منن الرحمن بعدما انتصف رمضان - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1094 - عددالزوار : 127617 )           »          أدركتني دعوة أمي! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          الوقف الإسلامي وصنائعه الحضارية .. روائع الأوقاف في الصحة العامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          حقيقة الإسلام ومحاسنه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          المرأة .. والتنمية الاقتصادية في الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          أسباب الثبات على الدين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          مكارم الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 7 - عددالزوار : 4780 )           »          مفاسد الغفلة وصفات أصحابها! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          من جهود علماء الكويت في ترسيخ عقيدة السلف الصالح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          سفراء الدين والوطن .. الابتعاث فرص تعليمية وتحديات ثقافية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 11-05-2020, 12:15 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,734
الدولة : Egypt
افتراضي منن الرحمن بعدما انتصف رمضان

منن الرحمن بعدما انتصف رمضان


الشيخ فؤاد بن يوسف أبو سعيد









مِنَنُ الرَّحْمَنِ









بَعْدَمَا انْتَصَفَ شَهْرُ رَمَضَان







الْحَمْدُ للَّهِ الأَحَدِيِّ الذَّاتِ، الْعَلِيِّ الصِّفَاتِ الْجَلِيِّ الآيَاتِ، الْوَفِيِّ الْعِدَاتِ باسطِ الأرض رَافِعِ السماوات، وَسَامِعِ الأَصْوَاتِ عَالِمِ الْخَفِيَّاتِ، وَمُحْيِي الأَمْوَاتِ، تَنَزَّهَ عَنِ الآلاتِ وَتَقَدَّسَ عَنِ الْكَيْفِيَّاتِ، وَتَعَظَّمَ عَنْ مُشَابَهَةِ الْمَخْلُوقَاتِ، جَلَّ عَنِ الآبَاءِ وَالأُمَّهَاتِ وَالْبَنَاتِ، ثَبَّتَ الأَرْضَ بِالأَطْوَادِ الرَّاسِيَاتِ، وَأَحْيَاهَا بَعْدَ مَوْتِهَا بِالسُّحُبِ الْمَاطِرَاتِ، ... ف﴿ ـ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ ﴾ [الحديد: 17].







إِذَا بَسَطَ بِسَاطَ الْعَدْلِ تَزَلْزَلَتْ أَقْدَامُ أَهْلِ الثَّبَاتِ، وَإِذَا نَشَرَ رِدَاءَ الْفَضْلِ غَمَرَ الذُّنُوبَ الْمُوبِقَاتِ، ﴿ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السيئات ﴾ [الشورى: 25].







حَيٌّ بِحَيَاةٍ تَنَزَّهَتْ عَنْ طَارِقِ الْمَمَاتِ، عَالِمٌ بِعِلْمٍ وَاحِدٍ جَمِيعَ الْمَعْلُومَاتِ، قَادِرٌ بِقُدْرَةٍ وَاحِدَةٍ عَلَى جَمِيعِ الْمَقْدُورَاتِ، أَرَادَ؛ فَلانَتْ لِهَيْبَتِهِ صِعَابُ الْمُرَادَاتِ، وَسَمِعَ؛ فَلَمْ يَعْزُبْ عَنْ سَمْعِهِ خَفِيُّ الأَصْوَاتِ، وَأَبْصَرَ سَوَادَ الْعَيْنِ فِي أَشَدِّ الظُّلُمَاتِ، اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ لا كَاسْتِوَاءِ الْمَخْلُوقَاتِ، وَيَنْزِلُ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا مَرْوِيٌّ بِنَقْلٍ عَنِ الثِّقَاتِ، وَيَرَاهُ الْمُؤْمِنُونَ فِي الْجَنَّةِ بِالْعُيُونِ النَّاظِرَاتِ، نَصِفُهُ بِالنَّقْلِ الْمُبَايَنِ بِصِحَّتِهِ سَقِيمَ الشُّبُهَاتِ، مِنْ غَيْرِ تَكْيِيفٍ فِي الأَوْصَافِ وَلا تَشْبِيهٍ فِي الذَّوَاتِ، فَهَلْ عَلَيْنَا مَلامٌ أَمْ هُوَ طَرِيقُ النَّجَاةِ؟







أَحْمَدُهُ عَلَى جَمِيعِ الْحَالاتِ، حَمْدًا يَدُومُ بِدَوَامِ الأَوْقَاتِ، وَأُقِرُّ بِوَحْدَانِيَّتِهِ كَافِرًا بالعُزَّى والطاغوتِ والّلاتِ.



