التشاؤم لا يأتي بخير - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         معارج البيان القرآني ـــــــــــــ متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 7826 )           »          انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 52 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 859511 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 393878 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215999 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 83 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 62 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 62 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 63 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 61 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23-08-2020, 03:38 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,062
الدولة : Egypt
افتراضي التشاؤم لا يأتي بخير

التشاؤم لا يأتي بخير


أحمد الجوهري عبد الجواد






إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

أما بعد:
فيا أيها الإخوة إن الله - تبارك وتعالى - هو المدبر لكل ما في الكون من عرشه إلى فرشه ومن سمائه إلى أرضه لا يخرج من ذلك شيء عن أمره ولا يصدر إلا بإذنه ولذلك وجب على كل إنسان أن يثق أنه لا يضره إلا ما جعل الله له فيه ضررًا ولا ينفعه إلا ما قدر الله له به نفعًا" واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد قدره الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف"[1] هذه هي عقيدة المسلم الراسخة في ربه - عز وجل - وقدره.

لكن الشيطان الرجيم لا يفتأ يلقي في القلب من وسوسته ما يزعزع به هذه العقيدة أو يهزها حين يجد من الإيمان ضعفًا أو نقصانًا وقد يستجيب له القلب أو لا بحسب الإيمان فيه، ومن هذه الوساوس التي يجب أن تحذرها القلوب المؤمنة: "التطير" بالأشياء، فما هو التطير؟ وما حكمه؟ وما علاقته بالتوحيد؟ وما علاج التطير وطريقة التخلص منه؟

وفي هذا اللقاء بمشيئة الله تعالى نجيب عن هذه التساؤلات الكبيرة الخطيرة فأعيروني القلوب والأسماع - أيها الإخوة - والله أسأل أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يجعلنا ممن أوتي بصيرة فصار له سراج يضيء له الظلمات حتى نصل إلى الأمن والأمان في الدنيا والآخرة، محفوظين بعين الله التي لا تنام، مكلوئين بكلئه الذي لا يرام ولا يضام.

أيها الإخوة ما هو التطير؟
التطير هو التشاؤم بالأشياء سواء كانت مشاهدة مرئية أو مسموعة أو معلومة ومن العلماء من قصره على التشاؤم بالطيور، فقد سُمِّيَ التشاؤم تطيرًا؛ لأنَّ العرب كانُوا في الجاهلية إذا خرج أحدُهم لأمرٍ قصد عش طائر فيهيجه، فإذا طار الطيرُ من جهة اليمين تيمن به ومضى في الأمر، ويسمون هذا الطائر في هذه الحالة: (السانح). أما إذا طار جهة يسار الإنسان تشاءم به، ورجع عما عزم عليه، وكانوا يسمون الطير في هذه الحالة: (البارح).

وهذا وإن كان أصل التطير إلا أنه ليس قاصرا عليه اليوم، فالصحيح أنه يعم كل ما يتشاءم منه من الطيور والألفاظ والأماكن وغيرها.

كأن يعتقد الإنسان أنه يضره شيء حتمًا لو ذهب إلى المكان الفلاني، أو يرجع إلى بيته لا يذهب إلى عمله لأنه قابل في طريقه وهو خارج طائرًا أسود، أو يقعد عن عمله لأن أول كلمة سمعها كلمة شر، أو يحدد الذهاب إلى موعد فينفي يوم الأربعاء أو يوم الجمعة من حسابه ويلغيه لأنه يعتقد أن فيهما شرًّا وسوءًا كما انتشر على ألسنة بعض الجهال أن يوم الأربعاء يوم نحس أو أن في بعض يوم الجمعة شر ومن أقوالهم في ذلك في يوم الجمعة ساعة نحس وكذبوا بل الأيام كلها أيام الله وما هي إلا ظروف المقادير إن شاء قدر فيها ربنا خيرًا وإن شاء قدر فيها شرًا لا بحسبها هي نحس أو سعد بل بحسب تقديره سبحانه ومشيئته وإرادته.

روى مسلم عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النبي - صلى الله عليه وسلم - قَالَ "لاَ تَسُبُّوا الدَّهْرَ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الدَّهْرُ". [2]

وروى البخاري عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضى الله عنه - قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -" قَالَ اللَّهُ يَسُبُّ بَنُو آدَمَ الدَّهْرَ، وَأَنَا الدَّهْرُ، بيدي اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ".[3]

وروى أحمد عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -" لاَ تَسُبُّوا الدَّهْرَ فَإِنَّ اللَّهَ - عز وجل - قَالَ أَنَا الدَّهْرُ الأَيَّامُ والليالي لي أُجَدِّدُهَا وَأُبْلِيهَا وَآتِى بِمُلُوكٍ بَعْدَ مُلُوكٍ".[4]

وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "قال الله تعلى: "يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر أقلب الليل والنهار. [5]

ففي هذه الأقوال والاعتقادات خطآن عظيمان: الأول: أنه ينسب السعد والنحس إلى غير الله - عز وجل - وهما إنما يجريان بقدره، والثاني: أن فيه سبًّا لله عز شأنه وعظم جاهه.

فلا ينبغي أن يقال: هذا يوم أسود أو لا بارك الله في هذه الساعة أو هذا يوم مشئوم، أو هذا يوم أغبر أو زمان أسود ونحوها من الألفاظ والعبارات التي فيها شرك بالله تعالى و إيذاء لرب البرية - سبحانه وتعالى -.

فلننأَ بأنفسنا عن هذا كله - أيها الإخوة - الكرام ولنعلم أن كل شيء بقدر وكل شيء بأمر الله - عز وجل -: ﴿ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ﴾ [القمر: 49].

