حمى الضنك والحميات المنتشرة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         معارج البيان القرآني ـــــــــــــ متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 7824 )           »          انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 51 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 859487 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 393859 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215985 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 83 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 62 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 62 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 63 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 61 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 31-08-2020, 04:01 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,062
الدولة : Egypt
افتراضي حمى الضنك والحميات المنتشرة

حمى الضنك والحميات المنتشرة
مراد باخريصة




عباد الله:
إن الله سبحانه وتعالى يقدر مقاديره على من يشاء من عباده فيصيب من يشاء ويبتلي من يريد ويقدر ما يشاء على من يشاء.

فلا راد لحكمه ولا مفر من قضائه ولا مغير لأمره ﴿ لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ﴾ [الأنبياء: 23] يقول الله سبحانه وتعالى ﴿ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ [التغابن: 11] ويقول: ﴿ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ﴾ [الحديد: 22].

لقد انتشر هذه الأيام في عدد من المحافظات والمديريات الساحلية حمى الضنك والحمى الفيروسية وما يتبعها من أنواع أخرى من الحميات وما يتسبب عن ذلك من انتشار لبعض الأمراض الأخرى كالملاريا وغيرها من الأمراض والقواصم التي يبتلي الله بها خلقاً من خلقه ويصرفها عمن يشاء.

يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه "إن الحمى من فَيح جهنم فأبردوها بالماء".

إن المسلم العاقل الرشيد يجب عليه أن يأخذ بالأسباب ويعمل الاحتياطات اللازمة ويدفع الشر عن نفسه وأهله بقدر المستطاع وفي نفس الوقت يؤمن أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطئه لم يكن ليصيبه.

فكم من أناس خذوا حذرهم وحاولوا تجنب أسباب هذه الحميات ومع ذلك أصيبوا بها وكم من بيوت دخلتها فمرت على بعض أفرادها دون البعض الآخر وكله أمر الله وقدره وحكمته وابتلاؤه لمن يشاء من عباده يقول الله سبحانه ﴿ وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [يونس: 107].

من الأسباب التي يجب علينا جميعاً التنبه لها والابتعاد عنها وهي الأسباب الرئيسية لانتشار هذه الحميات القضاء على الأماكن التي يتكاثر فيها البعوض الناقل لهذه الأمراض مثل تجمعات المياه الحلوة وتجمعات مياه الأمطار والمياه الراكدة التي تبقى على أسطح المنازل أو تستقر في بعض الأماكن بدون تصريف أو إزالة.

كذلك المجاري التي تطفح في كل مكان وتضر بالناس جميعاً والجميع إلا من رحم الله يتفرج عليها وكأننا لسنا نحن الضحية في النهاية.

كذلك من الأسباب رمي القمائم أجلكم الله في الشوارع والأماكن العامة وتركها لفترات طويلة تتجمع عليها الحشرات وتنتشر فيها القذارات ثم تكون سبباً في الفتك بنا والقضاء على صحتنا وصحة أبنائنا وأهلنا.

إن هذه الأسباب كلها تساهم في انتشار هذه الحمى وهذه تحتاج من الجميع التكاتف والتعاون في القضاء عليها فلن يجدي السكوت عنا شيئاً ولن يغنينا الاتكاء على أصحاب الصرف الصحي للقيام بواجبهم فالمسئولية اليوم مسئولية الجميع.

والكل مشارك في هذه الأسباب وربما يكون السبب الأكبر لانتشار هذه الحميات هو اللامبالاة والعشوائية التي يعيشها الكثير منا فكيف لا نكون جزء من المسئولية وتحمل التبعية وكيف نتنصل من المشاركة الفعلية في القضاء على أسباب انتشار هذه الحمى ونحن جزء من المشكلة.

تأملوا جيداً حديث النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين عندما قال «ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى عضواً تداعى له سائر جسده بالسهر والحمى».

لقد ربط النبي صلى الله عليه وسلم بين موضوع التعاون والتكاتف وموضوع الحمى بالذات لأن الحمى تصيب البدن أجمع ويستخن الجسم كله فالمطلوب هو التكاتف الكلي والمشاركة العامة للقضاء عليها لأنها تصيب الجسم قاطبة بدون استثناء وتتفاعل كل الخلايا في الجسم وتشارك في هذه الملحمة "ملحمة الحمى" فوجب التعاون العام والمشاركة الكلية والمجتمعية في تخليص الجسم والمجتمع من كل ضرر أو خطر يتعرض له.

وبدون التعاون والتكاتف لن يحققوا شيئاً ولن يصلوا إلى نتيجة ويبقى الأمر مجرد تشكي ونياح وبلبلة وصياح دون أن نفعل شيئاً في الواقع فضلاً عن أن نقضي على هذه الأمراض والحميات أو نكتفي بالتشكي والسباب وتبادل التهم وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن سب الحمى فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، دَخَلَ عَلَى أُمِّ السَّائِبِ أَوْ أُمِّ الْمُسَيِّبِ فَقَالَ: «مَا لَكِ؟ يَا أُمَّ السَّائِبِ أَوْ يَا أُمَّ الْمُسَيِّبِ تُزَفْزِفِينَ؟» قَالَتْ: الْحُمَّى، لَا بَارَكَ اللهُ فِيهَا، فَقَالَ: «لَا تَسُبِّي الْحُمَّى، فَإِنَّهَا تُذْهِبُ خَطَايَا بَنِي آدَمَ، كَمَا يُذْهِبُ الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ» » رواه مسلم.

