من تخاف؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         معارج البيان القرآني ـــــــــــــ متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 7824 )           »          انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 51 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 859440 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 393799 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215952 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 81 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 62 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 61 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 63 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 61 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27-08-2020, 01:31 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,062
الدولة : Egypt
افتراضي من تخاف؟

من تخاف؟


أحمد الجوهري عبد الجواد









إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.





فهو العليم أحاط علمًا بالذي

في الكون من سر ومن إعلانِ



وهو العليم بما يوسوس عبده

في نفسه من غير نطق لسانِ



بل يستوي في علمه الداني مع ال

قاصي وذو الإصرار والإعلانِ



فهو العليم بما يكون غدًا وما

قد كان والمعلوم في ذا الآن



وبكل شيء لم يكن لو كان كيف

يكون موجودًا لذي الأعيان



فهو السميع يرى ويسمع كل ما

في الكون من سرٍ ومن إعلان



فلكل صوت منه سمع حاضر

فالسر والإعلان مستويان



والسمع منه واسع الأصوات لا

يخفى عليه بعيدها والدَّاني



ويري دبيب النمل في غسق الدُّجى

ويرى كذاك تقلُّب الأجفان



لهو البصير يرى دبيب النملة ال

سوداء تحت الصَّخر والصَّوَّان



ويرى مجاري القوت في أعضائها

ويرى نِيَاطَ عروقها بعيان



ويرى خيانات العيون بِلَحْظِها

إي والذي برأ الورى وبَرَانِي

يتبع

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 27-08-2020, 01:33 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,062
الدولة : Egypt
افتراضي رد: من تخاف؟

فهو الحميد فكل حمدٍ واقع

أو كان مفروضًا على الأزمان



هو أهله سبحانه وبحمده

كل المحامد وصف ذي الإحسان



فلك المحامد والمدائح كلها

بخواطري وجوارحي ولساني



ولك المحامد ربنا حمًدا كما

يرضيك لا يفنى على الأزمان



ملء السموات العلا والأرض

والموجود بعد ومنتهى الإمكان



مما تشاء وراء ذلك كله

حمدًا بغير نهاية بزمان



وعلى رسولك أفضل الصلوات

والتسليم منك وأكمل الرضوان



صلى الإله على النبي محمد

ما ناح قُمْرِيٌ على الأغصان



وعلى جميع بناته ونسائه

وعلى جميع الصَّحب والإخوان



وعلى صحابته جميعًا والأُلَى

تبعوهم من بعدُ بالإحسان





أما بعد، فيا أيها الإخوة!

إن القلب في سيره إلى الله - عز وجل - بمنزلة الطائر لابد له لصحة السير من ثلاث: رأس وجناحان فالمحبة رأسه والخوف والرجاء جناحاه فمتى سلم الرأس والجناحان فالطائر جيد الطيران، ومتى قطع الرأس مات الطائر، ومتى فقد الجناحان فهو عرضة لكل صائد وكاسر.



وقد تحدثنا في اللقاء السابق بحمد الله تعالى عن المحبة، واليوم بمشيئة الله تعالى نتحدث عن الخوف من الله، فأعيروني القلوب والأسماع -أيها الإخوة - أسأل الله أن يجعلنا ممن سار إليه على بصيرة فوصل إلى ما يحبه ويرضاه، وأن يثبتنا على الإيمان.



أيها الإخوة.

ما هو الخوف؟ وما أقسامه؟

وكيف يأخذ الإنسان نفسه بالخوف؟

ومتى يكون ذلك أنفع لها؟ ومتى لا ينفعها؟

وأخيراً: إلى رياحين بستان الخائفين نستنشق بعض عبيرها.



فأعيروني القلوب والأسماع - أيها الإخوة - والله أسأل أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يجعلنا ممن أوتي بصيرة فصار له سراج يضيء له الظلمات، حتى نصل إلى الأمن والأمان في الدنيا والآخرة، محفوظين بعين الله التي لا تنام، مكلوئين بكلئه الذي لا يرام ولا يضام.



أحبتي ما هو الخوف؟

في الحقيقة أفاض أهل العلم في تعريف الخوف وتنوعت في التعبير عنه أقوالهم فكثرت وأجمع ما قيل في تعريفه: أنه وصف قائم بالقلب يؤدي إلى فعل الأوامر وترك النواهي، وقد تفنن العباد والزهاد والعلماء في تعريف الخوف على حسب ما ذاقه كل واحد منهم فمنهم من قال: الخوف هو توقع العقوبة على مجاري الأنفاس.



ومنهم من قال: الخوف هو سراج القلب، به يبصر ما فيه من الخير والشر وكل أحد إذا خفته هربت منه إلا الله - عز وجل - إنك إن خفته هربت إليه فالخائف من ربه هارب إليه ومن ثم قال الله تعالى: ﴿ فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ ﴾ [الذاريات: 50].



إلى آخر هذه الأقوال التي تدل على نزول القوم بهذا المنزل في مسيرهم وحلول تلك الدرجة في سلوكهم جعلنا الله واياكم من السائرين السالكين على الصراط المستقيم إلى رب العالمين.



والخوف من الله - عز وجل - أيها الإخوة - منزلة من أجلّ منازل العبودية وأنفعها وهي فرض وواجب على كل أحد بنص قول الله تعالى: ﴿ إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [آل عمران: 175] فقوله - عز وجل - ﴿ وَخَافُونِ ﴾ فيه الأمر بوجوب إخلاص الخوف لله تعالى قال الإمام الشوكاني - رحمه الله - في معنى الخوف من الله - سبحانه وتعالى -: "أي فافعلوا ما آمركم به واتركوا ما أنهاكم عنه، لأني الحقيق بالخوف مني والمراقبة لأمري ونهيي لكون الخير والشر بيدي".[1]



يقول العلماء: وقوله تعالى: ﴿ فَلَا تَخَافُوهُمْ ﴾ نهي عن خشية غير الله وتمحيض الخوف منه وحده ففيها دلالة على وجوب تجريد الخوف لله - جل وعلا - وألا يخشى غير الله كخشيته - عز وجل - وكان الصحابة رضوان الله عليهم والتابعون والعلماء يذكرون منزلة الخوف ويعظمونها ويرون وجوب تمحيضها لله تعالى ومن ثم عظم لهم من الله المدح والثناء وكذلك عظمت العاقبة والجزاء فمن المدح والثناء قوله سبحانه: ﴿ مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ * إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ ﴾ [التوبة: 17 - 19][2]



ومن بيان العاقبة والجزاء قوله تعالى: ﴿ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ﴾ [الرحمن: 46].



