العناية الإلهية بخير البرية (2) في عالم الشهادة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الأمل اكسير الحياة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          التربية بالقدوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الشباب وصناعة التغيير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          مطامع اليهود في الأردن!! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          كشمير - كشمير السملمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          كتب لابُدَّ من قراءتها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          بطولات إنكار الذات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          التعبئة الروحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          تأملات في سورة الفاتحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          المسجد الأقصى أم هيكل اليهود؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29-08-2020, 04:21 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,112
الدولة : Egypt
افتراضي العناية الإلهية بخير البرية (2) في عالم الشهادة

العناية الإلهية بخير البرية (2) في عالم الشهادة
السيد مراد سلامة






عناصر الخطبة:
1- حفظ الله - تعالى - نشأة نبيه صلى الله عليه وسلم.
2-وطهر قلبه وشق صدره صلى الله عليه وسلم.
3-صان بلده به صلى الله عليه وسلم.
4-حمايته من محاولات اغتياله صلى الله عليه وسلم.

الأدلة والبيان
الحمد لله الذي أعطى الأمان لمن شكر سبحانه سبحانه رب عظيم قد على فوق الخلاق واقتدر سبحانه سبحانه عنت الوجوه لجاهه واستسلمت فطر الحياة لأمره لما أمر.

فأتم فيض نعيمه للمؤمنين العاملين لدينهم جنات عدن عزها نور الجلال أفاءه أمر الذي في كل أمر قد أمر.

وأضاف من مدد الخلود ما غاب عن وعي المسامع والبصر من كل فيض ناعم يسمو على كل الفكر ويفوق كل تصور عرفته أذهان البشر.

وأشهد أن لا إله إلا الله واحد أحد فرد صمد لا شريك له في ملكه ولا سند.

سبحانه سبحانه جعل الحياة مطية مطواعة للمؤمنين المحسنين لأنهم قد وحدوا الله العظيم المقتدر ومشوا على درب الهدي لما بدى في المبتدى نور الذي أحيا الفطر وأشهد أن محمدا شمس الحقائق وضياها ولفظ الرسالة ومعناها ومرآة العلوم ومجلاها ضيف السموات وإمام مصلاها، اصطفاه الله من بحر لا يخاف قدره ومن شجر لا يخلف ثمره، فغسل به من الكفر وجوها مسودة وألان به لتقى قلوبا مشتدة، وجعله للدين ظَهِيرا و ظَهر، وللحق ظهيرة وظُهرا فكف به كف الظلم، ورفع به لواء السلم، وزين به سماء العلم، وجعله لمن في السماء إماما ولمن في الأرض سلاما وللدنيا بشيرا نذيرا.

أما بعد:
أمة الإسلام: فها هو مولد النور قد أشرق لتراجع البشرية سيرها تصحح مسارها وتقتدي بنبيها - صلى الله عليه و سلم - الذي حاطته العناية الربانية في عالم الشهادة مذ ولادته - صلى الله عليه و سلم - وحتى لحق بالرفيق.

فهيا أيها الآباء لنرى عناية اللطيف وحفظ الحفيظ سبحانه تعالى بنبينا - صلى الله عليه و سلم - أحباب رسول الله ومن عناية الله تعالى بنبيه - صلى الله عليه وسلم - العناية به في عالم الشهادة.

العناية به في عالم الشهادة:
1 - حفظ الله تعالى نشأة نبيه - صلى الله عليه وسلم -.
فلم يسجد لصنم ولم يأكل ما ذبح على النصب ولا ارتكب فاحشة.

عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: حَدَّثَنِي جَارٌ لِخَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ - رضي الله عنها - أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ يَقُولُ لِخَدِيجَةَ: " أَيْ خَدِيجَةُ، وَاللهِ لَا أَعْبُدُ اللَّاتَ أَبَدًا، وَاللهِ لَا أَعْبُدُ الْعُزَّى أَبَدًا "، قَالَ: فَتَقُولُ خَدِيجَةُ: خَلِّ اللَّاتَ، خَلِّ الْعُزَّى، قَالَ: وَكَانَتْ صَنَمَهُمْ الَّتِي كَانُوا يَعْبُدُونَ ثُمَّ يَضْطَجِعُونَ.."[1]

ومما يدل عباد الله على لم يأكل مما ذبح على النصب ما أخرجه البخاري عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ: لَقِيَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - زَيْدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ بِأَسْفَلِ بَلْدَحٍ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - الْوَحْيُ، فَقُدِّمَتْ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - سُفْرَةٌ، فَأَبَى زَيْدٌ أَنْ يَأكُلَ مِنْهَا، ثُمَّ قَالَ: إِنِّي لَسْتُ آكُلُ مِمَّا تَذْبَحُونَ عَلَى أَنْصَابِكُمْ، وَلَا آكُلُ إِلَّا مَا ذُكِرَ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ وَكَانَ زَيْدٌ يَعِيبُ عَلَى قُرَيْشٍ ذَبَائِحَهُمْ، وَيَقُولُ: الشَّاةُ خَلَقَهَا اللهُ، وَأَنْزَلَ لَهَا مِنْ السَّمَاءِ الْمَاءَ، وَأَنْبَتَ لَهَا مِنْ الْأَرْضِ، ثُمَّ تَذْبَحُونَهَا عَلَى غَيْرِ اسْمِ اللهِ؟ - إِنْكَارًا لِذَلِكَ وَإِعْظَامًا لَهُ -.

حفظ الله تعالى ان تبدو عورته - صلى الله عليه وسلم - عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: لَمَّا بُنِيَتِ الْكَعْبَةُ ذَهَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَبَّاسٌ يَنْقُلَانِ الْحِجَارَةَ، فَقَالَ عَبَّاسٌ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اجْعَلْ إِزَارَكَ عَلَى رَقَبَتِكَ مِنَ الْحِجَارَةِ فَفَعَلَ فَخَرَّ إِلَى الْأَرْضِ، وَطَمَحَتْ عَيْنَاهُ إِلَى السَّمَاءِ، ثُمَّ قَامَ فَقَالَ: «إِزَارِي إِزَارِي»، فَشُدَّ عَلَيْهِ إِزَارُهُ."[2]

2- وطهر قلبه وشق صدره - صلى الله عليه وسلم -.
ومن عناية الله تعالى بنبيه - صلى الله عليه وسلم - أنه طهر قلبه ونقاه فشق صدره وغسله بماء زمزم وإخراج حظ الشيطان من قلبه.

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، " أَتَاهُ جِبْرِيلُ وَهُوَ يَلْعَبُ مَعَ الصِّبْيَانِ، فَأَخَذَهُ فَصَرَعَهُ، فَشَقَّ عَنْ قَلْبِهِ، فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ عَلَقَةً، فَقَالَ: هَذَا حَظُّ الشَّيْطَانِ مِنْكَ، قَالَ: فَغَسَلَهُ فِي طَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ بِمَاءِ زَمْزَمَ ثُمَّ لَأَمَهُ ثُمَّ أَعَادَهُ فِي مَكَانِهِ " قَالَ: وَجَاءَ الْغِلْمَانُ يَسْعَوْنَ إِلَى أُمِّهِ، يَعْنِي ظِئْرَهُ، فَقَالُوا: إِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ قُتِلَ، فَأَقْبَلَتْ ظِئْرُهُ تُرِيدُهُ فَاسْتَقْبَلَهَا رَاجِعًا وَهُوَ مُنْتَقِعُ اللَّوْنِ قَالَ أَنَسٌ: وَقَدْ كُنَّا نَرَى أَثَرَ الْمِخْيَطِ فِي صَدْرِهِ "[3]

قال الحافظ: (وجميع ما ‏ورد من شق الصدر واستخراج القلب وغير ذلك من الأمور الخارقة للعادة مما يجب ‏التسليم له دون التعرض لصرفه عن حقيقته لصلاحية القدرة فلا يستحيل شيء من ذلك).