وهؤلاء الذين يقولون في يوم الجمعة ساعة نحس يقلبون الحقيقة المقررة في الشرع العظيم، كذبوا والله إن في يوم الجمعة ساعة إجابة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في الحديث الذي أخرجه النسائي وابن ماجه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: أَتَيْتُ الطُّورَ فَوَجَدْتُ ثَمَّ كَعْبًا فَمَكَثْتُ أَنَا وَهُوَ يَوْمًا أُحَدِّثُهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيُحَدِّثُنِي عَنْ التَّوْرَاةِ فَقُلْتُ لَهُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ فِيهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ فِيهِ خُلِقَ آدَمُ وَفِيهِ أُهْبِطَ وَفِيهِ تِيبَ عَلَيْهِ وَفِيهِ قُبِضَ وَفِيهِ تَقُومُ السَّاعَةُ مَا عَلَى الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا وَهِيَ تُصْبِحُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ مُصِيخَةً حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ شَفَقًا مِنْ السَّاعَةِ إِلَّا ابْنَ آدَمَ وَفِيهِ سَاعَةٌ لَا يُصَادِفُهَا مُؤْمِنٌ وَهُوَ فِي الصَّلَاةِ يَسْأَلُ اللَّهَ فِيهَا شَيْئًا إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ فَقَالَ كَعْبٌ ذَلِكَ يَوْمٌ فِي كُلِّ سَنَةٍ فَقُلْتُ بَلْ هِيَ فِي كُلِّ جُمُعَةٍ فَقَرَأَ كَعْبٌ التَّوْرَاةَ ثُمَّ قَالَ: صَدَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ فِي كُلِّ جُمُعَةٍ.

فَخَرَجْتُ فَلَقِيتُ بَصْرَةَ بْنَ أَبِي بَصْرَةَ الْغِفَارِيَّ فَقَالَ مِنْ أَيْنَ جِئْتَ قُلْتُ مِنْ الطُّورِ قَالَ لَوْ لَقِيتُكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَهُ لَمْ تَأْتِهِ قُلْتُ لَهُ وَلِمَ قَالَ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَا تُعْمَلُ الْمَطِيُّ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَسْجِدِي وَمَسْجِدِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ فَلَقِيتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلَامٍ فَقُلْتُ لَوْ رَأَيْتَنِي خَرَجْتُ إِلَى الطُّورِ فَلَقِيتُ كَعْبًا فَمَكَثْتُ أَنَا وَهُوَ يَوْمًا أُحَدِّثُهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيُحَدِّثُنِي عَنْ التَّوْرَاةِ فَقُلْتُ لَهُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ فِيهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ فِيهِ خُلِقَ آدَمُ وَفِيهِ أُهْبِطَ وَفِيهِ تِيبَ عَلَيْهِ وَفِيهِ قُبِضَ وَفِيهِ تَقُومُ السَّاعَةُ مَا عَلَى الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا وَهِيَ تُصْبِحُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ مُصِيخَةً حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ شَفَقًا مِنْ السَّاعَةِ إِلَّا ابْنَ آدَمَ وَفِيهِ سَاعَةٌ لَا يُصَادِفُهَا عَبْدٌ مُؤْمِنٌ وَهُوَ فِي الصَّلَاةِ يَسْأَلُ اللَّهَ شَيْئًا إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ قَالَ كَعْبٌ ذَلِكَ يَوْمٌ فِي كُلِّ سَنَةٍ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ كَذَبَ كَعْبٌ قُلْتُ ثُمَّ قَرَأَ كَعْبٌ فَقَالَ صَدَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ فِي كُلِّ جُمُعَةٍ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ صَدَقَ كَعْبٌ إِنِّي لَأَعْلَمُ تِلْكَ السَّاعَةَ فَقُلْتُ يَا أَخِي حَدِّثْنِي بِهَا قَالَ هِيَ آخِرُ سَاعَةٍ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ قَبْلَ أَنْ تَغِيبَ الشَّمْسُ فَقُلْتُ أَلَيْسَ قَدْ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَا يُصَادِفُهَا مُؤْمِنٌ وَهُوَ فِي الصَّلَاةِ وَلَيْسَتْ تِلْكَ السَّاعَةَ صَلَاةٌ قَالَ أَلَيْسَ قَدْ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَنْ صَلَّى وَجَلَسَ يَنْتَظِرُ الصَّلَاةَ لَمْ يَزَلْ فِي صَلَاتِهِ حَتَّى تَأْتِيَهُ الصَّلَاةُ الَّتِي تُلَاقِيهَا قُلْتُ بَلَى قَالَ فَهُوَ كَذَلِكَ.[6]


فلنحذر من هذه الألفاظ التي فيها تطير وتشاؤم لأن خطرها عظيم ومصابها في الدنيا - قبل الآخرة- جسيم وبيان ذلك أن نجيب عن السؤال الثاني ما حكم التطير والتشاؤم بالأشياء والأسماء؟ قال العلماء:
وذلك ينقسم إلى أقسام:
1- أن يعتقد في الطير ونحوه من كل مسموع أو مرئي أو معلوم، أن له تأثيرا في جلب النفع أودفع الضرر، وأنها تنفع بذاتها، فهو شرك أكبر شرك في الربوبية لأنه اعتقد النفع والضرر في غير الله، وأيضًا شرك في الألوهية لأن قلبه تعلق بغير الله فيما لا يقدر عليه غير الله.

2- أن يعتقد أنها سبب للخير أو للشر وهو موقن أن الله هو الفاعل فهذا من الشرك الأصغر لأنه جعل ما ليس سببا لا شرعا ولا قدرا سببا.

3- أن يجعلها علامة يخبر بها عن الغيب، وهذا من الشرك الأكبر لأنه ادعاء لعلم الغيب والقاعدة: أن ادعاء علم الغيب بأي وسيلة يعتبر شركًا أكبر.[7]

وانتبه معي أيها الحبيب لهذا السيل من الأدلة القرآنية والأحاديث النبوية التي تؤصل لنا هذه القضية فها هو ذا القرآن العظيم يذكر عن فرعون وقومه أنهم تطيروا بموسى والمؤمنين معه وتشاءموا منهم فقال: "فإذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه وإن تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه ألا إنما طائرهم عند الله ولكن أكثرهم لا يعلمون".