قال الحافظ ابن كثير - رحمه الله -: "ولمن خاف مقام ربه بين يدي الله - عز وجل - يوم القيامة ونهى النفس عن الهوى ولم يطغ ولا آثر الحياة الدنيا وعلم أن الآخرة خير وأبقى فأدى فرائض الله واجتنب محارمه فله يوم القيامة عند ربه جنتان كما في الحديث الذي أخرجه الجماعة من حديث عبد الله بن منيس - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: جنتان من فضة آنيتهما وما فيهما وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم - عز وجل - إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن. [3]



وما أجمل التعبير القرآني الرائق الراقي ﴿ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * ذَوَاتَا أَفْنَانٍ ﴾ [الرحمن: 46 - 48] فوصف الله - عز وجل - هاتين الجنتين بأنهما ذواتا أفنان أي ذواتا أغصان نضرة حسنة تحمل من كل ثمرة نضيجة فائقة وقال عطاء في معنى أفنان أغصان الشجرة يمس بعضها بعضاً وقيل أيضاً: ذواتا أفنان أي فيهما فنون من الملاذ والطيبات نعم ففي الجنة جميع أنواع الثمار مما يعلم الناس ومما لا يعلمون وخيراً مما يعلمون مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، ويكفي أن نعلم أن الله لما قص علينا ما في الجنة ضرب لنا به المثل فقط فقال مثل الجنة وذلك لكي نتصور شيئاً عنها وإلا فهو مثل والحقيقة فوق ذلك ومن أجمل ما قال العلماء في ذلك ما قاله حبر الأمة عبد الله بن عباس رضي الله عنهما فقد قال: ليس في الدنيا مما في الآخرة إلا الأسماء يعني بذلك أن بين ذلك بوناً عظيماً وفرقاً بيناً في التفاضل.



والسؤال الآن - أيها الإخوة -.. كل هذا لمن؟ والجواب هو لمن خاف الله تعالى وسكن خوف الله وحده في قلبه ولذلك عظم سلفنا الخوف من الله تعظيماً شديداً ورفعوا من مكانته.



قال إبراهيم بن سفيان: إذا سكن الخوف القلوب أحرق مواضع الشهوات منها وطرد الدنيا عنها.



وقال أبو سليمان الداراني: ما فارق الخوف قلباً إلا خرب.



وقال ذو النون: الناس على الطريق - أي طريق السلامة والاستقامة والوصول إلى الجنة دار الكرامة والمقامة - ما لم يزل عنهم الخوف فإذا زال الخوف ضلوا الطريق.



وليس الخوف كله ممدوحًا محمودًا فهناك خوف ذمه الشرع هناك أقسام للخوف فليس الخوف كله رتبة واحدة فهناك خوف محمود وخوف مذموم.



أما الخوف المحمود فهو الخوف الصادق وهو ما حال بينك وبين محارم الله تعالى وهذه هي الوسطية في الخوف فإنه إذا تجاوز ذلك خيف اليأس والقنوط وإن قل عن ذلك خيف الركون والتواكل.



والحق أن يلزم العبد الوسطية في الخوف وهو الخوف الذي يحجزه عن محارم الله ويمنعه عنها، قال أبو عثمان الحيري: صدق الخوف هو الورع عن الآثام ظاهرًا وباطناً.



وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: الخوف المحمود ما حجزك عن محارم الله.



ومن أقسام هذا الخوف خوف واجب وخوف مستحب: فالخوف الواجب هو ما حمل على فعل الواجبات وترك المحرمات والخوف المستحب هو ما حمل على فعل المستحبات وترك المكروهات.



ومن أقسام هذا الخوف خوف التألة أو السر: فخوف التأله والتعبد والتقرب هو الذي يزجر صاحبه عن معصية الله الذي يخافه خشية من أن يصيبه بما شاء من فقر أو قتل أو غضب أو سلب نعمة ونحو ذلك بقدرته ومشيئته كما قال الإمام المبارك عبد الله بن المبارك:



إذا كنت في نعمة فارعها

فإن المعاصي تزيل النعم



وصنها بطاعة رب العباد

فرب العباد سريع النقم






وهذا النوع من الخوف من أهم أنواع العبادة القلبية التي يجب إخلاصها لله - سبحانه وتعالى - وهذا النوع لا يجوز صرفه لغير الله - عز وجل - وصرفه له سبحانه يعد من أجلّ العبادات ومن أعظم القربات وهو ركن من أركان العبادة ومن خشى الله - عز وجل - على هذا الوجه فهو مخلص موحد له عند الله أعظم الجزاء.



ولذلك - أيها الإخوة - تعهد الله لصاحب هذا النوع من الخوف أن لا تمسه النار أبداً فقد قال صلى الله عليه وسلم: "عينان لا تمسهما النار: عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله[4] وصاحبها ممن يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله" كما روى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ في ظِلِّهِ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ الإِمَامُ الْعَادِلُ، وَشَابٌّ نَشَأَ في عِبَادَةِ رَبِّهِ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ في الْمَسَاجِدِ، وَرَجُلاَنِ تَحَابَّا في اللَّهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ، وَرَجُلٌ طَلَبَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ إني أَخَافُ اللَّهَ. وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ أَخْفَى حَتَّى لاَ تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ ".[5]



