القلم: 42]، وقال: ﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ وقال: ﴿ غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْوغيرها من آيات الصفات.


وأهل السنة والجماعة: يؤمنون بأن المؤمنين يرون ربهم في الآخرة بأبصارهم ويزورونه، ويكلمهم ويكلمونه، قال تعالى: ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ [القيامة: 22، 23].

وسوف يرونه كما يرون القمر ليلة البدر لا يضامون في رؤيته، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : "إنكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر، لا تضامون في رؤيته".[6]


وأن الله تعالى ينزل إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل نزولاً حقيقيّاً يليق بجلاله وعظمته. قال النبي صلى الله عليه وسلم : "ينزل ربنا إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الأخير؛ فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفر لي فأغفر له؟" [7]


ويقولون كما قال الإمام الشافعي - رحمه الله تعالى -: "آمنت بالله وبما جاء عن الله على مراد الله، وآمنت برسول الله وبما جاء عن رسول الله على مراد رسول الله".


وقال الإمام مالك بن أنس إمام دار الهجرة - رحمه الله -: "إياكم والبدع. قيل وما البدع؟ قال: أهل البدع هم الذين يتكلمون في أسماء الله وصفاته وكلامه وعلمه وقدرته، ولا يسكتون عما سكت عنه الصحابة والتابعون لهم بإحسان".


وسأله رجل عن قوله تعالى: "الرحمن على العرش استوى" كيف استوى؟ فقال: "الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وما أراك إلا ضالاً" وأمر أن يخرج من المجلس.


فقوله جل جلاله: ﴿ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ﴾ نعم استوى كما اخبر وما معنى استوى قال الإمام الطبري في تفسيره: ﴿ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ﴾ يقول تعالى ذكره: الرحمن على عرشه ارتفع وعلا. [8]


وقال الحافظ ابن كثير في تفسيره: وأن المسلك الأسلم في ذلك طريقة السلف، إمرار ما جاء في ذلك من الكتاب والسنة من غير تكييف ولا تحريف، ولا تشبيه، ولا تعطيل، ولا تمثيل. [9]

وقال الإمام أبو حنيفة -رحمه الله تعالى-: "لا ينبغي لأحد أن ينطق في ذات الله بشيء؛ بل يصفه بما وصف به نفسه، ولا يقول فيه برأيه شيئاً؛ تبارك الله تعالى رب العالمين". ولما سئل - رحمه الله - عن صفة النزول. فقال: "ينزل بلا كيف".

وهكذا - أيها الإخوة - نؤمن بأسماء الجمال وصفات الجلال من غير تحريف ولا تعطيل ولا تشبيه ولا تمثيل ﴿ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ﴾، استوى كما أخبر وعلى الوجه الذي أراد وبالمعنى الذي قال استواء منزها عن الحلول والانتقال فلا العرش يحمله ولا الكرسي يسنده بل العرش وحملته والكرسي وعظمته الكل محمول بلطف قدرته مقهور بجلال قبضته - سبحانه وتعالى -. فالاستواء معلوم والكيف مجهول، والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة. قال جل جلاله: ﴿ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا ﴾ [طه: 110]، وقال جل جلاله: ﴿ فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ ﴾.

فما هي أهمية الإيمان بأسماء الله الحسنى وصفاته العلى وما ثمرات الإيمان بها؟ وكيف نتعبد الله بها؟
ونجيب عن هذين السؤالين الكبيرين الجليلين المهمين في الخطبة الثانية، اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العليا أن تنجينا من النار وأن تلحقنا بالمتقين الأبرار وأن تنجينا من مفاوز الدنيا والآخرة واجعلنا ممن كتبت لهم الحسنى وزيادة يا كريم يا جواد اللهم صل وسلم على نبينا محمد وآله وأصحابه أجمعين.

