خطبة عيد الأضحى (قصة الذبيح والأضحية) - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         وما أدراك ما ناشئة الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          كف الأذى عن المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          انشراح الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          فضل آية الكرسي وتفسيرها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          المسارعة في الخيرات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          أمة الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          الصحبة وآدابها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          البلاغة والفصاحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          مختارات من كتاب " الكامل في التاريخ " لابن الأثير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          ماذا لو حضرت الأخلاق؟ وماذا لو غابت ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18-08-2020, 03:28 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,095
الدولة : Egypt
افتراضي خطبة عيد الأضحى (قصة الذبيح والأضحية)

خطبة عيد الأضحى (قصة الذبيح والأضحية)
الشيخ سعد الشهاوي


الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر.
الله أكبر عدد ما أحرم الحجاج من الميقات، الله أكبر عدد ما رفع الحجاج بالتلبية الأصوات، الله أكبر عدد ما دخل الحجاج مكة ونزلت عليهم الرحمات، الله أكبر عدد ما طافوا بالبيت وعظموا الحرمات، الله أكبر عدد ما خرجوا إلى منى ووقفوا بعرفات، الله أكبر عدد ما رفعوا من الدعوات،الله أكبر عدد ما سكبوا من العَبرات، الله أكبر عدد ما باتوا في مزدلفة ثم عادوا إلى منى ورموا الجمرات، الله أكبر عدد ما يراق من الدماء في هذا اليوم تعظيماً لفاطر الأرض والسموات.

الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بُكرَة وأصيلًا.

الحمد لله خالق كل شيء، ورازق كل حي، أحاط بكل شيء علماً، وكل شيء عنده بأجل مسمى يعطى ويمنع، ويخفض ويرفع ويضر وينفع، لا مانع لما أعطى ولا معطى لما يمنع. يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل. يعلم الأسرار، ويقبل الأعذار، وكل شيء عنده بمقدار سبحانه كُلُّ شَيْءٍ خَاشِعٌ لَهُ، وَكُلُّ شَيْءٍ قَائِمٌ بِهِ: غِنى كُلِّ فَقِيرٍ، وَعِزُّ كُلِّ ذَلِيلٍ، وَقُوَّةُ كُلِّ ضَعِيفٍ، وَمَفْزَعُ كُلِّ مَلْهُوفٍ، مَنْ تَكَلَّمَ سَمِعَ نُطْقَهُ، وَمَنْ سَكَتَ عَلِمَ سِرَّهُ، وَمَنْ عَاشَ فَعَلَيْهِ رِزْقُهُ، وَمَنْ مَاتَ فَإِلَيْهِ مُنْقَلَبُهُ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير.

ربي لك الحمد العظيم لذاتك
حمدًا وليس لواحد إلاَّك

يا مدرك الأبصار والأبصار
لا تدري له ولِكُنْهِهِ إدراكًا

ولعل ما في النفس من آياته
عجب عجاب لو ترى عيناك

والكون مشحون بأسرار إذا
حاولْتَ تفسيرًا لها أعياك

إن لم تكن عيني تراك فإنني
في كل شيء أستبين عُلاك


من للعباد غيره يدبر الأمر ومن يعدل المائل من يشفى المريض ومن يرعى الجنين في بطون الحوامل من يحمى العباد وهم نيام وهل لحمايته بدائل من يرزق العباد ولولا حلمه لأكلوا من المزابل من ينصر المظلوم ولولا عدله لسووا بين القتيل والقاتل ومن يظهر الحق ولولا لطفه لحكم القضاة للباطل من يجيب المضطر اذا دعاه وغيره استعصت على قدرته المسائل من يكشف الكرب والغم ومن يفصل بين المشغول والشاغل من يشرح الصدور ولولا هداه لنعدم الكوامل من كسانا.من أطعمنا وسقانا..من كفانا وهدانا من خلق لنا الأبناء والحلائل من سخر لنا جوارحنا ومن طوع لنا الأعضاء والمفاصل من لنا إذا انقضى الشباب وتقطعت بنا الأسباب والوسائل هو الله,,,هو الله...هو الله الإله الحق وكل ما خلا الله باطل.

