حث الشباب على الاستقامة والزواج المبكر - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1430 - عددالزوار : 140992 )           »          معالجات نبوية لداء الرياء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          التربية بالحوار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          صور من فن معالجة أخطاء الأصدقاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          في صحوةِ الغائب: الذِّكر بوابة الحضور (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          آيات السَّكِينة لطلب الطُّمأنينة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (العليم, العالم. علام الغيوب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          سبل إحياء الدعوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          التساؤلات القلبية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          الحب الذي لا نراه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-07-2020, 03:07 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,204
الدولة : Egypt
افتراضي حث الشباب على الاستقامة والزواج المبكر

حث الشباب على الاستقامة والزواج المبكر


الشيخ عبدالعزيز بن محمد العقيل






الحمدُ لله نحمدُه، ونستعينُه ونستهدِيه، ونستغفرُه ونتوبُ إليه، ونعوذُ بالله من شُرور أنفُسِنا وسيِّئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مُضلَّ له، ومَن يُضلِل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، خلق الناس من ذكر وأنثى، وجعل بينهم مودَّة ورحمة، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله أمر بالزواج، وأخبر أنَّه مكاثرٌ بأمَّته الأمم، وحثَّ مَن استطاع من الشباب على ذلك، وأخبر بالفوائد المترتِّبة عليه، صلَّى الله عليه وعلى آله وصحابته, المسارعين لأوامره والمنتهين عن نواهيه، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.

أمَّا بعدُ:
فيا عبادَ الله، اتَّقوا الله - تعالى - وامتَثِلوا أوامرَه، واجتنبوا نواهيَه، وتدبَّروا مَصالحكم ومَصالح شَبابكم وأمَّتكم، فقد تأخَّر الكثير من الشباب عن الزواج لأسباب قد يكونون معذورين في البعض منها؛ كالزيادة في المهور، ونفقات الزواج الخيالية التي قد تكون سببًا في العقوبات، ولكنَّهم غير معذورين في أسباب أخرى يظنُّون أنها مبرِّر للتأخُّر عن الزواج؛ كالدراسة، والالتزامات الزوجية التي تعقُب الزواج، وكالانشغال بالأولاد، وغير ذلك ممَّا يعتقدون إنَّه مبرِّر للتأخُّر في الزواج، وما يدري هذا الشاب أنَّ جُلَّ شبابه يمضي في الدراسة وهو في ذلك الطور في أعلى حياته الجنسيَّة، فهل يأمَن على نفسه الشذوذ الجنسي ولا سيَّما مع ضعف الإيمان كما هو حال الكثير من شبابنا في هذه الأيام؟!

والرسول - صلى الله عليه وسلم - طبيب الأرواح والأجسام حَثَّ على الزواج، وأرشد مَن لم يستطع إلى الصوم؛ فقال: ((يا مَعشَرَ الشباب، مَن استطاع منكم الباءة فليتزوَّج فإنَّه أغضُّ للبصر وأحصَنُ للفرج، ومَن لم يستَطِع فعليه بالصوم فإنَّه له وجاء))؛ رواه البخاري ومسلم.

فهل الكثير من شبابنا اليوم يستطيع أنْ يَربَأ بنفسه عن الوقوع في الرذيلة والانحراف الجنسي مع قلة إيمانه، وعدم امتثاله لما أرشد إليه نبيُّنا - صلى الله عليه وسلم -؟ فإذًا لا بُدَّ من المبادرة إلى الزواج حفظًا لدينه وأخلاقه، ثم إنَّ الزواج من الوسائل التي تُعِين وتفرغ البال للدراسة، بعكس ما يظنُّه مَنْ قصر فهمه، فإنَّ المرأة سكن الرجل يأوي إليها، ويأنس بها؛ قال - تعالى -: ﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا ﴾ [الأعراف: 189].

فإنَّ الزوج بسُكناه وطمأنينته يتفرَّغ باله، ويرتاح ضميره، ويُقبِل على دراسته، خُصوصًا عمَّا قد يُوقِعه في الرذيلة، كما أنَّ الزواج قد يكون سببًا في كثرة الخيرات، وحُصول البركات، فقد تكفَّل الله بأرزاق العباد، كما أنَّه قد يرزق بأولاد صالحين، مصلحين، ينفعونه في دُنياه وأخراه، وفي ذلك خيرٌ للأمَّة من تكثير النسل الذي حثَّ عليه رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم.

