الغاية من خلق الخلق - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1249 - عددالزوار : 135410 )           »          إنه ينادينا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 24 - عددالزوار : 5497 )           »          السَّدَاد فيما اتفقا عليه البخاري ومسلم في المتن والإسناد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 59 - عددالزوار : 8168 )           »          ميزة جديدة لمتصفح كروم بنظام أندرويد 15 تتيح إخفاء البيانات الحساسة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          كل ما تحتاج معرفته عن ميزة الصورة المستطيلة بإنستجرام.. اعرف التفاصيل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          إيه الفرق؟.. تعرف على أبرز الاختلافات بين هاتفى iPhone 14 Plus وGoogle Pixel 9 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          احمِ أطفالك من الإنترنت.. احذر ألعاب الفيديو لحماية أبنائك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          أبل تعمل على جهاز بشاشة تشبه شاشة الآيباد مع ذراع آلية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          طفلك يستخدم تطبيقات الموبايل سرا دون علمك.. كيف تكتشف ذلك؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          أدوات مهمة هتساعدك للحد من استخدام طفلك للإنترنت.. جربها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 31-07-2020, 02:56 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,985
الدولة : Egypt
افتراضي الغاية من خلق الخلق

الغاية من خلق الخلق


مرشد الحيالي





قال تعالى في محكم التنزيل: ﴿ أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى * أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى * ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى * فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى * أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى ﴾ [القيامة: 36 - 40].

أيها المسلمون:
إن الله لم يخلق الخلق عبثًا، ولم يتركهم هملاً، ولم يدعهم سدًى، بل خُلقوا لغاية جليلة، ولهدف سامٍ، ألا وهو عبادة الله وطاعته، والقيام بأمره، وإعلاء كلمته، وخَلَق من أجل تحقيق تلك الغاية الجليلة، والحكمة البليغة - جنةً حُفَّت بالمكاره، ونارًا حفت بالشهوات.

وقد أرسل الله الرسل مبشِّرين ومنذرين؛ مبشرين بوعد الله للمؤمنين الصادقين بالثواب والجزاء العاجل والنصر، ومنذرين من وعيده ومن شديد عقابه لمن خالف أمره وارتكب نواهيه، فقال سبحانه: ﴿ رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ﴾ [النساء: 165].

أيها المسلمون:
لقد أوضح سبحانه أوصاف أهل الجنة وأعمالهم، وأوصاف أهل النار وأحوالهم ﴿ لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ ﴾ [الأنفال: 42] ﴿ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ﴾ [الكهف: 49].

من أوصاف أهل الجنة التي جاء ورودها في سور عديدة، وآيات كثيرة، مثل ما جاء في سورة المؤمنون: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [المؤمنون: 1 - 11]، ومن أعمالهم الحميدة وصفاتهم الجليلة ما جاء في سورة الفرقان: ﴿ وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا * وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا * وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا * إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا * وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا ﴾ [الفرقان: 63 - 67]، ثم قال في نهاية الآيات الكريمة: ﴿ أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا * خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا * قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا ﴾ [الفرقان: 75 - 77]؛ ليعلم المسلمون تلك الأعمال فيعملوا بها ليسعدوا في دينهم ودنياهم.

ومن أوصاف أهل النار التي وردت في القرآن؛ لكي نحذر من أعمالهم، ونبتعد عن أوصافهم: ما جاء في سورة المدثر: ﴿ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ * إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ * فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ * عَنِ الْمُجْرِمِينَ * مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ * وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ * وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ * وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ * حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ ﴾ [المدثر: 38 - 47].

معاشر المسلمين:
إن الأمر خطير، والخطب جسيم، فليست الدنيا دار قرار واستقرار، بل هي دار عبور وامتحان، وما بعدها حساب شديد، فإما نعيم سرمدي، أو عقاب أليم، والأمر كما قال الشاعر:
ولو أنّا إذا مِتْنا تُركنا
لكانَ المَوْتُ راحَةَ كُلِّ حَيِّ

ولكنا إذا مِتنا بُعثنا
ونُسأل بعد ذا عن كل شيِّ



بل يبعث الناس حفاة عراة غرلاً: ﴿ وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا * وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِدًا ﴾ [الكهف: 47، 48]، وقال تعالى: ﴿ فَأَمَّا مَنْ طَغَى * وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى * وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ﴾ [النازعات: 37 - 41].

أيها المسلمون:
لقد وقعت الأمة الإسلامية اليوم فيما حذَّر منه رسول الله صلى الله عليه وسلم من حب الدنيا وزخرفتها، والانكباب عليها، بل والتنافس في حطامها، والتعارك في مجالاتها، بل والتباغض فيها والتحاسد والتناحر، فلا ترى فينا قانعًا، ولا تجد فينا زاهدًا، وليس من بيننا ورِعًا - إلا من رحم الله - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((فوالله، ما الفقرَ أخشى عليكم، ولكني أخشى أن تُبسط الدنيا عليكم كما بُسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، فتهلككم كما أهلكتهم))؛ متفق عليه، ولا أدل على ذلك من خلو مساجدنا من الذاكرين لله، والتالين لكتابه، العاكفين على تدبُّر معانيه وآياته، والمحافظين على التبكير في أداء الصلوات في المساجد في الجمعة والجماعات، وإزاء ذلك تجد اكتظاظ المسلمين في الأبراج العالية، والأسواق الملونة، والنوادي الترفيهية، والألعاب المسلية، بل لا تجد أحيانًا مقعدًا فارغًا، أو مجلسًا شاغرًا؛ لكثرة روادها، وازدحام زوارها، أما الأسواق، فتجد من يتسوق ما يكفيه لشهر وربما لسنة، وامتلأت البيوت بالأطعمة الفاخرة، والفواكه الملونة، أما العصائر، فمختلفة في السياق، طيبة المذاق، أما الأدوية والعقاقير والمستحضرات، فمن الفواكه والخضراوات، لكل الأمراض والعلاجات، حتى انتشرت بين شبابنا ونسائنا ظاهرة السمنة التي أخبر المصطفى عنها: عن عمران بن حصين رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خيركم قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يكون بعدهم قوم يشهدون ولا يستشهدون، ويخونون ولا يؤتمنون، وينذرون ولا يوفون، ويظهر فيهم السمن)).

