واجبنا نحو جنودنا والمرابطين - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         وما أدراك ما ناشئة الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          كف الأذى عن المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          انشراح الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          فضل آية الكرسي وتفسيرها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          المسارعة في الخيرات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          أمة الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          الصحبة وآدابها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          البلاغة والفصاحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          مختارات من كتاب " الكامل في التاريخ " لابن الأثير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          ماذا لو حضرت الأخلاق؟ وماذا لو غابت ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 31-08-2020, 04:00 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,095
الدولة : Egypt
افتراضي واجبنا نحو جنودنا والمرابطين

واجبنا نحو جنودنا والمرابطين


الشيخ محمد بن إبراهيم السبر





الحمد لله..
في وقت المواجهات والحروب، ومرابطة الجنود في الثغور، متصدين للأعداء تاركين الأهل والأبناء، يحتاج الجندي المسلم لدعم مجتمعه ووطنه بمساندته ومؤازرته ومراعاة أهله وتلمس حاجاتهم، لتزداد معنوياته، ويستمر ثباته، ويعود ظافراً بإحدى الحسنيين إما النصر وإما الشهادة..

وجنودنا وأبطالنا المرابطون على حدودنا الجنوبية يقومون بدفع فئة ضالة باغية فاسدة المعتقد تسلطت على إخواننا في اليمن وتطاولت على حدودنا وبلادنا فكان لابد لهذه العبث من أن يتوقف ولأظافر الشر من أن تُقلم، فجاءت عاصفة الحزم والعزم التي أعادت الأمور إلى نصابها..

إن هؤلاء الجنود وحرسَ الحدود في جهاد ورباط نسأل الله لهم الثبات والنصر ولجرحاهم الشفاء ولمن مات منهم الشهادة.

لقد حث ديننا الحنيف على التلاحم والترابط والتعاون بين أفراد المجتمع المسلم في الشدة والرخاء فقال تعالى: ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ﴾ [المائدة: 2]، وقال صلى الله عليه وسلم: " مَثَل المؤمنين في توادِّهم وتراحمهم وتعاطفهم مَثَل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسَّهَر والحمَّى" رواه مسلم، فالحياة تقوم في أساسها على التآخي بين الناس والتعاون والتعاضد، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه.

إن قيمة التكافل الاجتماعي وروح الجسد الواحد، بدت واضحةً وجليةً أول ما وطئت قدماه صلى الله عليه وسلم المدينة، فقد حرص على ترسيخ هذه القيمة بين المهاجرين والأنصار، وتطبيقها عملياً فها هو سعد بن الربيع يقاسم عبد الرحمن بن عوف أمواله، وغيرها من قصص المؤاخاة التي تمّت بين المهاجرين والأنصار، في المجتمع المدني الإسلامي التي تؤكّد بجلاء عمق هذا المعنى وما قدّمه الصحابة الأخيار رضي الله عنهم من صور التفاني والتضحية والإيثار على نحوٍ لم يحدث في تاريخ أمّةٍ من الأمم.

وقد أوصى الدين الإسلامي بالإحسان إلى الجار، وهؤلاء المرابطون هم من مجتمعنا وجيران لنا في أحيائنا وأبناؤهم في مدارسنا، ولهذا يجب على المسلم لجاره ما لا يجب على الإنسان البعيد منه في الدار، وحق الجار عظيم قال الله تعالى: ﴿ وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا ﴾ [النساء:36] إلى قوله: ﴿ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ ﴾، وقال عليه الصلاة والسلام: " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره " فيعامل أبناء وذوو الجنود المرابطين بحسن الخلق وبشاشة الوجه ورحابة الصدر وحُسن المنطق والتلطُّف والسؤال عن حالهم، حتى كأنك أبٌ لصغيرهم وأخٌ لمن يساويك وابنٌ لمن كان أكبر منك فأكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً.

إن العناية بالمرابطين وبما خلفوه من مال أو عيال هو من الأعمال الخيرة التي رتب عليها الشرع الحنيف الأجر والثواب بل وعظم الأجر في ذلك بأن من أخلف الغازي في أهله بخير فإن له مثل أجره لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً، فعن أبي عبد الرحمن زيد بن خالد الجهني -رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مَن خَلَفَ غازياً في سبيل الله بخيرٍ فقَدْ غزا ". رواه البخاري ومسلم.

وإخلافُ أهل المجاهدين، يكون بالنظر في شؤونهم والوقوف على حاجاتهم وهو من التعاون على البر والتقوى.