وذكر - عز وجل - عن القوم الذين كذبوا الرسل وهم أصحاب القرية أنهم: ﴿ قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [يس: 18]

وقبل هؤلاء وهؤلاء قوم صالح - عليه السلام - حكى القرآن عنهم أنهم ﴿ قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَن مَّعَكَ قَالَ طَائِرُكُمْ عِندَ اللَّهِ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ ﴾.

وهكذا لا تجد الله تعالى ذكر التشاؤم والتطير إلا عن أعدائه الكفار فدل ذلك على أن التطير والتشاؤم ليس من أمر الإسلام في شيء وإنما هو من أمور الجاهلية ولذا نهى الله ورسوله عنه وجعل الشرع اعتقاده مناقضًا للتوحيد وأخبرا أنها وسيلة من وسائل الشرك وزعزعة يقين القلب في رب العالمين.

والتفت إلى هذه اللطيفة الأخرى في هذه الآيات وهي أن الله تعالى قال: "ألا إنما طائرهم عند الله"قال ابن عباس في معناها أي إلا من قبل الله، فمن عند الله - تبارك وتعالى - ذلك كله ﴿ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا ﴾.

وهكذا قال المشركون للرسول صلى الله عليه وسلم : ﴿ وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا ﴾ [النساء: 78].

فاحذروا أحبتي من التطير ولا يستجرينكم الشيطان ويستميلكم إلى شركه فإنه الشرك.

روى أبو داود والترمذي وصححه من حديث ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الطيرة شرك الطيرة شرك الطيرة شرك".[8]

ومن روائع ما قرأت من التعليق على هذا الحديث ما قاله الإمام الشوكاني في نيل الأوطار يقول - رحمه الله -: "وإنما جعل الطيرة من الشرك، لأنهم كانوا يعتقدون أن التطير يجلب لهم نفعًا أو يدفع عنهم ضررًا إذا عملوا بموجبه، فكأنهم أشركوا مع الله تعالى..."[9]

وهذا الاعتقاد منافٍ لما قرره الله تعالى في قوله تعالى في غير ما آية: ﴿ وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَادَّ لِفَضْلِهِ ﴾ [يونس:107]، فالله هو الضار النافع، وهذه الطيور لا تعلم الغيب، وسنوحها لا ينفع، وبروحها لا يضر. ومن قرع باب التطير فقد قرع باب الشرك بل ولجه، وبرئ من التوكل على الله سبحانه، فيفسد عليه قلبه وإيمانه وحاله، ويبقى هدفا لسهام الطيرة..."[10]

ومن العجب العجيب أن "للناس في التشاؤم أيام معينة أو ساعات محددة أو أعداد معينة مما لا ينقضي منه العجب. فالرافضة قبحهم الله (يكرهون التكلم بلفظ العشرة، أو فعل شيء يكون عشرة حتى البناء لا يبنون على عشرة أعمدة، ولا بعشرة جذوع ونحو ذلك؛ لكونهم يبغضون خيار الصحابة، وهم العشرة المشهود لهم بالجنة)[11] وكثير من الناس في الغرب يتشاءمون بالرقم (13)؛ ولذا حذفته بعض شركات الطيران من ترقيم المقاعد كما حذفوه في ترقيم المصاعد والأدوار في العمائر الكبار. وآخرون يتشاءمون بنعيق البوم والغراب، ورؤية الأعور والأعرج والعليل والمعتوه".[12]

قال الشيخ ابن عثيمين[13]: (والإنسان إذا فتح على نفسه باب التشاؤم فإنها تضيق عليه الدنيا، وصار يتخيل كل شيء أنه شؤم، حتى إنه يوجد أناس إذا أصبح وخرج من بيته ثم قابله رجل ليس له إلا عين واحدة تشاءم، وقال: اليوم يوم سوء وأغلق دكانه، ولم يبع ولم يشتَرِ -والعياذ بالله- وكان بعضهم يتشاءم بيوم الأربعاء، ويقول: إنه يوم نحس وشؤم، ومنهم من يتشاءم بشهر شوال، ولاسيما في النكاح، وقد نقضت عائشة -رضي الله عنها- هذا التشاؤم بأنه- صلى الله عليه وسلم -عقد عليها في شوال؛ وبنى بها في شوال، فكانت تقول: أيُّكن كانت أحظى عنده مني؟)[14]

ولذلك نفى النبي صلى الله عليه وسلم الطيرة كلها فقال كما روى مسلم من حديث أبي هريرة: "لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر ولا نوء ولا غول". [15]

لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر ولا نوء ولا غول فهذه ستة ينفيها النبي صلى الله عليه وسلم أما الطيرة فقد عرفناها، وعمومًا فما نفرك من المكان أو الشخص أو أي شيء رأيته أو سمعته وفررت منه تأثرًا بالتشاؤم فهو التطير وهو الشرك الذي نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث وغيره.

والواجب عليك حينما يحصل لك شيء من هذا مما تكرهه في نفسك أن ترفضه متوكلًا على الله - سبحانه وتعالى - وأن تمضي في حاجتك وسنذكر العلاج الكامل بمشيئة الله بعد استكمال شرح هذا الحديث.

فهذا هو معنى "لا طيرة" وأما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم "لا عدوى" فمعناه: أن انتقال المرض من شخص إلى شخص أو من بهيمة إلى بهيمة أو من مكان إلى مكان لا يكون من تلقاء نفسه فالأشياء لا تعدى بنفسها ولكن عن تقدير من الله - سبحانه وتعالى - فالمقدر لانتقالها هو الله فقد يقرب الصحيح من المريض فيعدي وقد يقرب فلا يحصل له شيء، لأن الله قدر له العدوى في المرة الأولى ولم يقدرها له في المرة الثانية.

