في علاج القلوب والأبدان - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1146 - عددالزوار : 130109 )           »          الصلاة مع المنفرد جماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          الاكتفاء بقراءة سورة الإخلاص (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          أصول العقيدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          الإسلام يبيح مؤاكلة أهل الكتاب ومصاهرتهم وحمايتهم من أي اعتداء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          تحريم الاعتماد على الأسباب وحدها مع أمر الشرع بفعلها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3097 - عددالزوار : 370055 )           »          وليس من الضروري كذلك! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          مساواة صحيح البخاري بالقرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          محرومون من خيرات الحرمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 31-07-2020, 03:05 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,819
الدولة : Egypt
افتراضي في علاج القلوب والأبدان

في علاج القلوب والأبدان


الشيخ عبدالعزيز بن محمد العقيل






الحمدُ لله نحمَدُه، ونستعِينُه ونستَهدِيه، ونستَغفِره ونتوبُ إليه، ونعُوذ بالله من شرور أنفسنا وسيِّئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضلَّ له، ومَن يُضلِل فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبده ورسوله الذي قال: ((ما أنزل الله من داءٍ إلا أنزل له شفاءً))[1]، صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه المهتدين بهديه والمقتفين لآثاره، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.

أمَّا بعدُ:
فيا عباد الله، اتَّقوا الله -تعالى- فبتقواه تحصل لكم السعادة، وحافِظُوا على صحَّة قلوبكم وأبدانكم؛ فإنَّ القلوب تمرض كما تمرض الأجسام، ومرضها أخطر وأشدُّ من مرض الأجسام، ويكون بالشك والزيغ؛ يقول - سبحانه وتعالى -: ﴿ أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا ﴾ [النور: 50]، ويكون بالشهوة والغي فيميل قلبه إلى الشهوات المحرَّمة كالزنا ودواعيه.

ما أخطر مرض القلوب! فينبغي للعبد أنْ يحافظ على صحَّته واستقامته، يحرص على سلامة قلبه واستقامته، وعلى صحَّة بدنه وقوَّته؛ فإنَّ الإسلام يُرشِد إلى ذلك، ويحثُّ عليه، ويأمر بالأسباب الواقية، فإذا سلمت عقيدة العبد، وأخلص العبادة لله الذي خلَقَه وتكفَّل برزقه، ابتعد عن المعاصي والشهوات المضرَّة، فإنَّه يسعد في حياته؛ يقول - سبحانه وتعالى -: ﴿ مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ﴾ [الذاريات: 57-58]، فالله خلق العباد ليعبدوه ويُوحِّدوه، وتكفَّل بأرزاقهم وهيَّأ لهم الأسباب، فينبغي للعبد أنْ يشكُر الله على نعمه، وأنْ يستعمل جوارحه فيما خُلِقت له؛ يستعمل لسانه في ذكر الله، ويحفظه عمَّا فيه ضرره من قيل وقال، وما يجرُّ إلى المحرَّمات من شهوات الزنا والتحدُّث فيه، فإنَّ القلب قد يُصاب بمرض الشهوات، فيتحدَّث اللسان بذلك، فيُصدِّقه الفرج بالوقوع في الزنا فيهلك صاحبه - عياذًا بالله من ذلك - كما أنَّ عليه أنْ يشكر الله - جلَّ وعلا - على نعمة صحَّة الجسم، وأنْ يُحافِظ على هذه النعمة، ليَقوَى على أداء واجباته؛ من صلاة، وصيام، وحج، فإنَّ المؤمن القوي خيرٌ وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف، والمرض قد يُوهِن القُوَى أو يضعفها، ويقعد بصاحبه عن مزاولة الكثير من الأعمال الدينية والدنيوية، وإنْ كان يكتب له إذا صبر واحتسب ما كان يعمل في صحَّته، ولكنَّ العافية نعمةٌ من نعم الله -تعالى- فينبغي المحافظة عليها.

في مسند الإمام أحمد أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال للعباس: ((يا عم رسول الله، سَلِ الله العافية في الدنيا والآخرة))[2].

وقال عبدالرحمن بن أبي ليلى عن أبي الدرداء: قلت: يا رسول الله، لأنْ أُعافَى فأشكُر أحبُّ إلي من أنْ أُبتَلى فأصبر، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((ورسول الله يحبُّ معك العافية))[3].

ويذكر عن ابن عباس: أنَّ أعرابيًّا جاء إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال له: ما أسأل الله بعدَ الصلوات الخمس؟ فقال: ((سَلِ الله العافية))، فأعاد عليه، فقال له في الثالثة: ((سَلِ الله العفوَ والعافية في الدُّنيا والآخرة))[4].