وتكفل الله لصاحب هذا الخوف أن يغفر له ما بعده بفضل هذه الخشية وهذا الخوف كما في الحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما من حديث عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النبي -صلى الله عليه وسلم- قَالَ " أَسْرَفَ رَجُلٌ عَلَى نَفْسِهِ فَلَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ أَوْصَى بَنِيهِ فَقَالَ إِذَا أَنَا مُتُّ فأحرقوني ثُمَّ اسحقوني ثُمَّ اذْرُونِي في الرِّيحِ في الْبَحْرِ فَوَاللَّهِ لَئِنْ قَدَرَ عَلَىَّ رَبِّى ليعذبني عَذَابًا مَا عَذَّبَهُ بِهِ أَحَدًا. قَالَ فَفَعَلُوا ذَلِكَ بِهِ فَقَالَ لِلأَرْضِ أَدِّى مَا أَخَذْتِ. فَإِذَا هُوَ قَائِمٌ فَقَالَ لَهُ مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ فَقَالَ خَشْيَتُكَ يَا رَبِّ - أَوْ قَالَ - مَخَافَتُكَ. فَغَفَرَ لَهُ بِذَلِكَ".[6]



كتب عمرو بن العاص وكان أميرًا على مصر إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب أن نهر النيل يفيض على الناس فيهدم البيوت، فكتب عمر رسالة من عمر بن الخطاب إلى نهر النيل في مصر.. أما بعد، فإن كنت تجري بأمرك فاجر كما شئت، وإن كنت تجري بأمر الله فتوقف!! ثم أمر عمرو بن العاص أن يلقيها في النيل، فلما ألقاها توقف في الحال عن الفيضان، هؤلاء أناس حكموا بأمر الله فطوع الله لهم كل شيء فيا له من مرتقى ارتقى إليه أهل هذه العبادة ولم لا؟ وقد عملوا بخوفهم من الله - عز وجل - الذي منه فعل ما أمرهم به وترك ما نهاهم عنه، لمعرفتهم أنه سبحانه هو وحده الحقيق بالخوف منه -تبارك وتعالى- والمراقبة لأمره ونهيه، لكون الخير والشر بيده سبحانه فهذا حال من حفظ هذا النوع من الخوف ولم يضيعه، وأما من ضيعه فصرفه لغير الله فقد أشرك شركاً أكبر، إذ جعل لله ندّاً في الخوف وذلك كحال المشركين الذين يعتقدون في آلهتهم ذلك الاعتقاد ولهذا يخوفون بها أولياء الرحمن كما قال قوم هود لهود عليه السلام الذين ذكر الله - عز وجل - عنهم أنهم خوفوا هوداً بآلهتهم فقالوا: ﴿ إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ ﴾ [هود: 54] إلا أن أهل التوحيد الكامل وإخلاص الخوف وتمحيضه لله - عز وجل - وحده أعلنوها صريحة مدوية بأنهم لا يخافون إلا الله ولا يخشون إلا الله تعالى وإمامهم إبراهيم عليه السلام قدوة المحققين وسيد الموحدين يقول كما حكى الله - عز وجل - عنه: ﴿ وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ * وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ﴾ [الأنعام: 80 - 82].



فالخائفون من الله في الدنيا هم أهل الأمن في الدنيا والآخرة وهم أهل الهداية والاهتداء في الدنيا والآخرة كما قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي أخرجه أبو نعيم في الحلية وغيره من حديث شداد بن أوس وسند حسن كما في الصحيحة وصحيح الجامع أنه صلى الله عليه وسلم قال: وعزتي وجلالي لا أجمع لعبدي أمنين ولا خوفين إن هو أمنني في الدنيا أخفته يوم أجمع عبادي ولمن هو خافني في الدنيا أمنته يوم أجمع عبادي".[7] فهذا أحبتي هو خوف التأله خوف التعبد خوف التقرب خوف السر الذي به يرضى الله عن عباده ويدخل تحت هذا أيضاً الخوف من وعيد الله الذي توعد به العصاة وهذا الخوف من أعلى مراتب الإيمان.



وهناك خوف على الضد من هذا تماماً فإن كان هذا الخوف الذي تحدثنا عنه تعبدي يتقرب به العباد إلى الله وتكون لأصحابه المنزلة العالية والمكانة السامية عند ربهم -تبارك وتعالى- فإن هذا النوع من الخوف الذي ابتدئ لحضراتكم الحديث فيه خوف يبعد عن الله خوف يورث غضبه وعقابه، خوف يضيع لا أقول منزلة العبد عند ربه، بل يضيع العبد نفسه ويورثه الهلاك ويورده النار وبئس القرار، وهذا الخوف - أيها الإخوة - هو ما يسميه العلماء الخوف الشركي وهل هناك شرك في الخوف؟ نعم ألم أقل لحضراتكم إن الخوف من الله الجليل ركن من أركان العبادة وهو منزلة رفيعة من أجل منازلها؟ فهناك من العباد من لا يمحض الخوف لله تعالى وحده بل يشرك فيه مع الله غيره فربما خاف العبيد أكثر مما يخاف العزيز الحميد، من الناس من يخاف من غير الله أن يصيبه ذلك الغير بمكروه وسوء وهو لا يدري أو يدري ولكنه لا يوقن أن الضرر والنفع والشر والخير إنما هو بيد الملك - سبحانه وتعالى - وحده إن شاء أن ينفعه نفعه ولو منع ذلك عنه أهل الأرض جميعًا، وإن شاء أن يضره ضره ولو منع ذلك عنه أهل الأرض جميعًا فما شاءه الله كان وما لم يشأه لم يكن، كما قال نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم: "احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بشيء لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلاَّ بشيء قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ وَلَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بشيء لَمْ يَضُرُّوكَ إِلاَّ بشيء قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ رُفِعَتِ الأَقْلاَمُ وَجَفَّتِ الصُّحُفُ ".[8]



فإذا كان هذا الخوف في قلب عبد من غير الله يخاف أن يقطع رزقه أو ينقصه عمره أو يحرمه نفعاً فقد أشرك هذا العبد مع الله تعالى، لأن هذا كله من خصائصه سبحانه نعم.. فكل من سواه وكافة من عداه لا يملكون لأحد نفعاً ولا ضرّاً، لنوقن بهذا أحبتي ولننعم بذلك عيناً سواء كان هذا الواحد من الإنس أو الجن وسواء كان ملكاً أو نبيّاً وسواء كان حيّاً أو ميتاً، فهناك من المسملين ولا حول ولا قوة إلا بالله من أشرك في باب الخوف وجعل لله ندّاً في هذه العبادة العظيمة.