روى البخاري عن أََبِي هُرَيْرَةَ -رضى الله عنه- قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ "لاَ عَدْوَى وَلاَ صَفَرَ وَلاَ هَامَةَ". فَقَالَ أعرابي يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَا بَالُ إبلي تَكُونُ في الرَّمْلِ كَأَنَّهَا الظِّبَاءُ فيأتي الْبَعِيرُ الأَجْرَبُ فَيَدْخُلُ بَيْنَهَا فَيُجْرِبُهَا. فَقَالَ "فَمَنْ أَعْدَى الأَوَّلَ"[16]

فالنبي صلى الله عليه وسلم يقرر أنه "لا عدوى" مع أنه هو صلى الله عليه وسلم الذي قال فر من المجذوم فرارك من الأسد[17]

والسؤال الآن: هل هنا تعارض؟ هل هنا تضاد؟ فمرة يأمر بالفرار ومرة يقول: "لا عدوى"؟ فهل بين هذين القولين من تعارض؟ والجواب بكل ثقة واطمئنان: لا، فهو صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، وإنما نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن مخالطة المجذوم ونهى صلى الله عليه وسلم عن القدوم على الأرض الموبوءة ونهى من كان في أرض فيها وباء أن يخرج منها ومن كان خارجها لا يدخل فيها، لأن هذه أسباب لانتشار المرض والامتناع عنها أخذ بالأسباب الواقية والإقدام عليها إلقاء إلى التهلكة والله يقول: "ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة" - انتبه أيها الحبيب اللبيب - إلا من قوى إيمانه وكمل توكله ووثق قلبه واطمأنت نفسه بقضاء الله وقدره فهذا يقدم على الوباء ويخالط المرض ولا يصاب لأنه متوكل على الله - سبحانه وتعالى -، لكن هذا لا يكون إلا لأهل الإيمان القوي أما أهل الإيمان الضعيف فهؤلاء يبتعدون عن هذه المواقف لئلا يصابوا ثم تسوء عقيدتهم وبالجملة فالأخذ بالأسباب الواقية حسن، وإذا كان هناك مصلحة راجحة فالإقدام أحسن وهذا كله بحسب الأحوال.[18]

قال العلامة الألباني: واعلم أنه لا تعارض لأن المقصود إثبات العدوى وأنها تنتقل بإذن الله تعالى من المريض إلى السليم وأما نفي العدوى فمعناه نفي العدوى التي كان أهل الجاهلية يعتقدونها، وهي انتقالها بنفسها دون النظر إلى مشيئة الله في ذلك كما يرشد إليه قوله صلى الله عليه وسلم للأعرابي: "فمن أعدى الأول؟". فقد لفت النبي صلى الله عليه وسلم نظر الأعرابي بهذا القول الكريم إلى المسبب الأول ألا وهو الله - عز وجل - ولم ينكر عليه قوله "ما بال الإبل تكون في الرمل كأنها الظباء فيخالطها الأجرب فيجربها"، بل إنه صلى الله عليه وسلم أقره على هذا الذي كان يشاهده، وإنما أنكر عليه وقوفه عند هذا الظاهر فقط بقوله له: "فمن أعدى الأول؟". وجملة القول: أن الحديثين يثبتان العدوى وهي ثابتة تجربة ومشاهدة.

والأحاديث الأخرى لا تنفيها وإنما تنفي عدوى مقرونة بالغفلة عن الله تعالى الخالق لها. وما أشبه اليوم بالبارحة، فإن الأطباء الأوربيين في أشد الغفلة عنه تعالى لشركهم وضلالهم وإيمانهم بالعدوى على الطريقة الجاهلية، فلهؤلاء يقال: "فمن أعدى الأول؟" فأما المؤمن الغافل عن الأخذ بالأسباب، فهو يذكر بها، ويقال له كما في الحديث: "لا يورد الممرض على المصح" أخذًا بالأسباب التي خلقها الله تعالى، وكما في حديث: "وفر من المجذوم فرارك من الأسد". [19]

قال صلى الله عليه وسلم : "لا عدوى ولا طيرة ولا هامة" ما معنى ولا هامة؟ كان العرب يتشاءمون بطائر البومة ويقولون: البوم لا يقع إلا على الخراب، ولا يزال من هذا شيء في نفوس بعض الناس في أيامنا هذه فربما تسمع من بعض الناس إذا صوتت بومة يقول لك: سوف يموت واحد بلا شك، لماذا؟ لأن هذه البومة لا تأتي إلا لنعي وهذا بلا شك خطأ.

بل أشنع من هذا فاسمع، كان بعض أهل الجاهلية يزعمون أن القتيل الذي لم يأخذ أهله بثأره فإنه يخرج منه طائر يسمى البومة "الهامة" ويصوت ويقول: اسقوني اسقوني يعني خذوا لي بالثأر! ولا شك أن واضع مثل هذه الأفكار والذي يعمل على بثها وتهييجها إرهابيون دمويون أو انتهازيون مستفيدون وكلاهما يجب الأخذ على أيديهم بشدة، إن هذه المزاعم الباطلة لتصب في جانب إشباع رغبة الانتقام أو التربح من باب التحريش بين الناس، ولا شك أن هذه عادات جاهلية جاء الإسلام بإبطالها، ولا شك أيضًا أن هذا خطأ فلا شيء من هذا يكون - أيها الإخوة - لأنه لم يعلمنا به ربنا ولم يجعله الله سببًا فهو شرك أصغر بل وفيه شرك أكبر كاعتقاد أن البوم يعلم بموت فلان أو بحاله بعد الموت أو غير ذلك.

يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 23-08-2020, 03:38 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,062
الدولة : Egypt
افتراضي رد: التشاؤم لا يأتي بخير


ليس في دين الله ما يدل على ذلك أبدًا، ولكن هذه المزاعم إذا عاشت في نفوس الناس كان لها أثر في حياتهم وواقع في علاقاتهم جراء التطير الذي يعلق بالنفس وتسعى هي إلى التشبث به، ومن عجيب ما قرأت مما يمكن أن يندرج ضمن حديثنا هذا ما أخرجه الدارمي بسند حسن عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النبي - صلى الله عليه وسلم - قَالَتْ: كَانَتِ امْرَأَةٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ لَهَا زَوْجٌ تَاجِرٌ يَخْتَلِفُ فَكَانَتْ تَرَى رُؤْيَا كُلَّمَا غَابَ عَنْهَا زَوْجُهَا، وَقَلَّمَا يَغِيبُ إِلاَّ تَرَكَهَا حَامِلًا فَتَأْتِى رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَتَقُولُ: إِنَّ زوجي خَرَجَ تَاجِرًا وتركني حَامِلًا، فَرَأَيْتُ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ أَنَّ سَارِيَةَ بيتي انْكَسَرَتْ وَأَنِّى وَلَدْتُ غُلاَمًا أَعْوَرَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -:"خَيْرٌ، يَرْجِعُ زَوْجُكِ عَلَيْكِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى صَالِحًا، وَتَلِدِينَ غُلاَمًا بَرًّا". فَكَانَتْ تَرَاهَا مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاَثًا كُلُّ ذَلِكَ تَأْتِى رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَيَقُولُ ذَلِكَ لَهَا، فَيَرْجِعُ زَوْجُهَا وَتَلِدُ غُلاَمًا، فَجَاءَتْ يَوْمًا كَمَا كَانَتْ تَأْتِيهِ وَرَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - غَائِبٌ، وَقَدْ رَأَتْ تِلْكَ الرُّؤْيَا فَقُلْتُ لَهَا: عَمَّ تَسْأَلِينَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَا أَمَةَ اللَّهِ؟ فَقَالَتْ: رُؤْيَا كُنْتُ أُرَاهَا فَآتِى رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَأَسْأَلُهُ عَنْهَا فَيَقُولُ خَيْرًا فَيَكُونُ كَمَا قَالَ. فَقُلْتُ: فأخبرني مَا هي. قَالَتْ: حَتَّى يأتي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَأَعْرِضَهَا عَلَيْهِ كَمَا كُنْتُ أَعْرِضُ. فَوَاللَّهِ مَا تَرَكْتُهَا حَتَّى أخبرتني فَقُلْتُ: وَاللَّهِ لَئِنْ صَدَقَتْ رُؤْيَاكِ لَيَمُوتَنَّ زَوْجُكِ وَتَلِدِينَ غُلاَمًا فَاجِرًا، فَقَعَدَتْ تَبْكِى وَقَالَتْ: مَا لي حِينَ عَرَضْتُ عَلَيْكِ رؤياي؟ فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهِىَ تَبْكِى فَقَالَ لَهَا: "مَا لَهَا يَا عَائِشَةُ؟". فَأَخْبَرْتُهُ الْخَبَرَ وَمَا تَأَوَّلْتُ لَهَا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَهْ يَا عَائِشَةُ، إِذَا عَبَرْتُمْ لِلْمُسْلِمِ الرُّؤْيَا فَاعْبُرُوهَا عَلَى خَيْرٍ، فَإِنَّ الرُّؤْيَا تَكُونُ عَلَى مَا يَعْبُرُهَا صَاحِبُهَا". فَمَاتَ وَاللَّهِ زَوْجُهَا وَلاَ أُرَاهَا إِلاَّ وَلَدَتْ غُلاَمًا فَاجِرًا. [20]

فانظر كيف كان النبي يبعد عن الشيء الذي يتطير ويتشاءم به حتى يحفظ على المسلم دينه.

قال صلى الله عليه وسلم "ولا صفر"، لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر، "صفر" هو شهر صفر الشهر المعروف من الأشهر العربية وكانوا يتشاءمون به فلا يتزوجون ولا يسافرون ولا يتاجرون ولا يفعلون أي شيء أيامه لأنهم يعتقدون أنه مشئوم.

وقال بعض العلماء: إنهم كانوا يعتقدون بمرض في المعدة يقال له: صفر يُعدي أيضًا فرد عليهم النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "ولا صفر".

يعني إن كان الشهر فليس في الشهر شؤم فالشهور كلها شهور الله وهي ظروف للأعمال كلها النافعة والضارة الخيرة والشريرة وإنما النفع والضر والخير والشر بيد الله، وإن كان المرض فكذلك الأمراض إنما هي بيد الله - سبحانه وتعالى - هو وحده الذي ينزلها وهو الذي يرفعها هو الذي يمرض وهو الذي يشفي ويعافي - سبحانه وتعالى - لا دخل للشهور ولا غيرها في مقادير الله - عز وجل -.

"لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر ولا نوء"، وسنفرد الخطبة القادمة بمشيئة الله للحديث عن الأنواء والكواكب ومنازلها وفهم الناس الخاطئ المتعلق بها لنعلم أنه لا دخل للأنواء وهي النجوم في شيء كما كان يعتقد أهل الجاهلية فيها من هبوب الرياح أو نزول الأمطار إلى غير ذلك مما عاب - عز وجل - عليهم فيه بقوله سبحانه: "﴿ أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ ﴾ - ﴿ وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ ﴾ أي وتجعلون المطر من عند غير الله فتنسبونه إلى الأنواء والنجوم والكواكب والبروج فنفى النبي ذلك بقوله: "ولا نوء"، وسيأتي معنا الحديث عن هذا مشبعًا في الخطبة القادمة إن قدر الله لنا اللقاء والبقاء.

