توقير الناس واحترامهم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         وما أدراك ما ناشئة الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          كف الأذى عن المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          انشراح الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          فضل آية الكرسي وتفسيرها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          المسارعة في الخيرات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          أمة الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          الصحبة وآدابها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          البلاغة والفصاحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          مختارات من كتاب " الكامل في التاريخ " لابن الأثير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          ماذا لو حضرت الأخلاق؟ وماذا لو غابت ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29-08-2020, 04:14 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,095
الدولة : Egypt
افتراضي توقير الناس واحترامهم

توقير الناس واحترامهم


أحمد عماري





الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه. وبعد:
إخوتي الكرام؛ مرة أخرى مع خلق الوقار؛ ذلكم الخلق العظيم الذي تشتد الحاجة إليه في هذا الزمان، الذي كثرت فيه المحن والفتن، والهجر والقطيعة، والصراعات والنزاعات. وإنّ مِنَ الوقار الذي نحتاج إليه: الوقار مع الناس.

نحتاجُ إلى أن نتخَلقَ بخُلقِ الوَقارِ مع الناس أجمعين، فنحنُ في زَمنٍ لا يُوقر فيه الصغيرُ الكبيرَ، ولا الكبيرُ الصغيرَ، لا تُوَقر فيه الأنفسُ ولا الأعراض ولا الأموال.

فلقد خلق الله البشر؛ لا ليتصارعوا ويتقاتلوا، ولا ليتهاجروا ويتدابروا، وإنما ليتعاونوا ويتآزروا، ويتناصحوا ويتعارفوا. قال سبحانه: ﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾ [الحجرات: 13].

ومن توقير الناس واحترامِهم: عدَمُ التكبّر والاستعلاءِ عليهم؛ فالمؤمن لا يتكبر على أحد ولا يستعلي على أحد، لأن الله تعالى لا يحب من كان مختالا فخورا، وقد وصف الله تبارك وتعالى عباده المؤمنين في تواضعهم، فقال سبحانه: ﴿ وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا ﴾ [الفاتحة: 63]. أي يمشون بسكينة ووقار وتواضع، لا يضربون بأقدامهم، ولا يَخفقون بنعالهم بطراً وتكبرا، وإنما يمشون بين الناس بتواضع وسكينة ووقار، استجابة لأمر الله سبحانه: ﴿ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا * كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا ﴾ [الإسراء: 37، 38].

ومن توقير الناس واحترامِهم: عدَمُ أذيتهم بقول أو فعل؛ فصاحب الوقار لا يؤذي أحدا، لا بلسانه ولا بفعله ولا بنظره ولا بتخطيطه، فإن الله تعالى قد توعّدَ الذين يؤذون عباده المؤمنين ويظلمونهم بأشد الوعيد، فقال سبحانه: ﴿ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا ﴾ [الأحزاب: 58].

كما نهى الله تعالى عن أذية الخصم والاعتداء عليه فقال سبحانه: ﴿ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [المائدة: 2].

ونبِيُّنا صلى الله عليه وسلم يُبَيِّنُ لنا حَقِيقةَ المسلم والمؤمن، فيقول عليه الصلاة والسلام: «المسلم من سَلِم المسلمون من لِسانه ويَدِه، والمؤمنُ مَن أمِنَهُ الناسُ على دِمائهم وأموالهم». أخرجه الإمام أحمد والترمذي والنسائي وابن حبان والحاكم عن أبي هريرة رضي الله عنه.

ومن توقيرِ الناس واحترامِهم: توقيرُ الأنفس والأموال والأعراض؛ فلا يحق لأحد أن يعتدي على الناس في أنفسهم بإزهاقها، ولا في أموالهم بسلبها، ولا في أعراضهم بهتكها.
فقد قال عليه الصلاة والسلام: "كُلّ المسلمِ على المسلمِ حَرام؛ دمُهُ ومالهُ وعِرضُه". وقال عليه الصلاة والسلام في خُطبتِه في حَجّةِ الوداع: {فإن دِماءَكم وأموالكم وأعراضَكم عليكم حرام، كحُرْمَةِ يَوْمِكم هذا، في شهْرِكم هذا، في بَلدِكم هذا}.

