في التذكير بالآخرة والاستعداد لها - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         طريقة عمل كريمة الشوكولاتة المنزلية.. طعم غني بلمسة طبيعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          5 أسباب لظهور فقاعات في طلاء الحائط ونصائح لتجنبها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          وصفات طبيعية لتوريد الشفاه وترطيبها في المنزل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          5 خطوات لحماية شعرك في المصيف من المياه المالحة.. استمتعي بأمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          طريقة عمل مسقعة بالبشاميل والدجاج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          5 أكلات غنية بالكولاجين الطبيعى لنضارة البشرة وترطيبها من الداخل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          وصفات طبيعية لتهدئة الحبوب الملتهبة في الحر.. بدون مواد كيميائية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          5 تقنيات وحيل للحصول على مكياج احترافى على الطريقة الكورية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          مشكلة إجازة الصيف.. 5 خطوات تساعد أولادك يناموا بدري ويقللوا السهر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          طريقة عمل مشروب الخيار والنعناع للترطيب عشان يهون موجة الحر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21-07-2020, 04:21 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,855
الدولة : Egypt
افتراضي في التذكير بالآخرة والاستعداد لها

في التذكير بالآخرة والاستعداد لها
الشيخ عبدالعزيز بن محمد العقيل






الحمد لله الذي كتب الفناءَ على هذه الدار، وجعَلَها مزرعةً ومُتزوَّدًا لدار القَرار، وحذَّر من الرُّكون إليها والاغترار بها، ورغَّب في الآخرة والعمل لها؛ ففاز والله مَن أطاعَه مولاه، وخابَ وخسرَ مَن ضيَّع أمره وعَصاه، أحمده - سبحانه - على نعمه الغِزار، وأشكره والشكر له من نعمه، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله المصطفى المختار، صلَّى الله وعلى آله وأصحابه البررة الأطهار، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.

أمَّا بعدُ: فيا عبادَ الله:
اتَّقوا الله - تعالى - ما هذا التكالُب على الدنيا والإصرار! وما هذا الإعراض والغفلة عن دار القرار! وما هذا الزهد في الباقي والمغالاة في الفاني! وما هذا البيع للأدنى بالأعلى! هذا والله عين الخسران؛ ﴿ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ ﴾ [غافر: 39].

في الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((مَن أحبَّ آخرته أضرَّ بدنياه، ومَن أحبَّ دنياه أضرَّ بآخرته، فآثروا ما يبقى على ما يفنى))[1].

وقال لقمان - عليه السلام -: مَن باع دُنياه بآخِرته ربحهما جميعًا، ومَن باع آخِرته بدُنياه خسرهما جميعًا.

وروى أبو نعيم الحاكم بإسنادٍ له: أنَّ عمر بن عبدالعزيز - رضِي الله عنه - شيَّع جنازةً من أهله، ثم أقبل على الناس فوعظهم، وذكرهم الدُّنيا وذمَّها، وذكَر أهلها وتنعُّمهم فيها، وما صاروا إليه بعدها من ظُلمة القبر، وكان من كلامه أنَّه قال: إذا مرَرْت بهم فنادِهم إنْ كنت مناديًا، وادعُهم إنْ كنت داعيًا، ومُرَّ بعسكرهم، وانظر إلى تقارُب منازلهم، سَلْ غنيَّهم ما بقي من غِناه، وسَلْ فقيرَهم ما بقي من فقره، وسَلْ عن اللسان الذي كانوا به يتكلَّمون، وعن الأعيُن التي كانوا بها إلى اللذات ينظُرون، وسلهم عن الجلود الرقيقة، والوجوه الحسنة، والأجساد الناعمة، ما صنع بها الديدان؟ محت الألوان، وأكلت اللحمان، وعفت الوجوه، ومحت المحاسن. أليسوا في الخلوات؟ أليس الليل والنهار عندهم سواء؟ أليسوا في مدلهمَّة مظلمة، قد حِيل بينهم وبين العمل، وفارَقوا الأحبة؟ وكم من ناعم وناعمة أصبحوا ووجوههم بالية، وأجسادهم عن أعناقهم بائنة، وأوصالهم متفرِّقة، وقد سالت الحِدَق على الوجنات، وامتلأت الأفواه صديدًا، ودبَّت دوابُّ الأرض في أجسادهم، وتفرَّقت أعضاؤهم، ثم لم يلبثوا والله إلا يسيرًا حتى عادت العظام رميمًا، قد فارَقُوا الحدائق، وصاروا بعد السعة في المضائق، وقد تزوَّجت نساؤهم، وتردَّدت في الطرق أبناؤهم، وتوزَّعت القرابات دِيارهم وميراثهم، فمنهم والله الموسع له في قبره.