إن الأمة الإسلامية اليوم غارقة في وضع لا تحسد عليه أبدًا؛ فهي في بلاء عظيم، وامتحان كبير، وفتن كقِطَع الليل، جاهرت بالمعاصي والآثام، وفِعل الرذائل والآثام، وركوب الفواحش العظام، وليس من رادع لهم، أو ناهٍ عن فعلهم، أو آمر بالمعروف وناهٍ عن المنكر، وفي غفلة شديدة عن الاستعداد لما خُلقت من أجله، وهيئت له من القيادة للأمم، والسيادة للدول، والريادة للعالم، حتى أصبحت الدنيا غاية أملنا، ومنتهى مرادنا، وتركنا أنواع الجهاد مثل التعليم والنصيحة والأمر بالخير والمعروف والإرشاد، فلا عجب أن تتكالب علينا الأمم الغربية، وتتنافس فينا الدول الطامعة الفارسية، عن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها))، فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذٍ؟ قال: ((بل أنتم يومئذٍ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن))، فقال قائل: يا رسول الله، وما الوهن؟ قال: ((حب الدنيا، وكراهية الموت)).

لقد دانت لنا الأمم في السابق، وسلَّمت لنا رايتها، وخضعت لنا قوادها، وانقادت لنا شعوبها طوعًا وحماية، وحبًّا ورغبة في ديننا لا كراهية، والسبب أننا كنا أعزة لا أذلة، وقدوة لا إمعة، وأهل جدة لا أهل كسل ونوم ودَعَة، كنا - كما قال القائل - رهبانًا بالليل فرسانًا بالنهار، وكما قال القائل: نحب الموت والاستعداد له كما يحب أعداؤنا الحياة والبقاء فيها، عرفنا الهدف الذي خُلقنا من أجله، وأُوجِدْنا بسببه، فهان علينا ما دونه من متاع الدنيا، فهل من عودة صادقة؟ وهل من رجعة جادة؟ وهل من صحوة قادمة؟

أيها المسلمون:
اجتهِدوا في بلوغ الأعمال التي توصلكم إلى جنة عرضها السماوات والأرض، وفي الحديث: ((من خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل، ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة))، ومعنى من خاف "يعني: من خاف أن يُدرَك في الطريق، وأن يلحقه قطاع الطريق، أدلج في السير؛ يعني: سار بالدجى بغاية النشاط والقوة؛ حتى يقطع السير بسرعة، وحتى يسلم من خطر قطاع الطريق، والدلجة السير في أول الليل"[1].

معاشر الأحبة:
إن من الأعمال التي يَبْلُغُ بها المسلم الجنان والسعادة الحقة، والحياة السعيدة المطمئنة: طاعةَ الله ورسوله، وتصديق الرسول فيما أخبر، وطاعته فيما أمر، والانتهاء عما نهى عنه وزجر، والتمسك بسنته، والاهتداء بهديه، قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ﴾ [النساء: 69]، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى))، قيل: ومن يأبى يا رسول الله؟! قال: ((من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى)).

ومن الأعمال: الأخلاق الفاضلة، والآداب السامية؛ مثل: التواضع والرحمة وصلة الرحم، والعفو عن المسيء، والكرم والجود، وكثرة نوافل العبادة من صوم وصلاة، وحج وعمرة، وصدقة وبر وإحسان؛ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أصبح منكم اليوم صائمًا؟))، قال أبو بكر رضي الله عنه: أنا، قال: ((فمن تبع منكم اليوم جنازةً؟))، قال أبو بكر رضي الله عنه: أنا، قال: ((فمن أطعم منكم اليوم مسكينًا؟))، قال أبو بكر رضي الله عنه: أنا، قال: ((فمن عاد منكم اليوم مريضًا؟))، قال أبو بكر رضي الله عنه: أنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما اجتمعْنَ في امرئ إلا دخل الجنة)).

أبشروا أيها المسلمون ببشارة رسول الله صلى الله عليه وسلم لكم، لمن حافظ على الصلوات المكتوبات، وأدى الزكوات، وصلى لربه في الخلوات، عن عبدالله بن مسعود قال: كنا مع النبي في قبَّة، فقال: ((أترضَون أن تكونوا ربع أهل الجنة؟))، قلنا: نعم، قال: ((أترضون أن تكونوا ثلث أهل الجنة؟))، قلنا: نعم، قال: ((أترضَون أن تكونوا شَطر أهل الجنة؟))، قلنا: نعم، قال: ((والذي نفس محمد بيده، إني لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة؛ وذلك أن الجنة لا يدخلها إلا نفس مسلمة، وما أنتم في أهل الشرك إلا كالشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود، أو كالشعرة السوداء في جلد الثور الأحمر)).

وهذه البشارة لأمة الإجابة التي استجابت للنداء، وسارعت للتلبية، وجدَّت في الطلب، وعملت لما بعد الغد.

﴿ وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [التوبة: 105].


أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولجميع السامعين من المسلمين والمؤمنين، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له.



[1] من كلام الشيخ ابن باز رحمه الله، من برنامج نور على الدرب.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 81.44 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 79.72 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.11%)]