رسالة للمدرسين - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4969 - عددالزوار : 2081517 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4547 - عددالزوار : 1353433 )           »          معالم الأخوة في الله‎ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          رعاية الأسرة المسلمة للأبناء شواهد تطبيقية من تاريخ الأمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          الخطوات الثلاثون نحو السعادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          غير المسلمين في المجتمع الإسلامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          بين سجود الاقتراب وسجود الاغتراب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 46 )           »          كيف تجزع والله معك؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          خطوات التربية الإيجابية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          السلطان عبد الحميد الثاني آخر سلاطين الدولة العثمانية الفعليين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-04-2020, 05:10 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,616
الدولة : Egypt
افتراضي رسالة للمدرسين

رسالة للمدرسين

الشيخ خالد بن أحمد المسيطير






الحمد لله، الحمد لله الَّذي خلق فسوَّى والَّذي قدَّر فهدى، والَّذي أخرج المرْعى فجعله غثاءً أحْوى، أحمده - سبحانه - أن وفَّقنا إلى حَمْدِه ووعدَنا على ذلك عفوًّا وغفرانًا، وأشهد أن لا إلهَ إلاَّ الله وحْده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمَّدًا عبدُه ورسوله، صلَّى الله عليه وعلى آلِه وصحبِه، ومَن تبِعهم بإحسان إلى يوم الدين.









أمَّا بعد:


فأُوصيكم ونفسي بتقْوى الله.





عباد الله:


تكلَّمنا في الخطبة الماضية عن بداية الدّراسة، ووقفْنا معها عدَّة وقفات سريعة، وأحبّ أن أركِّز في خطبتي هذه على نقْطتين فقط ذكرتُهما في الخطبة الماضية على عجالة، وأبسط في هذه الخطبة الكلام عنهما:


الوقْفة الأولى:
وهي أن نغرس في نفوس الأبناء حبَّ معلِّميهم واحترامهم وتقديرهم، إنَّ مَن الآباء من يتكلَّم بكلام فيه إنقاص من قدْر المعلِّم أو المعلِّمة أمام مسامع الأبناء، فوالله إنْ فَعل أحدكم هذا، فماذا يبقى للقدوة؟! وماذا يبقى للتَّعليم؟! وماذا يبقى لهيْبة العلم والمعلّم والتَّعليم؟! لمَّا أساء بعض الآباء في قلَّة تقديرهم للمعلِّمين، نتج لنا جيلٌ يلْعَن المعلِّم ويضرب المعلم ويُتْلِف ممتلكات المعلم، أترْجون أن نعلوَ على الأمم وهذه أخلاقُنا مع مَن يعلِّمون أبناءنا؟!






صحيح أنَّ هناك نماذجَ سيِّئة من المعلِّمين، كما يحدِّثني أحد الأقارب - وهو مدرِّس في إحْدى المدارِس الابتدائيَّة في الرياض - يقول: عندنا أحد المدرسين إذا دخل فصلَه وأغلق الباب، ارتَخى على كرسيِّه، ومد يديْه هكذا، فهذا يطقْطِق أصابع يدِه هذه، والطالب الآخر يطقْطِق أصابع يده الأخرى، ويرجع غترته إلى الوراء قليلاً، ويأتي بطالبٍ ثالث لعمل المساج في هذه المنطقة!





سبحان الله! أيّ تعليم هذا؟! أين مراقبة الله؟!





أيّها الإخوة في الله:


حتَّى وإن أخطأ المعلّم، أو كان هناك معلّم سيئ ونموذج سيئ، فلا ينبغي هتْك ستار الهيْبة والاحترام الَّذي له؛ لأنَّ في إهانة المعلم إهانة للعلم والتَّعليم، وهؤلاء النَّماذج السيّئة في المعلمين هم قلَّة ولله الحمد، أمَّا الأغلبيَّة من معلِّمينا فهم على مستوى من الدّين والخلق الرَّفيع، وعلى قدْر كبير من المسؤوليَّة، إنَّني أعرف كثيرًا من المدرِّسين يُنفق من جيْبه وماله الخاصّ لينفع ويُفيد الطلاَّب، بل ويستخْدِم أغراضَه الشخصيَّة وسيَّارته الخاصَّة لنقْل الطلاَّب لبعْض الزيارات الميدانيَّة، ويضحِّي بوقته مع أهله وأوْلاده لينفع ويرفِّه عن الطلاب، حتَّى في خارج أوْقات الدَّوام الرسمي من خلال بعض الأنشِطة اللاصفيَّة المسائيَّة الَّتي يُقيمها بعض المدرسين احتسابًا لله.