نعم.. انتشر هذا الأمر في كثير من المسلمين فمنهم الذين يعتقدون في الأولياء أو الجن أو الطواغيت الضرر والنفع من دون الله جل جلاله فصاروا يخافون منهم ويصرفون لهم كثيراً من العبادات بناء على ذلك الخوف.



"ومن هؤلاء الذين أشركوا مع الله - عز وجل - في جانب الخوف غلاة المتصوفة الذين غالوا في المشايخ والأولياء حتى اعتقدوا أن لهم التصرف في الكون والحياة، واعتقدوا فيهم القدرة المطلقة والعلم المحيط والعصمة من الزلل، وبالتالي خافوهم كما يخافون الله أو أكثر، ونسجوا في كتبهم كثيرًا من القصص والروايات والأساطير المكذوبة حول قدرتهم على نفع أو ضر غيرهم متى شاءوا، وروَّجوا لذلك بغرض حمل الناس على الخضوع لهم وتمكينهم من أموالهم وما يشاءون دون اعتراض، وإلا فالهلاك لمن يشك في ذلك[9].



وممن وقع في هذا النوع من الشرك طائفة العلمانيين والمستغربين من الحكام والمثقفين.. وغيرهم ممن عظم في قلوبهم الخوف من الغرب أو النظام العالمي الجديد أو أمريكا أو غيرها من دول الكفر إلى درجة أنهم أشركوا فيها هؤلاء من دون الله - عز وجل -، وظنوا أن أمريكا والغرب لا رادَّ لقدرتهم ولا يقدر أحد على مقاومتهم، وأنهم أصبحوا الموجهين للعالم، فلابد من طاعتهم وخوفوا الناس منهم، كما قال سبحانه عن أسلافهم من المنافقين: ﴿ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ﴾ [الزمر:36]، وقال: ﴿ إِنَّمَا ذَلِكُمْ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾[آل عمران:175].



ونتيجة هذا الخوف فقد أطاعوهم في كل ما يأمرون وينهون، فأحلوا الحرام، وحرموا الحلال ونبذوا شريعة الله، واستبدلوها بأحكام هؤلاء الكفرة وعادوا أولياء الله –عز وجل– وقربوا أعداءه، وهذا كله بناءً على خوفهم لهم م
يتبع

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 27-08-2020, 01:36 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,062
الدولة : Egypt
افتراضي رد: من تخاف؟

ونتيجة هذا الخوف فقد أطاعوهم في كل ما يأمرون وينهون، فأحلوا الحرام، وحرموا الحلال ونبذوا شريعة الله، واستبدلوها بأحكام هؤلاء الكفرة وعادوا أولياء الله –عز وجل– وقربوا أعداءه، وهذا كله بناءً على خوفهم لهم من دون الله - عز وجل -[10]



فلا حول ولا قوة إلا بالله، اللهم رد المسلمين إلى دينك ردًا جميلا، وخذ بأيديهم إليك أخذ الكرام عليك، فلا يجوز أبداً - أيها الإخوة - أن نخاف من غير الله تعالى كل هذا الخوف ولا أن نجعل الخوف من بطشه كخوفنا من الله فنرضى أن نتنازل عن ديننا وعقيدتنا وعن فعل الخير حتى لا نقع تحت البطش والتهديد والخوف زاعمين أنا بذلك ننجو من البطش ونهرب ونحن بذلك نضحك على أنفسنا نكذب ونصدقها ولا نسألها أفإن تركنا ذلك الدين والعمل له وتركنا الالتزام والخير والعمل به ونجونا من البطش أفننجو من عذاب الله الذي عصينا أوامره والجواب بلا شك واضح نهرب من عذاب بشر ولكننا لن نهرب من عذاب رب البشر ولذلك جاء التعبير القرآني رائعاً في قوله تعالى: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ ﴾ [العنكبوت: 10].



إن عذاب الله - عز وجل - يصد العبد أن يعصيه فكلما تذكر العبد أنه منهي عن المعصية فإن فعلها عوقب بعقاب من الله صده ذلك عن اقتراف المعصية، فإذا جعل ما يصيبه من أذى في طريق الله صادّاً له عن الطاعة فيتركها بسبب هذا الأذى ويفعل المعصية خوف الأذية فهو بذلك قد جعل فتنة الناس كعذاب الله فسوى بين الله وبين عباده ففي هذه الآية - أيها الإخوة - أنه لا يجوز أن يخشى العبد الناس ويخافهم مهما عظمت البلية ومهما كثرت الفتن والمصائب وكل على قدر إيمانه كما نوضح ذلك إن شاء الله، الآن ونحن نتحدث عن طرق الخوف من الله وكيف يغرس المرء اليقين بالله في قلبه وانتبه أيها الحبيب إلى هذه اللطيفة في الآية فإن الله تعالى سمى بطش البشر وتعذيبهم فتنة فالناس لا يملكون إلا الفتنة وأما عمل الله - عز وجل - وفعله فسماه عذاباً فأيهما ينبغي أن يخاف العبد؟ ثم إن تسميتها فتنة أي اختبار وامتحان وابتلاء إشارة إلى أنها من الله - عز وجل - أجراها على يد هؤلاء ليبتلي عبده المؤمن بهذا، فهي أيضاً من الله لم تخرج عن فعله وإرادته ومشيئته - سبحانه وتعالى - فمم الخوف؟! فليتيقن القلب بأن الله لا يسلم أولياءه لأعدائه أبداً وإنما هو الامتحان والابتلاء والفتنة، فلا يقدم الإنسان التنازلات سريعاً فإنه من ضعف الإيمان واليقين أن ترضى الناس بسخط الله وأن تحمدهم على رزق الله وأن تذمهم على ما لم يؤتك إلا الله، حبيبي إن رزق الله لا يجره حرص حريص ولا يرده كراهية كاره وإن عذاب الله لا يدفعه التجاء أو احتماء بغيره أبداً.



وما أجمل الكلمات التي تحدث فيها شيخ الإسلام عن اليقين وتتضمن القيام بالطاعة والأوامر والبعد عن المعاصي والنواهي فلنصغ إليه ونلقي الأسماع بين يديه.



