آيات من سورة المؤمنون بتفسير الزركشي - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14853 - عددالزوار : 1086107 )           »          بيع العربون (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          أحكام من أدرك وقت الصلاة فلم يصل ثم زال تكليفه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          بيع حبل الحبلة والمضامين والملاقيح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          لماذا أحب رسول الله؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          علة حديث: ((من غسل واغتسل يوم الجمعة وبكر وابتكر، كان له بكل خطوة عمل سنة أجر صيامها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          الحديث العاشر: صلة الرحم تزيد في العمر والرزق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          تخريج حديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يبال في الجحر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          رفع الارتياب في بيان أحكام إجازة القراءة والسماع عن بعد ومن وراء حجاب لأحمد آل إبراهي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          «عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 483 - عددالزوار : 174589 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 08-03-2020, 02:49 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 163,449
الدولة : Egypt
افتراضي آيات من سورة المؤمنون بتفسير الزركشي

آيات من سورة المؤمنون بتفسير الزركشي


د. جمال بن فرحان الريمي







﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ﴾ [المؤمنون: 1].

قال الزركشي رحمه الله: اعلم أنه ليس من الوجه الابتداء بـقَدْ إلا أن تكون جوابًا لمتوقع، كقوله تعالى: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ﴾ [المؤمنون: 1]؛ لأن القوم توقعوا علم حالهم عند الله[1].




﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ ﴾ [المؤمنون: 4].

قال رحمه الله: ومن الألفاظ التي يُظنُّ بها الترادف وليست منه: "عَمِل" و"فَعِل" والفرق بينهما: أن "العمل" أخص من "الفعل"؛ فكل عملٍ فعلٌ ولا ينعكس، ولهذا جعل النجاة "الفعل" في مقابلة "الاسم"؛ لأنه أعم، والعمل مع الفعل ما كان مع امتداد؛ لأنه "فَعِل" وباب "فَعِل" لما تكرر، وقد اعتبره الله تعالى فقال: ﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ أي: يأتون بها على سرعة من غير توان في دفع حاجة الفقير، فهذا هو الفصاحة في اختيار الأحسن في كل موضع[2].




﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ ﴾ [المؤمنون: 5 - 7].

قوله تعالى: وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ القصد منها: مدح قوم صانوا فروجهم عما لا يحل، ولم يواقعوا بها إلا من كان بِمِلك النكاح أو اليمين، وليس في الآية بيان ما يحل منها وما لا يحل، ثم إذا احتيج إلى تفصيل ما يحل بالنكاح ومِلك اليمين صيرَ إلى ما قُصِد وتفصيله بقوله: ﴿ حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ ﴾ [النساء: 23] [3] كذا قاله القَفَّال الشاشي[4] وفيه نظر.




وفي الآية تقديم وتأخير والمعنى: الذين هم حافظون لفروجهم[5].




وقوله تعالى: ﴿ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ ﴾ [المعارج: 30] استثنى الأزواج ومِلك اليمين، ثم حظر تعالى الجمع بين الأختين وبين الأم والابنة والرابّة بالآية الأخرى[6].




وقد استنبط الإمام الشافعي[7] رحمه الله تحريم الاستمناء باليد من قوله تعالى: ﴿ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ ﴾ [المعارج: 30] إلى قوله: ﴿ فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ ﴾ [المعارج: 31] [8].




﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ ﴾ [المؤمنون: 12، 13] قوله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ ﴾، يعنى: آدم، ثم قال ﴿ ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً ﴾ فهذا لولده، لأن آدم لم يخلق من نطفة[9].




﴿ ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ * ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ ﴾ [المؤمنون: 15، 16].

قوله تعالى: ﴿ ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ * ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ ﴾ [المؤمنون: 15، 16]، أُكِّدت "الإماتة" تأكيدين وإن لم يُنكروا؛ لتنزيل المخاطبين لتماديهم في الغفلة منزلة من ينكر الموت، وأكد إثبات البعث تأكيدًا واحدًا وإن كان أكثر؛ لأنه لما كانت أدلته ظاهرةً كان جديرًا بألا يتكرر ويتردد فيه، حثًّا لهم على النظر في أدلته الواضحة[10].