الوقفة الثانية:
رسالة أوجِّهها للمعلّمين والمعلِّمات:
أخي المعلم، مصادر الشَّرّ تغزو اليوم أبناءنا من كلِّ مكان، ما بين قنوات مدمِّرة للأخلاق، إلى إنترنت لنشْر الإباحية، إلى تقليد وذوبان الشَّخصيَّة في شخصيَّة غربي كافر نجس، إلى أفكار تتسلَّل إليْهم من هنا وهُناك، يَحتاجون من يجليها بصدْقٍ ووضوح.






على المعلمين والمعلّمات اليوم أن يُسابقوا الزَّمن في رفْع مستوياتِهم العلميَّة والثقافيَّة، عليكم أن تكونوا قارئين مثقَّفين واسعي الاطّلاع، فنحن اليوم في زمن الشَّبكة العنكبوتيَّة، سيكون ربَّما طلابك أفضل منك، فلتسبقْهم إلى المعرفة، ولتستلم قيادة الدفَّة بدل أن تجِد نفسَك منقادًا مكسورًا مهزومًا.





حزنت كثيرًا في الأسبوع الماضي عندما سمعت قصَّة ذلك الأستاذ في أحد مدارسِنا الثانوية، عندما سأله أحد الطلاب في الفصْل: ما رأيك يا أستاذ في ترافيان؟


فأجاب المدرِّس - وليته ما أجاب - قال: الوجبات السَّريعة كلّها مضرَّة بالصحَّة؛ لما تَحتويه من كتشب ومايونيز وموادّ ضارَّة على الجسم.





والله، لو كنتُ مديرًا لتلك المدرسة، لحوَّلت هذا المدرس إلى وظيفة إداريَّة؛ لا يحتكّ ولا يقابل فيها أبناءَنا الطلاب، لماذا؟





لأنَّنا لا نُريد ممَّن يقابل أبناءَنا الطلاَّب في المدارس يوميًّا أكثر من 6 ساعات أن يكون هو في وادٍ، وهم في وادٍ آخر.





يَجب على المدرِّسين والمدرِّسات أن يعرفوا هُموم الشَّباب والشَّابَّات وتفكيرهم، وما يَدور في مجالسِهم ومنتدياتِهم؛ حتَّى يستطيعوا الإجابةَ على استِفْساراتِهم وتوْجيههم، وحتَّى لا يقعوا في مثل هذه المواقِف المحرجة الَّتي وقع فيها صاحبُ الكتشب والمايونيز، والَّتي تفقد المدرِّس هيبتَه واحترامه.





ولكن ما رأيُكم لو طرح هذا السؤال على مدرس فاهم لهموم الشَّباب، ومتابع لكلّ ما يَطرأ في ساحتهم؟


ثمَّ يُجيبُهم بكلّ ثقة واقتدار:
هذه لعبة تتمّ عن طريق الإنترنت، يُعطَى كلّ شخص جديد مساحة في عالم وهْمي، ويعْطَى قمحًا وحديدًا وشعبًا، ويبدأ في تطْوير قريتِه الوهميَّة، ويخطِّط لنهْب القُرى الَّتي حوْله، ويتحالف مع الآخرين، وهذه تأْخذ من الشَّابِّ ساعات طويلة في تطوير القرى وعقد تَحالُفات.