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: ذكرت الحمى عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فسبها رجل، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لا تسبها؛ فإنها تنفي الذنوب كما تنفي النار خبث الحديد» رواه ابن ماجة وصححه الألباني في صحيح ابن ماجة.

يقول أبو هريرة - رضي الله عنه -: " مَا منْ مَرَضٍ يُصيبني أَحَبُّ إلىَّ من الحُمَّى، لأنها تدخل في كلِّ عضوٍ منِّى، وإنَّ الله سبحَانهُ يُعْطى كلَّ عضوٍ حظَّه مِن الأجرِ". [صحيح الأدب المفرد].

إن هذا هو واقعنا اليوم في منتدياتنا وملتقياتنا ومجموعاتنا على مواقع التواصل الاجتماعي الأغلب وللأسف هو من يسب وينوح ويتساءل أين دور الجهة الفلانية أين كذا وكذا والسؤال الموجه لكل واحد منا أين دورك؟ وما هي مسئوليتك تجاه هذه القضية المجتمعية والمرض المستشري؟.

شارك بتوجيه أو تكلم بنصيحة أو اعمل عملاً يسد هذه المشكلة أو يساهم في التخلص منها وادلوا بدلوك في حلها بدلاً من هذا السباب والتلاوم الذي ينتهي في بعض الأحيان إلى سب الحمى نفسها بشكل مباشر أو غير مباشر.

يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «الحمى من كير جهنم، فما أصاب المؤمن منها كان حظه من النار» رواه أحمد وحسنه محقق المسند.

ومما هو جدير بالذكر مع حديثنا عن انتشار حمى الضنك والحمى الفيروسية أن نعالجها بما أرشدنا به رسولنا صلى الله عليه وسلم عندما قال "فأبردوها بالماء" وفي بعض الروايات قال «فأطفئوها بالماء» وعن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذا حُمّ أحدكم فليشن عليه الماء البارد ثلاث ليال.. » والحديث صحيح في السلسلة الصحيحة.

فاسترشدوا بهذا العلاج النبوي واسلكوا الطب المحمدي الذي أتى به الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم من عند ربه جل وعلا ﴿وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾ [النجم: 3-4].
قلت ما سمعتم واستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم..
••••


الخطبة الثانية
مما يذكره الأطباء كعلاج لهذه الحمى أن ينال المريض الذي قدر الله عليه الإصابة بهذه الحمى وابتلاه بهذا الداء أن ينال قسطاً كافياً من الراحة والمكوث حتى يتماثل للشفاء..

وأن يكثر من شرب الماء والسوائل حتى يعوض السوائل المفقودة من أثر الحمى ويمنع الجفاف عن الأوردة ويعوض الدم النازف.

وعلى الجهات المعنية أن تعتني بهذا الشأن وتوليه مسؤوليتها بالرش بالمبيدات الحشرية وتثقيف الناس وتوجيههم نحو الحد من تكاثر البعوض وانتشار الأمراض والتخلص من المياه الراكدة على الإطارات والحاويات والمكيفات خاصة المياه العذبة ومنع الأطفال من الخروج في الملابس القصيرة التي تمكن البعوض من الوصول بسهولة إلى أجسادهم والفتك بهم.

كما أنه لا حاجة لتهويل الأمور زيادة عن الحد وتخويف الناس وبث القلق النفسي والإرهاب الصحي بينهم فإن هذه أمور متوقعة وأمراض مستشرية يقدرها الله وتنتشر بين فترة وأخرى يبتلي الله بها من يريد ويسلطها على من يشاء.

فالواجب هو أن نحذر منها ونأخذ بالأسباب للوقاية منها وندع القلق والتهويل والإحباط النفسي وأن نؤمن حق الإيمان بقول الله سبحانه وتعالى ﴿ قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴾ [التوبة: 51].
قل للطبيب تخطفته يد الردى
يا شافي الأمراض: من أرداكا؟

قل للمريض نجا وعوفي بعد ما
عجزت فنون الطب: من عافاكا؟

قل للصحيح يموت لا من علة
من بالمنايا يا صحيح دهاكا؟

قل للبصير وكان يحذر حفرة
فهوى بها من ذا الذي أهواكا؟

بل سائل الأعمى خطا بين الزَّحام
بلا اصطدام: من يقود خطاكا؟

قل للجنين يعيش معزولا بلا
راع ومرعى: ما الذي يرعاكا؟

قل للوليد بكى وأجهش بالبكاء
لدى الولادة: مالذي أبكاكا؟

وإذا ترى الثعبان ينفث سمه
فاسأله: من ذا بالسموم حشاكا؟

وأسأله كيف تعيش يا ثعبان أو
تحيا وهذا السم يملأ فاكا؟

هذي عجائب طالما أخذت بها
عيناك وانفتحت بها أذناكا!

والله في كل العجائب ماثل
إن لم تكن لتراه فهو يراكا؟

يا أيها الإنسان مهلا ما الذي
بالله جل جلاله أغراكا؟


حفظ الله الجميع وسلمنا الله وإياكم من كل شر ووقانا وإياكم كل مكروه.

صلوا وسلموا ...


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 59.21 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 57.49 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.90%)]