وَأَشْهَدُ أَنَّ محمداً عبده وَرَسُولُهُ أَرْسَلَهُ بِالأَدِلَّةِ الْوَاضِحَاتِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى صَاحِبِهِ أَبِي بَكْرٍ النَّاهِضِ يَوْمَ الرِّدَّةِ عَلَى أَقْدَامِ الثَّبَاتِ، الْقَائِمِ بِنَصْرِ الإِسْلامِ وَقَدْ قَعَدَ أَهْلُ الْعَزَمَاتِ، الْقَائِلِ: أُقَاتِلُهُمْ وَلَوْ لَمْ أَجِدْ غَيْرَ الْبَنَاتِ، وَعَلَى عُمَرَ الْعَادِلِ فِي الْقَضِيَّاتِ، كَانَ إِذَا مَشَى فَرَقَ الشَّيْطَانُ مِنْ تِلْكَ الْخَطَوَاتِ، وَعَلَى عُثْمَانَ الْمُتَهَجِّدِ بِالْقُرْآنِ فِي الظُّلُمَاتِ، الصَّابِرِ عَلَى الشَّهَادَةِ بِأَيْدِي الْعِدَاةِ، وَعَلَى عَلِيٍّ ذِي الْمَنَاقِبِ الْعَالِيَاتِ، الْمَخْصُوصِ بِأُخُوَّةِ الرَّسُولِ دُونَ ذَوِي الْقَرَابَاتِ، وَعَلَى عَمِّهِ الْعَبَّاسِ الَّذِي بِالسُّؤَالِ بِهِ سَالَتْ عَزَالِي السُّحُبِ الْمَاطِرَاتِ.







أَيُّهَا النَّاسُ: إِنَّ شَهْرَكُمْ هَذَا قَدِ انْتَصَفَ، فَهَلْ فِيكُمْ مَنْ قَهَرَ نَفْسَهُ وَانْتَصَفَ، وَهَلْ فِيكُمْ مَنْ قَامَ فِيهِ بِمَا عَرَفَ، وَهَلْ تَشَوَّقَتْ هِمَمُكُمْ إِلَى نَيْلِ الشَّرَفِ.



أَيُّهَا الْمُحْسِنُ فِيمَا مَضَى مِنْهُ دُمْ، وَأَيُّهَا الْمُسِيءُ وَبِّخْ نَفْسَكَ عَلَى التَّفْرِيطِ وَلُمْ.



إِذَا خَسِرْتَ فِي هَذَا الشَّهْرِ مَتَى تَرْبَحُ؟ وَإِذَا لَمْ تُسَافِرْ فيه نحو الفوائد فمتى تبرح؟!







كَانَ قَتَادَةُ يَقُولُ: كَانَ يُقَالُ: (مَنْ لَمْ يُغْفَرْ لَهُ فِي رَمَضَانَ فَلَنْ يُغْفَرَ لَهُ!)



وروى (خد حب)، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما قَالَ: (صَعِدَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمِنْبَرَ)، فَلَمَّا رَقِيَ الدَّرَجَةَ الْأُولَى قَالَ: "آمِينَ"، ثُمَّ رَقِيَ الثَّانِيَةَ، فَقَالَ: "آمِينَ"، ثُمَّ رَقِيَ الثَّالِثَةَ، فَقَالَ: "آمِينَ"، فَقَالُوا: (يَا رَسُولَ اللهِ! سَمِعْنَاكَ تَقُولُ: آمِينَ، ثَلَاث مَرَّاتٍ؟!) قَالَ: ("لَمَّا رَقِيتُ الدَّرَجَةَ الْأُولَى")، ("أَتَانِي جِبْرِيلُ عليه السلام، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ!") ("مَنْ أَدْرَكَ شَهْرَ رَمَضَانَ") ("فَانْسَلَخَ مِنْهُ وَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ") ("فَدَخَلَ النَّارَ، فَأَبْعَدَهُ اللهُ، قُلْ: آمِينَ، فَقُلْتُ: آمِينَ").







