استعمال الجوارح في طاعة الله - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1074 - عددالزوار : 127007 )           »          سورة العصر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          عظات من الحر الشديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          المشي إلى المسجد في الفجر والعشاء ينير للعبد يوم القيامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          القلب الناطق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          الظلم الصامت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          من أدب المؤمن عند فوات النعمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          عن شبابه فيما أبلاه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          بلقيس والهدهد وسليمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          غزة تتضور جوعا.. قصة أقسى حصار وتجويع في التاريخ الحديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 07-07-2020, 02:24 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,699
الدولة : Egypt
افتراضي استعمال الجوارح في طاعة الله

استعمال الجوارح في طاعة الله


الشيخ صالح بن عبدالرحمن الأطرم






الحمد لله السميع البصير، الحي القيوم، العليم القدير، أحمده سبحانه فهو ذو القوة المتين، وأشكره على نِعَمه العظيمة وآلائه الجسيمة، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أنعم بالسمع على ابن آدم؛ ليسمع به كلامَ الله تعالى وما ينفعه، والبصرِ؛ ليُبصِر آيات ربه ومخلوقاته الدالةَ على عظمته وقدرته، والفؤادِ؛ ليَعقِل به أوامره ونواهيَه، ويتفكَّر به في مخلوقاته، فهو القائل: ﴿ قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ ﴾ [الملك: 23]، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، سيد المرسلين، وإمام المتقين، اللهم صلِّ وسلم وبارِك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه وجميع أتباعه السامعين الطائعين اللاجئين إلى رب العالمين.



أما بعد: فيا أيها الناس:

اتقوا الله تعالى، واتقوا يومًا يجمعكم فيه، ذلك يوم التغابن، وحينئذٍ لا ينفع المفرِّطَ ندمُه، ولا تمنية الرجعة ليعمل صالحًا: ﴿ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴾ [المؤمنون: 100].



عباد الله:

إن من تقوى الله تعالى التزامَ فِعْل أوامره، واجتناب منهيَّاته؛ رجاء ثوابه، وخوفًا من عقابه؛ فإن الله - جلَّ وعلا - أرسل رسولَه محمدًا صلى الله عليه وسلم؛ ليُبيِّن لنا طريقَ الجنة؛ فيَسلُكه مَن رغَب فيها ووفَّقه الله لذلك، كما بيَّن لنا طريقَ النار؛ فيَحذَر سلوكه مَن يخافها، والرسول صلى الله عليه وسلم حريصٌ كلَّ الحرص على تحذيرنا من النار.



فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مثلي ومثلكم كمَثَل رجل استوقد نارًا فلما أضاءت ما حولها، جعل الفراش وهذه الدواب التي في النار يقعن فيها، وجعل يَحجُزهن ويغلبنه فيقتحمن فيها، قال: فذلك مَثَلي ومثلكم؛ أنا آخذٌ بحُجَزكم عن النار، هلمُّوا عن النار، فتغلبوني وتَقتحِمون فيها))؛ أخرجاه من حديث عبدالرزاق.



فاحذروا الإعراضَ عن أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم والميلَ عن سُنَّته، فمَن أعرض ومال عن هديه، فقد غلب رسوله صلى الله عليه وسلم واقتحم إلى النار، ومَن أخذ بهديه كان ممن أخذ الرسول بحُجزه وزحزحه عن النار، فأصبح رفيقًا لنبيه في الجنة، فالله - تبارك وتعالى - قد حذَّر من مخالفة أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتوعَّد بالعقاب على المخالفة، فدلَّ هذا على تحريم مُخالفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن مَن خالفه فقد عرَّض نفسَه للعقوبات التي قد تكون في الدنيا: كالقتل، والحد، والسجن، والإصابة في النَّفس والمال والولد، وقد تكون في الآخرة إن سَلِم منها في الدنيا بالعذاب الأليم، ثم إن كانت المخالفة فردية خفيَّة، فعقوبتها تَخُصه، وإن كانت ظاهرة واضحة جماعية، فقد تكون العقوبة عامَّة بقحط وجَدْب أو زلزال أو ريح تهلك الحرثَ والنَّسل، أو مرض أو وباء يَعُم الجميع أو سلطان جائر، وأعظم عقوبة يجب أن يخافها المخالِفُ لرسول الله صلى الله عليه وسلم الطَّبعَ على القلب واسوداده في ظلمة المعاصي فيرى المنكرَ معروفًا، ويرى المعروف مُنكَرًا، فيُشرِك ولا يدري أنه مُشرِك، ويعصي ولا يدري أنه يعصي، ويَبتدِع ولا يدري أنه مُبتدِع، فهذه أعظم عقوبة، إذا انعكس القلب وانقلب الفؤاد والبصر كأنه لم يؤمن بالقرآن والرسول صلى الله عليه وسلم أول مرة، فهذا يذره الله تعالى في طُغيانه: يخوض ويلعب حتى يومه الموعود.



فاتقوا الله تعالى أيها المسلمون، واشكروا نِعَم الله عليكم، ولا تُحرِّكوا جوارحَكم إلا في طاعة الله تعالى وشُكْر نِعَمه.



أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [النور: 63].



بارَك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإيَّاكم بما فيه من الآيات والذِّكر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين والمسلمات من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 63.10 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 61.38 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.73%)]