قال شيخ الإسلام: "إن اليقين يتضمن اليقين في القيام بأمر الله وما وعد أهل طاعته، ويتضمن اليقين بقدر الله وخلقه وتدبيره، فإذا أرضيتهم بسخط الله؛ لم تكن موقنا بوعده ولا برزقه، فإنه إنما يحمل الإنسان على ذلك، إما ميلٌ إلى ما في أيديهم من الدنيا، فيترك القيام فيهم بأمر الله لما يرجوه منهم، وإما ضعف تصديق بما وعد الله أهل طاعته من النصر والتأييد في الدنيا والآخرة؛ فإنك إذا أرضيت الله نصرك ورزقك وكفاك مؤنتهم، فإرضاؤهم بسخطه إنما يكون خوفا منهم، ورجاءًا لهم، وذلك من ضعف اليقين"[11].



ولذلك جاء في الحديث عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من التمس رضى الله بسخط الناس - رضي الله عنه - وأرضى عنه الناس، ومن التمس رضي الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس"[12] والحديث أخرجه ابن حبان في صحيحه بسند صحيح.



سبحان الله! كان يسعى إلى رضاء الناس ففقده وقبل ذلك فقد رضا الله فخسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين، فماذا كسب من خسر الله؟ أما من أرضى الله بسخط الناس فإن الله يرضى عنه ويُرضي عنه الناس أيضاً.



ففي هذا الحديث وجوب تجريد الخوف من الله - عز وجل - وضرورة وجوب تقديم رضا الله على رضا المخلوق والوعيد لمن خاف الناس فآثرهم على رضا الله -جل وعلا- فهو من ضعف الإيمان ومن علامات وموجبات نقصانه ولا حول ولا قوة إلا بالله.



والخلاصة مما مر - أيها الإخوة - وهي النتيجة التي لابد أن نخرج بها من هذا اللقاء أن نخاف الله ولا نخشى سواه وأن نحقق ذلك عمليّاً لا قولاً ولفظاً فحسب، وأن ندأب على توقيع هذا المعنى في نفوسنا ونروضها عليه حتى يستقيم لها ذلك على الطبيعة، والآن بعد أن تبينا الخوف الذي هو عبادة لله، والخوف الذي هو شرك بالله، لا زلت وأنا أتحدث ألمح سؤالاً يراود الأذهان ويداعب الأفهام يكاد يسرع إلى اللسان ليقول: لكن الخوف شيء جبليّ فطر عليه العبد وجبل عليه الإنسان وخلق عليه المخلوق أفيعاب على الإنسان أن يخاف مما يعلم أنه يصيبه بالضر؟ إننا ولابد نخاف من السباع بل من الكلاب ونخاف من الحيات والثعابين بل هناك من يخاف من الصراصير والفئران فهل هذا حرام علينا؟ لطفك لا تقول نعم فأنت أيضا يا شيخ من بعض هذا تخاف.



وأقول: نعم.. ولا عيب ولا شين في هذا لا علي ولا عليكم - أيها الإخوة - فإن الله تعالى ما كلفنا أبداً أن نخرج ذلك الخوف من قلوبنا فهذا لا يذم وكيف يذم وقد قال الله في حق نبي مرسل من أولي العزم هو موسى عليه السلام: "فخرج منها خائفاً يترقب" وقال: "فأوجس في نفسه خيفة موسى" فهذا خوف طبيعي لا يذم بل ربما يحمد إذا ساعد وحمل صاحبه على أخذ الأهبة والاستعداد لكنه - وتشاركوني الرأي في هذا- يذم إذا كان حاملاً على الجبن والخور والانهزام وترك الإقدام، وهناك أيضاً الخوف الوهمي من شيئ لا وجود له أو شيء ضعيف واه لا يكاد يكون سبباً لخوف وهذا أيضًا خور وضعف وجبن كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ بالله منه صباح مساء فيقول: اللهم إني أعوذ بك من الجبن والبخل". [13] فهو بهذا من الأخلاق الرذيلة التي يجدر بالمسلم أن يترفع عنها لكن من غلبته طبيعته فلم يستطع أن يخرج ذلك من نفسه فلا يأثم ولا يذم، لكن أن يداهن المرء في دينه خشية أن يقول الناس متشدد أو غير حضاري فهذا غدًا يقول له رب العالمين إياي كنت أحق أن تخشى.



ويذكر هذا بما "حدث في لجنة الشؤون الدينية بمجلس الشعب فقد جرى كلام حول استصدار قرار بإلغاء مهرجانات السينما لما فيها من عري وفساد وما لها من تأثير على دين الناس، فاستنكر ذلك صاحب أخبار الناس بجريدة الأخبار، ويبدو أن استنكاره كان موجها لرئيس اللجنة، فسارع رئيس لجنة الشؤون الدينية الذي يحمل درجة الدكتوراه لينفي اللوم عنه وعن جميع أعضاء اللجنة، ولو مجرد التفكير في هذا القرار فقال ردا على المقال: عزيزي محرر صفحة أخبار الناس، بخصوص مقالتك الخاصة بإلغاء مهرجانات السينما في مصر إن الأمر لم يتعد رأيا من الضيوف الذين يحضرون اجتماعات اللجنة، ولم يؤيده أحد من الأعضاء، وبالتالي لم يصدر به قرار".



فإنا لله وإنا إليه راجعون، ولله در شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى - إذ يقول: "والسعادة في معاملة الخلق أن تعاملهم لله فترجو الله فيهم ولا ترجوهم في الله، وتخافه فيهم ولا تخافهم في الله".



وبعد أيها الإخوة.. وقد طوفنا في بستان الخوف هل لنا أن نستروح عبير الخائفين من رب العالمين، ونستنشق نسيم اللائذين بجناب رب العالمين؟ نعم ولكن نلتقي بهم بعد جلسة الاستراحة بمشيئة الله تعالى وأستغفر الله لي ولكم.



الخطبة الثانية


الحمد لله الذي خلق فسوى، وقدر فهدى، وأغنى وأقنى، وجعلنا من خير أمة تأمر وتنهى، والصلاة والسلام على خير الورى، وما ضل وما غوى، وما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى، وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه واقتفى.



أما بعد، فيا أيها الإخوة!

