دلالة الاقتضاء بين المتكلمين والأحناف - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         خواطرفي سبيل الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 40 - عددالزوار : 10265 )           »          قلبٌ وقلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 40 - عددالزوار : 9530 )           »          البشريات العشر الثانية للتائبين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          معركة تشيرمانون (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          إلى مَأدُبَةِ الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          من أعلام الإسلام الطفيل بن عمرو الدّوسي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          كيف نحاور العلمانيين؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          الدعاء والذكر عند قراءة القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 564 )           »          شدَّاد بن أوس رضي الله عنه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          حجم فرصتك تأتي على حجم استعدادك لها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 26-08-2020, 01:52 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,776
الدولة : Egypt
افتراضي دلالة الاقتضاء بين المتكلمين والأحناف

دلالة الاقتضاء بين المتكلمين والأحناف
امحمد الخوجة



إن دلالةَ الاقتضاء من الدلالات الأصوليَّة التي لم يختلف فيها المتكلِّمون، ولا مدرسة الأحناف الفقهاء، لا من جهة المعنى، ولا من جهة المبنى.

إلا أن الاختلافَ حاصلٌ بين المدرستين من الناحية المنهجيَّة؛ إذ إن المتكلِّمين يُدرجونها بين مباحث المنطوق غيرِ الصريح، وأما الأحناف، فاعتبروها دلالةً قائمة بذاتها كدلالة العبارة والإشارةِ.

ولقد عرَّفه ابن الحاجب من المالكيَّة المتكلمين قائلًا: "ما يتوقَّف عليه صدقُ الكلام، أو صحتُه العقليَّة أو الشرعيَّة"[1].
وعرَّفه الآمديُّ بقوله: "ما كان فيه المدلولُ مُضمرًا؛ إما لضرورة صدق المتكلِّم، أو لصحة الملفوظ به"[2].

ولهذا كان اعتبار دلالة الاقتضاء من الدلالات التي ينبغي التنبُّهُ لها عند التعامل مع النصِّ الشرعي، وحسب التعريفين السابقين فإن الكلام قد يتوقَّف على ما يصدقه إما عقلًا أو شرعًا؛ لذا ينبغي التحرُّز؛ فافهم.

ولا يخفى عن كلِّ مشتغل بعلم أصول الفقه أن الأصوليِّين الأحناف عرَّفوا دلالة الاقتضاء بتعريفات لا تكادُ تكون بعيدة عما عرَّفها أمثالهم من الجمهور.

فهذا السَّرَخْسيُّ يُعرِّفها بقوله: "عبارةٌ عن زيادة على المنصوص عليه، يشترط تقديمه؛ ليصيرَ المنظوم مفيدًا، أو موجبًا للحكم، ومن دونه لا يمكن إعمال المنظوم"[3]؛ لذا كان قوله: "زيادة على المنصوص عليه" المقتضى "الذي يجب تقديرُه؛ ليصبح المنظومُ مفيدًا؛ لإعمال الكلام، فإذا لم نقدِّر هذا المقتضى، كان الكلامُ كاذبًا"[4].

ومنه نستخلص أن أنواع دلالة الاقتضاء ثلاثة:
المقتضى الذي يجبُ تقديرُه لصدق الكلام:
ومثاله قوله صلى الله عليه وسلم: ((مَن لم يجمعِ الصيام من الفجر، فلا صيام له)).

فهذا الحديث ينفي الصوم "لكن الصومَ لا ينفى بصورتِه؛ فمعناه لا صيامَ كاملٌ، أو صحيح؛ فيكون حكمُ الصوم هو المنفيَّ، لا نفسه"[5].
والحكم كما هو معلوم وبيِّن غيرُ منطوق به ألبتة في هذا الحديث، لكن كان لزامًا تقديرُه عبر الاقتضاء المُفضِي لئن يكونَ الكلام صادقًا.

المقتضى الذي يجب تقديرُه لصحة الكلام عقلًا:
ومثاله: قوله عز وجل: ﴿ وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ ﴾ [يوسف: 82]، فلا يعقلُ أن القرية ستُجيب عن السؤال، لكن كان لا بدَّ من تقدير مقتضًى يفيدُ حقيقة عقليَّة مُفاده: أن المرادَ بذلك هم أهل القرية؛ فهم المقصودون بالكلام، وبذلك يصبح الكلامُ مُسلَّمًا به عقلًا، والتقدير هو: "اسأل أهل القرية".

المقتضى الذي يجب تقديرُه لصحة الكلام شرعًا:
ومنه قوله عز وجل: ﴿ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ ﴾ [النساء: 92]، والأمر هنا متعلِّق بالمملوك، وإن لم يذكر لفظًا؛ لأن عتقَ رقبةِ الحرِّ لا يُتصوَّر؛ ولذلك صار سوقُ مقتضًى مقدَّرٍ بتحرير رقبة مملوكة أمرًا محتَّمًا؛ ليتقرَّر صدق الكلام شرعًا.



[1] مناهج الأصوليِّين عن مختصر المنتهى مع شرحه وحواشيه ج2 ص: 172.

[2] كتاب الإحكام؛ للآمدي ج 3 ص: 66.

[3] كتاب أصول السرخسي ج1 ص248.

[4] المنطوق والمفهوم بين مدرستي المتكلمين والأحناف؛ للدكتور محمد أقصري ج1 ص: 16.

[5] المستصفى للغزالي ج1 ص 263، دار الكتب العلمية تحقيق محمد عبد السلام عبدالشافي طبعة 1993م.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 62.81 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 61.09 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.73%)]