يا أيها الماء المهين من الذي
سواك ومن الذي في ظلمة الأحشاء قد والاكا

ومن الذي غذاك من نعمائه
ومن الكروب جميعها نجاكا

ومن الذي شق العيون فأبصرت
ومن الذي بالعقل قد حلاكا

ومن الذي تعصي ويغفر دائما
ومن الذي تنسى ولا ينساكا



ï´؟ أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ï´¾ [النمل: 63]

وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله سيدى يا رسول الله

ما طلعت شمس ولا غربت
إلا وأنت منى قلبي ووسواسي

ولا جلست إلى قوم أحدثهم
حديثا إلا وأنت حديثي بين جلاسي

ولا هممت بشرب الماء من عطش
إلا رأيت خيالا منك في الكاس

يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 18-08-2020, 03:29 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,095
الدولة : Egypt
افتراضي رد: خطبة عيد الأضحى (قصة الذبيح والأضحية)


اللهم صلِّ وسلِّم وبارك على نبينا وسيدنا وقدوتنا وحبيبنا سيدنا محمد بن عبد الله، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وصحابته الغُرِّ الميامين، وارضَ اللهم عن الخلفاء الراشدين: أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي وعن أهل بدر والعقبة، وسائر الصحابة والتابعين، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.


يا أيها الراجون خير شفاعةٍ
من أحمدٍ صلُّوا عليه وسلِّموا

صلَّى وسلَّم ذو الجلال عليه ما
لبَّى مُلبٍّ أو تحلَّل مُحرِمُ


أما بعد أيها المسلمون..
تعود بنا الذكريات إلى عصر أبطال التاريخ، إلى أبي الأنبياء، إلى خليل الرحمن سيدنا إبراهيم عليه السلام، الذي قال فيه ابن عباس: ما قام بدين الله كله إلا إبراهيم عليه السلام، قدم جسمه للنيران، وماله للضيفان، و قدم ولده للقربان، قال تعالى ï´؟ وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى ï´¾ [النجم: 37]، فقام بأمر الله كله وقال تعالى ï´؟ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ï´¾ [النحل: 120] فكان وحده أمة.

في صبيحة هذا اليوم الأغر تهب ذكرى أبي الأنبياء سيدنا إبراهيم خليل الرحمن، وما من معلمة من معالم الحج إلى بيت الله العتيق وما من شعيرة من شعائره إلا وهي ناطقة بذكرى أبي الأنبياء إبراهيم على نبينا وعليه الصلاة والسلام، ولله في ذلك حكمة باهرة، ولقد كانت الذكريات ولا تزال جسراً ممتداً بين الماضي والحاضر، بين القديم والجديد، يتلقى المتأخرون منها دروساً وعبراً مما جرى بالسابقين وجديرٌ بنا نحن المسلمين يا عباد الله أن نوظف هذه الذكرى التي أحياها ربنا سبحانه وتعالى من خلال شعائر الحج إلى بيت الله الحرام جدير بنا أن نحتفي بها وأن نتلقى منها دروساً وعبراً وسبلاً نعالج بها مشكلاتنا وأدواءنا وما أكثرها.

لقد دعا سيدنا إبراهيم ربه قائلا رب هب لي من الصالحين دعا الله ليرزقه بالولد بعدما بلغ من العمر ستا وثمانين سنة كاملة بعدما جف العود واشتعل الرأس شيبا ووهن العظم وبلغ من الكبر عتيا وهنا درس تربوي لابد أن نتعلمه وهو أنه لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس فلما دعا الخليل جاءت الإجابة الفورية من الجليل جاءت الإجابة من عند من يقول للشيء كن فيكون ï´؟ فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ ï´¾ [الصافات: 101] هذه البشارة فيها: أنه غلام ذكر، والذكر يشتد تعلق الوالدين به. وقوله ï´؟ بغلام ï´¾ إشارة إلى حياته حتى يبلغ. وصفه الله بأنه حليم والْحِلْمُ هو الصبر على جهالة الجاهليين.

وجاء إسماعيل على حين غيبة من الزمان فقد اشتاق القلب إلى الولد وجيء بالولد من عند الله فماذا حدث بعدما رزق خليل الله سيدنا إبراهيم بالولد؟

إن الأنبياء جميعا دائما إذا أنعم الله عليهم بنعمة أدخلهم امتحانا بعد النعمة وفتح لهم باب الامتحان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أشدكم بلاء الأنبياء ثم الصالحون ثُمَّ الْأَمْثَلُ فَالْأَمْثَلُ) صحيح أخرجه الحاكم في المستدرك وروى الترمذي في سننه وغيره من حديث مصعب بن سَعْدِ بْنِ أّبِي وّقَّاصٍ رَضِيَ الله عَنْهُ عن أبيه قَالَ: (قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلَاءً؟ فقَالَ صلى الله عليه وسلم: "الْأَنْبِيَاءُ ثُمَّ الْأَمْثَلُ فَالْأَمْثَلُ فَيُبْتَلَى الرَّجُلُ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ، فَإِنْ كَانَ دِينُهُ صُلْبًا اشْتَدَّ بَلَاؤُهُ، وَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ رِقَّةٌ ابْتُلِيَ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ، فَمَا يَبْرَحُ الْبَلَاءُ بِالْعَبْدِ حَتَّى يَتْرُكَهُ يَمْشِي عَلَى الْأَرْضِ ومَا عَلَيْهِ خَطِيئَة )ٌ.