وقال رحمه الله: قوله تعالى: ﴿ ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ * ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ ﴾ [المؤمنون: 15، 16]، فإنه سبحانه أكد إثبات الموت الذي لا ريب فيه تأكيدين، وأكد إثبات البعث الذي أنكروه تأكيدًا واحدًا، وكان المتبادر العكس؛ لأن التأكيد إنما يكون حيث الإنكار؛ لكن في النظم وجوه:

أحدها: أن البعث لما قامت البراهين القطعية عليه صار المنكِر له كالمنكر للبدهيات؛ فلم يحتج إلى تأكيد، وأما الموت فإنه - وإن أقروا به - لكن لما لم يعلموا ما بعده نُزِّلوا منزلة من لم يُقِر به فاحتاج إلى تأكيد ذلك؛ لأنه قد يُنزَّل المنكِر كغير المنكر إذا كان معه ما لو تأمَّلَه ارتدع من الإنكار، ولما ظهر على المخاطبين من التمادي في الغفلة والإعراض عن العمل لما بعده والانهماك في الدنيا، وهي من أمارات إنكار الموت، فلهذا قال: "ميتون" ولم يقل: تموتون؛ وإنما أكّد إثباتَ البعث الذي أنكروه تأكيدًا واحدًا؛ لظهور أدلته المزيلة للإنكار، إذا تأملوا فيها، ولهذا قيل: "تبعثون" على الأصل، وهو الاستقبال بخلاف "تموتون".




الثاني: أن دخول اللام على "ميتون" أحق؛ لأنه تعالى يرد على الدهرية القائلين ببقاء النوع الإنساني، خلَفًا عن سلف، وقد أخبر تعالى عن البعث في مواضع من القرآن، وأكَّده وكذَّب منكره، كقوله: ﴿ زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ﴾ [التغابن: 7][11] قاله الشيخ تاج الدين بن الفركاح[12].




الثالث: أنه لما كان العطف يقتضى الاشتراك في الحكم استُغنى به عن إعادة لفظ اللام، وكأنه قيل: "لتبعثون" واستغنى بها في الثاني لذكرها في الأول.




الرابع: قال الزمخشري[13]: بُولغ في تأكيد الموت، تنبيهًا للإنسان أن يكون الموت نصب عينيه، ولا يغفل عن ترقبه؛ فإن مآله إليه؛ فكأنه أكِّدت جملته ثلاث مرات؛ لهذا المعنى، لأن الإنسان في الدنيا يسعى فيها غاية السعي؛ كأنه مخلَّد، ولم يؤكد جملة البعث إلا بـ "إنّ" لأنه أبرز بصورة المقطوع به الذي لا يمكن فيه نزاع، ولا يقبل إنكارا.




قلت: هذه الأجوبة من جهة المعنى؛ وأما الصناعة فتوجب ما جاءت الآية الشريفة عليه وهو حذف اللام في "تبعثون"؛ لأن اللام تُخلِّص المضارعَ للحال، فلا يجاء "به" مع يوم القيامة لأنه مستقبل، ولأن "تبعثون" عامل في الظرف المستقبل[14].




﴿ وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ ﴾ [المؤمنون: 20].

قيل: في قوله تعالى ﴿ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ ﴾ [المؤمنون: 20] إنّ "الباء" زائدة، والمراد: "تنبت الدهن"[15].




﴿ وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ ﴾ [المؤمنون: 22].

قال رحمه الله: "على" للاستعلاء حقيقةً نحو: ﴿ وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ ﴾ [المؤمنون: 22] [16].




﴿ وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاءِ الْآخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ ﴾ [المؤمنون: 33].

جعل السكاكي[17] من أسباب التقديم والتأخيركون التأخير مانعًا، مثل الإخلال بالمقصود، كقوله تعالى: ﴿ وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاءِ الْآخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾، بتقديم الحال أعنى مِنْ قَوْمِهِعلى الوصف أعنى الَّذِينَ كَفَرُوا ولو تأخر لتُوُهِّم أنه من صفة الدنيا؛ لأنها - هاهنا - اسم تفضيل، من الدنو، وليست اسمًا، والدنو يتعدى بـ"من"، وحينئذ يشتبه الأمر في القائلين أنهم أهُمْ: من قومه أم لا؟ فقدَّم لاشتمال التأخير على الإخلال ببيان المعنى المقصود؛ وهو كون القائلين من قومه، وحين أمِنَ هذا الإخلال بالتأخير قال تعالى في موضع آخر من هذه السورة: ﴿ فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ ﴾ [المؤمنون: 24] [18]، بتأخير المجرور عن صفة المرفوع[19].