وقد أصدرتْ مَجموعة من المختصّين الأمريكيّين دراسة عن لعبة "ترافيان" التي غزت العالم، أكَّدت فيها خطَر اللُّعبة على الشَّباب والأطفال؛ كونَها "تجْذِبهم إلى عالم الإجرام"، وتُعتبر ترافيان إحدى الألعاب التي يتمّ المشاركة فيها على الإنترنت، وتضمّ في عضويَّتها الملايين من مختلف أنحاء العالم، بينهم آلاف السعوديين.





وقالت الدراسة التي أجْراها مجموعة من الدكاترة الأمريكيين، ونشرتْها صحيفة "واشنطن بوست" مؤخَّرًا: إنَّ اللعبة يَستمتع بها طبقة من أوْلاد الشوارع والأفراد الأقلّ تعليمًا، والأطْفال المصابون باضطراب الشخصيَّة العدواني، ثمَّ طبقة الكادحين وحديثي العهد بالألعاب الإلكترونيَّة، من سكَّان الصحراء من البدو والرّعاة"، مشيرة إلى أنَّها: "تزيدهم تشرُّدًا وانزلاقًا في الإجرام والسَّرقة والنَّهب؛ كونَها تقوم على سياسة الغاب، وأنَّ البقاء فيها لعديمي الإنسانيَّة والهمجيِّين والأكثر سرقة وانزلاقًا في الإجرام".





وقالت المجموعة: إنَّها في استبانة لها وزَّعتها وجدتْ أنَّ أبناء الأثْرياء وأبناء الطبقة المخمليَّة، والَّذين نشؤوا في أُسَر متحضِّرة وعلى درجة من التَّعليم العالي - لَم تستهْوِهم اللعبة؛ حيثُ إنَّها لا تتناسب مع عقليَّات المتْرفين، ولا مع ما اعتادوه من حياة هادئة ونعيم ودعة.





وأضافت: إنَّ أبناء الطبقة المخمليَّة والَّذين نشؤوا في أسر متحضِّرة سرعان ما يغلقون عضويَّاتهم بعد اكتِشافهم همجيَّة اللعبة، وضلوعها في تعليم سياسة الإجْرام والحرْب والضرْب، وعدم احتِرام خصوصيَّات الغير، وما تحتويه في طيَّاتها من دعوة إلى حياة الغاب والإنسان الجاهل الأحمق المشرد.





وتتمحْور اللُّعبة حول تزعُّم كل مشارك لقرية صغيرة، ويَخوض حروبًا للدِّفاع عنْها، ويشنّ غاراتٍ على القُرى المجاورة.





وتُرْجِمت ترافيان - وهي لعبة ألمانيَّة أُطلقت للمرَّة الأولى في العام 2004 - لأكثرَ من 30 لغة، وتعتمِد أفكارُها بشكلٍ كبير على الحروب التي خاضتْها "الإمبراطورية الرومانيَّة"، فيما بلغ عدد المشاركين خانة الملايين، يستخدِمون أكثر من 30 (سيرفر) حول العالم.





تخيَّلوا الطلاب وهم يستمعون إلى هذا الحقائق العلميَّة الموثَّقة من معلِّمهم، لا شكَّ أنه يكْبر في نظرِهم ويزدادون له احترامًا وتقديرًا؛ لأنَّه عارف بهمومهم، ومشارك لهم في حواراتِهم.





معاشرَ المعلمين:


الرِّفْقَ الرِّفْق بالأبناء، ستجِدون في أبنائِنا تصرُّفات تنكرونَها وسلوكيات ترفضونَها، وأفكارًا تتبرَّؤون منها، فعليْكم بمنهَج النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - في التَّعليم، البسْمة تأسِر بها طالبَك، والحنان تملك به قلبه، والمناقشة الهادِئة البعيدة عن التشنُّج والتعصُّب ترْفع الغبش عن العقول، أطْلِقوا ألسنة أبنائِكم للكلام، فإن أحسنوا فكافئوهم، وإن أخطؤوا فقوِّموهم بالَّتي هي أحسن.





وفَّق الله الجميعَ للخير والفلاح، أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم وللمسلمين، إنَّه غفور رحيم.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 58.67 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 57.00 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.85%)]