وقال صلى الله عليه وسلم "ولا غول": والغول - أيها الإخوة - هو من أعمال الشياطين إذ تتشكل أمام الناس في الأماكن الخالية خصوصًا إذا استوحش الإنسان لتضله عن الطريق وترعبه وكان أهل الجاهلية يرون ذلك في سفرهم إما في شكل نار تنتقل أو أصوات تسمع أو أي شيء تخيفهم الشياطين به ليأسروا قلوبهم ويعلقونها بغير الله إمعانًا في الإضلال لهم حتى صاروا يعتقدون أنها تحدث لهم شرًا وكل على حسب ما يخيفه ومن عجيب ما قرأت بهذا الصدد ما ذكره الحافظ الكبير الإمام ابن كثير -رحمه الله- في تفسيره سورة الجن عند قوله تعالى: "وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقًا قال أخرج ابن أبي حاتم بسنده عن كردم بن أبي السائب الأنصاري قال: خرجت مع أبي من المدينة في حاجة وذلك أول ما ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة فآوانا المبيت إلى راعي غنم فلما انتصف الليل جاء ذئب فأخذ حملًا - يعني صغيرًا - من الغنم فوثب الراعي فقال: يا عامر الوادي جارك يعني يا عظيم هذا الوادي أنا مستجيرك انظر إلى الشرك وثب فقال: يا عامر الوادي جارك قال فنادى مناد ولا نراه يقول: يا سرحان وسرحان اسم من أسماء الذئب، قال: يا سرحان أرسله، اترك هذا الحمل الصغير فتركه فأتى الحمل يشتد حتى دخل في الغنم لم تصبه كدمة ولا جرحة قال وأنزل الله تعالى على رسوله بمكة ﴿ وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا ﴾ [الجن: 6].

قال العلامة الفطن اللبيب الحافظ ابن كثير: "وقد يكون هذا الذئب الذي أخذ الحمل وهو ولد الشاة كان جنيًّا حتى يرهب الإنسي ويخاف منه ثم رده عليه لما استجار به ليضله ويغويه ويخرجه عن دينه، والله أعلم.[21]

فنفي النبي صلى الله عليه وسلم للغول نفي لكونه يملك نفعًا أو ضرًا، نعم الغول لا يملك نفعًا ولا ضرًا ولا يحدث لنا شرًا انتبه انتبه ولا تحدث لنا شرًا إذا أخذنا بالعلاج النبوي والوقاء المصطفوي الذي علمنا إياه الحبيب النبي وما هو؟ ذكر الله - عز وجل - ففي الحديث الذي أخرجه مسلم عَنْ سُهَيْلٍ قَالَ: أرسلني أَبِى إِلَى بَنِى حَارِثَةَ - قَالَ - ومعي غُلاَمٌ لَنَا - أَوْ صَاحِبٌ لَنَا - فَنَادَاهُ مُنَادٍ مِنْ حَائِطٍ بِاسْمِهِ - قَالَ - وَأَشْرَفَ الَّذِى معي عَلَى الْحَائِطِ فَلَمْ يَرَ شَيْئًا فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لأَبِى فَقَالَ لَوْ شَعَرْتُ أَنَّكَ تَلْقَى هَذَا لَمْ أُرْسِلْكَ وَلَكِنْ إِذَا سَمِعْتَ صَوْتًا فَنَادِ بِالصَّلاَةِ فإني سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَالَ "إِنَّ الشَّيْطَانَ إِذَا نُودِىَ بِالصَّلاَةِ وَلَّى وَلَهُ حُصَاصٌ".[22] أي ضراط، فإن حدث لك - أخي الحبيب - شيء من هذا فبادرت إلى ذكر الله - عز وجل - فإن ذكر الله يطرد الشيطان، إذا ذكرت الله تعالى أو تلوت القرآن انصرف عنك كل ذلك، لكن بقلب واثق، لا تخش أحدًا يا رجل، فإن معك الله، ملك الملوك وجبار السموات والأرض فإذا فعلت ذلك ذهبت هذه الحيل الشيطانية أدراج الرياح.

روى الترمذي عَنْ أَبِى أَيُّوبَ الأنصاري أَنَّهُ كَانَتْ لَهُ سَهْوَةٌ فِيهَا تَمْرٌ فَكَانَتْ تجيء الْغُولُ فَتَأْخُذُ مِنْهُ قَالَ فَشَكَا ذَلِكَ إِلَى النبي - صلى الله عليه وسلم - قَالَ "فَاذْهَبْ فَإِذَا رَأَيْتَهَا فَقُلْ بِسْمِ اللَّهِ أَجِيبِى رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -".

قَالَ فَأَخَذَهَا فَحَلَفَتْ أَنْ لاَ تَعُودَ فَأَرْسَلَهَا فَجَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ "مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ". قَالَ حَلَفَتْ أَنْ لاَ تَعُودَ فَقَالَ "كَذَبَتْ وَهِىَ مُعَاوِدَةٌ لِلْكَذِبِ". قَالَ فَأَخَذَهَا مَرَّةً أُخْرَى فَحَلَفَتْ أَنْ لاَ تَعُودَ فَأَرْسَلَهَا فَجَاءَ إِلَى النبي - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ "مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ". قَالَ حَلَفَتْ أَنْ لاَ تَعُودَ. فَقَالَ "كَذَبَتْ وَهِىَ مُعَاوِدَةٌ لِلْكَذِبِ". فَأَخَذَهَا فَقَالَ مَا أَنَا بِتَارِكِكِ حَتَّى أَذْهَبَ بِكِ إِلَى النبي - صلى الله عليه وسلم -. فَقَالَتْ إني ذَاكِرَةٌ لَكَ شَيْئًا آيَةَ الكرسي اقْرَأْهَا في بَيْتِكَ فَلاَ يَقْرَبُكَ شَيْطَانٌ وَلاَ غَيْرُهُ.