هذا وأستغفر الله لي ولكم.
يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 01-09-2020, 02:58 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,062
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الحياة المثلى مع أسماء الله وصفاته الحسنى

الخطبة الثانية

الحمد لله الذي خلق فسوى، وقدر فهدى، وأغنى وأقنى، وجعلنا من خير أمة تأمر وتنهى، والصلاة والسلام على خير الورى، وما ضل وما غوى، وما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى، وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه واقتفى.

أما بعد، فيا أيها الإخوة!
إن أهمية الإيمان بأسماء الله الحسنى وصفاته العلى كبيرة كثيرة نشير إلى بعضها في عجالة:
أولًا: إن العلم بالله، وأسمائه وصفاته أشرف العلوم، وأجلها على الإطلاق لأن شرف العلم بشرف المعلوم، والمعلوم في هذا العلم هو الله - سبحانه وتعالى - بأسمائه، وصفاته وأفعاله، فالاشتغال بفهم هذا العلم اشتغال بأعلى المطالب، وحصوله للعبد من أشرف المواهب، فليست الأرواح قط بأحوج إلى شيء أعظم منها إلي معرفة ربها وباريها ولا سبيل إلي معرفة ذلك إلا من أسمائه وصفاته تعالي فكلما كان العبد بها أعلم كان بالله أعرف وله أطلب وإليه أقرب والله تعالي ينزل العبد من نفسه حيث ينزله العبد من نفسه ومن تعلق بأسماء الله وصفاته كانت معرفة الله قوة قلبه وحياته ولسان حاله:
إذا مرضنا تداوينا بذكركمُ ونترك الذكر أحيانا فتنتكس

إن معرفة الله أصل الدين وركن التوحيد وأول الواجبات وهذه المعرفة لا طريق لنا للوصول إليها إلا من خلال أسماء الله وصفاته و إلا تاه العقل وشت الفكر.

ولذلك فإن الرسل عليهم الصلاة والسلام بعثوا لكي يعرف الناس ربهم ، فركن التوحيد الأساسي هو أن يعرف الإنسان ربه - عز وجل -: روى البخاري عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضى الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَمَّا بَعَثَ مُعَاذًا - رضى الله عنه - عَلَى الْيَمَنِ قَالَ "إِنَّكَ تَقْدَمُ عَلَى قَوْمٍ أَهْلِ كِتَابٍ، فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ عِبَادَةُ اللَّهِ، فَإِذَا عَرَفُوا اللَّهَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِى يَوْمِهِمْ وَلَيْلَتِهِمْ، فَإِذَا فَعَلُوا، فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ فَرَضَ عَلَيْهُمْ زَكَاةً { تُؤْخَذُ } مِنْ أَمْوَالِهِمْ وَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ، فَإِذَا أَطَاعُوا بِهَا فَخُذْ مِنْهُمْ، وَتَوَقَّ كَرَائِمَ أَمْوَالِ النَّاسِ".[10]

فأول واجب على العبد هو أن يعرف ربه تعالى ويوحده وذلك بمعرفة ما له من الأسماء والصفات فمن لم يوحد الله لم يعرف الله ومن لم يفقه أسماء الله وصفاته يبقى جاهلا به سبحانه، وذلك من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم . وكما قيل" ما عرف الله إلا بالله ".

ثانيا: إن لآيات الصفات فضلا خاصا يعرفه كل من تتبع ذلك من الآيات والأحاديث فأعظم آية في كتاب الله هي آية الكرسي وكلها أسماء وصفات قال تعالى: ﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السموات وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السموات وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ * لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 255، 256].

