أنتم شهود الله في أرضه - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1074 - عددالزوار : 127007 )           »          سورة العصر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          عظات من الحر الشديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          المشي إلى المسجد في الفجر والعشاء ينير للعبد يوم القيامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          القلب الناطق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          الظلم الصامت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          من أدب المؤمن عند فوات النعمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          عن شبابه فيما أبلاه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          بلقيس والهدهد وسليمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          غزة تتضور جوعا.. قصة أقسى حصار وتجويع في التاريخ الحديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 10-07-2020, 02:51 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,699
الدولة : Egypt
افتراضي أنتم شهود الله في أرضه

أنتم شهود الله في أرضه


الشيخ عبدالله بن ناصر الزاحم





الخطبة الأولى

أما بعد عباد الله:
فأوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل، والعودةِ والإنابةِ إليه، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]، ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1]، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71].

معاشر المؤمنين:
لقد جعل الله هذه الدنيا دار ابتلاء واختبار، وهيأها لأن تكون مزرعة للآخرة، يعمل فيها العبد ما يُصلح آخرته، ويبني دار المستقر استعداداً للرحيل من هذه الدار.


والكيس من الناس من عمل لما بعد الموت، وحاسب نفسه، وأصلح أعماله وأحواله، وتدارك أخطاءه وأوزاره، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَا الْإِيمَانُ ؟ قَالَ: ((إِذَا سَرَّتْكَ حَسَنَتُكَ وَسَاءَتْكَ سَيِّئَتُكَ فَأَنْتَ مُؤْمِنٌ)) قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَا الْإِثْمُ ؟ قَالَ: ((إِذَا حَاكَ فِي نَفْسِكَ شَيْءٌ فَدَعْهُ)).

والحريص يستفيد من تجارب حياته، ويدقق النظر في مُحصِّلَةِ جهوده وانجازات عُمُرِه، ومِنْ نَظْرَةِ الناسِ له وعلاقتهم به، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: كَيْفَ لِي أَنْ أَعْلَمَ إِذَا أَحْسَنْتُ وَإِذَا أَسَأْتُ ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: ((إِذَا سَمِعْتَ جِيرَانَكَ يَقُولُونَ قَدْ أَحْسَنْتَ فَقَدْ أَحْسَنْتَ وَإِذَا سَمِعْتَهُمْ يَقُولُونَ قَدْ أَسَأْتَ فَقَدْ أَسَأْتَ)).


فالناس هم شهود الله في الأرض، عن أَنَسٍ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ مُرَّ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِجِنَازَةٍ فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا خَيْرًا فَقَالَ: ((وَجَبَتْ)) ثُمَّ مُرَّ عَلَيْهِ بِجِنَازَةٍ فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا شَرًّا فَقَالَ: ((وَجَبَتْ)) فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ قُلْتَ لِهَذِهِ وَجَبَتْ وَلِهَذِهِ وَجَبَتْ فَقَالَ: ((شَهَادَةُ الْقَوْمِ وَالْمُؤْمِنُونَ شُهُودُ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ)) وفي رواية: ((هذا أثنيتم عليه خيراً فوجبت له الجنة، وهذا أثنيتم عليه شراً فوجبت له النار؛ إنكم شهودُ الله في الأرض)).


فلاحِظ - عبد الله - عندما يذكر الناسُ صاحبَ بدعةٍ أو ظالماً أو طاغيةً أو مُفسداً، تجد القلوبَ تُبغضُه والنفوسَ تمقُتُه عياذاً بالله.


بينما ترى قلوبَ الملايين من البشر تميلُ إلى شخص حباً وإجلالاً وتقديراً له، ومن تأمل في هاتين الصورتين عرف المعنى الحقيقي لما خرَّجه الإمام البخاري رحمه الله عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: ((إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا دَعَا جِبْرِيلَ فَقَالَ إِنِّي أُحِبُّ فُلاَنًا فَأَحِبَّهُ - قَالَ - فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ ثُمَّ يُنَادِى فِي السَّمَاءِ فَيَقُولُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلاَنًا فَأَحِبُّوهُ. فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ - قَالَ - ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الأَرْضِ. وَإِذَا أَبْغَضَ عَبْدًا دَعَا جِبْرِيلَ فَيَقُولُ إِنِّي أُبْغِضُ فُلاَنًا فَأَبْغِضْهُ - قَالَ - فَيُبْغِضُهُ جِبْرِيلُ ثُمَّ يُنَادِى فِي أَهْلِ السَّمَاءِ إِنَّ اللَّهَ يُبْغِضُ فُلاَنًا فَأَبْغِضُوهُ - قَالَ- فَيُبْغِضُونَهُ ثُمَّ تُوضَعُ لَهُ الْبَغْضَاءُ فِي الأَرْضِ)).


فسبحان الله الذي سخَّر العباد وأنطق ألسنتهم، فالعالِم والمصلح والمحسن، يُثنَى عليه، ويُدعى له ويُترحَّمُ عليه، وعلى النقيض عندما يُذكر المبتدعُ أو الظالم أو المفسد، يُذكر بمساوئه، والقلوبُ مملوءة ببغضه، والألسنةُ تدعو عليه نسأل الله العافية.