قَالَ فَجَاءَ إِلَى النبي - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ "مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ". قَالَ فَأَخْبَرَهُ بِمَا قَالَتْ. قَالَ "صَدَقَتْ وَهِىَ كَذُوبٌ".[23]

وروى الحافظ أبو يعلى الموصلي عن عبد الله بن أبي بن كعب: أن أباه أخبره: أنه كان له جرن فيه تمر قال: فكان أبي يتعاهده فوجده ينقص قال: فحرسه ذات ليلة فإذا هو بدابة شبيه الغلام المحتلم قال: فسلمت عليه فرد السلام. قال: فقلت: ما أنت، جني أم إنسي؟ قال: جني. قلت: ناولني يدك. قال: فناولني، فإذا يد كلب وشعر كلب. فقلت: هكذا خَلْقُ الجن؟ قال: لقد علمت الجن ما فيهم أشد مني، قلت: فما حملك على ما صنعت؟ قال: بلغني أنك رجل تحب الصدقة فأحببنا أن نصيب من طعامك. قال: فقال له فما الذي يجيرنا منكم؟ قال: هذه الآية: آية الكرسي. ثم غدا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "صدق الخبيث".[24]

وهكذا.. جمع النبي صلى الله عليه وسلم لنا عدة أمراض جاهلية موجودة في الأنفس فعالجها صلى الله عليه وسلم علاجها الوافي وهي ستة أشياء [العدوى والطيرة والصفر والهامة والنوء والغول] فهذا حديث عظيم أبطل الجاهلية، وقرر التوحيد ونفى الشرك وقرر اليقين في رب العالمين.

ويتبادر إلى الأذهان الآن فيما ألمح من هذه النظرات المتوثبة سؤال ألا وهو إذا كان الشرع قد حرم علينا التشاؤم بالمكان أو الزمان أو الأسماء القبيحة، فإذا وجدنا في صدورنا التشاؤم منها ماذا نفعل تجاه ذلك؟ ثم ماذا عن الأسماء الجميلة هل هناك من بأس أن نتفاءل بما فيها من معنى جميل طيب؟

وهذا سؤال غاية في الأهمية - أيها الإخوة - الألباء جزاكم الله خير الجزاء وقد جمع النبي صلى الله عليه وسلم بين النهي عن الطيرة والتشاؤم بالقبيح وبين استحسان الفأل وهو التفاؤل بالجميل وذلك في حديث أخرجه الشيخان البخاري ومسلم من حديث أنس أنه صلى الله عليه وسلم قال: "لا عدوى ولا طيرة ويعجبني الفأل قالوا وما الفأل يا رسول الله؟ قال: الكلمة الطيبة".[25]

والفأل هو تأميل الخير، وتأميل الخير مطلوب فإنما هو حسن ظن بالله -جل وعلا- فإذا سمع الشخص كلمة طيبة انشرح صدره، أو رأى شخصًا طيبًا جاء إليه انشرح صدره وأمل خيرًا وأحسن الظن بالله - سبحانه وتعالى - فهذا أمر طيب، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه الفأل فكان بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم إذا سمع اسمًا حسنًا أو كلمة طيبة أو مر بمكان طيب انشرح صدره صلى الله عليه وسلم من حسن الظن بالله جل جلاله، ولما أقبل سهيل بن عمرو الحديبية ليتفاوض مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو سهيل بن عمرو لما رآه صلى الله عليه وسلم مقبلًا قال: " لَقَدْ سَهُلَ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ "[26] وقد كان خيرًا عليهم كما أمل الرسول صلى الله عليه وسلم من مجيئه[27] فقد كان سبب خير، فلهذا نقول: الفأل هو سماع الكلمة الطيبة أو رؤية الشيء الحسن الذي يدفع الإنسان إلى الاستبشار والفرح والسرور وتأميل الخير والنفع ولا شيء في هذا لكن بشرط ألا ينسب هذا الخير أو النفع إلى هذا الشيء وإلا كان حرامًا، وأيضًا لا يعلق المسلم قلبه بهذا الشيء إنما يعلق قلبه بالله جل في علاه، قال عكرمة: كنا جلوسًا عند ابن عباس، فمر طائر يصيح، فقال رجل: خير خير، فقال ابن عباس: لا خير ولا شر، فأنكر عليه لئلا يعتقد تأثيره، وصاح غراب فقال رجل: خير. فقال طاووس: وأي خير عند هذا؟ لا تصحبني.

وأخيرًا - أيها الإخوة -! كيف يفعل الإنسان الذي يجد في صدره الشيء من الطيرة أو التشاؤم كيف يعالج ذلك ويداويه؟
والجواب بعد جلسة الاستراحة إن شاء الله، هذا وأستغفر الله لي ولكم.

الخطبة الثانية

الحمد لله الذي خلق فسوى، وقدر فهدى، وأغنى وأقنى، وجعلنا من خير أمة تأمر وتنهى، والصلاة والسلام على خير الورى، وما ضل وما غوى، وما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى، وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه واقتفى.

أما بعد.. فيا أيها الإخوة!
كيف يفعل الإنسان الذي يجد في صدره الشيء من الطيرة والتشاؤم؟ كيف يعالج ذلك ويداويه؟
وابتداء قبل أن أضع نقاط العلاج بين يدي حضراتكم أحب أن أطمئن القلوب والنفوس بأن هذا أمر طبيبعي ولا شيء فيه، أن يجد الإنسان في صدره بعض شيء من التطير هذا أمر طبيعي، المطلوب أن يبدأ في علاجه لا أن يفزع ويرتعب من وجوده، فما من إنسان خلا الأنبياء إلا ويجد في صدره بعض ذلك كما في الحديث الذي أخرجه أبو داود وغيره من حديث ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الطيرة شرك" قال ابن مسعود: وما منا إلا، ولكن يذهبه الله بالتوكل. [28]

الله! كلام يطمئن القلوب، ويسكن النفوس، ويهدئ القلق الذي يعتريهما، "وما منا إلا" أي: وما منا أحد إلا ويقع في قلبه الشيء من هذا، فلا يضرك، لا يضرك أيها الحبيب إن وقع في قلبك شيء من التطير أو التشاؤم لكن بادر إلى رده ودفعه بالعلاج فما هو العلاج.