("قَالَ: وَمَنْ أَدْرَكَ وَالِدَيْهِ، أَوْ أَحَدَهُمَا")، ("فَلَمْ يُدْخِلَاهُ الْجَنَّةَ")، ("فَدَخَلَ النَّارَ، فَأَبْعَدَهُ اللهُ، قُلْ: آمِينَ، فَقُلْتُ: آمِينَ") -أَيْ: لَمْ يُدْخِلَاهُ الْجَنَّةَ لِعَقُوقَهِ وَتَقْصِيرِهِ فِي حَقِّهِمَا، وَالْإِسْنَادُ مَجَازِيٌّ، فَإِنَّ الْمُدْخِلَ حَقِيقَةً هُوَ اللهُ، يَعْنِي: لَمْ يَخْدُمْهُمَا حَتَّى يَدْخُلَ بِسَبَبِهِمَا الْجَنَّةَ. [1]



("قَالَ: وَمَنْ ذُكِرْتَ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْكَ، فَمَاتَ فَدَخَلَ النَّارَ، فَأَبْعَدَهُ اللهُ، قُلْ: آمِينَ، فَقُلْتُ: آمِينَ"). [2]



(إِذَا الرَّوْضُ أَمْسَى مُجْدِبًا فِي رَبِيعِهِ ... فَفِي أَيِّ حِينٍ يَسْتَنِيرُ وَيَخْصُبُ)







عِبَادَ اللَّهِ! إِنَّ شَهْرَكُمْ هَذَا لا قِيمَةَ لَهُ، إن ضيعتموه، وَلا يُمْكِنُ اسْتِدْرَاكُ مَا ضَاعَ بِالتَّفْرِيطِ.



قَال الْبُخَارِيُّ [3]: وَيُذْكَرُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَفَعَهُ: «مَنْ أَفْطَرَ يَوْمًا مِنْ رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ وَلاَ مَرَضٍ، لَمْ يَقْضِهِ صِيَامُ الدَّهْرِ وَإِنْ صَامَهُ»، وَبِهِ قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ، وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ الـمُسَيِّبِ، وَالشَّعْبِيُّ، وَابْنُ جُبَيْرٍ، وَإِبْرَاهِيمُ، وَقَتَادَةُ، وَحَمَّادٌ: (يَقْضِي يَوْمًا مَكَانَهُ)...







(خ م حم)، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("قَالَ اللهُ عز وجل: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ").



وفي رواية: ("كُلُّ الْعَمَلِ كَفَّارَةٌ")، =أي كل العمل كفارة للخطايا.=



وفي رواية: ("كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا، إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ، إِلَى مَا شَاءَ اللهُ")؛ ("إِلَّا الصَّوْمَ، فَإِنَّهُ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ")، ("يَدَعُ طَعَامَهُ، وَشَرَابَهُ، وَشَهْوَتَهُ مِنْ أَجْلِي").



وفي رواية: ("تَرَكَ شَهْوَتَهُ، وَطَعَامَهُ، وَشَرَابَهُ، ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي"). [4]







(خ م)، وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا، إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ بِفِطْرِهِ، وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَجَزَاهُ، فَرِحَ بِصَوْمِهِ"). [5]



عِبَادَ اللَّهِ: فَرْحَةُ الْحِسِّ عِنْدَ الإِفْطَارِ تَنَاوُلُ الطَّعَامِ، وَفَرْحَةُ الإِيمَانِ بِالتَّوْفِيقِ لإِتْمَامِ الصِّيَامِ.







يَا هَذَا! قَدِّمْ دُسْتُورَ الْحِسَابِ قَبْلَ الْغُرُوبِ، فَإِنْ وَجَدْتَ خَلَلا فَارْقَعْهُ بِرُقْعَةِ اسْتِغْفَارٍ، فَإِذَا جَاءَ السَّحَرُ فَاعْقِدْ عُقَدَ الزُّهْدِ فِي الدُّنْيَا عِنْدَ نِيَّةِ الصَّوْمِ، وَتَجَرَّعْ جَرْعَةَ دَمْعَةٍ فِي إِنَاءِ رَكْعَةٍ لَعَلَّكَ تَطَّلِعُ عَلَى خَبَايَا خَفَايَا مَا أُعِدَّ لِلصَّائِمِينَ مِنْ مَسْتُورٍ، ﴿ فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون ﴾ [السجدة: 17].



أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.











الخطبة الآخرة



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله المبعوث رحمة مهداة للعالمين كافة، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين، وبعد؛



أيها الناس! أيها الصائمون! انتصف رمضان؛ والنصف الثاني فيه ما فيه من العبادات والطاعات، فيه الاعتكاف في العشر الأواخر، والتشمير والجد لتحري ليلة القدر، التي هي خير من ألف شهر.







انتصف رمضان؛ ونعلم ما بقي من أيامه إنها أسبوعان، فهل نعلم ما بقي من أعمارنا؟ فرطنا في كثير من أعمالٍ صالحات، وقصرنا في كثير من الطاعات، وأضعنا كثيرا من الحسنات، فهل من أوبة إلى الله فيما بقي من الزمان؟ وهل من عودة صادقة إلى دين الله جل جلاله الرحيمِ الرحمن؟ وهل من رجعة إلى هدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم قبل فوات الأوان؟ وهل من يقظة حقيقية قبلَ الرحيل عن هذه الدنيا التي كلُّ مخلوقٍ عليها فان؟





(قل للمؤمِّل إِنَّ الْمَوْتَ فِي أَثَرِكَ

وَلَيْسَ يَخْفَى عَلَيْكَ الأَمْرُ مِنْ نَظَرِكَ)



(فِيمَنْ مَضَى لَكَ إِنْ فَكَّرْتَ مُعْتَبَرٌ

وَمَنْ يَمُتْ كُلَّ يَوْمٍ فَهْوَ مِنْ نُذُرِكَ)



(دَارٌ تُسَافِرُ عَنْهَا مِنْ غَدٍ سَفَراً

فلا تؤوبُ إِذَا سَافَرْتَ مِنْ سَفَرِكَ)










يَا مُضَيِّعَ الزَّمَانِ فِيمَا يَنْقُصُ الإِيمَانَ، مَا أَرَاكَ فِي رَمَضَانَ إِلا كَجُمَادَى وَشَعْبَانَ، أَمَا يَشُوقُكَ إِلَى الْخَيْرِ مَا يَشُوقُ! أَمَا يَعُوقُكَ عَنِ الضَّيْرِ مَا يَعُوقُ! مَتَى تَصِيرُ سَابِقًا يَا مَسْبُوقُ؟ إِلَى مَتَى سَوْقُ الشَّوْقِ إِلَى سُوْقِ الْفُسُوقِ؟...







تَيَقَّظْ لِنَفْسِكَ فَقَدْ مَضَى الْفَارِطُ، وَابْكِ عَلَى ذَنْبِكَ وَيَكْفِي الْفَارِطُ، أَصْلِحْ مَا بَقِيَ وَاقْبَلْ مِنَ الْوَسَائِطِ، جاهدْ هواك في الدنيا فالفخْرُ للمرابط...







ذَكِّرْ نَفْسَكَ بِالْمَوْتِ ذَاكَ الشَّدِيدُ الضَّاغِطُ، إِذَا تَحَيَّرْتَ فِي الأُمُورِ وَزَالَ الْجَأْشُ الرَّابِطُ، لا تَنْفَعُ الأَقَارِبُ وَلا تَدْفَعُ الأَرَاهِطُ، وَنَفَسُ النَّفْسِ يَخْرُجُ مِنْ سَمِّ إِبْرَةِ خَائِطٍ...







للَّهِ دَرُّ أَقْوَامٍ تَفَكَّرُوا فَأَبْصَرُوا، وَلاحَتْ لَهُمُ الْغَايَةُ فَمَا قَصَّرُوا، وَجَعَلُوا اللَّيْلَ رُوحَ قُلُوبِهِمْ، وَالصِّيَامَ غِذَاءَ أَبْدَانِهِمْ، وَالصِّدْقَ عَادَةَ أَلْسِنَتِهِمْ، وَالْمَوْتَ نُصْبَ أَعْيُنِهِمْ.







كَتَبَ رَجُلٌ إِلَى دَاوُدَ الطَّائِيِّ: (عِظْنِي). فَكَتَبَ إِلَيْهِ: (أَمَّا بَعْدُ؛ فَاجْعَلِ الدُّنْيَا كَيَوْمٍ صمته عن شهوتك، وَاجْعَلْ فِطْرَكَ الْمَوْتَ فَكَأَنْ قَدْ صِرْتَ إِلَيْهِ).