يا ساكن القبر غدًا، ما الذي غرَّك من الدُّنيا؟ هل تعلم أنك تبقى لها أو تبقى لك؟


أين دارك الفيحاء ونهرك المطرد؟ وأين ثمرتك اليانعة؟ وأين رِقاق ثيابك؟ وأين طيبك؟ وأين بخورك؟ وأين كسوتك لصيفك وشتائك؟

أمَا والله قد نزل به الأمر فما يدفع عنه، جاء الأمر من السماء، وجاء غلب القدر والقضاء، هيهات هيهات يا مغمض الوالد والولد وغاسله! يا مكفِّن الميت وحامله، يا مخلِّيه في القبر راجعًا عنه، ليت شعري كيف كنت على خُشونة الثَّرَى! ليت شعري بأيِّ خدَّيْك بدأ البِلَى! يا مجاور الهلكى، صرت في محلة الموتى، ليت شعري ما الذي يلقاني به ملك الموت عند خروجي من الدنيا، وما يأتيني به من رسالة ربي؟! ثم انصرف فما عاش بعد ذلك إلا جمعة.

فرَحِمَ الله أولئك الذين نظروا في الدنيا، وعرفوا تقلُّبها، وسرعة خَرابها وزَوالها، ولم يغترُّوا بها، بل جعلوها مزرعةً لدار طال شوقهم إليها، فاشتروها بثمن قليل، وما باعوها.

ونحن على ما نرى ونسمع كأنَّ الدنيا خُلِقت لنا وحدَنا، وكأنَّ الآخرة خُلِقت لهم وحدَهم، لقد أصبح همُّ الأكثرين منَّا لهذه الدار، وقلَّ أنْ يفكر في تلك الدار، فشتَّان ما بين الدارين، وما أبعد الفرق بين الفريقين، فما الذي أخافَهم وأمَّننا؟ وما الذي نبَّهَهم وأغفلنا؟ لقد رانَ على القلوب حبُّ الدنيا، وأَصمَّ آذانَها، فأصبحت لا تُفكِّر إلا في حاضرها وعاجلها، وغرقت في بحر شهواتها ولذَّاتها، فلا تحسُّ بما حولها وما يُراد بها، فإنَّا لله وإنَّا إليه راجعون!

فيا عبادَ الله:
هبُّوا من رقداتكم، وانتبهوا من غفلاتكم، فما الذي أخافَ أولئك وأمنكم؟! حاسِبُوا أنفسكم قبلَ أنْ تحاسبوا، وتذكروا المآل وما أعددتم لدار القَرار، فما بعد الموت إلا الجنة أو النار، وليس للعبد في ذلك الوقت اختيار.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:
﴿ سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴾ [الحديد: 21].

بارَك الله لي ولكم في القُرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذِّكر الحكِيم، وتابَ عليَّ وعليكم إنَّه هو التوَّاب الرحيمُ.

أقولُ هذا وأستغفر الله العظيمَ الجليلَ لي ولكم ولسائِر المسلمين من كلِّ ذنبٍ، فاستغفروه إنَّه هو الغفورُ الرحيمُ.

واعلموا - رحمكم الله - إنَّكم في دار المهلة والاستعداد، وفي دار الزرع والبذر، وغدًا الحصادُ والاستثمار، فاتَّهموا عقولكم في التفريط في الباقي، والمغالاة في الفاني، وبيع النعيم بالكدر، والسرور بالحزن، لا شكَّ أنَّ العاقل يُدرِك التفاوت بين الدارين، والغُبن بين الصفقتين، ولكن حب الدنيا يعمي ويصمُّ، والانغماس في الملذَّات ينسي، والانشغال بحُطام الدنيا يلهي، ولو فكَّر العبد ما الذي سوف يذهَبُ به ممَّا جمع، وما الذي سوف يهلكه، وما الذي سوف يُنجِيه ممَّا عمل - لهانَ عليه أمر الدنيا، ولأقبَلَ على التجارة الرابحة، ولاستَعانَ بالدنيا على الآخرة، ولزرع زراعة مثمرة، واتَّجر تجارة رابحة.

فانتَبِهوا يا عباد الله ففي الصحيحين من حديث أبي موسى - رضِي الله عنه - قال، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إنما مثلي ومثل ما بعثني الله به كمثل رجل أتى قومَه فقال: يا قوم، إني رأيتُ الجيش بعيني، وأنا النذير العُريان، فالنجاءَ، فأطاعَهُ طائفةٌ من قومه فأدلجوا وانطلقوا على مهلهم، فنجوا، وكذَّبَتْه طائفةٌ منهم فأصبحوا مكانهم؛ فصبَّحهم الجيش في مكانهم فأهلكهم واجتاحهم، فذلك مثل مَن أطاعني واتَّبع ما جئت به، ومثل مَن عصاني وكذَّب بما جئت به من حق))[2].

فانظُروا إلى هذا المثل الذي ضرَبَه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لمن أطاعه ولم يغترَّ بالدنيا وزخارفها، ومَن عَصاه واشتغل بملذَّاتها، وغفل عن آخرته ونعيمها، ماذا حصل للمُطِيعين؟ وما حصل للعاصين، فاتَّقوا الله يا عباد الله.


[1] رواه أحمد: 4 /175، 412.

[2] البخاري: (7283) - الفتح: 13 /264، ومسلم [16 - (2283)].


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.70 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.03 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.17%)]