وقال عبد العزيز اللمطي في نظمه قرة الأبصار في سيرة المشفع المختار:‏
وشق صدر أكرم الأنام
وهو ابن عامين وسدس العام

وشق للبعث وللإسراء
أيضاً كما قد جاء في الأنباء


3 - و صان بلده به - صلى الله عليه وسلم -.
فدرأ العذاب عنهم لكونه - صلى الله عليه وسلم - منها فقال - جل ذكره -: ﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾ [الأنفال: 33].

أي: وما كان من سنة الله تعالى، ولا من مقتضى رحمته وحكمته أن يعذبهم وأنت الرسول موجود مقيم فيهم؛ لأنه إنما أرسلك رحمة ونعمة، لا عذابا ونقمة، فإنك ما دمت فيهم، فهم في مهملة من العذاب الذي هو الاستئصال مع أنه قد جرت سنته أيضا أن لا يعذب أمثالهم من مكذبي الرسل وهم بين أظهرهم، بل كان يخرج الرسل أولا، كما حدث لهود، وصالح، ولوط، وقرأ أبو السمال: {وما كان ليعذبهم} بفتح اللام، وهي لغة غير معروفة ولا مستعملة في القرآن.

4- حمايته من محاولات اغتياله - صلى الله عليه وسلم -.
ومن صور حماية الله لنبيه صلى الله عليه وسلم كثيرة، منها أن قريشاً اجتمعت في الحِجر، فتعاقدوا باللاتِ والعزى ومناة الثالثةِ الأخرى، لو قد رأينا محمداً، قمنا إليه قيام رجل واحد، فلم نفارقْه حتى نقتلَه.

فأقبلت ابنته فاطمة رضي الله تعالى عنها تبكي، حتى دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: هؤلاء الملأ من قريش قد تعاقدوا عليك، لو قد رأوك لقد قاموا إليك فقتلوك، فليس منهم رجل إلا قد عَرف نصيبه من دمك.

فقال: ((يا بنية، أريني وَضوءاً)) فتوضأ، ثم دخل عليهم المسجد، فلما رأوه قالوا: ها هو ذا. وخفضوا أبصارهم، وسقطت أذقانهم في صدورهم، وعقِروا في مجالسهم، فلم يرفعوا إليه بصراً، ولم يقم إليه منهم رجل.

فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قام على رؤوسهم، فأخذ قبضة من التراب، فقال: ((شاهت الوجوه)) ثم حصَبهم بها، يقول ابن عباس: فما أصاب رجلاً منهم من ذلك الحصى حصاةً إلا قُتل يوم بدر كافراً. [4]

أقول هذا القول، وأستغفر الله العظيم الكريم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب؛ فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما.

أما بعد:
محاولة فرعون هذه الأمة من النيل من خير البرية - صلى الله عليه وسلم -.

فها هو أبو جهل فرعون هذه الأمة فقد رام أيضاً قتل النبي صلى الله عليه وسلم، حين أقبل يختال ذات يوم في جنبات مكة و قد اعلنها صريحة مدوية بإصراره على إيذاء النبي - صلى الله عليه وسلم- عن أبي هريرة قال قال أبو جهل هل يعفر محمدٌ وجهه بين أظهركم قال فقيل نعم فقال واللات والعزى لئن رأيته يفعل ذلك لأطأن على رقبته أو لأعفرن وجهه في التراب قال فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي زعم ليطأ على رقبته قال فما فجئهم منه إلا وهو ينكص على عقبيه ويتقي بيديه قال فقيل له مالك قال إن بيني وبينه لخندقاً من نار وهولاً وأجنحة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو دنا مني لتخطفته الملائكة عضواً عضواً قال فأنزل الله عز وجل لا ندري أفي حديث أبي هريرة أم شيء بلغه ﴿ كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى * إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى * أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى * عَبْدًا إِذَا صَلَّى * أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى * أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى * أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى * أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى * كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ * نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ * فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ * سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ * كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ ﴾ [العلق: 6 - 19] العلق وأمره بما أمره به زاد محمد بن عبد الأعلى عن المعتمر (فليدع ناديه) يعني قومه ً)). [5]