فالاعتداءُ على الناس حرام، لقوله تعالى: ﴿ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ﴾.
والاعتداءُ على أموال الناس حرام، لقول ربنا سبحانه: ﴿ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 188]. وقال عز وجل: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا ﴾ [النساء: 10].

والاعتداءُ على أعراض الناس حرام، لما أخرجه ابن حبان في صحيحه عن أسامة بن شريك رضي الله عنه قال: كُنّا عِندَ النبي صلى الله عليه وسلم، كَأنَّ عَلَى رُؤُوسِنَا الرَّخَمُ، ما يتكلمُ منا متكلم، إذِ جاءَهُ ناسٌ من الأعراب، فقالوا: يا رسول الله، أفتِنَا في كذا، أفتِنا في كذا، فقال: «أيها الناس، إن الله قد وَضعَ عنكم الحرَج، إلا امْرَأً اقترَضَ مِن عِرض أخيه، فذاكَ الذي حَرِجَ وهَلك». أخرجه ابن حبان في صحيحه، وصححه الألباني في تعليقه عليه.

وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر فنادى بصوت رفيع، فقال: «يا معشر من أسلم بلسانه ولم يفض الإيمان إلى قلبه، لا تؤذوا المسلمين ولا تعيروهم ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله». أخرجه الترمذي، وصححه الألباني في صحيح الجامع.

والاعتداءُ على المؤمنين بإزهاقِ أرواحِهم حرام، فقد توعّدَ الله عليه بأشدّ الوعيد، فقال سبحانه: ﴿ وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ﴾. وقال نبينا عليه الصلاة والسلام: «لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل رجل مسلم». أخرجه الترمذي والنسائي وابن ماجة عن عبد الله بن عمرو.

والاعتداء على غيرِ المسلمين مِن المسْتَأمَنين والمعاهَدِين والمُسَالمِين بقتلهم ظلما وعدوانا حرام، حذر منه لنبي صلى الله عليه وسلم، وتوعّد القاتِلَ بالفضيحة بين الخلائق، والحِرمان مِن الجنة يوم القيامة.

فقد أخرج النسائي وابن ماجة عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَمِقِ الْخُزَاعِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أمّنَ رَجُلا عَلَى دَمِهِ فَقَتَلَهُ، فَإِنَّهُ يَحْمِلُ لِوَاءَ غَدِرٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».

وفي صحيح البخاري عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مَنْ قَتَلَ نَفْسًا مُعَاهَدًا لَمْ يَرِحْ رَائِحَةَ الجَنَّةِ، وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا».

ومَن غدَرَ بإنسان بعدَ أنْ أعطاه الأمانَ فقتَله فقدْ بَرئ منه النبي صلى الله عليه وسلم، فقد أخرج ابن حبان والبيهقي والطبراني عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَمِقِ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «أَيُّمَا رَجُلٍ أَمّنَ رَجُلا عَلَى دَمِهِ ثمَّ قَتَلَهُ، فَأَنَا مِنَ الْقَاتِلِ بَرِيءٌ، وَإِنْ كَانَ الْمَقْتُولُ كَافِرًا».

فأين توقير الأنفس وتعظيم حرمة الدماء؛ في زمن أصبحت فيه النفوس البشرية رخيصة، وأصبح فيه القتل هواية وترفيها؟.. ولا حول ولا قوة إلا بالله. إنه الزمن الذي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن كثرة القتل فيه بدون سبب، كما في صحيح مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «وَالذِي نَفْسِي بِيَدِهِ؛ لَيَأتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لاَ يَدْرِي الْقَاتِلُ فِي أيِّ شَيْءٍ قَتَلَ، وَلاَ يَدْرِي الْمَقْتُولُ عَلَى أيِّ شَيْءٍ قُتِلَ ».

من الوقار: توقيرُ أهلِ العلم والفضلِ وكِبارِ السن؛ فصاحبُ الوقار يُوَقّرُ مَنْ هُم أكثرُ منه علما، وأسمى منه مقاما، وأكبر منه سِنا. فمن حق العالم أن نوقره، ومن حق كبير السن أن نوقره، ومن حق ولي الأمر أن نوقره ونحترمه.

فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن من إجلالِ الله؛ إكرامُ ذِي الشّيبَةِ المسلم، وحاملِ القرآن غيرِ الغالي فيه والجافي عنه، وإكرامُ ذِي السلطانِ المقْسِط». رواه أَبُو داود والبخاري في الأدب المفرد، وحسنه الألباني في صحيح أبي داود وصحيح الأدب المفرد.

فواجب على الأمة أن توقر علماءها، وواجب على الآباء والأمهات أن يُربّوا أبناءهم على توقير مُعَلمِيهمْ وأساتِذَتهِم. فأهلُ العلم هم أهل الفضل والشرف، هم ورثة الأنبياء، وهم أهل النصيحة والمشورة، وقد قَالَ الله تَعَالَى: ﴿ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [الزمر: 9]. وقال سبحانه: ﴿ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾ [المجادلة: 11].

وفي صحيح مسلم عن أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله، فإن كانوا في القراءة سواءً فأعلمُهم بالسنة، فإن كانوا في السّنة سواءً فأقدمُهم هجرة، فإن كانوا في الهجرة سواءً فأقدمُهم سِلْما – وفي رواية: فأقدمهُم سِنّا - ولا يَؤُمَّنَّ الرجلُ الرجلَ في سُلطانِه، ولا يَقعُد في بيتِه على تَكْرِمَتِهِ إلا بإذنِه».

وواجبٌ على المرء أن يوقرَ مَن هوَ أكبرُ منه سِنا؛ باحترامه، وإعانته، والإحسان إليه، وتقديمه على نفسِه في قضاء حوائجِه.

فعن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس منا من لم يرحمْ صغيرنا ويعرفْ حَقَّ كبيرنا» أخرجه أحمد في مسنده والحاكم في مستدركه والبخاري في الأدب المفرد. وأخرجه الترمذي بلفظ: «ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويعرف شرف كبيرنا».

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: جاء شيخ يريد النبي صلى الله عليه وسلم فأبطأ القومُ عنه أن يوَسّعوا له، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «ليس منا مَنْ لم يَرحَمْ صغيرَنا، ويُوَقّرْ كبيرَنا» أخرجه الترمذي عن أنس، وأخرجه البخاري في الأدب المفرد عن عبد الله بن عمرو بن العاص، وصححه الألباني في صحيح الترمذي وصحيح الأدب المفرد.

وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « أَرَانِي – أي في المنام - أتسوّك بسِواك، فجاءني رجلان، أحدهما أكبرُ مِن الآخَر، فناولتُ السواك الأصغرَ منهما، فقيل لي: كبّرْ، فدفعته إلى الأكبر منهما ».

وواجب على الأبناء أن يُوَقّروا آباءَهم وأمهاتهم؛ باحترامهم والإحسان إليهم، وعدم أذيتهم بقول أو فعل. فقد قال تعالى في وصيته لعباده: ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ﴾ [الإسراء: 23، 24].

وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رغم أنفه، ثم رغم أنفه، ثم رغم أنفه». قيل: مَن يا رسول الله؟ قال: «من أدرَك والديه عند الكِبَر، أحدَهما أو كليْهِما، ثم لم يَدْخُلِ الجنة».

فأين مِنَ الوقار مَنْ يَسُبّ أباه، وأين من الوقار من يسب أمه؟ وأين من الوقار من يعُقّ أباه وأمه؟..

وأين مِنَ الوقار مَنْ يؤذي جاره، ويسب أصدقاءه، ويسخر من الفقراء والضعفاء، ولا يستحيي ممن هو أكبر منه سنا أو أفضل منه علما؟...

فعليكم بالوقار عباد الله؛ فإنه سبيل إلى مرضاتِ ربكم، وتحقيقِ أمنكم واستقراركم، وجمعِ شملكم، وتوحيدِ صفوفكم، وفيه سعادتُكم في دنياكم وفي أخراكم.

فاللهم اجعلنا ممن يوقرك، ويوقر كتابك، ويوقر رسوله، ويوقر عبادك.


اللهم زينا بمحاسن الأخلاق، وأبعد عنا مساوئها يا رب العالمين.

اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا يا مولانا من الراشدين.

وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا وحبيبنا محمد رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه. وآخِرُ دعوانا أنِ الحمد لله رب العالمين.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 60.05 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 58.33 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.86%)]