فهذه نعمةٌ من نعم الله ينبغي أنْ تُحفَظ، والكثير من الناس قد لا يصبر على الأمراض، بل يحصل منه الجزع والقُنوط، وقد يخسر ثواب ما أصابه بجزعه وسخطه، وربما عُوقِب على ذلك، فيحصل له الألم في الدنيا، والعقوبة في الآخرة، ثم إنَّ العبد قد يتسبَّب لنفسه بالمرض؛ لسوء تدبيره، وعدم التزامه بتعاليم دِينه، وأكثر ما يكون ذلك عن طريق المأكولات والمشروبات؛ وذلك بأنْ يُحمِّل الجهاز الهضمي ما لا يُطِيق تحمُّله، فتحصل التُّخمة، وتتولد الأمراض، ويضعف الجهاز عن أداء مهمته، يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((ما ملأ ابن آدم وعاءً شرًّا من بطنه، بحسْب ابن آدم لُقَيمات يُقِمن صلبه، فإنْ كان لا بُدَّ فاعلًا فثلثٌ لطَعامه، وثلثٌ لشَرابه، وثلثٌ لنَفَسِه))[5].

فطبيب الأرواح والأجسام نبيُّنا - صلوات الله وسلامه عليه - يُرشِد أمَّته كيف تتغذَّى، وكيف تحافظ على صحَّتها، ولكنَّ التجاهُل والإفراط في تناوُل المشتهيات، وعدم الاقتصار على الكفاية يَؤُول إلى الإضرار، فكم أَكلَة واحدة لذيذة لم يُراع صاحبها الاعتدالَ فيها أورثت آلامًا طويلة، وربما أودت بحياة صاحبها إلى الهلاك!

فلا تستقيم الحياة إلا بالتزام تعاليم الإسلام، والعدل في جميع الأمور، والاستقامة على الصراط المستقيم، فإنَّ مَن خالف ذلك أو انحرف عن الطريق القويم، فإنَّ الميزان سيختلُّ، وسيحصل للمُخالِف من الأضرار بقدْر مخالفته؛ يقول الله - سبحانه وتعالى - أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿ يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾ [الأعراف: 31].

بارَك الله لي ولكم في القُرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، وتابَ عليَّ وعليكم إنَّه هو التوَّاب الرحيم.

أقول هذا وأستغفِر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كلِّ ذنب، فاستغفروه إنَّه هو الغفور الرحيم.
• • •

واعلَموا أنَّه ينبغي العناية بالصحة، والحِفاظ على الأجسام، وإبعاد الأمراض عنها بأنواع الوسائل النافعة؛ كالنظافة والاعتدال في المأكولات والمشروبات، فقد حثَّ دينُنا على ذلك؛ قال -تعالى-: ﴿ يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ﴾ [الأعراف: 31].

وفي الحديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: ((ما أنزل الله من داءٍ إلا أنزل له شفاءً)).

ولكن لا يعني هذا أنْ يقتصر الاعتناء بالأجسام، وتترك النفوس والقلوب، فإنَّ مرضها هو المرض الفتَّاك، والذي يَؤُول بصاحبه إلى الهلاك في الدُّنيا والآخِرة، فينبغي أنْ تُحفَظ عن أمراض الشبهات والشهوات والضلالات، وتُعالَج ممَّا وقعت فيه من ذلك بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية الواردة في ذلك، وتُقوَّى بالإيمان الصادق، والعمل الصالح، والتوكُّل على الله، والإخلاص له في كلِّ الأحوال، فكثيرٌ من الأمراض تتغلَّب على الأبدان بسبب ضعف إيمان صاحبها، وتركِه لبعض الواجبات، أو ارتكابِه لبعض المحرَّمات، وبعض الأمراض تُعالَج وتطرد بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية، وقوَّة الإيمان، والتوكُّل على الله، وفِعل الطاعات، وترْك المحرَّمات، فمَن توكَّل على الله حَماه، ومَن لجأ إليه كَفاه، فينبغي للعبد ألاَّ يكون همُّه مقتصرًا على العناية بالجسم؛ فإنَّ النفوس تمرض إذا لم تُحفَظ وتُصان، فاتَّقوا الله يا عباد الله.



[1] البخاري: (5678) - الفتح: 10/ 140.

[2] المسند: (1/ 209)، الترمذي: (3514).

[3] مجمع الزوائد: (2/ 293).

[4] مجمع الزوائد: 10/ 175، والسلسلة الصحيحة: 1523.

[5] أحمد: بنحوه 4/ 132، والترمذي (2380).





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 69.79 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 68.07 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.47%)]