قال النووي: "ولهذا الحديث أمثلة كثيرة في عصمته صلى الله عليه وسلم من أبي جهل وغيرِه، ممّن أراد به ضرراً، قال اللّه تعالى: ﴿ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ﴾ [المائدة: 67][6]

الحراسة الملائكية لصفوة البشرية - صلى الله عليه وسلم -.
وكما حفظت الملائكة النبي صلى الله عليه وسلم من أبي جهل، فقد تنزلت لحمايته يوم أُحد، حين أطبق عليه المشركون، وتفرق عنه أصحابه منهزمين، ففي الصحيحين يقول سعدُ بن أبي وقاص رضي الله عنه: (رأيت عن يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن شماله يوم أُحدٍ رجُلَين، عليهما ثيابٌ يَيَاض، ما رأيتهما قبلُ ولا بعد). يعني جبريلَ وميكائيلَ عليهما السلام.[7]

قال النووي: "فيه بيان كرامةِ النبي صلى الله عليه وسلم على الله تعالى، وإكرامِه إياه بإنزال الملائكة تقاتل معه، وبيانُ أن الملائكة تقاتِل، وأن قتالَهم لم يَختصَّ بيوم بدر" [8]

أراد قتل سيد الرجال فهداه الكبير المتعال.
عن عروة بن الزبير قالا لما رجع وفد المشركين إلى مكة أقبل عمير بن وهب الجمحي حتى جلس إلى صفوان بن أمية في الحجر فقال صفوان: قبح العيش بعد قتلى بدر.

قال: أجل والله ما في العيش خير بعدهم ولولا دين علي لا أجد له قضاء وعيال لا أدع لهم شيئا لرحلت إلى محمد فقتلته إن ملأت عيني منه إن لي عنده علة أعتل بها أقول قدمت على ابني هذا الأسير ففرح صفوان بقوله وقال: علي دينك وعيالك أسوة عيالي في النفقة لا يسعني شيء ويعجز عنهم فحمله صفوان وجهزه وأمر بسيف عمير فصقل وسم وقال عمير لصفوان اكتمني أياما فأقبل عمير حتى قدم المدينة فنزل بباب المسجد وعقل راحلته وأخذ السيف فعمد إلى رسول الله-صلى الله عليه وسلم -فدخل هو وعمر بن الخطاب-رضي الله عنه-فقال رسول الله-صلى الله عليه وسلم -لعمر تأخر.

ثم قال:" ما أقدمك يا عمير؟
قال: قدمت على أسيري عندكم
قال:" اصدقني ما أقدمك"؟
قال: ما قدمت إلا في أسيري
قال: "فماذا شرطت لصفوان بن أمية في الحجر"؟
ففزع عمير وقال: ماذا شرطت له؟
قال:" تحملت له بقتلي على أن يعول بنيك ويقضي دينك والله حائل بينك وبين ذلك.

قال عمير: أشهد أنك رسول الله إن هذا الحديث كان بيني وبين صفوان في الحجر لم يطلع عليه أحد غيري وغيره فأخبرك الله به فآمنت بالله ورسوله ثم رجع إلى مكة فدعا إلى الإسلام فأسلم على يده بشر كثير [9]

وهكذا نجى الله نبيه وحبيبه من كيد عميرٍ وصفوان، فلم يجدْ عميرٌ أمام هذه المعجزة الباهرة والآية القاهرة إلا أن يشهد للنبي صلى الله عليه وسلم بالنبوة، وللرب الذي حماه بالوحدانية.