جاء إسماعيل عليه السلام على حين غياب طويل من الزمن ووصل حبه وتغلغل في قلب أبيه وتمكن من قلب أبيه تمكنا كبيرا وإذا وصلت المسألة لهذا الحد لابد أن يدخل الله العبد في الاختبار.

فيوسف عليه السلام لما تربع حبه في قلب أبيه كان لابد من امتحان يدخله أبوه سيدنا يعقوب عليه السلام فكان الفراق بينهما زمانا طويلا قال الإمام الطبري في تفسيره وقد اختلف أهل العلم في قدر المدة التي كانت بين رؤيا يوسف وبين تأويلها.

فقال بعضهم: كانت مدّةُ ذلك أربعين سنة. وقال آخرون: كانت مدة ذلك ثمانين سنة. وقال آخرون: كانت مدة ذلك أَرْبَعَةً وَعِشْرِينَ عَامًا وقال آخرون: كانت مدة ذلك ثمان عشرة سنة.

أما سيدنا إبراهيم عليه السلام لابد أن يدخل الامتحان وامتحان سيدنا إبراهيم كان من نوع فريد ينام سيدنا إبراهيم فيرى عجبا وأي عجب يرى؟ لم ير في المنام أنه يقدم لولده في جامعة من الجامعات و لم ير أنه يزوجه إحدى الفتيات وإنما يرى أنه يذبح ولده الوحيد ولم يكن له يومها أولاد من السيدة هاجر سوى سيدنا إسماعيل ومع ذلك يرى أنه يذبحه.

ورؤيا الأنبياء وحى من الله تعالى وحى واجب التنفيذ إذا رأى أنه يذبح ابنه فلابد أن يذبحه بخلاف إذا رأى إنسان آخر غير الأنبياء أنه يذبح ولده فلا يذبحه ويذبح شاة أو طيرا بدلا من ذلك فلست نبيا وليست رؤياك وحيا.

قال تعالى: ï´؟ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى ï´¾ [الصافات: 102] ويا لها من مصيبة! ويا لها من مسألة شاقة على الأنفس! ومثل لنفسك أن تؤمر أنت بذبح ولدك حبيبك فلذة كبدك أحسن أبنائك إليك تذبحه بيديك وسكينك.ولو ابتليت ببلاء غير هذا لتحملت؛ كأن يسقط ابنك من على السطح، أو يصدم في حادث أو يمرض فيموت، أما أن تؤمر أنت فتأخذ سكيناً وتأخذ ابنك فتبطحه على الأرض، وتجلس على صدره فتذبحه. إنه لبلاء عظيم! بل من أعظم الابتلاء في تاريخ البشرية، لكن هكذا ليبين العظماء.

فسيدنا إبراهيم رأى أنه يذبح ولده الوحيد الذي لم يرزق حتى الآن سواه من زوجته هاجر قال مقاتل: رأى ذلك إبراهيم عليه السلام ثلاث ليال متتابعات. وقال محمد بن كعب:كانت الرسل يأتيهم الوحي من الله تعالى أيقاظا ورقودا؛ فإن الأنبياء لا تنام قلوبهم. وهذا ثابت في الخبر المرفوع، قال صلى الله عليه وسلم: "إنا معاشر الأنبياء تنام أعيننا ولا تنام قلوبنا". وقال ابن عباس: رؤيا الأنبياء وحي؛ واستدل بالآية السابقة.

ولذلك مدحه الله أبد الدهر وأثنى عليها وخلد ذكرهما فقال ï´؟ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ ï´¾ [الصافات: 106] فهو بلاء خالد،وخلَّد الله ذكره يوم أن قال: ï´؟ وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ ï´¾ [الشعراء:84] فرفع الله ذكره أبد الدهر.

وقال تعالى يصف تخليد ذكره أيضا ï´؟ وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآَخِرِينَ * سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ * إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ ï´¾ [الصافات: 78 - 81].