ففي هذا موعظةٌ بليغةٌ لكلِّ حيٍ، فلا أحدٌ يأمنُ الفتنةَ على نفسه، إنما عليه أن يستمسك بحبل الله، ويتعلق برجائه، ويسألَ الله الثبات على الحق حتى يلقاه، وأن يسعى للخير، ويبارك له، ويعينَ عليه ولو بكلمة طيبة، وأن يعاملَ الناس بأحسَنِ ما يُحبّ أن يعاملوه به، وأن يُخلِّصَ نفسه من المظالم والحقوق، فالدنيا دار ممر، ولن يبقى للعبد فيها بعد فراقها إلا الذكر الحسن، وما تلهج به ألسن المؤمنين من الدعوات.


فيا من طغى وعتا وتجبر.... اتق الله، ويا من سرق ونهب وتكبر...... اتق الله، ويا من اغتر بشبابه وماله.... ويا من اغترت بجمالها والتفاف العشاق من حولها.... ويا من غره منصبه أو جاهه.... اتقوا الله.



فأمام كلِّ واحدٍ منا قبرٌ ينتظره... وملائكةٌ ستسأله وتناقشه... وأعمالٌ سيُحاسب على صغيرها وكبيرها، ونحن اليوم بين شهودِ الله في الأرض، وأمامنا فرصةٌ للتوبة والتعديل والتغيير، فلنبادر بالتوبة إلى الله، ولنحذر من كلِّ ما يُوقِعُ بُغضنا في قلوب الناس، وأن لا نجعل الدنيا أكبر همنا، فالأميرُ والفقيرُ والعالِمُ والعابد والعامل، لن ينالوا من الدنيا إلا ما كُتب لهم، وسيرحلون عنها بطريقة واحدةٍ مهما اختلفت الأسباب، والمآل الأول إلى القبر، ولن يدخل معه إلا عملُه، عن أنسٍ - رضي الله عنه - قال، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يَتْبَعُ الْمَيِّتَ ثَلاَثَةٌ فَيَرْجِعُ اثْنَانِ وَيَبْقَى وَاحِدٌ، يَتْبَعُهُ أَهْلُهُ وَمَالُهُ وَعَمَلُهُ فَيَرْجِعُ أَهْلُهُ وَمَالُهُ وَيَبْقَى عَمَلُهُ)).


نسأل الله جل وعلا أن يرزقنا حسن الخاتمة، وأن يعيذنا من سوء الخاتمة، اللهم احفظ لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، ودنيانا التي فيها معاشنا، وآخرتنا التي إليها معادنا، واجعل الحياة زيادة لنا من كل خير، والموت راحة لنا من كل شر، وأحسن عاقبتنا في الأمور كلها، وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة، يارب العالمين.


بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، وهدانا لإتباع سيد المرسلين،.....

الثانية

أما بعد:
فاتقوا الله حق التقوى، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ * وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ * لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ ﴾ [الحشر: 18 - 20].

عباد الله:
عَن أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - عَن النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: ((تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ وَالدِّرْهَمِ وَالْقَطِيفَةِ وَالْخَمِيصَةِ)) والخميصةُ هو الثوب الجميل، والخميلة هي الفُرُش.

فسر النبي - صلى الله عليه وسلم - هذه العبادة بقوله: ((إِنْ أُعْطِيَ رَضِيَ وَإِنْ لَمْ يُعْطَ لَمْ يَرْضَ)) وفي رواية: ((وَإِنْ لَمْ يُعْطَ سَخِطَ))، ثم دعا عليه وقال: ((تَعِسَ وَانْتَكَسَ وَإِذَا شِيكَ فَلَا انْتَقَشَ)) فدعا عليه بالانتكاسة وعدم تيسير أموره، حتى في إخراج الشوكة من جسمه إذا شيك فلا انتقش، فمن كان عبداً لغير الله فهو جدير بعدم تيسير أموره؛ لبُعدِهِ عن تقوى الله عز وجل.



وختم - صلى الله عليه وسلم - الحديث بقوله: ((طُوبَى لِعَبْدٍ آخِذٍ بِعِنَانِ فَرَسِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، أَشْعَثَ رَأْسُهُ، مُغْبَرَّةٍ قَدَمَاهُ، إِنْ كَانَ فِي الْحِرَاسَةِ كَانَ فِي الْحِرَاسَةِ، وَإِنْ كَانَ فِي السَّاقَةِ كَانَ فِي السَّاقَةِ، إِنْ اسْتَأْذَنَ لَمْ يُؤْذَنْ لَهُ، وَإِنْ شَفَعَ لَمْ يُشَفَّعْ)).


واحذر يا عبد الله من استدراج الله، فعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: ((إِذَا رَأَيْتَ اللَّهَ يُعْطِي الْعَبْدَ مِنْ الدُّنْيَا عَلَى مَعَاصِيهِ مَا يُحِبُّ فَإِنَّمَا هُوَ اسْتِدْرَاجٌ)) ثُمَّ تَلَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: ﴿ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ ﴾ [الأنعام: 44].

يا من بدنياه انشغل
وغرّه طول الأمل

الموت يأتي بغتة
والقبر صندوق العمل





هذا وصلوا وسلموا على خير البرية، وأزكى البشرية، فقد أمركم الله بالصلاة والسلام عليه فقال: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 75.83 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 74.11 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.27%)]