قوله تعالى: ﴿ وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا ﴾، فقدم المجرور على الوصف؛ لأنه لو أخبر عنه -وأنت تعلم أن تمام الوصف بتمام ما يدخل عليه الموصوف، وتمامه ﴿ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾ [20]- لاحتمل أن يكون من نعيم الدنيا، واشتبه الأمر في القائلين أهُم من قومه أم لا؟ بخلاف قوله في موضع آخر منها: ﴿ فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ ﴾ [المؤمنون: 24] [21]، فإنه جاء على الأصل[22].




﴿ أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ ﴾ [المؤمنون: 35].

قوله تعالى: ﴿ أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ ﴾، فمن قدّر في "أنّ" الثانية البدل، فينبغي أن يقدّر محذوفًا ليتم الكلام، فيصحّ البدل، والتقدير: أيعدكم إرادة أنكم إذا متم، ليكون اسم الزمان خبرًا عن الحدث، ومن قدّر في الثانية البدل لم يحتج إلى ذلك[23].




﴿ هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ ﴾ [المؤمنون: 36].

قال رحمه الله: تأتي "هيهات" لتبعيد الشيء، ومنه: ﴿ هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ ﴾ [المؤمنون: 36] قال الزَّجَّاج: البعد لما توعدون[24]، وقيل: وهذا غلط من الزَّجَّاج أوقعه فيه اللام، فإن تقديره: بَعُد الأمر لما توعدون، أي: لأجله[25].




﴿ قَالَ عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ ﴾ [المؤمنون: 40].

قال رحمه الله: تأتي "عن" بمعنى "بعد" نحو: ﴿ قَالَ عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ ﴾ [المؤمنون: 40] [26].




﴿ فَقَالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ ﴾ [المؤمنون: 47].

قوله تعالى: ﴿ فَقَالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ، أي: لا نؤمن[27].




﴿ وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ ﴾ [المؤمنون: 50].

قوله تعالى: ﴿ وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً ﴾، يعني: مريم وعيسى، وقال ﴿ آيَةً ﴾ ولم يقل آيتين وهما آيتان؛ لأنها قضية واحدة وهي ولادتها له من غير ذكر[28]، وقال رحمه الله: ﴿ وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً ﴾ معناه: صيرناه، لأن مريم إنما صارت مع ولدها - عليه السلام - لما خُلق من جسدها لا من أب، فصارا عند ذلك آيةً للعالمين، ومحال أنه يريد "خلقناهما" لأن مريم لم تخلق في حين خلق ولدها؛ بل كانت موجودة قبله، ومحال تعلق القدرة بجعل الموجود موجودًا في حال بقائه[29].




﴿ يَاأَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ * وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ * فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ * فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ ﴾ [المؤمنون: 51 - 54].

قوله تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًاإلى قوله: ﴿ فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ ﴾هذا خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم وحده؛ إذ لا نبي معه قبله ولا بعده[30].




وقال أبو بكر الصيرفي[31]: هذا خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم وحده؛ إذ لا نبي معه ولا بعده[32].




﴿ وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ ﴾ [المؤمنون: 52].

قوله تعالى: ﴿ وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ ﴾، أي ولأني ربكم فاتقون، فوضع الجملة من المبتدأ والخبر موضع المفعول له[33].




﴿ مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِرًا تَهْجُرُونَ ﴾ [المؤمنون: 67]

قوله تعالى: ﴿ مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِرًا تَهْجُرُونَ ﴾ [المؤمنون: 67]، يعني: القرآن أو المسجد الحرام[34].




﴿ مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ ﴾ [المؤمنون: 91]

قوله تعالى: ﴿ مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ ﴾، تقديره: لو كان معه إله لذهب كل إله بما خلق[35].
يتبع

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 131.87 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 130.16 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.30%)]