إلى وردات طيبات نتنسمها من هذا البستان الماتع اليانع من بستان الخائفين اللائذين بجناب رب العالمين، وأستحي أن أقدم أحدًا بين يدي أعظم الناس خوفاً من الله وهو رسوله ونبيه ومصطفاه محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم فها هو الترمذي يخرج عن خباب بن الأرت – وكان قد شهد بدراً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه (راقب رسول الله الليلة كلها (وفي لفظ: في ليلة صلاها كلها) حتى كان مع الفجر فلما سلم من صلاته قال له خباب: يا رسول الله بأبي أنت وأمي لقد صليت الليلة صلاة ما رأيتك صليت نحوها، قال: "أجل، إنها صلاة رغب ورهب [وإني] سألت ربي - عز وجل - ثلاث خصال فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة: سألت ربي أن لا يهلكنا بما أهلك به الأمم قبلنا (وفي لفظ: أن لا يهلك أمتي بسنة) فأعطانيها، وسألت ربي - عز وجل - أن لا يظهر علينا عدواً من غيرنا فأعطانيها، وسألت ربي أن لا يلبسنا شيعاً فمنعنيها).[14]



وهاهو أيضا صلى الله عليه وسلم كما في النسائي وغيره (يقوم ليلة بآية يرددها حتى أصبح وهي: إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم [بها يركع وبها يسجد وبها يدعو] [فلما أصبح قال له أبو ذر رضي اللهعنه: يا رسول الله ما زلت تقرأ هذه الآية حتى أصبحت تركع بها وتسجد بها] [وتدعو بها] [وقد علمك الله القرآن كله] [لو فعل هذا بعضنا لوجدنا عليه] [قال: (إني سألت ربي - عز وجل - الشفاعة لأمتي فأعطانيها وهي نائلة إن شاء الله لمن لا يشرك بالله شيئاً)][15]



وروى ابن حبان في صحيحه وسنده حسن عن عطاء قال: دخلت أنا وعبيد بن عمير على عائشة رضي الله عنها فقال عبد الله بن عمير: حدثينا بأعجب شيء رأيته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكت وقالت: قام ليلة من الليالي، فقال: يا عائشة! ذريني أتعبد لربي قالت: قلت: والله إني لأحب قربك وأحب ما يسرك قالت: فقام فتطهر ثم قام يصلي فلم يزل يبكي حتى بل حجره ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بل الأرض وجاء بلال يؤذنه بالصلاة فلما رآه يبكي قال: يا رسول الله! تبكي وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟! قال: أفلا أكون عبداً شكوراً؟ لقد نزلت علي الليلة آيات ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها: ثم تلا الآيات من آخر سورة آل عمران "إن في خلق السموات والأرض". [16]



وفي الحديث كما هو ظاهر واضح: بيان "فضل النبي صلى الله عليه وسلم، وكثرة خشيته، وخوفه من ربه، وإكثاره من عبادته، مع أنه تعالى قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فهو المنتهى في الكمال البشري. ولا جرم في ذلك فهو سيد البشر صلى الله عليه وسلم".



وكل ورد البستان ورياحينه قد أخذت من ريحه صلى الله عليه وسلم مسًّا ومن طيبه عبقًا ومن أريجه مسكة فها هو عمر - رضي الله عنه - كما روى ذلك ابن حبان عن جعفر بن زيد العبدي قال: خرج عمر يَعِسَ المدينة ذات ليلة، فمر بدار رجل من المسلمين، فوافقه قائماً يصلي، فوقف يستمع قراءته فقرأ: "والطور" حتى بلغ ﴿ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ * مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ ﴾ [الطور: 7، 8]. فقال: قسم - ورب الكعبة - حق. فنزل عن حماره واستند إلى الحائط، فمكث ملياً، ثم رجع إلى منزله، فمكث شهراً يعوده الناس لا يدرون ما مرضه، رضي الله عنه.



وروى الإمام أبو عبيد في "فضائل القرآن": عن الحسن: أن عمر قرأ: "إن عذاب ربك لواقع ما له من دافع"، فربا له ربوة عيد منها عشرين يوماً.



وهذا الأسود بن يزيد وهو من سادات التابعين روى عن عائشة وغيرها، ويقول عنه علقمة بن مرثد: انتهى الزهد إلى ثمانية من التابعين منهم الأسود بن يزيد، كان مجتهداً في العبادة يصوم حتى يخضر جسده ويصفر، وكان علقمة بن قيس يقول له: لم تعذب هذا الجسد؟ فيقول: راحة هذا الجسد أريد. فكان من أشد الناس خوفاً من الله: لما احتضر بكى، فقيل له: ما هذا الجزع؟ قال: مالي لا أجزع ومن أحق بذلك مني، والله لو أتيت بالمغفرة من الله - عز وجل - لهمني الحياء منه مما قد صنعته. إن الرجل ليكون بينه وبين الرجل الذنب الصغير فيعفو عنه، فلا يزال مستحيياً منه.



وهذا إمام أهل السنة الإمام أحمد بن حنبل يدخل عليه تلميذه أبو حامد الخلقاني يستفتيه في مسألة تعرفون ما هذه المسألة؟ نظر إلى الإمام وقال:

ماذا أقول لربي..



إذا ما قال لي يوماً

أما استحييت تعصيني



وتخفي الذنب من خلقي

وبالعصيان تأتيني



فما قولي له لما

يعاتبي ويقصيني؟






فنظر إليه الإمام وقال: أعدها علي بالله عليك يا أبا حامد، كرر علي هذه الأبيات فكررها عليه أبو حامد يقول: فدخل الإمام داره وهو يبكي وأغلق بابها قال: فسمعته من وراء الباب ينتحب وهو يردد الأبيات ويقول:



إذا ما قال لي يوماً

أما استحييت تعصيني



وتخفي الذنب من خلقي

وبالعصيان تأتيني



فما قولي له لما

يعاتبي ويقصيني؟






ولما وقف الفضيل بن عياض على جبل عرفات في هذا الموقف الأعظم في هذا اليوم الأكرم الأشرف رفع رأسه إلى السماء وهو قابض على لحيته يبكي بكاء شديداً مراً وهو يقول: واسوأتاه منك يا سيدي وإن عفوت واسوأتاه منك يا سيدي وإن عفوت.