والله لو اجتمع علماء الأمة ببلاغ تهم وفصاحتهم وعذب لسانهم وحلو كلامهم وحاولوا أن يصوروا أو يجسدوا لنا هذا الصبر الفريد في تاريخ البشرية من أولها إلى آخرها ما استطاعوا ولكن القران يصور لنا ربنا هذا المشهد وينقله لنا لنعتبر فيقول تعالى ï´؟ فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ * فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ * وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ * وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ * وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآَخِرِينَ * سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ * كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ ï´¾ [الصافات: 103 - 111] (نقلا من كتاب الحقوق الإسلامية للشيخ محمد حسان – حق الصبر ص 71-72)

أرأيتم قلبًا أبويًّا
يتقبل أمرًا يأباه

أرأيتم ابنًا يتلقى
أمرًا بالذبح ويرضاه

فاضت بالعبرة عيناه
أضناه الحلم وأشقاه

شيخ تتمزق مهجته
تتندى بالدمع لحاه

ينتزع الخطوة مهموما
والكون يناشد مسراه

وغلام جاء على كبرٍ
يتعقب في السير أباه

والحيرة تثقل كاهل
وتبعثر في الدرب خطاه

ويهم الشيخ لغايته
ويشد الإبن بيمناه

بلغ في السعي نهايته
والشيخ يكابد بلواه

لكن الرؤيا لنبي
صدق وقرار يرضاه




يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 18-08-2020, 03:30 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,095
الدولة : Egypt
افتراضي رد: خطبة عيد الأضحى (قصة الذبيح والأضحية)

والمشهد يبلغ ذروته
وأشد الأمر وأقساه

إذ تمرق كلمات عدل
ويقص الوالد رؤياه

وأمرت بذبْحك يا ولدي
فانظر في الأمر وعقباه

ويجيب الابن بلا فزع
افعل ما تؤمر أبتاه

لن أعصى لإلهي أمرًا
من يعصي يومًا مولاه

واستل الوالد سكينًا
واستسلم ابن لِرَدَاهُ

ألقاه برفق لجبين
كي لا تتلقى عيناه

وتهز الكون ضراعات
ودعاء يقبله الله

تتضرع للرب الأعلى
أرض وسماء ومياه

ويجيب الحق ورحمته
سبقت في فضل عطاياه

صدقت الرؤيا لا تحزن
يا إبراهيم فديناه


يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 18-08-2020, 03:31 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,095
الدولة : Egypt
افتراضي رد: خطبة عيد الأضحى (قصة الذبيح والأضحية)

خطبة عيد الأضحى (قصة الذبيح والأضحية)
الشيخ سعد الشهاوي


وإذا نظرنا إلى واقعنا المعاصر وجدنا هذه الأيام كلها أيام تضحية وفداء وإذا أردت أن تتعرف على جزء مما لاقاه وقاساه وعاناه سيدنا إبراهيم وهو يذبح ولده فإليك حالة حديثة ربما فيها بعض الشبه في هذه الأيام حينما طالعتنا الصحف وشاشات الإعلام والتلفاز بصورة الطفل السوري آلان الذي مات غرقا في البحر أمام عين أبيه وهو مهاجر من بلده يبحث عن حق من حقوق البشرية وهو حق الحياة ولم يستطع أبوه أن ينقذه وغرق معه أمه وأخوه أمام عين والده وأبت الأسماك أن تأكل جسده وأبت الحيتان أن تقترب منه رحمة من ربك وأبت الأمواج أن تنقله مكانا لا يرى فيه حتى يراه الناس جميعا فيعتبروا و ومن شدة المأساة من شدة الموقف بكينا بكاءا حارا وبعضنا أخذة صورة الطفل ووضعها مكان صورته على صفحات التواصل الاجتماعي والفيس بوك وغيره ليرسل رسالة للعالم كله كلنا هذا الطفل الغريق وإنني أتأسف وأتحسر على حالنا وأقول ماذا حدث لنا لماذا أصبحنا هكذا ممزقين مشتتتين مفرقين لم نكن هكذا من قبل.