بل إن حب السور والآيات المتضمنة لأسماء الله وصفاته تكون سبب لدخول الجنة روى البخاري عَنْ أَنَسٍ - رضى الله عنه - كَانَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ يَؤُمُّهُمْ في مَسْجِدِ قُبَاءٍ، وَكَانَ كُلَّمَا افْتَتَحَ سُورَةً يَقْرَأُ بِهَا لَهُمْ في الصَّلاَةِ مِمَّا يَقْرَأُ بِهِ افْتَتَحَ بِـ (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) حَتَّى يَفْرُغَ مِنْهَا، ثُمَّ يَقْرَأُ سُورَةً أُخْرَى مَعَهَا، وَكَانَ يَصْنَعُ ذَلِكَ في كُلِّ رَكْعَةٍ، فَكَلَّمَهُ أَصْحَابُهُ فَقَالُوا إِنَّكَ تَفْتَتِحُ بِهَذِهِ السُّورَةِ، ثُمَّ لاَ تَرَى أَنَّهَا تُجْزِئُكَ حَتَّى تَقْرَأَ بِأُخْرَى، فَإِمَّا أَنْ تَقْرَأَ بِهَا وَإِمَّا أَنْ تَدَعَهَا وَتَقْرَأَ بِأُخْرَى. فَقَالَ مَا أَنَا بِتَارِكِهَا، إِنْ أَحْبَبْتُمْ أَنْ أَؤُمَّكُمْ بِذَلِكَ فَعَلْتُ، وَإِنْ كَرِهْتُمْ تَرَكْتُكُمْ. وَكَانُوا يَرَوْنَ أَنَّهُ مِنْ أَفْضَلِهِمْ، وَكَرِهُوا أَنْ يَؤُمَّهُمْ غَيْرُهُ، فَلَمَّا أَتَاهُمُ النبي - صلى الله عليه وسلم - أَخْبَرُوهُ الْخَبَرَ فَقَالَ "يَا فُلاَنُ مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَفْعَلَ مَا يَأْمُرُكَ بِهِ أَصْحَابُكَ وَمَا يَحْمِلُكَ عَلَى لُزُومِ هَذِهِ السُّورَةِ في كُلِّ رَكْعَةٍ". فَقَالَ إني أُحِبُّهَا. فَقَالَ "حُبُّكَ إِيَّاهَا أَدْخَلَكَ الْجَنَّةَ". [11]

بل وحب السور والآيات المتضمنة لأسماء الله وصفاته سبب لحب الله روى البخاري عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - بَعَثَ رَجُلاً عَلَى سَرِيَّةٍ، وَكَانَ يَقْرَأُ لأَصْحَابِهِ في صَلاَتِهِ فَيَخْتِمُ بِـ (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) فَلَمَّا رَجَعُوا ذَكَرُوا ذَلِكَ للنبي - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ "سَلُوهُ لأَىِّ شيء يَصْنَعُ ذَلِكَ". فَسَأَلُوهُ فَقَالَ لأَنَّهَا صِفَةُ الرَّحْمَنِ، وَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَقْرَأَ بِهَا. فَقَالَ النبي - صلى الله عليه وسلم - "أَخْبِرُوهُ أَنَّ اللَّهَ يُحِبُّهُ".[12]

فالإيمان بالله تعالى وأسمائه وصفاته، يثمر للعبد محبة الله وتعظيمه الموجبين للقيام بأمره واجتناب نهيه، والقيام بأمر الله تعالى واجتناب نهيه، يحصل بهما كمال السعادة في الدنيا والآخرة للفرد والمجتمع ونيل الثواب والمكرمات والحياة الطيبة هي انشراح الصدر وطمأنينة القلب، حتى ولو كان الإنسان في أشد بؤس، فإنه مطمئن القلب منشرح الصدر، نعم لو تعبد العبد لله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى لحصل له من زيادة الإيمان ورسوخ اليقين ولأحس بنعيم وحياة لا توصف ولتحصن بها العبد من فتن الشهوات والشبهات أسأل الله أن يفتح لي ولكم هذا الباب العظيم، فإذا حلَّ الهم، وخيم الغم، واشتد الكرب، وعظم الخطب، وضاقت السبل، وبارت الحيل فالحيلة أن نفزع إلى مفرج الهم، ومنفِّس الكرب القائل: ﴿ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنْ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الأنبياء:88]. ولقد امتن الكريم على العباد بأنه هو الذي يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء، وأن ذلك دليل من دلائل الألوهية، وبرهان من براهين الوحدانية قال تعالى: ﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ أَءِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ ﴾ [النمل:62].

