المشي إلى المساجد والتبكير إليها - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         معارج البيان القرآني ـــــــــــــ متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 7808 )           »          انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 33 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 859254 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 393597 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215832 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 74 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 59 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 56 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26-08-2020, 02:32 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,062
الدولة : Egypt
افتراضي المشي إلى المساجد والتبكير إليها

المشي إلى المساجد والتبكير إليها
الشيخ أحمد الزومان





الخطبة الأولى

إن الحمد لله نحمده ونستعينه و نستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل الله فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102] ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1] ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70 - 71].

أما بعد:
فقد رفع الله قدر الصلاة وأهلها فمن حافظ عليها فقد أفلح وأنجح ومن ضيعها ولم يقمها فقد خاب وخسر وجعل المشي إليها من أجل القرب وأعظم الطاعات فشرف الوسيلة بشرف المتوسل إليه فمن خرج للصلاة خاصة ولم يخرج لحاجة أخرى وقد تطهر في بيته ومشى إلى المسجد فخطوة تحط خطيئة والأخرى ترفع درجة فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من تطهر في بيته ثم مشى إلى بيت من بيوت الله ليقضي فريضة من فرائض الله كانت خطوتاه إحداهما تحط خطيئة والأخرى ترفع درجة " رواه مسلم.

وقد حرص تجار الآخرة من أصحاب النبي صلى اللهم عليه وسلم على هذا الفضل العظيم وآثروا التعب في الدنيا للفوز في الآخرة فاتعبوا أبدانهم في الدنيا ليريحوها في الآخرة فعن أبي بن كعب - رضي الله عنه - قال كان رجل من الأنصار بيته أقصى بيت في المدينة فكان لا تخطئه الصلاة مع رسول الله صلى اللهم عليه وسلم قال فتوجعنا له فقلت له يا فلان لو أنك اشتريت حمارا يقيك من الرمضاء ويقيك من هوام الأرض قال أم والله ما أحب أن بيتي مطنب ببيت محمد صلى اللهم عليه وسلم قال فحملت به حملا حتى أتيت نبي الله صلى اللهم عليه وسلم فأخبرته قال فدعاه فقال له مثل ذلك وذكر له أنه يرجو في أثره الأجر فقال له النبي صلى اللهم عليه وسلم إن لك ما احتسبت رواه مسلم.

لكن ليعلم أنَّ المشقة ليست مطلوبة شرعا فليست من القرب التي يتقرب بها إلى الله لكن إذا كانت العبادة لا تتأتى إلا بالمشقة أو تعرض هذه المشقة في العبادة فيؤجر عليها كشخص داره بعيدة عن المسجد فيؤجر على هذه المشقة أكثر من شخص داره قريبة من المسجد لكن لا يقال لمن داره قريبة من المسجد اذهب إلى المسجد الأبعد. وكذلك الطهارة في شدة البرد يثاب عليها لكن لا يتوضأ بالماء البارد مع وجود الماء الساخن.

وأمر الخارجُ للصلاة بالسكينة وذلك بالتأني في الحركات واجتناب العبث والوقار في الهيئة وهو غض البصر وخفض الصوت والإقبال على طريقه بغير التفات. ونهى عن الإسراع ولو خشي فوات الركعة فعن أبي قتادة - رضي الله عنه - قال بينما نحن نصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم إذ سمع جلبة رجال فلما صلى قال ما شأنكم قالوا استعجلنا إلى الصلاة قال فلا تفعلوا إذا أتيتم الصلاة فعليكم بالسكينة فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا " رواه البخاري ومسلم وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إذا سمعتم الإقامة فامشوا إلى الصلاة وعليكم بالسكينة والوقار ولا تسرعوا فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا " رواه البخاري ومسلم. فالخارج للصلاة في حكم المصلي فيشرع له أن يتأدب بآداب الصلاة من ترك العجلة والخشوع ففي حديث أبي هريرة أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " فإن أحدكم إذا كان يعمد إلى الصلاة فهو في صلاة " رواه مسلم والمسرع يدخل الصلاة وقد حفزه النفس فيفوت على نفسه الخشوع الذي هو لب الصلاة وعليه مدار الثواب.

وشرع لنا التبكير للمسجد بل شرع لنا إذا قضينا صلاة ننتظر في المسجد الصلاة التي تليها ننشغل في أثناء ذلك بذكر الله و تلاوة كتابه أو حضور مجالس العلم أو نحو ذلك من القرب.

فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى اللهم عليه وسلم قال ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات قالوا بلى يا رسول الله قال إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطى إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط رواه مسلم وسماه النبي صلى اللهم عليه وسلم رباطا في سبيل الله لأنَّ الشيطان يجلب بخيله ورجله على منتظر الصلاة ليخرجه من المسجد بل ربما ذكره ببعض الواجبات ليخرجه من المسجد فيقول له كيف تجلس لأداء سنة وتترك واجبا وكأن ليس عنده من الوقت إلا فترة انتظار الصلاة فمن كان على ثغر من ثغور الإسلام فهو مرابط في وجه عدوه من الكفار وهذا في المسجد مرابط على الطاعة ومدافعة الشيطان.

فإذا لم يتيسر الرباط لانشغال المرء فلا أقل من المبادرة إلى المسجد وعدم التأخر ففي حديث أبي هريرة في الصحيحين "وإذا دخل المسجد كان في صلاة ما كانت تحبسه وتصلي يعني عليه الملائكة ما دام في مجلسه الذي يصلي فيه اللهم اغفر له اللهم ارحمه ما لم يحدث فيه ".