كنا جبالا في الجبال وربما
سرنا على موج البحار بحارا

في معابد الإفرنج كان أذاننا
قبل الكتائب يفتح الأمصارا

لم تنس "إفريقيا" ولا صحراؤها
ضحكاتنا والبرج يقذف نارا

كنا نقدم للسيوف صدورنا
لم نخش يوماً غاشمًا جبارا

وكأن ظلّ السيف ظل حديقة
خضراء تنبت حولها الأزهارا

لم نخش طاغوتا يحاربنا ولو
نصب المنايا حولنا أسوارا

ندعو جهاراً لا إله سوى الذي
صنع الوجود وقدر الأقدارا

ورؤوسنا يا رب فوق أكفنا
نرجوا ثوابك مغنما وجوارا

كنا نرى الأصنام من ذهب
هدمها ونهدم فوقها الكفارا

لو كان غير المسلمين لحازها
كنزاً وصاغ الحلي والدينار


وكأن هذه الأيام كلها أيام تضحية وفداء حينما نرى المسجد الأقصى يقتحم وتنتهك حرماته وكأننا نضحى به إنني أتأسف وأتحسر على حالنا وأقول ماذا حدث لنا لماذا أصبحنا هكذا وكنا في يوم نحكم نصف الكرة الأرضية أو أكثر.

في بلد تابعة للروم تسمى عمورية اعتدى ملك الروم على هذه البلد وأسر منها بعض النساء، فقالت امرأة مسلمة، وامعتصماه، والخليفة في بغداد كان المعتصم بالله، فبلغت هذه الصيحة إلى المعتصم، فلم ينم، وقال: لبيك يا أختاه، والله لأجهزن لكِ جيشا أوله في بلاد الروم وآخره عندي. وأرسل إلى ملك الروم: من المعتصم بالله إلى كلب الروم، أما بعد فقد بلغني أنك فعلت كذا وكذا، فأطلق سراح المرأة وإلا فو الذي بعث محمدًا بالحق، لأبعثن لك جيشًا أوله عندك وآخره عندي، فأطلق ملك الروم المرأة المسلمة (القصة في الكامل في التاريخ لابن الأثير 3 /197.).

إنني أتساءل وأتحسر لماذا نضحى بأولادنا لماذا نضحي بممتلكاتنا لماذا نضحي ببيوت ربنا فوا أسفا على ما مضى من تاريخنا إن ما يجري هناك تتفطر له الأكباد، إن المسجد الأقصى بلسان حاله ليصيح بالأمة المسلمة.هل من صلاح بعد صلاح الدين، هل من عمر بعد عمر الفاروق؟ فلا أحد يجيب.

إِنّي تذكِّرْتُ - والذكرى مُؤَرِّقةٌ -
مجدًا تليدًا بأيدينا أضَعْنَاه

أَنَّى اتجهتَ إلى الإسلام في بلدٍ
تجدْه كالطير مقصوصًا جَناحاه

يتبع

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 18-08-2020, 03:32 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,095
الدولة : Egypt
افتراضي رد: خطبة عيد الأضحى (قصة الذبيح والأضحية)

وَيحَ العرُوبة كان الكونُ مسرحَها
فأصبحت تتوارى في زواياه

كم صرَّفَتْنَا يدٌ كنا نصرِّفُها
وبات يملكنا شعبٌ مَلَكْناه

سل المعاليَ عنا إننا عَرَبٌ
شعارُنا المجدُ يهوانا ونهواهُ

استرشد الغربُ بالماضي فأرشده
ونحن كان لنا ماضٍ نسِيناه

إنَّا مشَيْنَا وراء الغرب نقبِسُ مِن
ضيائه فأصابتْنا شظاياه

بالله سل خلف بحر الروم عن عرَبٍ
بالأمس كانوا هنا ما بالهم تاهوا؟

فإن تراءتْ لك الحمراءُ عن كَثَب
فسائِلِ الصَّرْحَ أين المجد والجاه؟

وانزلْ دمشق وسائِلْ صخر مسجدها
عمن بناه، لعل الصخر ينعاه

وطُف ببغدادَ وابحث في مقابرها
علَّ أمرأ من بنى العباس تلقاه

الله يعلم ما قلَّبتُ سيرتَهُمْ
يومًا وأخطأ دمعُ العين مجراه

أين الرشيد وقد طاف الغمامُ به
فحين جاوز بغدادًا تحدَّاه؟

مُلْكٌ كمُلك بني التاميزِ ما غَرَبت
شمسُ عليه ولا برقُ تخطَّاه

يتبع

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 18-08-2020, 03:33 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,095
الدولة : Egypt
افتراضي رد: خطبة عيد الأضحى (قصة الذبيح والأضحية)

ما بال شمل بني قحطان منصدِعًا ؟
رباهُ أدركْ بني قحطان رباهُ!

