وقفة مع يوم عاشوراء - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         وما أدراك ما ناشئة الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          كف الأذى عن المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          انشراح الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          فضل آية الكرسي وتفسيرها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          المسارعة في الخيرات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          أمة الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          الصحبة وآدابها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          البلاغة والفصاحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          مختارات من كتاب " الكامل في التاريخ " لابن الأثير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          ماذا لو حضرت الأخلاق؟ وماذا لو غابت ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21-08-2020, 04:30 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,095
الدولة : Egypt
افتراضي وقفة مع يوم عاشوراء

وقفة مع يوم عاشوراء


الرهواني محمد







إن الحمد لله، نحمدُه ونستغفره ونستعينه ونستهديه ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسنا ومن سيئاتِ أعمالنا، من يهْدِ اللهُ فلا مضِلَّ له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أنْ لا إله إلا اللهُ وحده لا شريك له وأشهد أنَّ محمداً عبدُه ورسولُه، بعثه اللهُ رحمةً للعالمين هادياً ومبشراً ونذيرا، بلّغ الرسالة وأدّى الامانة ونصح الأمّة، فجزاهُ اللهُ خير ما جزى نبيا من أنبيائه. صلواتُ اللهِ وسلامه عليه وعلى جميع الأنبياء والمرسلين، وعلى صحابته وآل بيته، وعلى من أحبهم إلى يوم الدين.



معاشر عمار بيت الله:

نعيش هذه الأيام، ذكرى عاشوراء، وهي ذكرى عظيمة معانيها، وجليلة عظاتها.




ففي صحيح مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "قَدِمَ النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم المدينةَ، فرأَى اليهودَ تصومُ يومَ عاشوراءَ، فقال: (ما هذا اليومُ الَّذي تصومونَهُ)؟ فقالوا: هذا يومٌ عظيمٌ أنجَى اللهُ فيه موسَى وقومَهُ وغرَّقَ فرعونَ وقومَهُ، فصامَهُ موسَى شكرًا فنحنُ نصومُهُ. فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (فنحنُ أحقُّ وأوْلَى بموسَى منكمْ)، فصامَهُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وأمرَ بصيامِهِ).



فعاشوراء، هو يوم عزة وتمكين، ويوم مغفرة وأجر عظيم، وهو يوم شكرٍ لله رب العالمين.






أما أنه يوم عزة وتمكين:

ففي اليوم العاشر من شهر المحرم، وهو يوم عاشوراء، كتب الله النجاة لموسى عليه السلام ومن معه من أتباعه المؤمنين من بني إسرائيل، وأهلك الله فرعون ومن معه من الظالمين المفسدين.




فاتخذ اليهودُ هذا اليوم، يومَ فرح فصاموه تعبيرا عن خلاصهم من فرعون وبطشه، ونجاتهم من ظلمه وفساده.




وكم في هذا الحدث من الدروس والعِبَر والعظات.




فهذا الحدث يعتبر مثالا حيا لانتصار الحق على الباطل، وانتصار الخير على الشر، وهو حدث يتجدد على المؤمنين على مر الزمان وفي كل مكان.




حدث يتقوى بذكراه الإيمان، ويترسخ اليقين في القلوب بأن الله مُحق وعدَه الذي وعد به، قال ربنا: ﴿ إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ ﴾ [غافر: 51]، وقال سبحانه: ﴿ ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [يونس: 103].




هذا اليوم يذكرنا أن العاقبة للمتقين، وأن نصر الله تعالى لأوليائه قريب، وأن أي ظالم متجبر وإن غرته مهلة الزمان، وركن إلى قوة رأى بها أنه الأغلب والأظهر، فإن أمره إلى دمار وخراب، وقوتَه إلى ذُل وهوان. روى البخاري في صحيحه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته)، ثم قرأ: ﴿ وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ ﴾ [هود: 102].



ففرعون رأى في قوته وملكه ما دعاه أن ينادي ويقول: ﴿ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى ﴾ [النازعات: 24]، فكانت عاقبته، أن أغرقه الله فجعله عبرة لمن يخشى.




ويا لها من عبرةٍ لكلِّ عدوٍّ لله ولرسوله ممن مشى على درب فرعون، أنَّ الله منتقمٌ من الطُّغاة الظَّالمين في كلِّ زمانٍ ومكان، وأن نصر الله قريبٌ طال الزمن أو قَصُرَ.