وعن جعفر بن زيد - رحمه الله - قال: خرجنا غزاة إلى [كأبول] وفي الجيش [صلة بن أشيم العدوي] - رحمه الله -، قال: فترك الناس بعد العتمة (أي بعد العشاء) ثم اضطجع فالتمس غفلة الناس، حتى إذا نام الجيش كله وثب صلة فدخل غيضة وهي الشجر الكثيف الملتف على بعضه، فدخلت في أثره، فتوضأ ثم قام يصلي فافتتح الصلاة، وبينما هو يصلي إذ جاء أسد عظيم فدنا منه وهو يصلي!! ففزعت من زئير الأسد فصعدت إلى شجرة قريبة، أما صلة فوالله ما التفت إلى الأسد!! ولا خاف من زئيره ولا بالى به!! ثم سجد صلة فاقترب الأسد منه فقلت: الآن يفترسه!! فأخذ الأسد يدور حوله ولم يصبه بأي سوء، ثم لما فرغ صلة من صلاته وسلم، التفت إلى الأسد وقال: أيها السبع اطلب رزقك في مكان آخر!! فولى الأسد وله زئير تتصدع منه الجبال!! فما زال صلة يصلي حتى إذا قرب الفجر!! جلس فحمد محامد لم أسمع بمثلها إلا ما شاء الله، ثم قال: اللهم إني أسألك أن تجيرني من النار، أو مثلي يجترئ أن يسألك الجنة!!! ثم رجع - رحمه الله - إلى فراشه (أي ليوهم الجيش أنه ظل طوال الليل نائماً) فأصبح وكأنه بات على الحشايا (وهي الفرش الوثيرة الناعمة والمراد هنا أنه كان في غاية النشاط والحيوية) ورجعت إلى فراشي فأصبحت وبي من الكسل والخمول شيء الله به عليم.



أمثلة وأمثلة ولو ذهبنا نستقصي ونتتبع ما انتهينا إلى آخر، فلقد كان سلفنا رحمهم الله يخشون ربهم كلهم حق الخشية ويخافون ويحذرون غضبه وعقابه.



وعلى ضوء هذه المصابيح النيرة تعالوا بنا نؤمل الوصول كما وصلوا، فأين هو الطريق إلى خوف الله - عز وجل - كيف نجعل النفوس تخشى ربها وتهابه وتخشى غضبه وعقابه وألخص ذلك في نقاط، فمن أول ذلك - أيها الإخوة - معرفة الله - عز وجل - بأسمائه الحسنى وصفاته العلى محال أن تخشى وتخاف منه وأنت لا تعرفه تعرف على الله، تعرف على عظمته وجلاله وقدره وقوته وشدته وبأسه وطالع فعله بأعدائه وانتقامه منهم لأوليائه كيف فعل بهم وكيف نكل! بل اقرأ قبل ذلك في صفات الجمال ونعوت البهاء والله تبكي رقة وخشية قبل أن تبكي خوفاً وهيبة.



فأول خطوة على الطريق معرفة الله - عز وجل -، إن الخوف أساسه المعرفة فكلما كان الإنسان أعرف بربه وغناه وعظمته، وأعرف بنفسه وفقره وحاجته كان أخوف لله تعالى، ولذلك كان المصطفى صلى الله عليه وسلم أعلم الناس بربه وأخوف وأخشى الناس لربه كما في الحديث: "فوالله إني لأعلمكم بالله وأشدكم له خشية".[17]



وقال الله تعالى: ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾ [فاطر: 28] أي: ما يخشى الله حق خشيته مثل العارفين العالمين بقدره وقوته وعظمته.



وذلك لأن المعرفة إذا كملت أثمرت الخوف ففاض أثره على القلب ثم ظهر على الجوارح والصفات فينكف العبد عن المعاصي ويلتزم بالطاعات ولهذا جاء في الحديث من خاف أدلج ومن أدلج بلغ المنزل"[18] أي من خاف فوات الوقت سار مسرعاً واستيقظ وتنبه قبل أن يلحقه قاطع أو يعوقه عائق.



ثانياً: - أيها الإخوة - تجديد الإيمان في القلوب، لأن الخوف من الإيمان والإيمان يزيد وينقص فمراعاة الإيمان وتجديده باستمرار يقوي الخوف في القلب تبعاً لقوة الإيمان فيه وقد قال المصطفى صلى الله عليه وسلم كما في المستدرك بسند حسن من حديث عبد الله بن عوف: "إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب – أي كما يبلى الثوب – فاسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم"[19]



وهذا إنما يحصل بالذكر وقراءة القرآن والمحافظة على الطاعات والبعد عن المعاصي والسيئات وكل هذه الأعمال تقوي الإيمان في القلب وبالتالي يقوى الخوف من الله فيه.



ثالثاً: وأجمع فيها أسباباً عدة: مطالعة أخبار السلف الصالح ومعرفة أحوالهم والعلم بخطر المعصية وقدر جناية العبد إذا خالف أوامر الله، والمعرفة بعقوبات المعاصي ولك أن تقرأ ما كتب ابن القيم في آثار الذنوب والمعاصي في كتابه القيم الداء والدواء ففيه الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي ذكر فيه مائة أثر للمعصية أو يزيد تحل كعقوبات عليها.



رابعًا: ومن عوامل ترسيخ الخوف من الله في القلب: مجالسة العلماء العاملين من عباد الله تعالى الذين يذكرون العبد بالله إذا نسي ويعينونه إذا ذكر:

قيل للحسن: يا أبا سعيد كيف نصنع نجالس أقواما يخوفوننا حتى تكاد قلوبنا تطير فقال: والله إنك إن تخالط أقواما يخوفونك حتى يدركك أمن خير لك من أن تصحب أقواما يؤمنونك حتى يدركك خوف.



خامسًا وأخيراً: الخوف من أن يمنع الإنسان من التوبة بأن يحال بينه وبينها إذا وقع في الذنب فربما جاءه الموت قبل أن يتوب فلا تقبل توبته كما قال الله - عز وجل -: ﴿ وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآَنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴾ [النساء: 18].



أيها الإخوة!