من أعمال أهل الجنة قيام الليل فما بلنا نتثاقل عن صلاة الفجر وراتبتها
﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ * كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾ [الذاريات: 15 - 18] ﴿ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [السجدة: 16، 17]

الخطبة الثانية

الحمد لله الذي جعل قرة عيون عباده في الصلاة وشرح صدورهم فتوطنون المساجد فألفوها وألفتهم فقلوبهم متعلقة بها وإن كانوا خارجها ينظر أحدهم في ساعته متى يحظر وقت الصلاة ليرجع إلى بيت ربه ومكان أنسه وراحة باله.

وبعد:
فمما يسوء كل مسلم محب لإخوانه الخير ما يراه في بعض مساجدنا عندما تقام الصلاة على عدد يسير ربما لا يتجاوز أصابع اليدين فإذا سلم الإمام قام أكثر المصلين بالقضاء فعندما تكون هذه ظاهرة مستمرة عند البعض منا فهذا مما ينذر بشر وخطر فعجبا من عاقل مؤمن بعداوة الشيطان له لا يزال يوافقه بما يهوى ويستجب لما يمليه عليه ﴿ قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ * إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ * قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ﴾ [الحجر: 36 - 40]

إخواني:
إذا كان الأمر سيستمر على هذا الحال فمتى نصلى السنن الرواتب القبلية لا سيما راتبة الفجر التي قال عنها النبي صلى اللهم عليه وسلم ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها رواه مسلم متى نقرأ القرآن والغالب أن قراءة أكثر المصلين للقرآن قبل إقامة الصلاة فهل ترضى أخي أن تكون هاجراً للقرآن فالقراءة موسمية في رمضان فقط ﴿ وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ﴾ [الفرقان: 30].

إخواني لنسأل أنفسنا عن سبب هذا التأخر وهل هناك ما يشغلنا عن الصلاة أم أنه التسويف والانشغال بأشياء لا تفوت من مأكل ومشرب ومحادثة وغير ذلك.

وأعظم من ذلك التأخر عن صلاة الفجر في المسجد وتأخيرها عن وقتها بسبب السهر وخصوصا يومي الخميس والجمعة فالملاحظ على البعض أنه يسهر إلى وقت متأخر من الليل ثم ينام عن صلاة الفجر وهذا من كيد الشيطان لابن آدم فهذان يومان فاضلان تستحب فيهما فضائل الأعمال فالخميس يستحب صيامه والجمعة خير يوم طلعت عليه الشمس فيكيد الشيطان للبعض فلا يكتفي منه بالتفريط بفضائل الأعمال فيجعله يفرط في الواجبات ومن ذلك التفريط في صلاة الفجر. فمن بلي بالسهر فعليه أن يؤخر نومه إلى بعد صلاة الصبح إذا كان يعلم من نفسه أنه إذا نام لم يتمكن من صلاة الفجر.

إلى متى و نحن نرضي الشيطان ونطيعه لنسأل أنفسنا إلى متى نصل الحد الذي إذا فعلناه تركنا الشيطان وشأننا إنه لن يرضى عنا حتى يكبنا على وجوهنا في النار ﴿ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴾ [فاطر: 6]

إخواني:
تتعاظم المسؤولية عندما يكون أحدنا قدوة لكونه أباً أو أخاً أكبر أو مربياً أو يصنف على أنه في عداد الصالحين فهل سيتربى من تحت أيدينا على المحافظة على الصلوات في وقتها وعلى المبادرة والتبكير إلى المساجد وهم يرون من هم محل القدوة يؤخرون الصلاة عن وقتها ويتأخرون في الحضور للمسجد فلنحذر أن نكون ممن يصد عن الخير بأفعاله من حيث لا نشعر.

إخواني:
الكثير منا ليس براضٍ على هذه الحال ويتمنى لو غير هذا الواقع وحافظ على الصلوات في وقتها وحضر مبكراً للمسجد وأصبح في عداد المبكرين للصلوات ولا شك أنَّ هذا شعور طيب واستشعار للخطأ لكن لا يكفي هذا الشعور بل لا بد أن يترجم بعمل ليبرهن على صدق صاحبه وأنَّه ليس مدعيا وليعلم أنَّ أول الأمر يحتاج إلى مجاهد الشيطان ومخالفة الهوى ثم بعد ذلك تصبح المحافظة على الصلاة في وقتها جماعة في المسجد جزء من حياة الواحد منا لو فقده لأمر عارض لشعر بشيء من الحزن والندم فمن عادته المحافظة على الصلاة في المسجد لو فاتته الصلاة في مسجده لعارض بذل وسعه ليدرك الصلاة وذلك بالبحث عن مسجد يتأخر في الصلاة فأول العبادة مجاهدة للنفس وإكراهها على الطاعة وآخرها أنس ولذة وراحة بال فبمجاهدة النفس على الصلاة يتعلق القلب بها وتملك عليه شغاف قلبه فتكون هي أنسه ولذته فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي صلى اللهم عليه وسلم قال سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله وذكر منهم رجلا قلبه معلق في المساجد " رواه البخاري ومسلم.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



 

[حجم الصفحة الأصلي: 54.86 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 52.51 كيلو بايت... تم توفير 2.35 كيلو بايت...بمعدل (4.28%)]