وعاشوراء، هو يوم مغفرة وأجر عظيم.




فالله سبحانه يسر لعباده سبل الخير، وفتح لهم أبواب الرحمة، وأنعم عليهم بمواسم البر والخيرات واكتساب الأجر والمثوبة، ورتب الأجر الجزيل على العمل اليسير تكرماً منه وفضلاً ومنَّة على عباده المؤمنين، ليستدركوا ما فاتهم ويكفروا عن سيئاتهم، ويسارعوا بالتوبة والاستغفار وفعل الخيرات والمبادرة إليها، إرضاء لله ومحبة في طاعته.




ويوم عاشوراء، هو من مواسم الخير والمغفرة والأجر العظيم.




فقد روى مسلم عن أبي قتادةَ رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (صيامُ عاشوراء، أحتسب على الله أن يُكفر السنةَ التي قبله).




كما يُستحب صيام التاسع من المحرم مع العاشر، روى مسلم، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "حين صام رسول اله صلى الله عليه وسلم عاشوراء، وأمر بصيامه قالوا: يا رسول الله، إنه يوم تُعظمه اليهود والنصارى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فإن كان العام المُقبل إن شاء الله، صمنا اليوم التاسع)، قال: فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم".




وإنه يومُ شكرٍ لله رب العالمين.




فلما كانت النجاة لموسى ومن معه من فرعون وملأه منَّةٌ كبرى في ذلك اليوم العظيم، سارع بصيام ذلك اليوم، فكان بذلك شاكرًا لله تعالى، إذ العمل الصالح شكر لله كبير، قال ربنا: ﴿ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ﴾ [سبأ: 13].




وهذا ما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن صام ذلك اليوم، وهذا ما يفعله المؤمنون في كل زمان ومكان اقتداء بنبيهم صلى الله عليه وسلم وطلبا للأجر من الرب الكريم.




وقد يقول قائل: في الإِسلامِ أَيَّامٌ وفتوحات وانتصارات، أيام كان فيها نصر وعز، فلماذا لا نصومُها أَو نتعبدُ لله فيها؟




فيقال: إِن من محاسنِ الدين الإسلامي أنه مبني على التأسي والإتباع، لا على الاستحسان والإحداث والابتداع، فربنا سبحانه قال: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ ﴾ [الأحزاب: 21].




فنحن حين نصوم عاشوراء، إنما نصومه إتباعا لرسولِنا صلى الله عليه وسلم، لا استحسانا من عند أنفسنا، وكيف لا نكون كذلك ورسولُنا وقدوتُنا يقول: (مَن عَمِلَ عَمَلاً لَيسَ عَلَيهِ أَمرُنَا فَهُوَ رَدٌّ).




فالمشروع في يوم عاشوراء هو متابعة رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما أمر، حيث صام يوم العاشر وأمر بصيامه.




هذا هو المشروع في عاشوراء، التقرب إلى الله بالصيام.




ولكن الغالبية من المسلمين، إذا نظرنا في أفعالهم وأحوالهم يوم عاشوراء رأينا أنهم خصوا هذا اليوم وليلته ببعض العادات، وعَدُّوها من العبادات، كقيام ليلة عاشوراء، واستعمال البخور، والكحل والحناء، وإشعال النار، وزيارة القبور في يومه، وتوزيع الماء وبعض المأكولات، والفرح والزينة والتوسعة على الأهل بألوان الحلوى والمأكولات، وذبح الدجاج وطبخ اللحم وبعض الأطعمة الخاصة، اعتقادا منهم، أنه من لم يفعل ذلك فكأنه ما قام بحق ذلك اليوم.




وهذا منشأه الجهل بدين الله، وإعراضُ الناس عن شرع رب العالمين وسنة سيد المرسلين، وانكبابُهم على أعمال شرَّعوها من عند أنفسهم أو قلدوا فيها آباءهم الأولين.




فهم لا يعتمدون في عباداتهم لا على كتاب الله ولا على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما يعتمدون على ما وَرِثوه فقط عن آبائهم وأجدادهم، وهؤلاء كمِثل من قال فيهم ربنا: ﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا ﴾ [المائدة: 104].




فما ورِثوه عن الآباء والأجداد فهو الصحيح المتبع، حتى وإن كان مخالفا لما جاء في القرآن والسنة، فرد الله عليهم بقوله: ﴿ أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ ﴾ [المائدة: 104].



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 60.96 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 59.24 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.82%)]