سوء الفهم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4939 - عددالزوار : 2029888 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4514 - عددالزوار : 1306142 )           »          تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1009 - عددالزوار : 123554 )           »          سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 121 - عددالزوار : 77600 )           »          الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-(سؤال وجواب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 62 - عددالزوار : 49035 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 191 - عددالزوار : 61503 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 76 - عددالزوار : 42900 )           »          الدورات القرآنية... موسم صناعة النور في زمن الظلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          تجديد الحياة مع تجدد الأعوام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          الظلم مآله الهلاك.. فهل من معتبر؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 20-03-2020, 04:05 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,564
الدولة : Egypt
افتراضي سوء الفهم

سوء الفهم


الشيخ مقبل بن حمد المقبل








الحمد لله رب العالمين، خالق الأنام، ومنزل الشرائع والأحكام، أحمده - تعالى - وأشكره على جزيل الإنعام، وأتوب إليه وأستغفره من الذنوب والآثام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له الملك القدوس السلام، وأشهد أن نبيَّنا محمدًا عبد الله ورسوله بدر التمام، ومِسك الختام، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليمًا كثيرًا.




















أما بعد:
فاتقوا الله، عباد الله، اتقوا الله - تعالى - تحوزوا المراتب العَليَّة، وتسلموا من كل شرٍّ وبَليَّة؛ {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} [البقرة: 194].










إخوة الإسلام:
إن نعم الله علينا لعظيمة، كثيرة لا تُحصى؛ فله الحمد عليها أولاً وآخرًا، ظاهرًا وباطنًا، حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، كما يحب ربُّنا ويَرْضَى.










عباد الله:
ألا وإن من تلك النعم الجليلة العظيمة التي منَّ الله بها على من شاء من عباده نعمةً قال عنها ابن القيِّم - رحمه الله -: إنها "نورٌ يقذِفه الله في قلبِ العبد، يميز به بين الصحيح والفاسد، والحقِّ والباطل، والهدى والضلال، والغيِّ والرشاد".










نعمة قطعت الطريق على الشيطان أن يوغر الصدور، أو يوجد القطيعة والعداوة بين المسلمين، إنها نعمة الفَهْم الصحيح التي امتنَّ الله بها على نبيِّه سليمان في قوله: {فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ} [الأنبياء: 79].









ولهذه النعمة شِقَّان:
أحدهما: الفَهْم الصحيح للعلم من خلال فَهْم أدلة الكتاب والسُّنة، وما دلَّت عليه.
والآخر: الفَهْم الصحيح للناس، بفَهْم مرادهم في كلماتهم، وحركاتهم، ومواقفهم، ونحو ذلك، ووقفتي ستكون مع الشِّقِّ الأخير الذي متى ما خالطه سوء الفَهْم، فسيكون مرتعًا للمشكلات والبلايا، فكم من قطيعة للأرحام والخلاَّن، وعداوة بين الزملاء والجيران، وانتقاص لقدر العلماء والدُّعاة، وتهويل لآرائهم وفتاواهم، كان سببه الفَهْم السيِّئ، أو حمل الكلام، أو الأفعال على أسوأ المحامل، مع إمكانية حملها على محمل حسن! ولا أدل على خطورة مثل هذا وبليغ أثره السيئ من قول النبي - صلى الله عليه وسلم - للصحابيَين اللذَين رأياه مع صفيَّة في الليل: ((على رسلكما؛ إنها صفيَّة))، فخاف عليهما من سوء الفَهْم الحامل على سوء الظن، والذي يقود إليه الشيطان بكل احتراف، وإتقان؛ ولذا قال في آخر الحديث: ((ولكن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم)).










عباد الله، نعم قد يُخطئ الإنسان في وزن كلامه أو في تصرفه، فيكون مجالاً لتأويله بأمور غير محمودة، فيجب علينا أن نتريَّث في التأويل، ونتحقق من المراد، وقد أمر الله بالتبيُّن فيما تكون عواقبه وخيمة؛ فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا} [الحجرات: 6].









وعلينا أن نحمل كلام الآخرين على أحسن المحامل ما دامت ممكنةً، وقد ورد عن سعيد بن المسيب قوله: " كتب إلىَّ بعض إخواني من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن ضعْ أمرَ أخيك على أحسنه، ما لم يأتك ما يغلبك، ولا تظنَّنَّ بكلمة خرجت من امرئ مسلم شرًّا، وأنت تجد لها في الخير محملاً ".









وقال جعفر بن محمد - رحمه الله -: "إذا بلغك عن أخيك الشيء تنكره، فالتمس له عذرًا واحدًا إلى سبعين عذرًا، فإن أصبته، وإلاَّ، قل: لعلَّ له عذرًا لا أعرفه".









قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة - رحمه الله -: "ومن أعظم التقصير: نسبة الغلط إلى متكلِّم، مع إمكان تصحيح كلامه، وجريانه على أحسن أساليب كلام الناس".









عباد الله:
إن سوء الفَهْم للواقع، والتسرُّع في تأويل الكلام أو الفعل على غير مراده - مزلة أقدام، وسفاهة أحلام أودت في بعض الأحيان إلى القتل، كما فعل (أسامة) عندما قتل من نطق بالشهادتين ظنًّا منه أنه إنما هرب بذلك من الموت، وقد يؤدي سوء الفَهْم إلى الطلاق، والفراق، وتشتيت الأُسَر، وإيغار الصدور، وكم من زوج وجد في جوَّال زوجته رسالةً منكرةً جعلها حدًّا لعلاقته بتلك المسكينة، مع أنها قد تكون جاءتها خطأً، أو عبثًا، أو نحو ذلك! وكم من أخ قطع الأواصر مع أخيه؛ بسبب كلمة أُسِيء فَهْمُها، وفُسِّرَت على غير وجهها!