قال الإمام النووي رحمه الله: في شرح الحديث: " فقد غزا ": " أي: حصل له أجر بسبب الغزو، وهذا الأجر يحصل بكل جهاد، وسواء قليله وكثيره، ولكل خالف له في أهله بخير: من قضاء حاجة لهم وإنفاق عليهم، أو مساعدتهم في أمرهم، ويختلف قدر الثواب بقلة ذلك وكثرته " شرح مسلم 6 /372.

وهذا من فضل الله تبارك وتعالى على عباده أن جعل لهم هذا الأجر العظيم، بأن من جهز غازياً في سبيل الله أو خلف أهله بخير بإصلاح حالهم، وحمايتهم، ونصرتهم. فقد غزا.

قال القرطبي رحمه الله: " القائم على مال الغازي وعلى أهله نائب عن الغازي في عمل لا يتأتى للغازي غزوه إلا بأن يُكفى ذلك العمل، فصار كأنه يباشر معه الغزو، فليس مقتصراً على النية فقط، بل هو عامل في الغزو، ولما كان كذلك كان له مثل أجر الغازي كاملاً ". تفسير القرطبي 8 /136.

فإعانة الغازي على وجهين: أن يعينه في رحله، ومتاعه، وسلاحه. والثاني: أن يعينه في كونه خلفاً عنه في أهله؛ لأن هذا من أكبر العون، ولما خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم علياً رضي الله عنه في أهله في غزوة تبوك، فقال: يا رسول الله، أتدعني مع النساء والصبيان، فقال له: " أما ترضى أن تكون منِّي بمنزلة هارون من موسى غَيْر أنه لا نبي بعدي" يعني أن أخلفك في أهلي، كما خلف موسى هارون في قومه، حينما ذهب إلى ميقات ربه.

والقاعدة العامة: أن من أعان شخصاً في طاعة من طاعة الله كان له مثل أجره، من غير أن ينقص من أجره شيئاً".

بتصرف من شرح رياض الصالحين لابن عثيمين 4 /453-455.

وبعد عباد الله:

فإنّ إخواننا المرابطين وجنودنا المجاهدين على حدودنا وثغورنا الجنوبية في جازان ونجران يحتاجون منا وقفات مباركة، ودعمهم معنوياً، والوقوف معهم ونصرتهم، والدعاء لهم بالنصر والثبيت، وإخلاف أهلهم بخير، وتفقد أحوالهم، وإعانتهم، ليحصل الأجر الموعود في حديث الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم.

إن الواجب إزاء المرابطين عظيم والكفل كبير على العلماء وطلبة العلم والدعاة والخطباء والإعلاميين في بيان فضلهم وفضل الرباط والشهادة وبث الرسائل التشجيعية لهم ولأسرهم، ومحاضنُ التربية والتعليم لها دورها مع أبناء المرابطين في المدارس والمعاهد والجامعات، ومؤسسات المسؤولية الاجتماعية مع الأرامل والأيتام بقضاء الديون وسد الخلات.

نصر الله إخواننا، ودحَرَ المعتدين، وجعل هذا البلد آمنا مطمئناً وسائر بلاد المسلمين، وأستغفر الله لي ولكم..

•••••

الخطبة الثانية

الحمد لله وكفى، وسمع الله لمن دعا، وبعد فاتقوا الله عباد الله حق التقوى، وأعلموا أن إخواننا المرابطين على ثغر للإسلام عظيم وعمل في الدين قويم، فهم اليوم حماة أرض الحرمين وحراس الأمن، وأجر المرابط عظيم، قال تعالى:﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [آل عمران: 200]، وقال صلى الله عليه وسلم: " رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها وموضع سوط أحدكم في الجنة خير من الدنيا وما عليها "رواه البخاري، وقال أيضا: " رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامهوإن مات فيه جرى عليه عمله الذي كان يعمل وأجري عليه رزقه وأمن الفتان" رواه مسلم.

ومقام المرابطين في الذود عن بلاد الحرمين إذا أخلصوا لربهم خير لهم من الإقامة في مكة والمدينة، وقد نقل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمهالله إجماع العلماء على أن إقامة الرجل بأرض الرباط مرابطا أفضل من إقامته بمكةوالمدينة وبيت المقدس، ولهذا قال أبو هريرة رضي الله عنه: " لأن أرابط ليلة في سبيل الله أحب إلي من أن أقوم ليلة القدر عند الحجر الأسود "، وسئل الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله أيهما أحب إليكالإقامة بمكة أم الرباط في الثغور ؟ فقال: الرباط أحب إلي.

اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واحفظنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وانصر جنودنا المرابطين وثبتهم وردهم سالمين غانمين، ياقوي يا عزيز.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.81 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.09 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (3.32%)]