لاهُمَّ قد أصبحت أهواؤنا شيعًا
فامنن علينا براعٍ أنتَ ترضاه

راعٍ يُعيدُ إلى الإسلام سيرته
يَرْعَى بَنيهِ وعينُ اللهِ تَرْعاهُ

يا ربي فأبعث لنا من مثلهم نفراً
يشيدونَ لنا مجداً أضعناه

اسمع ماذا يحكى عنا أرسل خالد بن الوليد رسالة إلى كسرى وقال له كما تقل لنا الشَّعْبِيِّ، قَالَ: أَقْرَأَنِي ابْنُ بُقَيْلَةَ صَاحِبُ الْحِيرَةِ كِتَابًا مِثْلَ هَذَا - يَعْنِي طُولَ الْكَفِّ -: «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مِنْ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ إِلَى مَرَازِبَةِ فَارِسَ سَلَامٌ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى، أَمَا بَعْدُ، فَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي سَلَبَ مُلْكَكُمْ، وَوَهَّنَ كَيْدَكُمْ، وَفَرَّقَ جَمْعَكُمْ، وَفَضَّ خِدْمَتَكُمْ، فَاعْتَقِدُوا مِنِّيَ الذِّمَّةَ، وَأَدُّوا إِلَيَّ الْجِزْيَةَ، وَذَكَرَ الرَّهْنَ بِشَيْءٍ، وَإِلَّا وَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَآتِيَنَّكُمْ بِقَوْمٍ يُحِبُّونَ الْمَوْتَ كَمَا تُحِبُّونَ الْحَيَاةَ).هكذا هو في سنن سعيد بن منصور، ومصنف ابن أبي شيبة وغيرهما من طرق عن الشعبي بأسانيد تحتمل التصحيح.

فلما قرأ كسرى الرسالة،...أرسل الى ملك الصين يطلب منه المدد وَ النجدة ! فرد عليه ملك الصين قائلا: " يَا كسرى ï»» قبل لي بقوم لو أرادوا خلع الجبال لَـخلعوها."

الخطبة الثانية
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر
الله أكبر عدد ما أزهرَت الأزهار، الله أكبر عدد ما أثمَرَت الأشجار، الله أكبر عدد ما غرَّدَت الأطيار، الله أكبر عدد ما لبَّى المُلبُّون من الحُجَّاج والعُمَّار، الله أكبر كم أعتق برحمته عبدًا من النار، الله أكبر كم تجاوز عن الذنوب والأوزار، الله أكبر كم عفا عن عباده وهو الرحيم الغفار.

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بُكرَة وأصيلًا.


الحمد لله العلي الكبير، اللطيف الخبير، خلق كل شيء فأحسن التقدير، ودبَّر الخلائق فأحسَن التدبير، أحمده وقد صان موارد الدين من التحريف والتكدير، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة عبدٍ مُعترِفٍ بالضعف والتقصير، شهادة عبدٍ يرجو العفو والغفران والنجاة من عذاب السعير، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمدًا عبده ورسوله البشير النذير، والسراج المنير، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه صلاةً مُتضاعفةً دائمةً إلى يوم الدين.

أما بعد؛ فيا أيها المسلمون: اتقوا الله - عز وجل - الذي لا يخفى عليه شيءٌ من المقاصد والنوايا، ولا يستتر دونه شيءٌ من الضمائر والخفايا، السرائر لديه بادية، والسر عنده علانية، ï´؟ وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ï´¾ [الحديد: 4].

أيها المسلمون: الأضحية قُربةٌ جليلة، ونسيكةٌ عظيمة، ومَعلمٌ ظاهرٌ وشعيرة، لا ينبغي للمُوسِر تركها.

أيها المسلمون: لقد شرعَ الله لنا في هذا اليوم المُبارَك ذبحَ الأضاحِي تقرُّبًا لله؛ إذ من أفضل أعمال ابن آدم يوم النحر إراقة دم الهَدي والأضاحي تقرُّبًا وزُلفَى للخالق - سبحانه -: ï´؟ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ï´¾ [الأنعام: 162، 163].

عباد الله، يُسَن إذا رَجَع الإنسان مِن المُصلَّى يوم الأضحى أن يبدأ قبل كلِّ شيء بِذَبح أضحيته - إن كان مُستَطيعًا - فيُسمِّي ويُكبِّر، ويَذبَح الأضحية.