ثالثًا: إن معرفة الله - سبحانه وتعالى - بأسمائه الحسنى طريق لزيادة الإيمان فإن الإيمان بأسماء الله الحسنى، ومعرفتها يتضمن أنواع التوحيد الثلاثة، توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء، والصفات، وهذه الأنواع هي روح الإيمان وروحه، وأصله وغايته، فكلما ازداد العبد معرفة بأسماء الله وصفاته ازداد إيمانه، وقوي يقينه. فينبغي للمؤمن أن يبذل مقدوره ومستطاعه في معرفة الله بأسمائه وصفاته وأفعاله، من غير تعطيل ولا تمثيل، ولا تحريف ولا تكييف. بل تكون المعرفة متلقاة من الكتاب والسنة وما روي عن الصحابة والتابعين لهم بإحسان، فهذه هي المعرفة النافعة التي لا يزال صاحبها في زيادة في إيمانه، وقوة يقينه، وطمأنينة في أحواله، ومحبة لربه فمن عرف الله بأسمائه، وصفاته وأفعاله أحبه لا محالة. ولهذا كانت المعطلة والفرعونية، والجهمية قطّاع الطريق على القلوب بينها وبين الوصول إلى محبة الله تعالى.

رابعًا: إن الفرق بين المسلمين وبين اليهود هو في الأسماء والصفات إذ نسبوا إليه الفقر والتعب وغل اليدين والعجز قال تعالى: ﴿ لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ ﴾ [آل عمران: 181]، وقال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ ﴾ [ق: 38] وذلك عندما زعم أهل الكتاب أن الله خلق السموات والأرض ثم استراح، ووصفوه جل جلاله بالبخل قال تعالى: ﴿ وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ ﴾ [المائدة: 64].

ونسبوا إليه سبحانه العجز وفي التوراة التي حرفت: "أنه بينما الرب يطوف في الأرض إذ أمسك به يعقوب من حقوه (من وسطه) فصارعه فصرعه ولم يتركه يصعد حتى أعطاه لقب إسرائيل (وهم يقولون إن إسر معناها: الذي صرع الرب، ئيل معناها: (الرب) وهذا باطل لأن يعقوب هو عبد غلب نفسه لله. بل والجهل نسبوا إلى الله الجهل كما في التوراة المحرفة: "أن آدم اختبأ منه بعد ما أكل من الشجرة فجعل الرب يبحث عنه فقال يا آدم أين أنت؟ فقال: أنا هنا، فقال له: لماذا أكلت من الشجرة... والعياذ بالله، ونسبو إليه أيضًا المرض ففي التوراة المحرفة" أنه سبحانه بعد ما أهلك الأرض بالطوفان حزن حزناً شديداً حتى مرض وعادته الملائكة..."، والعياذ بالله، فالفرق بين المسلمين وبين النصارى هو في الأسماء والصفات حيث نسبوا لله الصاحبة والولد قال تعالى: ﴿ وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا ﴾، سبحانه بل ويعتقدون في الله الموت حيث يعتقدون أن المسيح هو الله ويعتقدون موته على الصليب لمدة ثلاثة أيام ثم قام ثانية وهو عيد القيامة عندهم.

إن الظن الذي أهلك أهل الجاهلية هو ظنهم الباطل في أسماء الله وصفاته عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: اجْتَمَعَ عِنْدَ الْبَيْتِ ثَقَفِيَّانِ وقرشي، أَوْ قُرَشِيَّانِ وثقفي، كَثِيرَةٌ شَحْمُ بُطُونِهِمْ قَلِيلَةٌ فِقْهُ قُلُوبِهِمْ فَقَالَ أَحَدُهُمْ أَتَرَوْنَ أَنَّ اللَّهَ يَسْمَعُ مَا نَقُولُ قَالَ الآخَرُ يَسْمَعُ إِنْ جَهَرْنَا وَلاَ يَسْمَعُ إِنْ أَخْفَيْنَا وَقَالَ الآخَرُ إِنْ كَانَ يَسْمَعُ إِذَا جَهَرْنَا فَإِنَّهُ يَسْمَعُ إِذَا أَخْفَيْنَا. فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى ﴿ وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلاَ أَبْصَارُكُمْ وَلاَ جُلُودُكُمْ ﴾ الآيَةَ. ﴿ وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾".[13]