قال السادة العلماء: تعالج الطيرة بثلاثة أمور:
الأمر الأول: - وهو الأصل-: التوكُّل على الله - سبحانه وتعالى -، والثقة بأنه لا يأتي بالخير ولا يدفع الشر إلاّ هو - سبحانه وتعالى -، هو الذي يأتي بالخير ويدفع الشر، وهو الذي يضرُّ وينفع، وهو الذي يتصرف في الكون فإذا توكّل العبد على الله فإن الطيرة لا تضره.

والمتوكل على الله في حياة طيبة بإيمانه وصالح أعماله قال الله: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ هذا خبر من أيها المؤمنون؟ ينبيك عنه [ابن القيم] بما ملخصه -في تصرف- إنه خبر أصدق الصادقين وأحكم الحاكمين، الله رب العالمين، وهو خبر يقين، وعلم يقين بل عين يقين، فحوى الخبر، أنه لابد لكل من عمل صالحًا مؤمنًا أنه يحييه الله حياة طيبة، بحسب إيمانه وعمله، ﴿ وَعْدَ اللهِ لاَ يُخْلِفُ اللهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ ﴾". [29]

فالأمر الأول في علاج الطيرة ونحوها التوكل والاعتماد والثقة في الله رب العالمين.

الأمر الثاني: أنْ يمضيَ في حاجته التي أرادها، ولا يرجع عنها بسبب الطيَرة، فإذا عزمت فتوكل على الله لا تتراجع ولا تنكص بل امض وتوكل.

الأمر الثالث: الدعاء، بأن يدعوَ الله بالدعاء الذي أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم، وهو أن يقول: "اللهم لا يأتي بالحسنات إلاَّ أنت، ولا يدفع السيّئات إلاَّ أنت، ولا حول"[30]

هذا هو العلاج - أيها الإخوة - أقول: وأما ما وقع منا قبل هذا من التشاؤم أو التطير فليتب العبد منه وليردد ما علمناه النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث العذب الجميل، وهو مل روى أحمد وغيره عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من ردته الطيرة عن حاجته فقد أشرك قالوا: يا رسول الله وما كفارة ذلك؟ قال: يقول: "اللهم لا طير إلا طيرك ولا خير إلا خيرك ولا إله غيرك). [31]

نسأل الله العلي القدير الذي بيده مقاليد الأمور وتصريف الأشياء وتدبيرها أن يدبر أمورنا على خير ما يحب وأن يصرف عنا الشر مما نكره وأن يصرف قلوبنا إلى خير ما يحب وأن يصرفها عما يكره... الدعاء.


[1] أخرجه الترمذي 2326، وقال: حديث حسن صحيح. والحديث ورد بألفاظ متعددة وقد صححه الألباني، انظر صحيح الجامع الصغير (2/ 1318) برقم (7957).

[2] صحيح مسلم برقم (2246).

[3] أخرجه البخاري 6003.

[4] أخرجه أحمد 10710.

[5] صحيح البخاري برقم (4826) وصحيح مسلم برقم (2246).

[6] أخرجه النسائي 1430، وابن ماجة (1139)،وانظر: الإرواء (773).

[7] عون العلي الحميد (2/ 30).

[8] أخرجه أبو داود (3411)، انظر: صحيح الجامع الصغير 3908.

[9] نيل الأوطار للشوكاني: 9/ 48.

[10] باختصار من الشرك بالله أنواعه وأحكامه (804)، عالم السحر (300)، نقلا عن عون العلي الحميد (2/ 33).

[11] منهاج السنة لا بن تيمية (1/ 10).

[12] التشاؤم أو التطير - خطبة من موقع المنبر.

[13] المجموع المفيد، ( 2/ 32).

[14] أخرجه مسلم، (2551).

[15] أخرجه مسلم 5920.

[16] أخرجه البخاري 5717، ومسلم 5919.

[17] أخرجه البخاري (5707) تعليقا، قال البغوي في"شرح السنة"(3 / 367 نسخة المكتب الإسلامي) بعد ما أخرجه عن البخاري: "هذا حديث صحيح"، ووصله أحمد في المسند (2/ 443).

[18] إعانة المستفيد (2/ 8، 9).

[19] انظر"السلسلة الصحيحة" 2 / 696.

[20] أخرجه الدارمي 2218.

[21] تفسير ابن كثير - (8 / 240).

[22] أخرجه مسلم 884.

[23] أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 562)، وابن حبان (1724)"موارد"، وصححه الألباني في الصحيحة (3245).


[24] أخرجه الترمذي وصححه الألباني التعليق الرغيب (2 / 220).

[25] أخرجه البخاري 5754، ومسلم 5931.

[26] أخرجه البخاري 2731 و2732.

[27] بتصرف من إعانة المستفيد (2 / 12، 13).

[28] أخرجه أبو داود (3411)، انظر: صحيح الجامع الصغير 3908.

[29] بلسم الحياة، محاضرة لفضيلة الشيخ علي عبد الخالق القرني.

[30] إعانة المستقيد 2/ 14، 15، بتصرف، والحديث أخرجه أبو داود (3719) وصححه النووي: شرح النووي على مسلم - (7 / 388)، وضعفه الألباني، انظر: الكلم الطيب (252)، المشكاة (4591).

[31] أخرجه أحمد 7045، وغيره، وصححه الألباني. انظر حديث رقم: 6264 في صحيح الجامع.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 96.01 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 93.83 كيلو بايت... تم توفير 2.18 كيلو بايت...بمعدل (2.27%)]