والأُضحيَة في الإسلام شأنُها جَليل وحِكَمها نَبيلة وعظيمة:مِنها: أنَّها فداءٌ لإسماعيل - عليه السلام.ومنها: أنَّها قُربَة إلى الله الواحد الأحد بالذَّبح في هذا اليوم العظيم، فإذا ذَبحتَها فإنَّ السُّنَّة أن تَأكُل ثُلُثَها، وأن تَتصدَّق بِثُلُثها، وأن تُهدِيَ ثُلُثها، وإن فعلت غير ذلك فالأمر فيه سَعَة، ولكنه خلاف الأولى. لقوله تعالى: ï´؟ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ï´¾ [الحج: 36].

إنها سُنَّةُ أبينا إبراهيم المُؤكَّدة، ويُكرَهُ تركُها لمن قدِرَ عليها، كما أن ذبحَها أفضلُ من التصدُّق بثمنها، وتُجزِئُ الشاةُ عن واحدٍ، ولا بأس أن يُشرِكَ معه أهلَ بيته، وتُجزئُ البدَنة والبقرة عن سبعة.

ومن سنن الأضحية: أن يتولَّى المُضحِّي ذبحها بنفسه؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - نَحَر ثلاثًا وستين بدَنَة بيده الشريفة، ثم أعطى عليًّا - رضي الله عنه - فنحر الباقي، وقد ضحَّى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بكبشَيْن أملَحَيْن أقرنَيْن، ذبحهما بيده، وسمَّى وكبَّر.

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.


ومن السنة - يا عباد الله -: ألا يُعطَى جازرُها أجرته منها.

و يجبُ على المُضحِّي أن يُراعِي شروطَ الأُضحية الثلاثة:
فأولها: أن تبلغَ الأضحيةُ السنَّ المُعتبَرُ شرعًا، وهو: خمس سنين في الإبل، وسنتان في البقر، وسنةٌ كاملةٌ في المعز، وستةُ أشهرٍ في الضأن.

والشرطُ الثاني: لا بُدَّ أن تُستَسْمَن وأن تُختَار وأن تُصطَفى؛ لأنَّ الله طيِّب لا يَقبَل إلَّا طيِّبًا، وأن تكون الأُضحية سالمةً من العيوب التي نهي عنها الشارع، وهي أربعة عيوب فلا تُجزِئ العوراء البيِّنُ عَوَرُها، ولا المريضة البيِّنُ مَرَضُها، ولا العَرجاء البيِّنُ عَرَجُها التي لا تُساوى الصحيحةَ في المشي، ولا الهَزيلَة التي لا مُخَّ فيها، ويزاد على ذلك العَضْباء: التي كُسر النِّصف مِن قَرنها أو أكثر، ولا ما قُطِع نِصف أُذُنها أو أكثر، ويُكرَه الشَّرقاء التي انشقَّت أُذُنُها طولًا، أو الخَرْقاء التي خُرِقت أُذُنُها. وكلما كانت الأُضحيةُ أكمل في ذاتها وصفاتها فهي أفضل.

والشرطُ الثالثُ: أن تقعَ الأُضحية في الوقت المُحدَّد، وهو الفراغُ من صلاة العيد، وينتهي بغروبِ اليوم الثالث بعد العيد، فصارت الأيامُ أربعةً.

وأحسِنوا الذِّبحة، وحُدُّوا الشفرة، واشحذوا المُدية، ليكون أوحى وأسه فيجب أن يرفِق الجميعُ بالبَهيمة: «وليُرِح أحدُكم ذبيحَته، وليُحِدَّ شفرَتَه؛ فإن الله كتبَ الإحسانَ على كل شيءٍ»، ثم ليُسمِّي أحدُكم عند ذبحها؛ ووجِّهوا مذبحها إلى القبلة، وسمُّوا وكبِّروا، لأن الله يقول: ï´؟ وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ ï´¾ [الأنعام 121].

تقبل الله ضحاياكم، تقبل الله ضحاياكم، تقبل الله ضحاياكم، ورضِي عنكم وأرضاكم، وحقَّق في الخير مُناكم، وأسعدكم ولا أشقاكم، وعاوَدَتكم السعود ما عاد عيدٌ واخضرَّ عود.