الْحَقُّ يُنْكِرُهُ الْجَهُولُ لأَنَّـهُ عَدِمَ التَّصَوُّرَ فِيهِ وَالتَّصْدِيقَا
فَهُوَ الْعَدَوُّ لِكُلِّ مَا هُوَ جَاهِلٌ فَإِذَا تَصَوَّرَهُ يَعُودُ صَدِيقَـا





عباد الله، وتعظم البَليَّة والرزيَّة عندما يُساء فَهْم مراد العلماء في أقوالهم، وأفعالهم، وفتاواهم، فيتلقفها أهل السوء، ويفسرونها على غير وجهها؛ تشفيًّا من ذلك العالم، وحطًّا من قدره، أو وشايةً به، والآفة كلها في فَهْم ذلك الناقل، أو الصحفي الذي أذهب آخرته بالاستخفاف بالعلماء، والطعن فيهم، ولمزهم بالتكفير، وهم من ذلك براء لمن تأمَّل أقوالهم ومحَّص مرادهم؛ قال عبدالله بن المبارك: "من استخفَّ بالعلماء، ذهبت آخرته"، وقد قيل:


وَكَمْ مِنْ عَائِبٍ قَوْلاً صَحِيحًا وَآفَتُهُ مِنَ الْفَهْمِ السَّقِيمِ





وقيل:


عَلَيَّ نَحْتُ الْمَعَانِي مِنْ مَعَادِنِهَا وَمَا عَلَيَّ إِذَا لَمْ يَفْهَمِ الْبَقُرُ




إن إساءة الفَهْم المقصودة أو غير المقصودة لأقوال العلماء وفتاواهم، معول هدمٍ يتَّخذها المغرضون؛ لهدم صروح الفضيلة والدين، وتشييد صروح الرذيلة والمعاصي والمنكرات، ولن يضرَّ العلماء الربانيِّين قدحُ سيِّئي الفهوم، أو تنقُّصِهم لهم، أو محاولة تصغيرهم في عيون الناس، بل إن ذلك رفعة لهم في الدنيا والآخرة؛ قال الكرابيسي - رحمه الله - عن الإمام أحمد: "مثل الذين يذكرون الإمام أحمد بن حنبل؛ مثل قوم يجيؤون إلى أبي قبيس يريدون أن يهدموه بنعالهم".

ألا فلنتق الله، عباد الله ولنحسن الظن بعلمائنا وإخواننا، ولنتحقق من مراد ما لم نفهمه من الأقوال والأحوال؛ فإن ذلك أسلم لديننا ودنيانا، أقول ما تسمعون.


الخطبة الثانية

الحمد لله ربِّ العالمين، إخوة الإسلام، إن لآفة سوء الفَهْم أسبابًا كثيرة، ينبغي أن نعرفها؛ ليكون العلاج باتِّقائها، ومنها: الجهل واتِّباع الهوى، وسوء النيَّة، وخبث الطويَّة، وسوء الظن، وعدم مراعاة حال الإنسان عند نطقه أو تصرفه؛ فقد يكون في حالة يتصرف فيها تصرُّفًا لا يعبر عن حقيقة ما في نفسه.

ومن الأسباب: التسليم بما ينقله المغتابون والنمَّامون، أو بعض الصحفيين والإعلاميين، الذين يفسرون أقوال الناس وتصرفاتهم على أهوائهم، فإذا بحثت عن الحقيقة، وجدتها بعيدةً عن تلك النقول المغرضة. وكم أُسِيء فَهْم كلام شخصٍ تُقوِّل عليه ما لم يقله، أو حُرِّف في كلامه؛ بسبب سوء فَهْم أو قصد ناقله!

ومن أسباب سوء الفَهْم: الحكم على نيَّات الأشخاص، واعتبار هذا الحكم مرجعًا أساسًا، وكأنه شق عن صدره؛ ليعلم قصده، بل إن من الناس من يحاول تصحيح فَهْم مراده، فيكابر بعض السامعين، ويرد هذا التصحيح، ويلزم الشخص بذلك السوء الذي فهمه ذلك المكابر، الذي يحمل الحقد غالبًا بين جنبيه.

ومن أسباب سوء الفهم: عدم وزن الإنسان لحديثه، أو تصرفه، أو رمي الكلام على كواهله، مع وجود عدة احتمالات له، ومنها احتمالات سيِّئة، فلا يُجرد الكلام عنها أو يصرح بعدم إرادتها، فينبغي للإنسان أن يربأ بنفسه عن مواطن التُّهم فعلاً أو قولاً؛ لئلا يُسيء الناس فَهْمه، ويتَّهموه بما ليس فيه.

عباد الله:
لنتروَّ في تفسيرنا للأقوال والأفعال، ولنجعل حُسْن الظن بالناس مِنَّا على بال، ولو فرضنا موافقة الفَهْم لمحلِّه، وكان الفعل أو القول غير لائق، فاعتذر صاحبه، فلنقبل اعتذاره، وإن لم يعتذر، فلنلتمس له عذرًا؛ قطعًا للطريق على الشيطان أن يظلمَ صدورنا بالضغينة، والحقد، والبغضاء.


هذا وصلوا وسلموا على نبيكم محمد بن عبدالله.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 70.23 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 68.51 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.45%)]