أنطق الله ذراع الشاة حماية لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
أمة الإسلام: و من صور الحماية والعناية الربانية بصفوة البشرية- صلى الله عليه وسلم- أن اليهود قتلت الأنبياء حاولوا قتله اكثر من مرة فلم يفلحوا ولم ينجحوا و من تلك المحاولات محاولة تلك اليهودية سمه- صلى الله عليه وسلم-.

عن أبي هريرة: أن يهودية أهدت للنبي صلى الله عليه وسلم شاة مصلية فأكل منها ثم قال: (أخبرتني أنها مسمومة) فمات بشر بن البراء منها فأرسل إليها فقال: (ما حملك على ما صنعت؟) قالت: أردت أن أعلم إن كنت نبيا لم يضرك وإن كنت ملكا أرحت الناس منك فأمر بها فقتلت)).[10]

أسال الله جل وعلا أن يرزقنا وإياكم العلم النافع وأن يفقهنا وإياكم في الدين وأن يحفظنا وإياكم من الفتن ما ظهر منها وما بطن إنه على كل شيء قدير.

اللهم استرنا ولا تفضحنا وأكرمنا ولا تهنا وكن لنا ولا تكن علينا اللهم لا تدع لأحد منا في هذا المقام الكريم ذنبا إلا غفرته ولا مريضا إلا شفيته ولا دينا إلا قضيته، ولا هما إلى فرجته، ولاميتا إلا رحمته، ولا عاصيا إلا هديته، ولا طائعا إلا سددته، ولا حاجة هي لك رضا ولنا فيها صلاح إلا قضيتها يا رب العالمين.
اللهم اجعل جمعنا هذا جمعا مرحوما، وتفرقنا من بعده تفرقا معصوما ولا تجعل فينا ولا منا ولا معنا شقيا أو محروما.
اللهم اهدنا واهد بنا واجعلنا سببا لمن اهتدى.
اللهم إن أردت بالناس فتنة فاقبضنا إليك غير خزايا ولا مفتونين ولا مغيرين ولا مبدلين برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم احمل المسمين الحفاة واكسوا المسلمين العراة وأطعم المسلمين الجياع.
اللهم لا تحرم مصر من الأمن والأمان.
اللهم لا تحرم مصر من التوحيد والموحدين برحمتك يا أرحم الراحمين.

أحبتي في الله..
هذا وما كان من توفيق فمن الله وما كان من خطأ أو سهو أو زلل أو نسيان فمني ومن الشيطان والله ورسوله منه براء وأعوذ بالله أن أكون جسرا تعبرون عليه إلى الجنة ويلقى به في جهنم ثم أعوذ بالله أن أذكركم به وأنساه.

وصلّ اللهم وسلم وزد وبارك على محمد صلى الله عليه وسلم.

وأقم الصلاة.


[1] (أخرجه أحمد ) 17976، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح.

[2] أخرجه أحمد 3/ 295و380، والبخاري [3829].

[3] أخرجه مسلم (162) (261).

[4] [رواه أحمد في المسند ح (2757) والحاكم في مستدركه (3/ 170)، وصححه الهيثمي في مجمع الزوائد (8/ 228)].

[5] [رواه مسلم ح (2797)].

[6] [شرح مسلم على صحيح النووي (17/ 140)].

[7] [شرح صحيح مسلم (15/ 66)].

[8] [شرح صحيح مسلم (15/ 66)].

[9] [رواه الطبراني في معجمه الكبير ح (117)، وابن هشام في السيرة (3/ 213)].

[10] [رواه أبو داود ح (4510)، والحديث أصله في البخاري ح (2617)، ومسلم ح (2190)].



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 68.42 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 66.70 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.51%)]