فَكَتَبَ إِلَيْهِ: (زِدْنِي). فَكَتَبَ إِلَيْهِ: (أَمَّا بَعْدُ؛ فَارْضَ مِنَ الدُّنْيَا بِالْيَسِيرِ مَعَ سَلامَةِ دِينِكَ، كَمَا رَضِيَ أَقْوَامٌ بِالْكَثِيرِ مَعَ ذَهَابِ دِينِهِمْ، وَالسَّلامُ).



كَانَ دَاوُدُ الطَّائِيُّ قَدْ وَرِثَ مِنْ أَبِيهِ عِشْرِينَ دِينَارًا، فَأَنْفَقَهَا فِي عِشْرِينَ سَنَةً...







وَرَآهُ بَعْضُ =خدمه أو بعض= أَصْحَابِهِ في المنام فقال له: (أوصني)، فقال: (داوِ قروح بَاطِنَكَ بِالْجُوعِ، وَاقْطَعْ مَفَاوِزَ الدُّنْيَا بِالأَحْزَانِ، وَآثِرْ حبَّ اللهِ على هواك، لا تُبَالِ مَتَى تَلْقَاهُ).



طُوبَى لِعَبْدٍ بَالَغَ فِي حِذَارِهِ، وَاحْتَفَرَ بِكَفِّ فِكْرِهِ قَبْرَهُ قَبْلَ احْتِفَارِهِ، ...







إِنْ بَحَثْتَ عَنْهُ رَأَيْتَهُ صَائِمٌ نَهَارَهُ، وَإِنْ سَأَلْتَ عَنْ لَيْلِهِ فَقَائِمٌ أَسْحَارَهُ، وَإِنْ تَلَمَّحْتَهُ فَالزَّفِيرُ فِي إِصْعَادِهِ وَالدَّمْعُ فِي انْحِدَارِهِ، وَلا يَتَنَاوَلُ مِنَ الدُّنْيَا إِلا قَدْرَ اضْطِرَارِهِ، بَاعَهَا؛ فَاشْتَرَى بِهَا مَا يَبْقَى بِاخْتِيَارِهِ، هَلْ فِيكُمْ مُتَشَبِّهٌ بِهَذَا أَوْ عَلَى نِجَارِهِ؟!... [6]







ما أكثر من يتشبه من الشباب بالجانب والأغراب! وما أكثر من تتشبه من الفتيات بالمشركين وبالمشركات والكافرات! وما أكثر من تتشبه من نسائنا باليهوديات والنصرانيات! وأين التشبه بالصحابة والصحابيات؟! وأين الاقتداءُ بالصالحين والصالحات؟! وأين الاهتداءُ بهدي سيد المخلوقات؟ الذي صلى عليه الله في كتابه، فقال: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].







اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين.







اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات، إنك سميع قريب مجيب الدعوات يارب العالمين.







اللهم لا تدع لنا في مقامنا هذا ذنبا إلا غفرته، ولا هما إلا فرجته، ولا دينا إلا قضيته، ولا مريضا إلا شفيته، ولا مبتلا إلا عافيته، ولا غائبا إلا رددته إلى أهله سالما غانما يارب العالمين.







اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات، إنك سميع قريب مجيب الدعوات يارب العالمين.







وأقم الصلاة؛ ﴿.... إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ [العنكبوت: 45].







[1] تحفة الأحوذي (8/ 442).





[2] (حب) 409، 907، (خد) 644، (ك) 7256، صَحِيحُ الْأَدَبِ الْمُفْرَد 501، صَحِيح الْجَامِع 75، صَحِيح التَّرْغِيبِ (995).




[3] (ج3/ ص32).




[4] (خ) 1805، 7054،،7100 (م) 161، 164- (1151)، (جة) 1638، (م) 164- (1151)، (ت) 764، (س) 2216، (حم) 9101، 9127، 9712، 10026.




[5] (خ) 1805، (م) 163- (1151)، (ت) 766، (س) 2214، (حم) 4256، 9419، 11022.




[6] التبصرة لابن الجوزي (2/ 80- 85) بتصرف.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 91.60 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 89.87 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.88%)]