فيا شباب الإسلام، عليكم بتعاليم دينكم، التَزِموها فإنَّ فيها السعادة لكم في دنياكم وأخراكم.

ويا أمَّة الإسلام، تعاوَنوا مع شبابكم فيما يصلح دِينكم ودُيناكم، دعوا التغالي في المهور، وتكليف الشباب مالا يُطِيقون، فلو كان التغالي في المهور فضيلةً لسبَقَنا إليه سيد البشر - صلواتُ الله وسلامُه عليه - وأصحابه البرَرَة الأفاضل السابقون لكلِّ فضيلة، إنَّ المطلوب في المهور تخفيضها؛ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أعظم النكاح بركةً أيسَرُه مُؤنةً))[1].

وقال - صلى الله عليه وسلم - لرجلٍ: ((التَمِس ولو خاتمًا من حديد))، فالتَمَس فلم يجدْ شيئًا، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((هل معك شيءٌ من القُرآن)) قال: نعم؛ سورة كذا وكذا، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((زوجتُكها - أو قال: ملَّكتكها - بما معك من القرآن))[2].

وقال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضِي الله عنه -: لا تغلوا صدُوق النساء، فإنها لو كانت مكرمة في الدنيا وتقوى في الآخرة، كان أولاكم بها النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم.

فيا عبادَ الله:
لا تغالوا في المهور، وتكلفوا المتزوِّج الأموال الطائلة التي يذهب غالبها دون فائدة، فتحرموا الشباب من الزواج المبكِّر، وتحبسوا الشابَّات، وتحرِموهن لذَّة الحياة، وقد يترتَّب على ذلك فواحش ومفاسد أخلاقيَّة، واحرِصُوا على أمانتكم في يد مَن يُوثَق فيه عليها، ولا يكنْ همُّ أحدكم النظر إلى كثْرة الصَّداق، وكثرة أموال الزوج، ومرتبته في الوظيفة، فقد يكون ذلك وبالًا عليه وعلى موليتكم وعليكم أنفسِكم، إنما المهمُّ هو صلاح الشخص في دِينه واستقامته في أخلاقة؛ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا أتاكم مَن ترضَوْن دِينه وخُلقه فزوِّجوه، إلا تفعَلُوا تكن فتنةٌ في الأرض وفساد عريض))[3].

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:
قال الله العظيم: ﴿ وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [النور: 32].

بارَك الله لي ولكُم في القُرآن العظيم، ونفعَني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، وتابَ عليَّ وعليكم إنَّه هو التوَّاب الرحيم.

أقول هذا وأستغفِرُ الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كلِّ ذنب، فاستغفروه إنَّه هو الغفور الرحيم.



واعلَموا - رحمكم الله - أنَّ مشكلة الزواج قد أشغَلَت الكثير، وأصبحت مجال الحديث، فبين طامع من الأولياء ومُغالٍ في المهر والنفقات، وبين شباب يُلقِي اللوم على أولئك، وبين راغب في التزويج لا ينظر إلى المال، وإنما يُلقِي اللوم على الشباب غير المستقيم، وعلى كلِّ الأحوال لا بُدَّ من تحسُّس الأمراض وعلاجها.

فيا أولياء النساء، دعوا تكليف الشباب، والتكلّف في نفقات الزواج.

ويا شبابنا، استقيموا، وارجعوا إلى ربكم وتعاليم دينكم، وبذلك تستقيم الأحوال، وتسعد الأمَّة بشبابها وجيلها المستقبل؛ فيقلُّ الفساد، وتستقيم الأحوال، ويسعد الشباب وأمَّته، وما أسعد الجميع بالتمسُّك بتعاليم دينهم.


[1] مسند الإمام أحمد: (6/82)َّ وأبو داود (2117) بنحوه.

[2] جزء من حديث أخرجه البخاري: (5121) - الفتح: 9/80 بنحوه.

[3] ابن ماجة: (1967).




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 54.15 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 52.43 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.16%)]