أيها الإخوة هذه بعض أهمية الأسماء والصفات والإيمان بها، ولذلك كان الثناء على الله بأسمائه الحسنى من أفضل أنواع الذكر، ولذلك أمر بها الله تعالى كما قال سبحانه: ﴿ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ﴾ [الأعراف: 180] فأصل التوحيد إثبات ما أثبته الله لنفسه، أو أثبته له رسوله من الأسماء الحسنى، ومعرفة ما احتوت عليه من المعاني الجليلة، والمعارف العظيمة، والتعبد بها ودعاؤه بها. فكل مطلب يطلبه العبد من ربه من أمور دينه ودنياه، فليتوسل إليه باسم مناسب له من أسماء الله الحسنى، فمن دعاه لحصول الرزق فليسأله باسمه الرزاق، ومن دعاه لحصول رحمة ومغفرة فباسمه الرحيم الرحمن البر الكريم العفو الغفور التواب ونحو ذلك.

وأفضل من ذلك أن يدعوه بأسمائه وصفاته دعاء العبادة، وذلك باستحضار معاني الأسماء الحسنى وتحصيلها في القلوب حتى تتأثر القلوب بآثارها ومقتضياتها، وتمتلئ بأجل المعارف.

إن التعبد بالأسماء والصفات حقيقة التوحيد: وذلك بأن يمتلئ القلب بأجلِّ المعارف باستحضار معاني الأسماء الحسنى والصفات العلى، ويتأثر القلب بآثارها ومقتضياتها ويدعو الله بها، فمثلاً:
أسماء (العظيم) و(الكبير) و(المتعال) و(المجيد) و(الجليل) تملأ القلب تعظيماً لله وإجلالاً له.

وأسماء (البر) و(الكريم) و(الجواد) و(المنان) و(الرحيم) و(الجميل) و(الودود) تملأ القلب حباً له وشوقاً إليه وحمداً له وشكراً.

وأسماء (العزيز) و(شديد العقاب) و(الجبار) و(القدير) تملأ القلب خضوعاً وانكساراً وذلاً وخوفاً ورهبةً منه سبحانه.

و أسماء (العليم) و(الخبير) و(السميع) و(البصير) و(الشهيد) و(الرقيب) و(الحسيب) تملأ القلب مراقبةً لله في الحركات والسكنات، وتؤدي بالعبد إلى أن يعبد الله كأنه يراه فإن لم يكن يراه فإنه يراه.

وأسماء (الغني) و(الغفور) و(التواب) و(المجيب) و(اللطيف) تملأ القلب افتقاراً إلى فضله ورجاءً لرحمته ورغبةً في منته.

نسأل الله أن يفتح لنا وللمسلمين أبواب هذا الخير الذي لا يوصف والسعادة التي لا تقارن، فإن ذلك لا يُنال إلا بفضله ورحمته.

أيها الإخوة!
إن معرفة الله بأسمائه وصفاته ومحبته ودعاؤه بها، والتعبد له بمقتضاها، هي جنة الدنيا التي من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة، لأن أعظم سعادة في الدنيا أن يعرف العبد ربه ويحبه ويتقرب منه، ومن لم يعرف الله كان من جملة الأموات، ولذلك لما ذكر الله نعيم أهل الجنة من السابقين إليها قال: ﴿ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ * فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ﴾ [الواقعة: 10 - 12]، فأول ما ذكر من نعيمهم قربهم منه سبحانه ذكر قربهم قبل أن يذكر الجنة وما أعد لهم فيها من الطعام والشراب والأزواج وباقي الملذات ، بل وختم نعيمهم أيضًا بنعيم معنوي حين قال: ﴿ لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا * إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا ﴾ [الواقعة: 25، 26]، فأعظم نعيم أهل الجنة قربهم من ربهم وتمتعهم بالنظر إلى وجهه الكريم وسماع كلامه ومعرفته ومحبته.

