فضل صلاة الجماعة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         وما أدراك ما ناشئة الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          كف الأذى عن المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          انشراح الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          فضل آية الكرسي وتفسيرها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          المسارعة في الخيرات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          أمة الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          الصحبة وآدابها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          البلاغة والفصاحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          مختارات من كتاب " الكامل في التاريخ " لابن الأثير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          ماذا لو حضرت الأخلاق؟ وماذا لو غابت ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30-08-2020, 03:59 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,095
الدولة : Egypt
افتراضي فضل صلاة الجماعة

فضل صلاة الجماعة


د. محمد بن عبدالله بن إبراهيم السحيم





إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره. ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا. من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.



أما بعد، ﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ﴾ [النساء: 1].



أيها المؤمنون، فضائل الأعمال علم شريف، تنافس في طلبه ذوو الهمم العالية؛ حين أدركوا أنه سبيل الفضائل، وحاديها، والباعث إليها. وصلاة الجماعة من العبادات التي أولاها الشرع رعايته، وأغدق عليها فضله، من حين العزم عليها إلى القفول منها. خطاها محسوبة بثلاث: حسنة تكتب، وسيئة تكفر، ودرجة في الجنة ترفع. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صَلاَةُ الرَّجُلِ فِي الجَمَاعَةِ تُضَعَّفُ عَلَى صَلاَتِهِ فِي بَيْتِهِ، وَفِي سُوقِهِ، خَمْسًا وَعِشْرِينَ ضِعْفًا، وَذَلِكَ أَنَّهُ: إِذَا تَوَضَّأَ، فَأَحْسَنَ الوُضُوءَ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى المَسْجِدِ، لاَ يُخْرِجُهُ إِلَّا الصَّلاَةُ، لَمْ يَخْطُ خَطْوَةً، إِلَّا رُفِعَتْ لَهُ بِهَا دَرَجَةٌ، وَحُطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَة " رواه البخاري.



وذلك ما جعل النبي صلى الله عليه وسلم يحث بني سلمة على الإبقاء في مكانهم وعدم التحول عنه، روى مسلم عن جابر بن عبدالله - رضي الله عنهما - أنه قال: خلت البقاع حول المسجد، فأراد بنو سلمة أن ينتقلوا إلى قرب المسجد، فبلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال لهم: «إنه بلغني أنكم تريدون أن تنتقلوا قرب المسجد»، قالوا: نعم، - يا رسول الله - قد أردنا ذلك، فقال: «يا بني سلمة، ديارَكم تكتب آثارُكم، ديارَكم تكتب آثارُكم». وكتابة تلك الخطى تشمل الإياب من المسجد كما شملت مجيئه، قال أبي بن كعب - رضي الله عنه -: كان رجل لا أعلم رجلا أبعد من المسجد منه، وكان لا تخطئه صلاة، فقيل له: أو قلت له: لو اشتريت حمارا تركبه في الظلماء، وفي الرمضاء، قال: ما يسرني أن منزلي إلى جنب المسجد؛ إني أريد أن يكتب لي ممشاي إلى المسجد، ورجوعي إذا رجعت إلى أهلي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قد جمع الله لك ذلك كله» رواه مسلم. ولأجل مكاثرة الفضل كان بعضهم يقارب بين خطاه إلى المسجد، قال ثابت البناني: كنت أمشي مع أنس بن مالك، وقد أقيمت الصلاة فجعل يقرب خطاه، فقال: ألا تسألني لم أفعل هذا؟ قال: ولم تفعله؟ قال: ليكون أكثر لخطانا.



