خطبة عيد الأضحى عام 1436هـ (أضحية وتوحيد) - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         وما أدراك ما ناشئة الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          كف الأذى عن المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          انشراح الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          فضل آية الكرسي وتفسيرها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          المسارعة في الخيرات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          أمة الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          الصحبة وآدابها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          البلاغة والفصاحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          مختارات من كتاب " الكامل في التاريخ " لابن الأثير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          ماذا لو حضرت الأخلاق؟ وماذا لو غابت ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17-08-2020, 04:34 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,095
الدولة : Egypt
افتراضي خطبة عيد الأضحى عام 1436هـ (أضحية وتوحيد)

خطبة عيد الأضحى عام 1436هـ (أضحية وتوحيد)
د. محمد بن عبدالله بن إبراهيم السحيم







الحمد لله واهب العطاء، مسدي النعماء، جزيل الثناء، دانت له الأرض والسماء، وتفرد بالدوام والبقاء، وأشهد ألا إله إلا الله ذو المجد والكبرياء، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله إمام الحنفاء، صلى الله وسلم عليه وعلى صحبه الشرفاء.







الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر ما وحّد أهل الإسلام، الله أكبر ما علا بِرٌّ ودام، الله أكبر ما وسع عفوُه الآثام، الله أكبر ما عم جوده الأنام، الله أكبر ما تعاقبت الليالي والأيام، الله أكبر ما أمّ ناسك بيته الحرام، الله أكبر ما أُشعر هدي وأريق دم من بهيمة الأنعام، الله أكبر ما لبّى ملبٍ وصام، الله أكبر ما تلا تال وقام، الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.







أيها المؤمنون!



الأضحية شعيرة معظمة؛ تذكِّر الخلق بغاية الإيجاد ونوال الإمداد وفق قول الحق سبحانه: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ﴾ [الذاريات: 56 - 58]. فلمشروعيتها نبأ امتزجت أحداثه بتجريد التوحيد لله ونفي كل محبة زاحمت ذلك التجريد. وذلك حين رأى الخليل - عليه السلام - أن الله قد أمره بذبح غلامه الشاب الزكيّ؛ امتحاناً لإيمانه، وإثباتاً لخلته التي لا تقبل المشاركة أو المزاحمة؛ إذ قد أَخَذَ بكرُه شُعْبَةً مِنْ قَلْبِه فجَاءَتْ غَيْرَةُ الْخُلَّةِ تَنْتَزِعُهَا مِنْ قَلْبِ الْخَلِيل بهذا البلاء المبين الذي تكون فيه نهايةُ حياةِ الضَّنَى ذبحاً بيد الوالد الذي شاب عارضه انتظاراً لمجيئه واكتحلت مقلته بمنظر شُبُوبه واستروحت نفسه لطَوْعه ونفعه. وقد وفّى إبراهيم الإيمان في ذلك البلاء؛ فلم يجزع أو يعترض أو يتلكأ في الأمر أو يستأن انتظاراً للنسخ، كلا، بل أذعن وانقاد لأمر الله بكل طمأنينة وتسليم، وهكذا كان ابنه البار. ﴿ فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ * فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ * وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ * وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ ﴾[الصافات: 103 - 107]. وكان ذلك بدأ مشروعية الأضحية المتكرر كل عام؛ تذكيراً للعباد بغاية إيجادهم، وحثاً للأمة على اقتفاء ملة أبيها الأمة الذي جعل الله اقتفاءها حنيفية نابذة للشرك وعاصمة منه. ﴿ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ * ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [النحل: 120 - 123].







الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.







أيها المسلمون!



وفي الأضحية إظهار لتعظيم الشعائر والحرمات وضخ لمنبعها في القلوب؛ وذلك التعظيم أساس متين من أسس تجريد التوحيد لله - سبحانه -، ﴿ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾ [الحج: 32]. بل إن ذلك التعظيم ملاحظ في هيئة الأضحية وشكلها؛ فقد جعل ابن عباس - رضي الله عنهما - استسمان القرابين من تعظيم الشعائر، وقال أبو أمامة بن سهل رضي الله عنه -: " كنا نسمّن الأضحية بالمدينة، وكان المسلمون يسمّنون " رواه البخاري. قال القرطبي: " إذا عظّمها مع حصول الإجزاء بما دونه فلا يظهر له عمل إلا تعظيم الشرع، وهو من تقوى القلوب ". وفي الأضحية مظهر جلاء للتجرد التوحيدي الكامل لله؛ لتشكّل مع نظائرها رسم الصراط المستقيم الذي رضيه الله ديناً قيماً لعباده، وقد تسامى في كماله وعصمته عن عبودية الخلق وخزعبلات الخُرافة. ﴿ قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [الأنعام: 161 - 163]. إنه التجرد الكامل لله بكل خالجة في القلب، وبكل حركة في الحياة؛ بالصلاة والاعتكاف، وبالمحيا والممات، بالشعائر التعبدية، وبالحياة الواقعية، وبالممات وما وراءه.







الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.








أيها المؤمنون!



وفي الأضحية تجريد شكر المنعم بالاعتراف بالنعمة وتسخيرِها في الطاعة وإعلانِ التوحيد والبراءة من الشرك. قال جابر بن عبدالله - رضي الله عنهما -: ذبح النبي صلى الله عليه وسلم يوم الذبح كبشين أقرنين أملحين موجأين ( خصيين )، فلما وجههما قال: «إني وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض على ملة إبراهيم حنيفاً، وما أنا من المشركين، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له، وبذلك أمرت وأنا من المسلمين، اللهم منك ولك، وعن محمد وأمته باسم الله، والله أكبر» ثم ذبح ( رواه أبو داود وصححه الألباني ).







الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.








عباد الله!



وضبط توحيد الطاعة والاتباع؛ فلا يُعبد اللهُ إلا بما شرع - من مقاصد تشريع الأضحية؛ فإن لها من المحددات الشرعية من مراعاة سن الأضحية، ونوعها، وعيوبها المانعة من الإجزاء، ووقت نحرها، وكيفية ذبحها، والإمساك عن أخذ الشعر والظفر حتى تذبح - ما يربّي النفوس على ذلك المنهج المعصوم في التلقي والعمل؛ لتكون الأضحية دورة عملية مركَّزة في تطويع الهوى لما جاء به الهدى.







بتلك المعاني جاءت الأضحية تذكرة سنويّة لنبصرَ عهد التوحيد في حياتنا، ونعرفَ من خلالها مدى وفائنا لذلك العهد الوثيق، ونستبصرَ العامل المؤثر في قوة الأمة وضعفها برعاية هذا العهد الغليظ الذي به نصرها إن تمسكت به وخذلانها إن ضيعته! أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ [النور: 55].







الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله أكبر الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.







الخطبة الثانية







الحمد لله عدد خلقه ورضا نفسه ومداد كلماته، والصلاة والسلام على رسوله خيرته من برياته.







الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.








أيها المؤمنون!



إن يومكم هذا هو يوم الحج الأكبر، وهو عيد الأضحى والنحر، وإن من أعظم ما يؤدى في هذا اليوم الأضحيةَ الشرعية التي ما عمل ابن آدم يوم النحر عملاً أحبَّ إلى الله من إراقة دم، وإن للمضحي بكل شعرة وبكل صوفة حسنة، وهي سنة أبينا إبراهيم المؤكدة، ويكره تركها لمن قدر عليها، وذبحها أفضل من التصدق بثمنها. وتجزئ الشاة عن واحد، والبدنة والبقرة عن سبعة. والانفراد بالشاة أفضل من سبع البقرة والبدنة. ثم اعلموا أن للأضحية شروطاً ثلاثة:



الأول: أن تبلغ السن المعتبر شرعاً، وهو خمس سنين للإبل، وسنتان للبقر، وسنة كاملة للمعز، وستة أشهر للضأن.







والشرط الثاني: أن تكون سالمة من العيوب التي نهى عنها الشرع، وهي أربعة عيوب: العرجاء التي لا تعانق الصحيحة في الممشى، والمريضة البين مرضها، والعوراء البين عورها، والعجفاء، وهي الهزيلة التي لا مخ فيها. وكلما كانت أكملَ في ذاتها وصفاتها فهي أفضل.








والشرط الثالث: أن تقع الأضحية في الوقت المحدد شرعاً والذي يبدأ من الفراغ من صلاة العيد وينتهي بغروب شمس اليوم الثالث بعد العيد؛ فصارت الأيام أربعة. ومن كان منكم يحسن الذبح فليذبح أضحيته بنفسه، ومن كان لا يحسن فليوكل من يذبحها عنه ممن يحسنه ولو بأجر، لكن لا يكون ذلك الأجر من الأضحية، وليرفقِ الجميع بالبهيمة، وليرح أحدكم ذبيحته وليحدَّ شفرته لا أمامها؛ فإن الله قد كتب الإحسان على كل شيء، ويوجهها للقبلة عند الذبح، ويسمي قائلاً: بسم الله، والله أكبر، اللهم هذا منك ولك، اللهم هذا عن فلان أو فلانة، ويسمي صاحبها. والأفضل أن يهدي منها ويتصدق ويَطعم ,إن فعل واحدة منه جاز. هذا، ويستحب إظهار الفرح والسرور في هذا اليوم بما لا يُتجاوز فيه حد المشروع، وأن توصل الأرحام، ويعفى عن المظالم، وأن يوسع على العيال. اللهم...

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 61.07 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 59.35 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.81%)]