روى مسلم من حديث صُهَيْبٍ عَنِ النبي - صلى الله عليه وسلم - قَالَ "إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ - قَالَ - يَقُولُ اللَّهُ - تبارك وتعالى - تُرِيدُونَ شَيْئًا أَزِيدُكُمْ فَيَقُولُونَ أَلَمْ تُبَيِّضْ وُجُوهَنَا أَلَمْ تُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ وَتُنَجِّنَا مِنَ النَّارِ - قَالَ - فَيَكْشِفُ الْحِجَابَ فَمَا أُعْطُوا شَيْئًا أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنَ النَّظَرِ إِلَى رَبِّهِمْ - عز وجل -".[14] ومن انفتح له هذا الباب انفتح له باب التوحيد الخالص، والإيمان الكامل الذي لا يحصل إلا للكمل من الموحدين، وإثبات الأسماء والصفات هو الأصل لهذا المطلب الأعلى.[15]

فلا غرو ولا عجب أن يقول النبي صلى الله عليه وسلم كما في البخاري من حديث أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ "إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمَا مِائَةً إِلاَّ وَاحِدًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ".[16]

أيها الأحباب:
ذكر ابن أبي الدنيا في كتاب المجابين في الدعاء عن الحسن قال: كان رجل من أصحاب النبي من الأنصار يكنى أبا معلق وكان تاجراً بمال له ولغيره يضرب به في الآفاق، وكان ناسكاً ورعاً فخرج مرة فلقيه لص مقنع في السلاح، فقال له: ضع ما معك فإني قاتلك. قال: فما تريد إلا دمي فشأنك والمال، قال: أما المال فلي ولست أريد إلا دمك، قال: أما إذا أبيت فذرني أصلي أربع ركعات، قال: صلي ما بدا لك، فتوضأ ثم صلى أربع ركعات فكان من دعائه في آخر سجدة أن قال: يا ودود يا ذا العرش المجيد يا فعال لما تريد أسألك بعزك الذي لا يرام وبملكك الذي لا يضام وبنورك الذي ملأ أركان عرشك أن تكفيني شر هذا اللص، يا مغيث أغثني يا مغيث أغثني يا مغيث أغثني ثلاث مرات، فإذا هو بفارس أقبل بيده حربة قد وضعها بين أذني فرسه فلما بصر اللص أقبل نحوه فطعنه فقتله، ثم أقبل إليه فقال: قم، فقال: من أنت بأبي أنت وأمي فقد أغاثني الله بك اليوم؟ فقال: أنا ملك من أهل السماء الرابعة دعوت فسمعت لأبواب السماء قعقعة، ثم دعوت بدعائك الثاني فسمعت لأهل السماء ضجة، ثم دعوت بدعائك الثالث فقيل لي: دعاء مكروب فسألت الله أن يوليني قتله. قال الحسن: فمن توضأ وصلى أربع ركعات ودعا بهذا الدعاء استجيب له مكروباً كان أو غير مكروب[17]

أيها الإخوة!
إن السعادة والحياة الطيبة نصيب من تعرف على أسماء الله وصفاته فمن عايش الأسماء الحسنى والصفات العلى فهو في جنة الحياة الطيبة في الدنيا، ونعيم الجنة في الآخرة قال تعالى: "من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون" "فوا أسفاه وواحسرتاه كيف ينقضي الزمان وينفذ العمر والقلب محجوب ما شم لهذا رائحة وخرج من الدنيا كما دخل إليها وما ذاق أطيب ما فيها بل عاش فيها عيش البهائم وانتقل منها انتقال المفاليس فكانت حياته عجزا وموته كمدا ومعاده حسرة وأسفا اللهم فلك الحمد وإليك المشتكى وأنت المستعان وبك المستغاث وعليك التكلان ولا حول ولا قوة إلا بك"[18]