عباد الله، وبمناقلة الخطى إلى صلاة الجماعة يهيئ الله - سبحانه - كرامة الضيافة في الجنة، قال النبي صلى الله عليه وسلم، «من غدا إلى المسجد، أو راح، أعد الله له في الجنة نزلا، كلما غدا، أو راح» رواه مسلم. وفرح الله بالقادم إلى صلاة المسجد من تحف الكرامة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يتوضأ أحدكم فيحسن وضوءه ويسبغه، ثم يأتي المسجد لا يريد إلا الصلاة فيه، إلا تبشبش الله إليه كما يتبشبش أهل الغائب بطلعته» رواه أحمد وصححه ابن خزيمة. والقادم إلى المسجد للصلاة قد ضمن الله إحدى غنيمتين، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " ثلاثة كلهم ضامن على الله عز وجل "، وذكر منهم: "رجل راح إلى المسجد، فهو ضامن على الله حتى يتوفاه فيدخله الجنة، أو يرده بما نال من أجر وغنيمة" رواه أبو داود وصححه الألباني. والمشي إلى صلاة الجماعة من أسباب هناء العيش وحسن الخاتمة، قال النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أتاني ربى عز وجل الليلة في أحسن صورة - يعني في النوم -... فقال: يا محمد! هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: نعم، يختصمون في الكفارات والدرجات، قال: وما الكفارات والدرجات؟ قال: المكث في المساجد، والمشي على الأقدام إلى الجمعات، وإبلاغ الوضوء في المكاره، ومن فعل ذلك عاش بخير، ومات بخير، وكان من خطيئته كيوم ولدته أمه " رواه أحمد وصححه الألباني. وصلاة الجماعة الواجبة فاقت صلاة المنفرد بسبع وعشرين ضعفاً كما صح ذلك عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال سعيد بن المسيب: «من حافظ على الصلوات الخمس في جماعة فقد ملأ البر والبحر عبادة». والعصمة من الشيطان من بركات صلاة الجماعة، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ما من ثلاثة في قرية ولا بدو لا تقام فيهم الصلاة إلا قد استحوذ عليهم الشيطان؛ فعليك بالجماعة؛ فإنما يأكل الذئب القاصية» قال السائب: يعني بالجماعة: الصلاة في الجماعة. (رواه أبو داود وحسنه الألباني).



عباد الله، لأجل تلك الفضائل وغيرها لم تسقط صلاة الجماعة حال الخوف إن أمكن أداؤها، ولم يعذر النبي -صلى الله عليه وسلم - الأعمى الذي جاء يستأذنه في ترك الجماعة متذرعاً بكف بصره مع عدم وجود المرشد الذي يأخذ بيده كما روى مسلم. ولأجلها كان السلف الصالح يعنون بشأن صلاة الجماعة أيما عناية! قال سعيد بن المسيب: " ما فاتتني التكبيرة الأولى منذ خمسين سنة، وما نظرت في أقفية الناس منذ خمسين سنة "، يعني في صلاة الجماعة. وكان سعيد بن عبدالعزيز التنوخي إذا فاتته صلاة الجماعة بكى. وقال القاضي ابن سماعة: "مكثت أربعين سنة لم تفتني التكبيرة الأولى إلا يوما واحدا ماتت فيه أمي فاتتني صلاة الجماعة". وقال قاضي الشام سليمان بن حمزة المقدسي: "لم أصل الفريضة منفردًا إلا مرتين وكأني لم أصلهما قط" مع أنه قارب التسعين! و أتى ميمون بن مهران المسجد فقيل له: إن الناس قد انصرفوا، فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون! لفضل هذه الصلاة أحب إلي من ولاية العراق. وكان الربيع بن خثيم يقاد إلى الصلاة وبه الفالج فيقال له: يا أبا يزيد، قد رُخِّص لك، قال: إني أسمع حي على الصلاة حي على الفلاح؛ فإن استطعتم أن تأتوها ولو حبواً. وقال مخلد بن الحسين: "كان بالبصرة رجل يقال له شداد أصابه الجذام فانقطع فدخل عليه عواده فقالوا: كيف تجدك؟ قال: بخير؛ ما فاتني حزبي من الليل منذ سقطت. وما بي إلا أني لا أقدر على أن أحضر صلاة الجماعة".

♦ ♦ ♦



الخطبة الثانية

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول لله.

وبعد، فاعلموا أن أحسن الحديث كتاب الله..



أيها المؤمنون، إن صلاة الجماعة من العلامات الفارقة التي كان يستدل بها الصحابة - رضي الله عنهم - على الإيمان والنفاق، يقول عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه -: " «من سره أن يلقى الله غداً مسلماً، فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن، فإن الله شرع لنبيكم صلى الله عليه وسلم سنن الهدى، وإنهن من سنن الهدى، ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته، لتركتم سنة نبيكم، ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم، وما من رجل يتطهر فيحسن الطهور، ثم يعمد إلى مسجد من هذه المساجد، إلا كتب الله له بكل خطوة يخطوها حسنة، ويرفعه بها درجة، ويحط عنه بها سيئة، ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق، ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف» رواه مسلم.




أيها المسلمون، ما كان لصلاة الجماعة أن تتبوأ هذا النزل العلي في ميزان الشرع إلا لعظم أثرها في صلاح الفرد والمجتمع؛ فعظموا ما عظّم الله، واقدروا قدره، وتواصوا بذلك، ﴿ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾ [الحج: 32].



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.08 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.36 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (3.24%)]