اللهم تقبَّل منا إنك أنت السميعُ العليم، واغفر لنا إنك أنت الغفورُ الرحيم، اللهم اجعل جمعنا مأجورا، وسعيَنا مشكورًا، وذنبَنا مغفورًا. اللهم أصلِح أحوال المسلمين في كل مكان اللهم انصر إخواننا المُستضعفين في دينهم في سائر الأوطان، اللهم كُن لهم ناصرًا ومُعينًا ومُؤيِّدًا وظَهيرًا. اللهم هؤلاء عبادُك أتوك شُعثًا غُبرًا، يرجُون رحمتَك ويخشَون عذابَك، اللهم فاقبَل توبتَهم، وامحُ حوبتَهم، ورُدَّهم إلى أهلِهم سالمين غانِمين غير خزايا ولا محرومين يا ذا الجلال والإكرام. اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلِح أئمَّتنا وولاةَ أمورنا، واجعل ولايتَنا فيمن خافَك واتقاك، واتبعَ رِضاكَ يا رب العالمين.اللهم اجعل مواسمَ الخيرات لنا مربَحًا ومغنَمًا، وأوقات البركات والنَّفَحات إلى رحمتِك طريقًا وسُلَّمًا اللهم ادفع عنا كيد الكائدين، ومكر الماكرين، وعدوان المعتدين.اللهم يا رب العالمين، اللهم اشفِ مرضانا، وعافِ مُبتلانا، وفُكَّ أسرانا، وارحم موتانا، وانصرنا على من عادانا يا رب العالمين.اللهم وفِّق جميع ولاة أمور المسلمين لتحكيم شرعك، واتباع سنة نبيك - صلى الله عليه وسلم -.

اللهم احفظ حُجَّاج بيتك الحرام اللهم تقبَّل مساعيَهم وزكِّها، وارفع درجاتهم وأعلِها، اللهم حقِّق لهم من الآمال أعلاها، ومن الآمال مُنتهاها، اللهم اجعل حجَّهم مبرورًا، وسعيهم مشكورًا، وذنبهم مغفورًا، اللهم رُدَّهم إلى ديارهم سالمين غانمين، برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهم طهِّر المسجد الأقصى من رِجس اليهود، اللهم طهِّر المسجد الأقصى من رِجس اليهود، اللهم طهِّر المسجد الأقصى من رِجس اليهود، اللهم مُنَّ على جميع بلاد المسلمين بالأمن والرخاء والاستقرار، برحمتك يا أرحم الراحمين.

سبحان ربنا رب العزة عما يصفون، وسلامٌ على المرسلين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

المراجع:
القران الكريم
تفسير القرآن العظيم مسندا عن الرسول صلى الله عليه وسلم و الصحابة و التابعين لابن أبي حاتم
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي المحقق: هشام سمير البخاري تفسير سورة الصافات
تفسير البحر المحيط المؤلف: أبو حيان محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيّان
جامع البيان في تأويل القرآن المؤلف: محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الآملي، أبو جعفر الطبري المحقق: أحمد محمد شاكر
تفسير البحر المحيط المؤلف: محمد بن يوسف الشهير بأبي حيان الأندلسي دار النشر: دار الكتب العلمية - لبنان/ بيروت - 1422 هـ - 2001 م تحقيق: الشيخ عادل أحمد عبد الموجود - الشيخ علي محمد معوض شارك في التحقيق 1) د.زكريا عبد المجيد النوقي 2) د. أحمد النجولي الجمل
كتاب الوصايا المنبرية لمحمد عبد العاطي بحيرى ج1 درس الصبر – قصة سيدنا إسماعيل
كتاب الرياض الندية في الخطب المنبرية لمحمد حلمي خضر
كتاب الحقوق الإسلامية للشيخ محمد حسان – حق الصبر
الخطب المنبرية للشيخ عبد الحميد كشك ج37 و ج44
سنن العيد وأحكام الأضحية للشيخ عائض بن عبدالله القرني
خطبة عيد الأضحى للدكتور محمد سعيد رمضان البوطي
خطبة عيد الأضحى 1422هـ علي بن عبد الرحمن الحذيفي
خطبة عيد الأضحى 1417هـ للشيخ سيد حسين العفاني
وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ للشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل
أشد الناس بلاء الأنبياء للشيخ مازن السرساوي
خطبة الحج ووحدة الأمة للشيخ سعد الشهاوى
خطبة عيد الأضحى من موقع الشيخ الشريم

إبراهيم إمام التوحيد للشيخ عائض القرني
خطبة عيد الأضحى للشيخ عائض القرني
خطبة عيد الاضحى - الحرم المكي - 10 ذي الحجة 1432هـ - الشيخ سعود بن ابراهيم الشريم
قصيدة مجد الإسلام (وقفة على طلل) للشاعر محمود غنيم




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 119.01 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 114.99 كيلو بايت... تم توفير 4.02 كيلو بايت...بمعدل (3.38%)]