أفرأيتم - أيها الإخوة - إلى جميع هذه الخيرات والثمرات إنه لا يحصلها إلا من آمن بأسماء الله وصفاته أما من جحدها وأنكرها أو تأولها فهذا يحرم خيرها بل ربما هلك بسبب جحوده لها وذلك إذا جحدها على سبيل الإنكار كما فعل المشركون الذين قال الله - عز وجل - عنهم: ﴿ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ ﴾ فمن أنكر أسماء الله وصفاته كإنكار المشركين والكافرين كفر وأما الجزع والإنكار لها على سبيل التنزيه زعموا تجد الواحد من هؤلاء إذا قرأ آية: ﴿ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ ﴾، أو قرأ آية: ﴿ وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا ﴾ [الفجر: 22] قال: الله ليست له يدان، الله لا يجيء، ما أكذبك أأنت أعلم بالله من الله ومن رسوله الذي قرأها فأمرها وأقرها كما هي؟! وتلك - أيها الإخوة - طريق المنافقين والهالكين وأما أهل السنة فطريقتهم أن يثبتوا لله ما أثبته لنفسه وما أثبته له رسوله أعلم الخلق كلهم به جل جلاله قال تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ * رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ * رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ ﴾ [آل عمران: 7 - 9].

روى عبد الرزاق عن ابن عباس: أنه رأى رجلاً انتفض لما سمع حديثاً عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصفات - استنكاراً لذلك - فقال: ما فرق هؤلاء؟ يجدون رقة عند محكمه، ويهلكون عند متشابهه.[19]

نسأل الله أن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن، اللهم ارزقنا فرحة لا حزن بعدها، وارزقنا سعادة لا شقاء بعدها، اللهم أفض علينا رزقًا ليس بعده حاجة، واجعل يومنا العظيم هذا فاتحة لتحقيق أمانينا، وجلاء متاعبنا، واجعل اللهم القرآن والهدى والعلم في صميم قلوبنا.

اللهم أمرتنا فأطعناك ودعوتنا فأجبناك فاغفر لنا جدنا وهزلنا وما أنت أعلم به منا وارزقنا الإخلاص في الأقوال والأعمال، وحسن الفهم عنك وعن رسولك صلى الله عليه وسلم.

الدعاء


[1] أخرجه البخاري (6410)، ومسلم (2677).

[2] أخرجه أحمد في مسنده (3784)، وابن ماجه (3861)، وصححه الألباني في الصحيحة (198).

[3] بدائع الفوائد (1 / 177)، مكتبة نزار مصطفى الباز - مكة المكرمة.

[4] أخرجه أبو داود (1496) والترمذي (3478) وقال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح"، وحسنه الألباني في صحيح أبي داود (1343)، تخريج المشكاة (2991 / التحقيق الثاني).

[5] أخرجه أبو داود (985)، والترمذي (3475)، والنسائي (1301)، وابن ماجه (3857)، وأحمد (23091)، وصححه الألباني في صحيح أبي داود (1341).

[6] أخرجه البخاري (554)، ومسلم (633).

[7] أخرجه البخاري 1145، ومسلم 1808.

[8] تفسير الطبري - (18 / 270).

[9] تفسير ابن كثير - (5 / 273).

[10] أخرجه البخاري 1458، ومسلم 132.

[11] أخرجه البخاري 774.

[12] أخرجه البخاري 7375.

[13] أخرجه البخاري 7521.

[14] أخرجه مسلم 467.

[15] انظر: المنة شرح اعتقاد أهل السنة (ص 15- 22)، ثم (ص 68- 82)، يمتلئ قلبك إيمانًا.

[16] أخرجه البخاري 2736.

[17] الجواب الكافي ص 7.

[18] طريق الهجرتين 327.

[19] مصنف ابن أبي شيبة - (8 / 734).




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



 

[حجم الصفحة الأصلي: 95.48 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 92.67 كيلو بايت... تم توفير 2.81 كيلو بايت...بمعدل (2.94%)]