لما ظهر السلطان ابن غازان على دمشق المحروسة، جاءه ملك الكرج، وبذل له أموالا كثيرة جزيلة على أن يمكنه من الفتك بالمسلمين من أهل دمشق، فوصل الخبر إلى شيخ الإسلام ابن تيمية فقام من فوره، وشجع المسلمين ورغبهم الشجاعة، ووعدهم على قيامهم بالنصر والظفر والأمن وزوال الخوف، فانتدب منهم رجال من وجوههم وكبرائهم وذوي أحلامهم، فخرجوا معه إلى حضرة السلطان غازان، فلما رأى الشيخ أوقع الله فه في قلبه هيبة عظيمة، حتى أدناه منه وأجلسه، وأخذ الشيخ في الكلام معه في عكس رأيه من تسليط المخذول ملك الكرج على المسلمين، وأخبره بحرمة دماء المسلمين، وذكره ووعظه فأجابه إلى ذلك طائعا وحقنت بسببه دماء المسلمين وجميت ذراريهم وصين حريمهم.



قال الشيخ كمال الدين بن الأنجا: كنت حاضرا مع الشيخ فجعل يحدث السلطان بقول الله ورسوله في العدل وغيره، ويرفع صوته على السلطان، ويقرب منه في اثناء الحديث، حتى لقد قرب أن يلاصق بربكبته ربكة السلطان والسلطان مع ذلك مقبل عليه بكليته مصغ لما يقول، شاخص إليه لا يعرض عنه، وإن السلطان من شدة ما أوقع الله في قلبه من المحبة والهيبة سأل من هذا الشيخ فإني لم أر مثله، ولا أثبت قلبا منه، ولا أوقع من حديثه في قلبي ولا رأيتني أعظم انقيادا لأحد منه، فأخبر بحاله، وما هو عليه من العلم والعمل، فقال الشيخ للترجمان: قل لغازان أنت تزعم أنك مسلم ومعك قاض وإمام وشيخ ومؤذنون على ما بلغنا، فغزوتنا وأبوك وجدك كانا كافرين، وما عملا الذي عملت عاهدا فوفيا، وأنت عاهدت فغدرت، وقلت فما وفيت، وجرت ثم خرج من بين يديه مكرما معززا بحسن نيته الصالحة من بذل نفسه في طلب حقن دماء المسلمين فبلغه الله تعالى ما اراده، وكان أيضا سببا لتخليص غالبا اسارى المسلمين من أيديهم، وردهم على أهليهم وحفظ حريمهم وهذا من أعظم الشجاعة والثبات وقوة التجاسر.



وكان يقول: لا يخاف الرجل غير الله إلا لمرض في قلبه، فإن رجلا شكا إلى أحمد بن حنبل خوفه من بعض الولاة فقال: لو صححت لم تخف أحداً، أي خوفك من أجل زوال الصحة من قلبك.



أسأل الله أن يجعلنا ممن يخشاه ويتقيه ويخافه حق الخشية والتقوى والخوف... الدعاء.





[1] فتح القدير(1/ 400).




[2] تعليقات على القول المفيد للشيخ عبدالرحمن المحمود نقلًا عن عون العلى الحميد(2/ 97).



[3] تفسير ابن كثير - (7 / 501)، والحديث أخرجه الجماعة: البخاري (4878) ومسلم (180) والترمذي (2528) والنسائي في الكبرى (7765) وابن ماجه (186).



[4] سنن الترمذي برقم (1639)، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب 1229.



[5] أخرجه البخاري (660، 1423)، ومسلم (1031).



[6] أخرجه مسلم 7157.



[7] أخرجه أبو نعيم في الحلية وحسنه الألباني انظر حديث رقم: 4332 في صحيح الجامع.



[8] أخرجه الترمذي، 1516، وصححه الألباني في صحيح الترمذي 2648، وفي ظلال الجنة 315 - 318.



[9] ينظر روايات المتصوفة في هذا الشأن: "طبقات الشافعية" للسبكي (9/ 211، 410)، و"الكواكب الدرية "للمناوي (1/ 13، 66)، و"جامع كرامات الأولياء" للنبهاني (2/ 244- 275)، و"الطبقات الكبرى"للشعراني (5/ 88، 106).



[10] الشرك بالله 496، وما بعدها، نقلًا عن عون العلي الحميد (2/ 95، 96).



[11] مجموع الفتاوى: 1/ 51.



[12] أخرجه ابن حبان 1 / 247، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب 2250.



[13] أخرجه البخاري 2822.



[14] أخرجه النسائي (1/ 243)، والترمذي (2/ 26 - طبع بولاق)، وأحمد (5/ 108و 109)، (وابن حبان (7192 - الإحسان)، والطبراني (1/ 187/ 2) = [4/ 57 و 58و 59]) وانظر: أصل صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم - (2 / 535).



[15] أخرجه النسائي (1/ 156 - 157)، وابن ماجه (1/ 407)، والطحاوي (1/ 205)، والحاكم (1/ 241)، وأحمد (5/ 156 و177) من طرق عن قُدامة بن عبد الله العامري عن جَسْرَةَ بنت دِجاجةَ عنه. وقال الحاكم: "صحيح الإسناد". ووافقه الذهبي. وكذا صححه الحافظ العراقي (1/ 252) وغيره. وفي"الزوائد":
"إسناده صحيح، ورجاله ثقات". وانظر: أصل صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم - (2 / 535).



[16] أخرجه ابن حبان 622، والأصبهاني كما في الترغيب والترهيب برقم (666)، وأبو الشيخ ابن حبان في"أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم"(200 - 201) وانظر: "الصحيحة"1 / 106.



[17] أخرجه البخاري (7301)، ومسلم (2356).




[18]أخرجه أبو نعيم في" الحلية" (8 / 377) عن وكيع و الحاكم (4 / 308)، وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 675.



[19] أخرجه الحاكم (1 / 4)، وقال الهيثمي في" المجمع" (1 / 52): "رواه الطبراني في" الكبير "، وإسناده حسن"، وصححه الألباني في صحيح الجامع 1590.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



 

[حجم الصفحة الأصلي: 109.27 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 106.00 كيلو بايت... تم توفير 3.27 كيلو بايت...بمعدل (2.99%)]